* "حزب الله" يفتت الأمة العربية لصالح إيران وإسرائيل
* مواقف نبيلة وصادقة من البحرين ملكاً وحكومة وشعباً في مساندة ودعم اليمن
* البحرين قدمت التضحيات والدماء الذكية في جبهات الشرف والكرامة لنصرة "الشرعية اليمنية"
* هزائم الحوثيين مؤشر إيجابي بقرب تحقيق الانتصار وسيطرة "الشرعية" على اليمن
* اليمن حارسة البوابة الجنوبية للعالم العربي وخاصرة الجزيرة العربية
* اليمن يواجه تدخلات وأطماع إيران عبر الحوثيين و"حزب الله"
* التحالف والجيش اليمني والمقاومة حرروا أكثر من 85 % من الأراضي اليمنية
* التحالف نموذج للصحوة العربية بمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة
* لولا الدعم السعودي للبنك المركزي لانهارت العملة اليمنية بسبب استغلال الحوثيين
* تقرير الخبراء الأمميين تجاهل الانتهاكات والجرائم الجسيمة للمتمردين
* الانقلابيون فشلوا في إدارة الدولة بسبب العنصرية والطائفية
* نأمل من الأمم المتحدة تفعيل القرارات الخاصة باليمن وتحديد المعرقل لجهود السلام
* القضية الجنوبية حجر الزاوية في موضوع اليمن وموجودة منذ حرب 1994
* الانقلابيون لا ينخرطون في المفاوضات لإقرار السلام لأنهم رهينة إيران و"حزب الله"
* آلاف المعتقلين السياسيين والأسرى يواجهون ظروفاً قاسية تحت حكم الحوثيين
* معتقلون خاصة صحافيين قتلوا نتيجة تعذيب وسوء معاملة ميليشيات الحوثيين
أجرى الحوار - وليد صبري
أكد نائب السفير اليمني في البحرين حسن مسعود قحطان بن مجلي أن «الحكومة الشرعية اليمنية والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية لن يسمحوا للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران باستنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني في اليمن»، مشيراً إلى أن «اليمن حارسة البوابة الجنوبية للعالم العربي وخاصرة الجزيرة العربية، لذلك فهو يواجه تدخلات وأطماع إيران عبر الحوثيين و«حزب الله»، محذراً من أن «الأخير يفتت الأمة العربية لصالح إيران وإسرائيل».
وأضاف في حوار مع «الوطن» أن «التحالف يمثل نموذجاً للصحوة العربية بمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة»، موضحاً أن «هزائم الحوثيين مؤشر إيجابي بقرب تحقيق الانتصار وسيطرة «الشرعية» على اليمن».
وأوضح أن «التحالف والجيش اليمني والمقاومة حرروا أكثر من 85% من الأراضي اليمنية».
وتحدث نائب سفير اليمن عن مواقف البحرين ودعمها للشرعية اليمنية، مؤكداً أن «مواقف المملكة، ملكاً وحكومة وشعباً، مواقف نبيلة وصادقة، في مساندة ودعم اليمن»، مشيداً «بمواقف المملكة التي قدمت التضحيات والدماء الذكية في جبهات الشرف والكرامة لنصرة الحكومة الشرعية اليمنية».
ولفت نائب سفير اليمن في البحرين إلى أن «الانقلابيين فشلوا في إدارة الدولة بسبب العنصرية والطائفية»، مبيناً أن «الانقلابيين لا ينخرطون في المفاوضات لإقرار السلام لأنهم رهينة إيران و«حزب الله»»، مشدداً على أنه «لولا الدعم السعودي للبنك المركزي لانهارت العملة اليمنية بسبب استغلال الحوثيين».
وأعرب «عن أمله في أن تتمكن الأمم المتحدة تفعيل القرارات الخاصة باليمن وتحديد المعرقل لجهود السلام»، منتقداً «تقرير الخبراء الأمميين الذي تجاهل الانتهاكات والجرائم الجسيمة للمتمردين».
وتطرق نائب سفير اليمن إلى انتهاكات المتمردين الحوثيين بحق الشعب اليمني، مشيراً إلى أن «آلاف المعتقلين السياسيين والأسرى يواجهون ظروفاً قاسية تحت حكم الحوثيين». وقال إن «هناك معتقلين خاصة صحافيين قتلوا نتيجة تعذيب وسوء معاملة ميليشيات الحوثيين». ورأى أن «القضية الجنوبية تعد حجر الزاوية في موضوع اليمن وموجودة منذ حرب 1994».
