- وكيل الامين العام للأمم المتحدة: المنتدى فرصة لمناقشة التحديات الحالية التي تواجه العالم واكتشاف كيفية التعامل معها
-الزياني المنتدى جاء في الوقت المناسب لجعل العالم مكاناً ًأفضل للأجيال القادمة
- رئيس معهد الأمن العالمي: أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تقدم رؤى مشتركة حول الاوضاع في المنطقة
حققت مبادرة مملكة البحرين بتنظيم منتدى "رؤى البحرين.. رؤى مشتركة لمستقبل عالمي ناجح"، الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بتنظيم من ديوان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، بالتعاون مع معهد الأمن العالمي، صدىً كبيراً وتفاعلاً ايجابياً من جميع المشاركين والمتابعين، الذين أكدوا تقديرهم لدور البحرين في تحقيق التقارب والتعاون الدولي، الذي يعزز من نشر السلام وترسيخ الأمن والاستقرار ودعم جهود التنمية المستدامة في مختلف أنحاء العالم.
وجاءت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، التي وجهها إلى المنتدى لتحدد بوضوح سياسة مملكة البحرين تجاه قضايا الأمن والسلام والتنمية، وعبرت بجلاء عن الرؤى التي يتبناها سموه لكل ما يحقق السلام والخير للبشرية، وحملت كلمة سموه عدة رسائل، أبرزها:
أولاً: توجيه أنظار المجتمع الدولي، إلى العمل بشكل دؤوب من أجل بسط السلام وتوفير الأمن في المناطق التي تعاني من الصراعات، باعتبار ذلك بداية حقيقية للنهوض والتنمية والحفاظ على مكتسبات الدول والشعوب، وهي رؤية دائماً ما يركز عليها سموه ويكررها في مختلف المناسبات، لإيمان سموه المطلق بأن الأمن والتنمية متلازمان، وبناء على ذلك جاءت دعوة سموه إلى التحرك العاجل ومد يد العون لنزع فتيل الأزمات في مختلف المناطق، والاتفاق على رؤية شاملة للتنمية من أجل الانسان ولخير البشرية.
ثانياً: تجديد التأكيد على موقف مملكة البحرين الراسخ والمستقر في أهمية أن يسود السلام والاستقرار مختلف مناطق العالم، وأنها تشارك وتدعم أي جهد دولي غايته إحلال السلام الدائم والعادل في كافة أرجاء الأرض، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط لإنهاء ما تعيشه شعوب هذه المنطقة تحديداً من أوضاع مأساوية جراء الحروب والنزاعات.
ثالثاً: التحذير من خطورة التحديات الناجمة عن النزاعات العرقية والطائفية، والأطماع التوسعية، والإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، في استنزاف مقدرات الدول والشعوب ومزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، وهو الأمر الذي يجعل حاضر ومستقبل البشرية على المحك ما لم تتحد الإرادة الدولية لمواجهة تلك التحديات واجتثاث أسبابها.
رابعًا: تذكير العالم، وفي مقدمته منظمة الأمم المتحدة، بمسؤوليته الأخلاقية والإنسانية في ابتكار الآليات ووضع الخطط التي تكفل معالجة كافة التحديات، وحل الأزمات من أجل ضمان ارساء سلام دائم وعادل، والقضاء على أسباب التوتر الذي تشهده العديد من مناطق العالم.
خامساً: التأكيد على دعم مملكة البحرين الدائم لأهداف التنمية المستدامة التي اعتمدتها الأمم المتحدة عناصر أساسية في أمن واستقرار ورخاء العالم، وأن البحرين ترتكز في ذلك الدعم على ما حققته من قصص نجاح في إنجاز غالبية هذه الأهداف وفق استراتيجيات وخطط متكاملة للتنمية والتطوير.
سادساً: تعريف العالم بحقيقة أجواء التعايش والانفتاح و التنوع الحضاري والثقافي التي تتميز بها مملكة البحرين عبر التاريخ، وكيف أن ذلك يمثل مصدر قوة في تماسك وتلاحم المجتمع البحريني، إضافة إلى تسليط الضوء على ما حققته المملكة من نجاحات فى الحفاظ على معدلات النمو رغم التحديات الاقتصادية التي تواجه المنطقة، ومسارات النهوض التي تواصل الحكومة المضي فيها لتطوير البنية التحتية وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين في مختلف المجالات.
ولفت منتدى رؤى البحرين، أنظار المجتمع الدولى لما حمله من أهمية بالغة، في ظل التحديات الراهنة التي يعيشها العالم، إذ يعد المنتدى بمثابة شهادة على الرؤية المستقبلية لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، وحرصه على مشاركة المجتمع الدولي في جهوده لمواجهة التحديات العالمية، واستشراف السبل الكفيلة بتحديد المسارات المستقبلية التي تضمن استدامة السلام والتنمية لصالح المجتمعات.
