ياسمين العقيدات



أكد فائزون لمسابقة حملة "ترا عادي" أن مشاركتهم في هذه المسابقة لتوصيل رسالةبأن نظرة المجتمع لا تهم، و أن الأمراض النفسية تساوي الأمراض العضوية ولا يجب الخجل من الذهاب إلى استشاري أو طبيب نفسي للمعالجة , و كان موضوع المسابقة المطروح جاذب جداً ويحتوي على رسالة مهمة جداً للمجتمع والمرضى .

قال محمد جاسم الحاصل على المركز الأول في مسابقة حملة "ترا عادي" أن الفيلم الذي قدمته مدته دقيقتين تقريباً و يشرح حالة مريض في العشرينيات من العمر يعاني من الهلاوس السمعية و صراع داخلي شديد، أدى إلى حبس نفسه في قوقعة الوهم رغم محاولة المقربين منه إخراجه من هذه الحالة , و أضاف أن المشاركة جاءت بقرار سريع، إذ علمت بالمسابقة قبل أسبوع فقط من موعد التسليم، و هذا الأسبوع كان يتخلله عيد الفطر المبارك، و لهذا كان الوقت ضيقاً جداً ،و لكن الموضوع و الهدف الذي تتمحور حوله المسابقة، كان فخماً للغاية، و شدني بقوة لتقديم محتوى يخدم في هذا الجانب و لو بالشيء البسيط."

و أضاف " ليس لدي الدراية الكافية في هذا المجال، و لكن من خلال معرفتي الشخصية ببعض المعارف الذين يعانون من هذه الأمراض و لا يفضلون التعالج بسبب التخوف من من نظرة المجتمع التي لابد أن تتبدل، فالمريض النفسي لا يختلف عن المريض الذي يعاني من علة في جسده، كلاهما يحتاج لطبيب ليساعده على التعافي من علته، و هذا ما تبين للمشاهد في نهاية الفيلم، و البعض منهم يقول: أنا صاحب العلة و أي أذى سيصيبني أنا اتحمله لوحدي، و هذا أكبر خطأ، فلست وحدك من يعاني، إنما عائلتك و أصدقاؤك و كل أحبائك يعانون معك.

و قالت فاطمة يوسف الحاصلة على جائزة أفضل عشرة متميزين في المسابقة تقديمي للصورة الفوتوغرافية كانت تحتوي على معاني عميقة جداً و العوامل التي من الممكن أن تؤثر عليه من الجوانب الاجتماعية و تساهم في تراجع علاجه .

و أضافت حاولت إيصال رسالتي عبر الصورة التي قدمتها حيث كانت إحدى يديه على فمه، و كأنها تحاول منعه من الصراخ، و كان مخطوطاً عليها بعض العوامل كالخجل و كلام الناس , كما تظهر يده الثانية و هي كاليد المعذبة التي عليها آثار الكدمات، و هذا يدل على التعذيب بالإضافةإلى السكينة التي تحاول قطع اليد التي تكتم صراخها , فالسبب الذي جعلني أشارك في المسابقة، هو إعجابي الشديد في زاوية الموضوع المطروح بصغر تفاصيله و لكن عمق الموضوع كبير جداً و أوسع موضوع كان و لا زال في عراك مع هذا المجتمع، و من واجبنا القتال بجانب صفوف المرضى .

و قالت أروى السيد الحاصلة على المركز الثالث في المسابقة , أن قصتي القصيرة التي كانت تحمل عنوان "حينما طرقت باب قلبي " وكانت القصة الوحيدة الفائزة ضمن المراكز الأولى ضمن ٢٦ قصة أخرى مشاركة , حيث كانت القصة تتحدث عن معاناة سيدة يتركها زوجها بسبب معانتها من المرض النفسي إلى أن امتلكت الشجاعة للذهاب للعلاج عند الطبيب النفسي لتبدأ بعدها من جديد حياة أخرى سعيدة وصحية.

و أضافت "أن مشاركتي في المسابقة كانت بسبب انجذابي الكبير للمحتوى المطروح، و احتوائها على رسالة مهمة جداً بسبب نظرة المجتمع المخيفة للمريض النفسي، منها نظرة الشفقة أو حتى السخرية , فالمرض النفسي هو كباقي الأمراض العضوية له سبب وله علاج، وأعتقد حان الوقت أن نتعامل مع الموضوع بشجاعة وأن لا يخجل أي شخص من معانته من المرض النفسي وبحثه عن العلاج".

بنما قالت "أن رسالتي هي تماما مثل عنوان المسابقة "ترى عادي" فلا يجب أن ننكر وجود المرض النفسي ولا يوجد داع لأن نتردد من زيارة الطبيب النفسي للحصول على الراحة النفسية والعلاج المناسب فالمجتمعات المتطورة تؤمن بأهمية الصحة النفسية لتطور ونماء المجتمع ومؤسساته.

و قالت فجر سليمان الحاصله على جائزة أفضل عشرة متميزين في المسابقة، "أن مشاركتي كانت عبارة عن قصة قصيرة بعنوان "نور تبحث عن نور" و محتواها عن فتاة تعرضت لضغوطات نفسية وفقدت النور الذي كانت تعيش فيه فوجدت نفاسها في ظلام الأفكار والوحدة والحزن وكانت في أمس الحاجة لمن يساعدها ويرشدها للطريق" .

و أضافت "أن من اهتماماتي مساعدة الناس في حل مشاكلهم و خاصةً زميلاتي في المدرسة و تشجيع خالتي، و هي أخصائية نفسية، و كانت من أهم أسباب مشاركتي في المسابقة، فهي تحاول دائماً توعيتنا في هذا الجانب , ولا ننسى أن الاضطرابات النفسية موضوع حساس ولا يتقبله المجتمع من حولنا بسهولة , و رسالتي للمجتمع أن اللجوء للطبيب النفسي ليس بمخجل، أو مهين، بل على العكس نحتاج إلى من يساعدنا ويفهمنا ويحل مشاكلنا وخاصة ونحن طلبة نريد أن نسمع النصيحة ممن لديهم تجربة .

و قال أحمد النشمي الحائز على جائزة أفضل عشرة متميزين في المسابقة" أن قصتي القصيرة التي شاركت فيها كانت بعنوان "خارج الأسوار" و الرسالة التي استوحتها، هي إظهار مدى الحاجة إلى زيارة الطبيب النفسي عند الحاجة الماسة لذلك ومدى طيب النتائج التي يخرج منها المراجع بعد زيارة الطبيب, و تمحورت القصة حول ريم التي ضاقت بها الأرض بما رحبت عندما أشيع عنها ما أشيع ومدى تغير البيئة التي من حولها ، مما أدى ذلك إلى زيارتها طبيبة نفسية لإخراج البوح الذي طال كتمانه .

و أضاف "أن هذه المسابقة لها أهمية في مجتمعنا وخصوصًا عندما يأتي الحديث حول الطب النفسي، مما دفعني ذلك إلى المشاركة , و أن الموضوع بانتشاره الواسع في المجتمع و نظرة الناس للمريض النفسي تحتاج إلى توعية كبيرة و مثل هذه المسابقة تخدم هذا الغرض ، و رسالتي أن زيارتك للطبيب النفسي قد تخرج البوح الذي طال كتمانه، وقد تشفي الغليل الذي كان له أثر كبير على حياتك، لن تصبح مريضًا نفسيًا عندما تزور الطبيب النفسي ولكن تذكر صحتك النفسية أهم بكثير من كلام الناس وقولهم".