وإلى نص الحوار:
دعم البحرين لـ«الشرعية»
* كيف تقيمون دور البحرين في دعم الحكومة الشرعية في اليمن ومشاركتها ضمن قوات التحالف؟
- أولاً، نشكر صحيفة «الوطن» البحرينية لإتاحتها لنا هذه النافذة للتحدث عن الأوضاع والمستجدات في بلادنا اليمن وعبر هذه الصفحة نتقدم في البدء بالتقدير والاحترام لمملكة البحرين الشقيقة وعلى وجه الخصوص نتوجه لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حفظه الله، بخالص الثناء والامتنان لمواقفه الصادقة والنبيلة والأخوية مع شعبنا اليمني، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والى شعب البحرين الأبي لمواقفه المساندة من خلال تقديم التضحيات والدماء الزكية في جبهات الشرف والكرامة في إطار قوات التحالف العربي وإعادة الأمل وتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري والإنساني وإلى الإسناد والإغاثة لدعم شعبنا اليمني في محنته ومناصرة الشرعية اليمنية بقيادة فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي.
* ما تقييمكم لدور تحالف دعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية؟
- اليمن تعد حارسة البوابة الجنوبية للعالم العربي وخاصرة الجزيرة العربية وعمقها السكاني والأمني والعسكري والسياسي والاقتصادي واجهت ومازالت تواجه التدخلات والأطماع الإقليمية الإيرانية عبر أدواتها الحوثيين والانقلابيين و«حزب الله»، ويقدم شعبنا في سبيل ذلك تضحيات جسيمة وغالية من دماء أبنائه ودماء إخواننا الزكية في السعودية والإمارات والبحرين والسودان لمواجهة الأطماع الإيرانية، الذين لبوا نداء فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي لنصرة شعبنا اليمني واستعادة شرعيته وعروبته وكان قرار خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، في مستوى التحدي والحكمة وقيادة المملكة العربية السعودية للتحالف العربي لإسناد شعبنا وقدموا في سبيل ذلك هم وإخواننا في الإمارات والبحرين والسودان التضحيات الكبيرة وامتزجت الدماء معاً على ساحات الشرف والبطولة في كل مواقع الجبهات في اليمن ولهذا الدعم والإسناد للمقاومة والجيش الوطني دور حاسم ومهم في تحرير أكثر من 85% من مساحة الأراضي اليمنية وبهذه المناسبة نتقدم بخالص التقدير والاحترام لجلالة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، وإلى ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى كل إخوانهم قادة دول التحالف العربي المساندون والواقفون معنا دوماً لمواجهة المد الإيراني وحماية الأمن القومي العربي والمصالح الاستراتيجية في المنطقة ودعم وإسناد الشرعية اليمنية من اجل هزيمة الانقلابيين الحوثيين وأسيادهم الإيرانيين. إن الانتصارات التي أحرزتها المقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف أتت بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بصمود الأبطال ودعم وإسناد الأشقاء في التحالف العربي المخلص مما أدى إلى إعادة الأمل لشعبنا بأننا لسنا الوحيدين بل إلى جانبنا شعوب الجزيرة والخليج العربية وامتنا العربية بشكل عام للذود عن أمننا القومي ومقدساتنا الإسلامية واستقرارنا جميعاً وتمثل إعادة الأمل لشعبنا اليمني هي إعادة الثقة باللحمة الأخوية العربية وإعادة البناء وتثبيت الانتصارات وتطمين شعوبنا سياسياً وأمنياً واقتصادياً ومعيشياً وإنسانياً، لذلك نحن نعتبر التحالف يمثل نموذجاً للصحوة العربية بمواجهة التهديدات الإيرانية وتمدد طهران ومحاولة زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
* السعودية تدعم اليمن في كافة المجالات.. هل لنا أن نتطرق إلى ذلك الدعم؟
- نتقدم بكل التقدير إلى المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً صاحبة الدور الريادي في الإسناد والتخفيف من المعاناة الإنسانية في اليمن عبر ما تقدمه من دعم مستمر في كافة أعمال الإغاثة الإنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة وإعادة الإعمار، وخصوصاً البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ويأتي دور المملكة العربية السعودية في هذه الظروف الصعبة التي تواجهها بلادنا لتعزز من دفعة الأمل لشعبنا وإعادة البناء لما خربته حروب الانقلابيين على المدن والمحافظات والمناطق اليمنية والإنسان اليمني وتخفيف المجاعة وانهيار العملة وغلاء المعيشة وتثبيت واستقرار مؤسسات الدولة ومصالحها، وهذا الدور يعطينا الثقة بالنصر والأمل والاطمئنان بأننا لسنا وحدنا في مواجهة الأخطار وتبعاتها المدمرة، ونشعر بالاعتزاز والفخر بأن لنا إخوة يساندوننا في الحرب والسلم داخل اليمن وخارجه في بلدان الاغتراب وخاصة الرعاية لمغتربينا في السعودية وبلدان أشقائنا في دول الخليج العربية وهي الرعاية التي نشعر بأهميتها في الظروف الراهنة الصعبة التي يواجهها شعبنا اليمني ووضع وظروف الشرعية والحكومة اليمنية التي مازالت بأمس الحاجة لإسناد الأشقاء في أداء مهامها الكاملة ومنها الاقتصادية والمعيشية وتخفيف معاناة شعبنا اليمني من تأثيرات الحرب لمواجهة الأطماع الإيرانية والقضاء على الانقلابيين واستعادة الدولة وقيادتها على كامل الأراضي اليمنية.
