- "دراسات" يستعد لتعزيز التواصل البحثي مع كلية الدفاع الوطني الأمريكية

- التصدي لخطر ممارسات نظام الملالي المقوضة لأمن واستقرار المنطقة

..

أكد رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، د. الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن مملكة البحرين تقف في موقع واحد مع الاستراتيجية الأمريكية تجاه ايران، من أجل التصدي لخطر ممارسات نظام الملالي التي تقوض الأمن والاستقرار في عدد من دول المنطقة لاسيما في اليمن وسوريا، ومنع خطر برنامج إيران للصواريخ الباليستية، والتصدى لخطر الجماعات والشبكات الإرهابية، مشيداً بالجهود الأمريكية الهادفة لدعم الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

وكان د. الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، استقبل الأربعاء، وفداً عسكرياً رفيع المستوى من كلية الدفاع الوطني الأمريكية "كيبستون"، بحضور نائب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين آيمي كاترونا.

وأكد أن علاقات تاريخية وشراكة وثيقة ربطت بين مملكة البحرين والولايات المتحدة، وفق مرتكزات قوية، ومقومات عديدة، تجمع بين البلدين لأكثر من قرن من الزمان.

وقدم رئيس مجلس أمناء مركز "دراسات" خلال اللقاء عرضا موجزاً عن الشراكة البحرينية – الأمريكية، والروابط المتينة للعلاقات بين البلدين الصديقين، التي تستند إلى منظومة متكاملة ومتنامية من التعاون في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية والبحثية وغيرها.

وأعرب عن اعتزاز مملكة البحرين بما يشهده التعاون الثنائي من تطور كبير تدعمه الأهداف والقيم المشتركة، من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار وتعزيز التنمية والازدهار.

وأشار رئيس مجلس الأمناء، إلى استضافة البحرين، مركز تسهيلات القيادة المركزية للبحرية الأمريكية والأسطول الخامس، والبحرين أيضا "حليف استراتيجي" خارج عضوية حلف "الناتو" إلى جانب ترحيب ومشاركة المملكة في التحالفات العسكرية الإقليمية والدولية، بهدف مكافحة الإرهاب، وضمان حرية الملاحة والأمن البحري، ومواجهة التدخلات والممارسات التي تتنافى مع قواعد القانون الدولي مشيداً بالدور الفاعل والنبيل لقوة دفاع البحرين، في تعزيز الاستقرار الإقليمي، وحماية مصالح المملكة.

وأوضح د. الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، أن اللقاء السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بمدينة الرياض، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة قادة دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية في مايو 2017، أكد عمق ومتانة علاقات التحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والحرص على الدفع بهذه العلاقات قدما إلى آفاق أرحب، على قاعدة الاحترام المتبادل والتفاهم والمنافع المشتركة.

ونوه إلى الزيارة المثمرة والناجحة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، إلى واشنطن في نهاية نوفمبر الماضي، والتي شهدت توقيع اتفاقيات تعاون بقيمة 10 مليارات دولار، توطيداً للعلاقات الاقتصادية والاستثمارية المتطورة، خاصة في ظل اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، والتي دخلت حيز التنفيذ عام 2006، وأهمية تنوع واستثمار المزايا النسبية، وريادة المملكة في مجالات الاقتصاد الرقمي الجديد.

وأبدى د. الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، استعداد مركز "دراسات" لتعزيز التواصل الفكري والبحثي مع كلية الدفاع الوطني الأمريكية، في سياق اهتمام المركز بالانفتاح وفتح مجالات التعاون مع مراكز الدراسات والمؤسسات الأمريكية والعالمية المرموقة، خاصة أن "دراسات" يعتبر من أهم مراكز البحوث على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

واستعرض رئيس مجلس الأمناء أبرز الإنجازات والمكتسبات الإصلاحية والتنموية لمملكة البحرين، تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، مشيراً إلى أن المشروع الإصلاحي جاء شاملاً ومتكاملاً ومتجدداً، وقال إن البحرين خلال عقدين من الزمان، قدمت نموذجاً حضارياً وإنسانياً رائداً وراقياً.

وأضاف :"في الشهر المقبل تشهد المملكة استحقاقاً انتخابياً حراً ونزيهاً، يؤكد استمرار مسيرة العمل الوطني، ويكرس الممارسة الديمقراطية والمشاركة الشعبية، في ظل دولة القانون والمؤسسات، والفصل بين السلطات".

وعرج رئيس مجلس الأمناء، للحديث عن جهود مملكة البحرين في مكافحة التطرف والإرهاب، انطلاقاً من استراتيجية شاملة، فكراً وسلوكاً وتمويلاً وملاذاً، قائلاً: "لطالما كانت البحرين شريكاً ثابتاً وفاعلاً في مكافحة الإرهاب، وهي نفسها عانت من الإرهاب الموجه من الخارج"، مشيداً بتصنيف وزارة الخارجية الأمريكية ما يسمى "سرايا الأشتر" الإرهابية الموالية لإيران، وعدد من قياداتها على لائحة الإرهاب.

وأشار رئيس مجلس أمناء مركز "دراسات" إلى المكانة الرفيعة والمتقدمة لمملكة البحرين بين دول العالم في مجال التسامح والوسطية، إذ تعد نموذجاً يحتذى به في التعايش السلمي بمفهومه الواسع الذي لا يقتصر على إتاحة الحريات الدينية، وإنما يرتكز على أسس صلبة من إصلاح وتنمية مستدامة وعدالة وتمكين المرأة والشباب وصيانة حقوق الإنسان بلا تمييز، لذلك لم يكن مستغرباً أن تتبوأ مملكة البحرين مراتب متقدمة للغاية في مختلف المؤشرات الدولية.

ونوه إلى تقدم البحرين ضمن دول الفئة الأولى "TIER 1" في تقرير وزارة خارجية الولايات المتحدة حول الاتجار بالأشخاص في يونيو الماضي، كأول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتكريم الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم سوق العمل رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص أسامة بن عبدالله العبسي، ضمن عشر شخصيات عالمية في ذات المجال.

في الأثناء، تقدم وفد كلية الدفاع الوطني الأمريكية، بالشكر لرئيس مجلس أمناء مركز "دراسات" على الإيجاز الوافي حول العلاقات بين البلدين الصديقين، والأهداف المشتركة لدعم الاستقرار في المنطقة ومحاربة الإرهاب.

ونوه إلى إسهامات مملكة البحرين الفاعلة في مواجهة هذه التحديات، وبالإنجازات المستمرة والواعدة التي تشهدها المملكة، وقدم رئيس الوفد الأمريكي الزائر، هدية تذكارية للشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، متطلعاً للمزيد من اللقاءات البناءة بين الجانبين.