تحقيق: نورة حسين
رغم دور الدولة في حماية الأطفال مجهولي الوالدين، سواء بالقوانين، أو الخدمات المقدمة لهم لضمان نشأتهم في بيئة صحية وسليمة، لحين اشتداد عودهم، فإن شريحة من المجتمع ترغب باحتضان هؤلاء الأطفال، سواء بسرية أو علانية، في حين ترفض شريحة أخرى تلك الفئة، لأسباب منها عدم معرفتهم بأصول تلك الفئة، أو طبيعة العلاقة التي أدت إلى ولادتهم، أو حتى تركهم في دور الرعاية، مما يحتم على الجميع عدم التصريح في حال تبني أي طفل، أو حتى التفكير بها من الأساس.
وفي استطلاع للآراء حول الموضوع، ظهرت مبررات حول أسباب القبول أو الرفض، إلا أن جميعها تم الرد عليها، ليبقى هؤلاء الأطفال بين مطرقة القبول وسندان الرفض، ويبقى مستقبلهم مجهولاً إلى حين.
وقالت "ف.ت." إنها لا يمكن أن تحتضن طفلاً مجهول الوالدين، كونها تؤمن بمبدأ "العرق دساس" وكل شخص يعود لأصله إذا سمحت له الفرصة، وهي لا تعرف أصول هذا الطفل وما هي الجينات التي يحملها، والطباع التي من الممكن أن يحملها الطفل، أو تنتقل وراثياً
ورد الأخصائي النفسي، والمرشد الاجتماعي والتربوي د. خالد العلوي، إنه لا يوجد في جينات الإنسان ما يجعله سيئا أو جيدا، وهي جميعها عادات سلوكية يكتسبها الإنسان من بيئته، وبالتالي العادة السيئة تكتسب والعادة الحسنة أيضاً تكتسب، ويكن استبدال جميع الطباع السيئة بالحسنة.
أما عفاف علي، فرفضت الفكرة من الأساس كون هؤلاء الأطفال ليسوا محارم سواء للأبوين، أو حتى الأخوة والأخوات، وهو ما يعني ضرورة التخلي عنهم حين بلوغهم سن الرشد، الأمر الذي يعني ضياع الجهود في غير محلها.
الرد الشرعي ساقه خطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر، أن "ليس هناك ما يمنع أن تأخذ المرأة الأدوية، والهرْمُونات لتدر الحليب؛ فهذا شبيه بالأغذية النافعة، فترضع به طفلاً دون الحَولين، خمس رضعات مشبعات أو أكثر، فتصير أماً له، وأبناؤها إخوة له بالرضاعة".
كما يجوز أن تقوم زوجة أخيها أو أختها بإرضاع ابنها فتصبح خالته أو عمته بالرضاعة فتحل له، أو أن تقوم أخت زوجها أو زوجة أخوه بإرضاع الطفلة إن كانت فتاة ليكون الزوج محرماً لها.
وعلى الجانب الآخر، قالت صفاء جناحي، وهي أم للطفلة "فاطمة" التي احتضنتها، إن دخول فاطمة لحياتهم كان بمثابة الخير لهم، حيث تسهلت كل الأمور منذ البداية، وجلبت السعادة معها إلى المنزل، وأدت إلى تقاربهم وجمعتهم منذ قدومها.
وبسؤالها عن مدى تقبل المجتمع لهذه الفكرة حسب تجربتها، قالت، "لابد أن توجد بعض المضايقات من قِبل البعض سواء تعليقات سلبية حول الشكل ومدى الشبه وغيره، إلا أن "فطومة" تشبهني إلى حد كبير".
وتابعت، "ردود الفعل الإيجابية تأخذ النصيب الأكبر، حيث أنها سرقت القلوب وكل من يراها يحبها سواءً من الأهل أو الأصدقاء أو حتى أناس نصادفهم في أماكن مختلفة".
وأضافت، "أرى أن في وقتنا الحالي يوجد وعي حول هذا الموضوع لكننا مازلنا نحتاج إلى المزيد من قبل الجهات المختصة لتوعية الناس أكثر وأكثر، كما أتمنى أن يكون هناك المزيد من التسهيل والتعاون من الجهات المعنية لتشجيع الناس على الاحتضان".
بدوره، قال د. خالد العلوي، إن الأطفال مجهولي الأبوين يستحقون العيش كبقية الأطفال، حياة طبيعية، حيث لا ذنب لهم فيما وصلوا إليه، ويجب أن يعيشوا في مكانهم الطبيعي".
وتابع، "هذا ما نسعى إلى إيصاله، مهما قدمت الدولة من رعاية واهتمام فلا مكان يعوض الطفل عن المنزل، ولا أفضل من أن يعيش الطفل بين أسرة وأهل ويتمتع بكامل حقوقه الطبيعية كأي طفل آخر، وعلينا جميعاً أن نساهم ونتعاون لحماية حقوق هؤلاء الأطفال وحماية حياتهم بأن يكونوا جزءاً منا ومن أسرتنا".
وأضاف، "نطمح للمزيد من التسهيل والتفتح من الجهات المسؤولة عن الأطفال في ما لا يتعدى على خصوصياتهم بالقيام بالمزيد من الدورات والمحاضرات والفعاليات التي تساهم في نشر ثقافة الاحتضان في مجتمعنا بشكل أكبر وتساعد كل من يرغب في ذلك للحصول على المزيد من المعلومات وتكوين صورة أوضح وأشمل".