إن ما توليه مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى ملك، من اهتمام بقضايا الأمن والسلام والتنمية المستدامة، الذي يدفعها بشكل مستمر إلى تحفيز وحشد الجهود من أجل أن يعم السلام في العالم جاء منتدي البحرين في نيويورك في هذا الإطار لكي تنعم الإنسانية بالرخاء والاستقرار، إذ مثل المنتدى مبادرة بحرينية للتأكيد على أن المدخل الأول لاستتباب الأمن والاستقرار ومن ثم النهوض والتنمية، هو تحقيق السلام الشامل والعادل، وهو ما يترجم سياسة مملكة البحرين وتوجهاتها نحو ترسيخ الأمن والسلام في العالم.
وعكس حجم الحضور للمنتدى من كبار الشخصيات الأممية والدولية ومنهم أمينة محمد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ماريا غريسيس، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط ، ووزير الخارجية، الشيخ خالد بن أحمد بن محمدآل خليفة، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، د. عبداللطيف بن راشد الزياني، وعدد كبير من المسؤولين ورجال السلك الدبلوماسي ورجال الصحافة والإعلام، مدى أهمية المنتدى، وحيوية الموضوعات التي ناقشها التي تركز على أهمية التعاون الدولي، والتواصل والنقاش من أجل الوصول إلى حلول مثلى تسهم في نشر ثقافة الأمن والسلام بين مختلف الشعوب.
وتكشف الرغبة التي أبداها الحضور والمشاركين في المنتدى، في أن يتم تثبيت موعد المنتدى سنوياً في نفس توقيت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دليل على نجاحه في تحقيق أهدافه كمنبر للنقاش، وطرح الرؤى والأفكار المرتبطة بالقضايا والتحديات المتعلقة بمستوى الحياة المعيشية والرفاة والصحة والسلام العالمي والاستقرار وغيرها، وهو الأمر الذي تجسد في التصريحات الإيجابية التي أطلقها المشاركون في المنتدى والحضور،الذين أشادوا بمملكة البحرين على جهودها الداعمة للسلام، وأكدوا أن المنتدى جاء في الوقت المناسب، مع تعاظم شدة التحديات التي يمر بها العالم ويمثل مساهمة فاعلة وإضافة إيجابية من مملكة البحرين في معالجة قضايا العالم الملحة، ويمكن هنا استذكار بعضا من هذه التصريحات:
* وكيل الامين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، رأت أن المنتدى فرصة لمناقشة التحديات الحالية التي تواجه العالم واكتشاف كيفية التعامل مع التهديدات المتداخلة التي تعوق إقرار السلام وتحقيق التنمية.
* الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف بن راشد الزياني، أكد أن المنتدى جاء في الوقت المناسب، ويسهم في تعزيز الرؤية المشتركة لكل من حكومة مملكة البحرين ومعهد الأمن العالمي لجعل العالم مكانا أفضل للأجيال القادمة.
* رئيس معهد الأمن العالمي، جوناثان غرانوف، أكد أن مثل هذه الفعاليات، تسهم في تقدم رؤى مشتركة حول الاوضاع في المنطقة، مؤكداً أن هذا الدعم الذي قدمه سموه هو دليل استشعار سموه لأهمية التعاون الدولي والتواصل والنقاش من أجل الوصول إلى حلول مثلى تسهم في نشر ثقافة الأمن والسلام بين مختلف الشعوب.
وإلى جانب المنتدى الناجح الذي نظمته البحرين، فقد أعلن رئيس لجنة "جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة"، الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة عن اختيار الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون للفوز بنسخة الجائزة لعام 2018، وهي الجائزة التي تعد تكريساً لجهود صاحب السمو رئيس الوزراء، في دعم المبادرات الدولية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تشجيع وتحفيز الأفراد أو المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ذات الاسهام في تحقيق هذه الأهداف على المستويات الوطنية أو الإقليمية أو الدولية، للارتقاء بالأوضاع المعيشية للبشر في مختلف أنحاء العالم.
وأكد الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة، في كلمته أن الجائزة تعكس سياسة مملكة البحرين ومدى حرصها على مشاركة المجتمع الدولي جهوده في مجال التنمية المستدامة، من أجل عالم تعيش شعوبه في استقرار ورخاء في ظل التحديات التي تشهدها العديد من المناطق.
ولاقى اختيار بان كي مون، للفوز بـ "جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة" لعام 2018 ، استحساناً دولياً كبيراً وذلك تقديرًا للجهود الكبيرة التي بذلها خلال توليه هذا المنصب الدولي الرفيع في خدمة الإنسانية، وتعزيز جهود نشر السلام والأمن وتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
وتكتسب الجائزة أهمية كبيرة في ضوء ما باتت تحظى به من مكانة دولية رفيعة، في دفع الجهود الأممية في مجال التنمية المستدامة، ونجاحها في توجيه أنظار العالم إلى ضرورة إعطاء مزيد من الاهتمام لتطوير المجتمعات الأكثر احتياجاً ودعمها للحاق بركب التنمية.
