قالت المستشارة النفسية عائشة الشيخ، إن العنف يصنف ضمن الأمراض النفسية التي تحتاج إلى علاج و إعادة تأهيل نفسي و برمجة السلوك. مؤكدة أنه يعد من أخطر الأمراض النفسية التي تسيطر على المجتمعات حالياً، وأشارت إلى أنه يعرف بـ"ممارسة أي نوع من الأذى النفسي أو العاطفي أو الجسدي واللفظي أو الهيمنة أو تهديد الأشخاص".
وأضافت أن عدد زيارات مثل هذه الحالات في عيادتي ليس بعدد قليل أبداً وأستطيع القول إن هذه الحالات تردني يومياً في العيادة وأكثرهم من يعانون من مشاكل أسرية ليتضح بعد ذلك أن سببها الرئيس هو التعنيف والضرب والتهددي والترهيب.
وأضافت أن أسباب العنف عديدة منها النفسية كتعرض لعنف سابق في مرحلة الطفولة أو أسباب تتعلق بنمط الشخصية كالشخصيات الحادة أو سريعة الغضب أو لديها عقد نفسية كالاضطهاد، بالإضافة إلى من يتناولون المسكرات كالكحول أو المخدرات، والضغوط النفسية في العمل، وضنك المعيشة، وانتشار مفاهيم خاطئة في المجتمع تسبب ظاهرة العنف مثل اعتبار أن الزوجة والأولاد ضمن الممتلكات الشخصية واستخدام أسلوب التعنيف بهدف التربية.
وأضافت أن حالات العنف تظهر في سن مبكر جداً والأغلبية عند سن الإدراك الاجتماعي ما بين 2 – 12 عندما يبدأ الطفل في التعبير عن رأيه وأحياناً في رفض الإنصات إلى الوالدين أو المربيين، وأشارت إلى أنه يستخدم أيضاً في مراحل ما قبل المدرسة بين الأخوة وبعد دخوله المدرسة يتحولون إلى متنمرين حيث يعتبر أن له الأحقية في تعنيف من هو أصغر حجماً منه أو أضعف.
وأوضحت، "لهذا يتطلب الأمر في البداية التوصل لجذور المشكلة والأسباب الرئيسة لتبني العنف كأسلوب للتعامل لديةـ وبعد ذلك استخدام ما يتناسب من أسلوب علاجي للمشكلة، ومن الأضرار التي تحصل لمن تعرض للعنف فقدان الثقة في النفس وفي الآخرين والأضرار الجسدية كالعاهات والإصابات الخطيرة بالنسبة للأطفال وسيطرة الكوابيس عليه والانتكاسات السلوكية كالتبول اللا إرادي والعزلة الاجتماعية والوصول في بعض الأحيان إلى الاكتئاب ومحاولة الانتحار و الاستسلام القاتل في حين استمر التعنيف لفترة طويلة.
وعن تعريف الشخصية العنيفة تقول المستشارة عائشة الشيخ، هي شخصية سيكوباثية عدوانية سريعة الغضب والانفعال تسقط غضبها على من حولها من أشخاص أو حيوانات أو جماد كأثاث المنزل لتفزع الآخرين وأصبحت من الظواهر الواضحة واسعة الانتشار مؤخراً نتيجة لعوامل كثيرة نذكر منها التأثر بالمشاهدة العنيفة عبر التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد تكون سلوك تقليدي لما يشاهده الطفل في بيئة المنزل عندما يصبح العقاب والضرب وسيلة من وسائل التفاهم والتربية والتوجيه.