قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، إن مركز زوار موقع طريق اللؤلؤ سيثري قلب مدينة المحرّق وسيشكل مركزاً ثقافياً متكاملاً يتواصل مع كافة أفراد المجتمع، مشيرة إلى أنه سيساهم في تعزيز الهوية الوطنية البحرينية، ويحافظ على الإرث الوطني للمملكة.وقالت "إننا نحافظ على تراثنا الحضاري والإنساني ونروّج له في أرجاء العالم كله، فهذه طريقتنا في التعريف بأوطاننا وصورتها الأجمل".وأضافت الشيخة مي: "موقع طريق اللؤلؤ الذي شهد على حقبة اقتصادية هامة من تاريخ البحرين، سيكون الشاهد الجديد على قدرة مملكتنا على صنع التنمية المستدامة وسيستقبل الزوار من العالم ليعرفهم على كنوز البحرين الثقافية".جاء ذلك خلال زيارتها موقع طريق اللؤلؤ بالمحرّق، برفقة عدد من كوادر ومهندسي الهيئة، وذلك لإلقاء نظرة عن كثب على آخر تطورات العمل على المشروع ومركز زواره.وأوضحت أن مركز زوار موقع طريق اللؤلؤ سيثري قلب مدينة المحرّق وسيشكل مركزاً ثقافياً متكاملاً يتواصل مع كافة أفراد المجتمع، مشيرة إلى أنه سيساهم في تعزيز الهوية الوطنية البحرينية، ويحافظ على الإرث الوطني للمملكة.ومن المخطط أن تنجز هيئة البحرين للثقافة والآثار مركز زوار موقع طريق اللؤلؤ نهاية شهر نوفمبر المقبل، حيث يفتتح برعاية كريمة وسامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بتزامن مع اجتماع وزراء الثقافة للعالم الإسلامي في المحرّق عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2018.ويقع مركز الزوّار الرئيسي لموقع طريق اللؤلؤ بين العمارات التاريخية في السّوق القديم لمدينة المحرّق. وتم تصميم المبنى على شكل هيكل بسقف واحد يوفر الحماية لأطلال عمارة يوسف علي فخرو التي تم بناؤها في ثلاثينيات القرن العشرين، إضافةً إلى توفير مساحة عامة لتجمّع الزوار والسكّان المحليين.وستقوم سلسلة من 15 برجاً هوائياً بتلطيف الأجواء تحت السقف الذي تحمله منظومة هندسية مكونة من أعمدة مصممة لتتباين مع الأطلال الأثرية. كما سيوفر المبنى مدخلاً مميزاً لطريق اللؤلؤ يربط ما بين شارع 10 وشارع التجّار والسوق التاريخي للمحرّق.ويستهدف مركز زوار طريق اللؤلؤ شريحة واسعة من الجمهور، وسيكون بمثابة مركز مجتمعي يحتوي على مساحة للمعارض وأماكن مخصصة للأطفال وإقامة ورش العمل، فضلاً عن احتوائه أرشيفاً لتراث اللؤلؤ ومكتبة ومرافق لعقد المؤتمرات.يذكر أن موقع "طريق اللؤلؤ، شاهد على اقتصاد جزيرة" ويعد موقعاً متسلسلاً يشهد على آخر حقبة من تاريخ اقتصاد صيد اللؤلؤ في الخليج العربي الممتد لحوالي سبعة آلاف سنة، وقد تم إدراجه على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو في يونيو 2012 م. تمثل الشواهد المكانية والمعمارية للاقتصاد المعتمد على اللؤلؤ في المحرق والمياه الواقعة شمالي البحرين آخر المعالم المتبقية التي تسرد حكاية صيد اللؤلؤ والتقاليد والحياة الثقافية المتصلة به.وعلى الرغم من تراجع هذا النظام الاقتصادي مع تقدم الزمن، إلا أن شواهده وآثاره لا تزال حاضرة حتى يومنا هذا بحكاياتها وقصصها التي تجسّد مصدراً رئيسياً للتعرف على الهوية الثقافية البحرينية.وتسهم في سرد هذه الحكاية ثلاث هيرات وساحل يقع أقصى جنوب المحرق، إضافةً إلى 16 مبنى أثري داخل مدينة المحرق تم إعادة توزيعها جميعاً على 11 مجمعاً، يوضح كل واحد منها أحد فصول الحكاية، منذ حياة الغواص وإلى تجارة اللؤلؤ. وكل تلك التفاصيل الحيوية تتصل فيما بينها بطريق يصل طوله إلى أكثر من 3 كيلومترات.