رغم دور الدولة في حماية الأطفال مجهولي الوالدين، سواء بالقوانين، أو الخدمات المقدمة لهم لضمان نشأتهم في بيئة صحية وسليمة، لحين اشتداد عودهم، فإن شريحة من المجتمع ترغب باحتضان هؤلاء الأطفال، سواء بسرية أو علانية، في حين ترفض شريحة أخرى تلك الفئة، لأسباب منها عدم معرفتهم بأصول تلك الفئة، أو طبيعة العلاقة التي أدت إلى ولادتهم، أو حتى تركهم في دور الرعاية، مما يحتم على الجميع عدم التصريح في حال تبني أي طفل، أو حتى التفكير بها من الأساس.
وفي استطلاع للآراء حول الموضوع، ظهرت مبررات حول أسباب القبول أو الرفض، إلا أن جميعها تم الرد عليها، ليبقى هؤلاء الأطفال بين مطرقة القبول وسندان الرفض، ويبقى مستقبلهم مجهولاً إلى حين.
وقالت "ف.ت." إنها لا يمكن أن تحتضن طفلاً مجهول الوالدين، كونها تؤمن بمبدأ "العرق دساس" وكل شخص يعود لأصله إذا سمحت له الفرصة، وهي لا تعرف أصول هذا الطفل وما هي الجينات التي يحملها، والطباع التي من الممكن أن يحملها الطفل، أو تنتقل وراثياً
ورد الأخصائي النفسي، والمرشد الاجتماعي والتربوي د. خالد العلوي، إنه لا يوجد في جينات الإنسان ما يجعله سيئا أو جيدا، وهي جميعها عادات سلوكية يكتسبها الإنسان من بيئته، وبالتالي العادة السيئة تكتسب والعادة الحسنة أيضاً تكتسب، ويكن استبدال جميع الطباع السيئة بالحسنة.
أما عفاف علي، فرفضت الفكرة من الأساس كون هؤلاء الأطفال ليسوا محارم سواء للأبوين، أو حتى الأخوة والأخوات، وهو ما يعني ضرورة التخلي عنهم حين بلوغهم سن الرشد، الأمر الذي يعني ضياع الجهود في غير محلها.
الرد الشرعي ساقه خطيب جامع أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر، أن "ليس هناك ما يمنع أن تأخذ المرأة الأدوية، والهرْمُونات لتدر الحليب؛ فهذا شبيه بالأغذية النافعة، فترضع به طفلاً دون الحَولين، خمس رضعات مشبعات أو أكثر، فتصير أماً له، وأبناؤها إخوة له بالرضاعة".
كما يجوز أن تقوم زوجة أخيها أو أختها بإرضاع ابنها فتصبح خالته أو عمته بالرضاعة فتحل له، أو أن تقوم أخت زوجها أو زوجة أخوه بإرضاع الطفلة إن كانت فتاة ليكون الزوج محرماً لها.
وعلى الجانب الآخر، قالت صفاء جناحي، وهي أم للطفلة "فاطمة" التي احتضنتها، إن دخول فاطمة لحياتهم كان بمثابة الخير لهم، حيث تسهلت كل الأمور منذ البداية، وجلبت السعادة معها إلى المنزل، وأدت إلى تقاربهم وجمعتهم منذ قدومها.
وبسؤالها عن مدى تقبل المجتمع لهذه الفكرة حسب تجربتها، قالت، "لابد أن توجد بعض المضايقات من قِبل البعض سواء تعليقات سلبية حول الشكل ومدى الشبه وغيره، إلا أن "فطومة" تشبهني إلى حد كبير".
وتابعت، "ردود الفعل الإيجابية تأخذ النصيب الأكبر، حيث أنها سرقت القلوب وكل من يراها يحبها سواءً من الأهل أو الأصدقاء أو حتى أناس نصادفهم في أماكن مختلفة".
وأضافت، "أرى أن في وقتنا الحالي يوجد وعي حول هذا الموضوع لكننا مازلنا نحتاج إلى المزيد من قبل الجهات المختصة لتوعية الناس أكثر وأكثر، كما أتمنى أن يكون هناك المزيد من التسهيل والتعاون من الجهات المعنية لتشجيع الناس على الاحتضان".
بدوره، قال د. خالد العلوي، إن الأطفال مجهولي الأبوين يستحقون العيش كبقية الأطفال، حياة طبيعية، حيث لا ذنب لهم فيما وصلوا إليه، ويجب أن يعيشوا في مكانهم الطبيعي".
وتابع، "هذا ما نسعى إلى إيصاله، مهما قدمت الدولة من رعاية واهتمام فلا مكان يعوض الطفل عن المنزل، ولا أفضل من أن يعيش الطفل بين أسرة وأهل ويتمتع بكامل حقوقه الطبيعية كأي طفل آخر، وعلينا جميعاً أن نساهم ونتعاون لحماية حقوق هؤلاء الأطفال وحماية حياتهم بأن يكونوا جزءاً منا ومن أسرتنا".
وأضاف، "نطمح للمزيد من التسهيل والتفتح من الجهات المسؤولة عن الأطفال في ما لا يتعدى على خصوصياتهم بالقيام بالمزيد من الدورات والمحاضرات والفعاليات التي تساهم في نشر ثقافة الاحتضان في مجتمعنا بشكل أكبر وتساعد كل من يرغب في ذلك للحصول على المزيد من المعلومات وتكوين صورة أوضح وأشمل".