الارتهان لإيران
* كيف تفسرون ارتهان الحوثيين لإيران و«حزب الله» اللبناني؟
- قبل التطرق للأطماع الإيرانية علينا أن نقرأ التاريخ الذي يفيد بالسعي الفارسي الدائم إلى استعادة حضارته الفارسية على حساب شعوبنا العربية المجاورة وعلى حساب وحدة شعوب المنطقة ومصالحها وأمنها واستقرارها وفي عهدنا الحالي تكتسب تلك الأحلام السرابية مكانة كبيرة بين قيادات الفكر والعقيدة والسلطة والنفوذ في الدولة الإيرانية وأصبحت تتفاخر باستيلائها على عواصمنا وحواضرنا العربية التاريخية بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء والتي تحاول تثبيتها ووجودها عبر أدواتها الطائفية الضيقة التي تعتمد على تقسيم مجتمعاتنا طائفياً وعرقياً ومنها بلادنا اليمن التي وجدت في ثلة من البعض المندفع للأفكار الإيرانية الطائفية التوسعية وتشابكها مع طموحات إعداء ثورة 26 سبتمبر اليمنية التي قضت على نظام الكهنوت الأمامية في عام 1962 وقيام الجمهورية. وعلى هذا الأساس يأتي تحالف الأدوات الإيرانية في المنطقة العربية ومنها «حزب الله» وغيره في إطار ما يحملوه من الفكر الطائفي الضيق ونظرية «ولاية الفقيه»، وتصدير الثورات التي تقنع بها إيران أنصارها للسيطرة على مقدرات دولنا العربية وتوسيع نفوذها السياسي والعسكري، فهذه الجبهة التي تواجهها شعوبنا بقيادة إيران تفرض على دولنا وشعوبنا وخاصة شعوب ودول الخليج العربية المستهدفة جميعها ضرورة السعي لمواجهتها بشكل مشترك وهو ما نلمسه الآن في الصراع الدائر في بلادنا اليمن ضد الانقلابيين الحوثيين الذين قلبوا الطاولة على الإجماع الوطني اليمني وعلى الدولة والشرعية وعلى المبادرة الخليجية ومقررات الشرعية الدولية، وفرضت حرباً على شعبنا اليمني من ميليشيات مسلحة مدعومة من قبل إيران و«حزب الله»، دعماً مالياً وإعلامياً وعسكرياً ولوجستياً، فهي ميليشيات متطرفة تستخدم كل أساليب العصابات من تفجير المنازل ودور العبادة وزراعة الألغام بعبثية غير مسبوقة وتجنيد للأطفال بالقوة، وجمع للأموال والإتاوات بالإكراه، ومصادرة للحريات والحقوق، وعبث بالمؤسسات والهيئات المدنية والعسكرية. نعم هناك جهود كبيرة تبذلها الحكومة الشرعية والدبلوماسية اليمنية في مطالبتها المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في الضغط على إيران لإيقاف تدخلها في اليمن ودعمها للميليشيات الحوثية التابعة لها لكي تنصاع للقرارات الدولية ولجهود السلام وعدم مدها بالسلاح والدعم اللوجستي وتنفيذ وتفعيل القرارات الدولية ومنها قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر عام 2015 تحت البند السابع، التي تعترف بالشرعية اليمنية وتطالب الحوثيين بتسليم مؤسسات الدولة وإعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى مخازن الدولة والانسحاب من المدن وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعدم تجنيد الأطفال وغيرها من المطالب التي تواصل بلادنا مطالبتها باستمرار للمجتمع الدولي وعلى رأسها الأمم المتحدة.
