في حرص منها على استقطاب مختلف الميول الشبابية العملية والفنية واستثمارها لتنسجم مع رؤى البحرين الاقتصادية؛ أعدت مدينة شباب 2030 والتي تنظمها وزارة شؤون الشباب والرياضة، مؤسساتها التدريبية لاستيعاب المواهب والاهتمامات الشبابية، وذلك ضمن مساعيها لتحويل كل منها إلى استثمار يفتح للمهتمين فرصة العمل الحر في تلك المجالات ويمكنهم من التأثير على المجتمع بطرقهم المغايرة، والتي تسهم في التنمية الحضارية والاقتصادية.
وتعد المؤسسة الرياضية "Victorious " إحدى المؤسسات التي تفردت بإضافتها الحيّة للمدينة، إذ إنها حولت النشاط البدني إلى عمل يمكن الاستفادة منه كمشروع خاص يضيف فرصة للشباب في سوق العمل اليوم. إن تطبيق الرياضة في هذه المؤسسة التدريبية تدرج عبر عدة مشاريع يمكن للمشاركين الانضمام إليها حسب فئتهم العمرية.
وفي هذا الصدد تقول، مشرفة البرامج الصباحية شيخة بطي، الدافع من وراء المؤسسة الرياضية أنها "جاءت استجابة لتطوير القطاع الشبابي والرياضي بالمملكة، خاصة وأن التوجهات العالمية في هذا المجال تتجاوز دور الهواية أو الممارسات الاعتيادية إلى مفاهيم الاستثمار والريادة وتحقيق الذات. وهو ما نسعى لتفعيله وتعميقه في المجتمع المحلي عموماً ولدى الشباب على وجه التحديد، من أجل الارتقاء به من المفهوم السائد إلى الاحتراف والتمكين".
وأردفت: "هنالك العديد من الفرص الاستثمارية التي تتصل بالشباب والرياضة، حيث بالإمكان إيجاد العديد من الفرص الاقتصادية والريادية ذات الصلة من خلال بيئة محفزة وملهمة تنسجها فضاءات المدينة، ويأتي هذا التوجه لما لهذه المجالات من إسهامات فاعلةٍ في تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة على صعيد الصحة والتعليم الجيد، بالإضافة إلى تحقيق مبدأ المنافسة الذي يعد أحد أهم مبادئ الرؤية الاقتصادية 2030".
وفي هذه المؤسسة التدريبية يقدم أول مشروع للناشئة من سن 9 وحتى 14 عاماً، فيما يقدم مشروع "Sports Volunteering & Social Change Team " بالتعاون مع أكاديمية" Swiss Academy for Development" للفئة العمرية ما بين 15-29 سنة.
ويرتكز هذا المشروع على إحداث التغيير في المجتمع، حيث يقوم بتعليم المشاركين كيفية إعداد الفعاليات الرياضية وربطها بالمجتمع حولهم، مما يكون لديهم مهارات الإعداد لمختلف الفعاليات الرياضية والاجتماعية ويجعلهم قادرين على خلق الوعي الرياضي في المجتمع من حولهم. إضافة إلى مشروع "Exercise Coaching" الذي يقوم بالتركيز على المهارات القيادية في إعداد مجموعة من المدربين الرياضين القادرين على إدارة التمارين الرياضية للمجموعات، من خلال اتباع الأساليب والسلوكيات الرياضية الصحيحة.
إلا أن المؤسسة تتوج هدفها في مشروع "Sports Management" بالتعاون مع مكتب اليونيدو الذي يعد المشارك لخوض مرحلة متقدمة، فهو يعمد إلى تمكين المشاركين من إعداد مشروع رياضي تجاري لريادة الأعمال أو لأحد الأندية أو المنظمات الرياضية في المملكة، ويتطرق إلى الجانب الإداري في المجال الرياضي ويعد المشاركين للانطلاق في هذا المجال بشكل احترافي من خلال جلسات نقاش مع أصحاب الخبرة في مجال ريادة الأعمال وعرض تجارب ومشاريع رياضية حية.
وأضافت شيخة بطي، هناك بعض التحديات التي تواجه الرياضي في تحويل قدراته إلى عمل مثمر، وقالت: "يحتاج الشباب إلى التوجيه والإرشاد وتوفير البرامج والشهادات الاحترافية، بالإضافة إلى فتح فرص عمل لاكتساب الخبرة في مجالات عدة وإيجاد فرص لتبادل الخبرات داخل وخارج البحرين، وهو ما تسعى مدينة شباب 2030 لتحقيقه من خلال برامجها المتنوعة".
وقد تميزت المؤسسة بمشاريعها القائمة على أيدي خبراء ومتخصصين في المجال الرياضي من داخل وخارج البحرين، وأحدها مشروع" SH1FT " الذي يقدم للذكور فقط في تقنية "shift" التدريبية، والتي هي عبارة عن تقنية تدريبية رياضية في اللياقة البدنية ذات شدة عالية. إلى جانب مشروع "Mix Sports" الذي يهتم بإكساب المشاركين المهارات اللازمة عبر ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية.
والجدير بالذكر، أن مدينة شباب 2030 تمنح المشاركين في نهاية البرنامج شهادات احترافية مقدمة من سويسرا وبريطانيا، وهو ما يرسخ للتعاون بين مدينة شباب 2030 والمؤسسات العالمية التي تتيح للشباب الانضمام للمسار الرياضي بفرص أكثر أهميةً وتميزاً.
وقد جاء هذا التنسيق بالتعاون مع "تمكين" الشريك الاستراتيجي لمدينة شباب 2030 والذي يدعم احتياجات الشباب لخلق فرص عمل وتمكين الشباب. بالإضافة إلى دعم المشاريع المتميزة، حيث تم توفير منصة خاصة بهم في المدينة للترويج عن المشاريع الشبابية البحرينية.
يذكر أن مبادرة المؤسسة الرياضية تعتبر منهجاً داعماً للاقتصاد ونمو الحركة الشبابية والرياضية بالمملكة.