شكا مواطنون من نقص حاد في تطعيمات مرض التهاب السحايا أو الحمى الشوكية "السحائي" بمجمع السلمانية الطبي والمراكز الصحية.

وطالبوا في تصريحات لـ"الوطن" بضرورة توفير هذه التطعيمات بشكل عاجل وفوري نظراً لأهميتها الشديدة على صحة المواطن والمقيم، فضلاً عن الحجاج.

فيما أعرب عدد من المواطنين عن مخاوفهم الشديدة مع النقص الحاد في هذا النوع من التطعيمات، لافتين إلى اقتراب موسم الحج وحاجة الكثيرين من المصابين بأمراض مزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة لأخذ الأدوية اللازمة لهذه الحالات خلال فترة تواجدهم في الديار المقدسة.

وكان نواب ومسؤولون قد صرحوا مؤخراً بأن بعض الأدوية منتهية الصلاحية أو حتى تالفة، وبعضها الآخر، يحتوي على حشرات دواء غير موجود، وأن كل هذه المشاكل تدل على وجود قصور في أداء الواجب وعلاج ذلك القصور لا يكون بشراء الأدوية بل ببتر الخطأ.

وتساءلوا: "هل يعقل عدم وجود أدوية ضرورية في المستشفيات، كدواء الضغط أو السكر، مشيرين إلى أن بعض تطعيمات الأطفال لم تعد موجودة".

وقال المواطن عبدالله الدوسري، إن آخر شيء يمكن أن نتوقع أن تصبح فيه مشكلات نقص وندرة هي التطعيمات الأساسية، مثل تطعيم السحائي. وأضاف "إن هذا التطعيم من التطعيمات الموسمية التي ينبغي توفيرها في مجمع السلمانية الطبي والمراكز الصحية كافة في هذه الفترة من كل عام"، مشيراً إلى أن الأهمية لتطعيم السحائي تتعاظم نسبة لدخول موسم الحج، الذي يختلط فيه حجاجنا بحجاج كثير من الدول الأخرى في المشاعر المقدسة، ويكون الحجاج عرضة للسحائي في أي وقت أثناء أداء المناسك وأي مكان من المشاعر المقدسة، مؤكداً أن السلطات الصحية في المملكة العربية السعودية تقوم بواجباتها في الحج كما ينبغي وأكثر ولكن هذا لا يعني بحال من الأحوال أن يذهب حجاجنا من دون تطعيم.

وشدد الدوسري، على أهمية العمل بشكل عاجل وفوري لتوفير هذه المستحضرات وأمثالها قبل فترة من حاجة الاستخدام الموسمي لها.

فيما ذكرت المواطنة أم عباس، أنها عازمة على التوجه للحج هذا الموسم، ولكنها للأسف ستذهب من دون التطعيم ضد التهاب السحائي، وأشارت إلى أنها من أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم، كما أن زوجها يعاني من أمراض القلب والجهاز التنفسي المزمنة.

وأضافت: "وبذلك نكون من أكثر الحجاج الذين يلتزمون بمراعاة القواعد الصحية كافة والنصائح الطبية، غير أن نقص لقاحات التهاب السحائي يجعلنا غير مطمئنين، والأصل أن تكون تمام استطاعتنا للحج بتمام العافية ووضع كل الاحتياطات اللازمة للأمراض"، مشيرة إلى أنه "بالرغم من جواز حجنا بعد الاستفتاء، إلا أنه تبقى في الحلقة غصة من مثل تلك العوارض".

وأعربت أم عباس عن أملها أن تتوافر اللقاحات اللازمة خلال الأيام المقبلة، حتى يستفيد منها الحجاج وغيرهم من المواطنين والمقيمين وقاية لأنفسهم من المرض.

بينما قالت المواطنة أم محمد، بأنها تفاجأت بأن مجمع السلمانية الطبي لا تتوفر فيه اللقاحات اللازمة للتطعيم ضد السحائي، مشيرة إلى "أننا في موسم السحائي وموسم الحج". وتساءلت أم محمد: "كيف يمكن أن نقابل الصيف وحرارة الشمس من دون اللقاحات الواقية من السحائي؟ وأين الحملات التوعوية والإرشادية التي يفترض أن تواكب توفير لقاحات السحائي، للتعريف بأعراض المرض حتى يتثقف بها المواطن والمقيم؟ أليست الوقاية خيراً من العلاج، وتكليف الدولة مصاريف أدوية ومعالجات مختلفة جراء نقص واحد من اللقاحات الأساسية؟".

وطالبت أم محمد بأهمية التعامل مع مثل تلك التطعيمات بخطط سنوية واضحة، تجنباً لمثل تلك الأزمات المحرجة.

من جانبه، أكد المواطن عبدالعزيز العبدالله، أن نقص تطعيمات السحائي في مجمع السلمانية الطبي والمراكز الصحية في المحافظات، يعني أن هذا التطعيم ليس من الأولويات لدى وزارة الصحة، أو ربما يكون النقص ناتجاً من سوء إدارة في مخازن ومستودعات الأدوية، وبالتالي الجهات المعنية بتوزيع اللقاح على مجمع السلمانية الطبي والمراكز.

وبين العبدالله: "وفي كلا الحالتين المسؤولية تقع على عاتق الصحة التي لا تعبأ كثيراً بمحاسبة المسؤولين المتكاسلين لديها"، محذراً من مغبة أن تشهد البحرين حالة إصابة تكون ناتجة عن عدم وجود اللقاحات في صيدليات وزارة الصحة، مشيراً إلى الحجاج الذين يكونون في مثل هذه الأيام في حاجة ماسة للتطعيم قبل الخروج في حملات الحج.