ووضعت جائزة "صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة" مملكة البحرين على خريطة الدول التي تولي اهتماماً خاصاً بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بل وتضعها ضمن أولويات أطرها الوطنية بهدف العمل على تحقيقها، وهو ما انعكس بصورة واضحة في الحرص على مواءمة برنامج عمل الحكومة في مملكة البحرين مع أهداف التنمية المستدامة 2030، ودمج غاياتها فيه بما يضمن تحقيق أولويات الحكومة في مواصلة النماء والتقدم، والبناء على المكتسبات التي حققتها المسيرة التنموية للمملكة لصالح الأجيال القادمة.
وتكللت مشاركة مملكة البحرين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحدث هام آخر يصب في صالح دعم جهود تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، لاسيما تلك المتعلقة بمستقبل الأطفال، إذ تم توقيع مذكرة تفاهم بين لجنة جائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للتنمية المستدامة ومؤسسة كيلاش للأطفال، في إطار الزيارة الناجحة التي قام بها وفد الحاصلين على جائزة نوبل، للارتقاء بأوضاع الطفولة ودفع جهود تبادل الخبرات، ودعم وتشجيع سياسات التنمية للارتقاء بالطفولة وتعزيز دور المجتمع في الاهتمام بالطفل.
كما جاء منح الشيخ حسام بن عيسي آل خليفة، شهادة تقدير من الاتحاد العالمي للسلام تقديرا لمساهمته الفعالة وتعاونه مع منظمات السلام في اطار تأكيد المجتمع الدولي على دور حكومة مملكة البحرين وحرصها علي المشاركة في كل جهد يسعى لنشر الاستقرار والسلام في العالم ٠
من ناحية ثانية، حظيت مشاركة مملكة البحرين في أعمال اجتماع الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، لاسيما في الاجتماع الرفيع المستوي للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بمرض السل، والاجتماع الرفيع المستوي للجمعية العامة للأمم المتحدة والمعني بالأمراض غير المعدية ومكافحتها، بتقدير عالمي تمثل في اختيار وزارة الصحة البحرينية، لنيل جائزة فريق العمل المشترك بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة، لتكون أول دولة خليجية تحصد هذه الجائزة الرفيعة، تقديراً لمساهمتها البارزة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بمكافحة الأمراض غير السارية.
ويعد نيل البحرين للجائزة، تجسيداً لما حققته المملكة من إنجازات في المجال الصحي، وشهادة عالمية على تطور النظام الصحي في المملكة، وبلوغه مستويات متقدمة من جودة خدمات الرعاية الصحية، الذي يضاف إلى سلسلة طويلة من التكريم والاحتفاء الأممي بما حققته المملكة من إنجازات عالمية مشرفة في مختلف المجالات.
وجسدت مشاركة مملكة البحرين في هذين الاجتماعين، ملمحاً آخراً لحرص المملكة على المشاركة الفاعلة كعضو في المجتمع الدولي، إذ شهد الاجتماعين تمثيلاً رفيعاً من جانب المملكة وتقديم كلمتين من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ألقاهما نيابة عن سموه وزير شئون مجلس الوزراء، محمد بن إبراهيم المطوع، وحملت مضامينهما الكثير من الدلالات التي تشير إلى ما توليه البحرين من اهتمام بمختلف القضايا التي تمس حاضر ومستقبل البشرية في جميع أنحاء العالم، ودعمها لكل ما فيه الخير لصالح الإنسانية.
وحرصت البحرين من خلال الكلمتين على تأكيد موقفها الراسخ والتزامها رفيع المستوى بدعم الجهود الدولية للقضاء على الأمراض التي تهدد البشرية، كجزء من التزامها بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وإيمانها بضرورة تعزيز التعاون والتكاتف الدولي في هذه المجالات التي ترتبط بشكل وثيق بمستقبل وجودة الحياة على كوكب الأرض، باعتبارها مسئولية يجب أن تتشارك فيها جميع دول العالم.
كما جاءت مشاركة البحرين في أعمال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، واللقاءات الدبلوماسية الرفيعة التي أجراها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، لتؤكد على المكانة الدولية للملكة وحرصها على توطيد علاقاتها بمختلف الأطراف الدولية، وتنمية أواصر الشراكة البناءة التي أقامتها مع مختلف المنظمات الدولية، لخدمة الأهداف الإنسانية في بسط السلام والاستقرار والمضي في عملية التنمية في العالم لخدمة الإنسان أينما كان وفق مبادئ التعاون الدولي.
ويبقى القول، إن تلك المشاركة الفاعلة من مملكة البحرين في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادرتها بتنظيم منتدىً دولياً يختص بقضايا الأمن والسلام والتنمية في العالم، تحمل العديد من الدلالات التي تؤكد الدور النشط الذي تقوم به المملكة على المستويات الاقليمية والدولية والأممية دعماً منها للقضايا التي تؤرق الانسانية، ورغبة في المساعدة على إيجاد آلياتٍ للعمل الجماعي من شأنها أن توفر للشعوب حقها في السلام والأمن والاستقرار والرخاء.