انتصارات التحالف
كيف تقيمون الأوضاع على الأرض فيما يتعلق بالمعارك الدائرة بين القوات الشرعية بدعم التحالف والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران؟
- الصراع لمواجهة الانقلابيين مستمر منذ أن اختاروا المواجهات المسلحة وفرضت علينا الحرب فرضاً، فهناك مواجهات دائمة وتشهد انتصارات واسعة ومتواصلة للمقاومة والجيش الوطني المدعوم من قوى التحالف العربي بقيادة الأشقاء السعوديين والإماراتيين والبحرينيين وتم تحرير واندحار الانقلابيين من معظم المحافظات واهمها المحافظات الجنوبية والساحل الغربي حيث تم إبعادهم عن مضيق باب المندب وذوبابا وميناء المخا والخوخة وصولاً إلى محافظة الحديدة التي تجرى الآن المعارك لتحرير بقية أجزاء المدينة والميناء بعد أن تم تحرير المطار والطرقات الهامة ومديرياتها الجنوبية والشرقية وقريباً سيتم بإذن الله استعادة الميناء برغم الضغوطات الدولية الكبيرة التي تمارس على قواتنا الشرعية والتحالف العربي، كما أن هناك نجاحات كبيرة في جبهات عمق محافظة صعدة عقر دار القيادات الانقلابية وفي محافظات البيضاء وحجة وتعز وغيرها من الجبهات ونستطيع التأكيد بأن أكثر من 85 % من الأراضي اليمنية قد تم تحريرها واستعادتها إلى الشرعية اليمنية.
نهب الدولة
* هل لنا أن نتطرق إلى جرائم المتمردين الحوثيين في اليمن منذ انقلابهم على الشرعية في سبتمبر 2014؟
* منذ أن تمكن الانقلابيون وحلفاؤهم من السيطرة على العاصمة ورميهم بعرض الحائط التوافقات والإجماع الوطني وخروجهم عن المبادرة الخليجية ارتكبوا جرائم وانتهاكات لإنسانية ترتقي إلى جرائم حرب، وأبرزها تفخيخ وتفجير منازل المعارضين واستخدام المدنيين دروعاً بشرية وجرائم زراعة الألغام المضادة للأفراد المحرمة دولياً في الطرقات والمزارع والبيوت وجرائم الاغتيالات للمدنيين العزل في عدن والتواهي وفي تعز وفي سوق الأسماك بالحديدة وغيرها الكثير وقتل المعارضين والصحافيين بالمعتقلات والسجون والاحتجازات السرية والعلنية وغيرها.. هذا بالإضافة إلى الاستحواذ على خيرات الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والمدنية ونهب الأموال العامة والخاصة ونهب احتياطات البنك المركزي من العملة الصعبة والتي بلغت نحو 5 مليارات دولار وإفراغ الخزينة العامة للمؤسسات والمصالح العامة وفرض الضرائب والإتاوات وطبع العملة خارج إطارها القانوني ومضارباتها لشراء العملة الصعبة مما زاد من التضخم وانهيار الريال حيث خلقوا أزمة اقتصادية كارثية يصعب الخروج منها دون دعم وإسناد الأشقاء، وهنا لابد أن ننوه إلى أنه لولا الدعم السعودي للبنك المركزي لانهارت العملة اليمنية نتيجة تصرفات الحوثيين.
معركة الحديدة
* متى تتوقعون حسم معركة الحديدة غرب اليمن؟
- تعد معركة الحديدة سلمياً أو عسكرياً من المعارك الهامة والاستراتيجية لأن الحديدة تعد المصدر الذي يعتمد عليه الانقلابيون في استمرار المآسي وطول أمد الحرب والمعاناة الإنسانية لشعبنا فهم يتخذونها مصدراً للضغط الإنساني ونهب الأموال والاستيلاء على الإعانات والإغاثات الدولية والتجارة بها ومصدر لتهريب الأسلحة وتمويل جبهاتهم ومساحة للانطلاق لتهديد التجارة الدولية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وتهريب المخدرات واستقبال حلفائهم من إيران و«حزب الله» وغيرهم من الخبراء المتحالفين معهم، لهذا فمعركة الحديدة هامة وقادمة بالضرورة وسيتم حسمها في أي وقت لأن ميزان القوى الآن لصالح المقاومة والجيش الوطني والتحالف العربي والتأخير يأتي من منطلق الحرص من قبل قوات الشرعية والتحالف العربي لعدم وجود خسائر بشرية وحفاظاً على المواطنين والسكان خاصة وأن ميليشيات الحوثيين وحلفائهم يستخدمون كعادتهم النساء والأطفال والشيوخ والأبرياء دروعاً بشرية ورهائن. كما أن ذلك يعطي مصداقية وتطميناً للمجتمع الدولي وفتح ممرات آمنة للإغاثة الإنسانية، وقد أعطت الشرعية فرص كافية بأن ينسحب الحوثيون منها ويتم تسليمها للشرطة الداخلية من أبناء الحديدة وأن تشرف الأمم المتحدة على مينائها الدولي وتورد الأموال إلى البنك المركزي ولكن المبعوث الدولي فشل في إقناع الانقلابيين بذلك لتجنيب الحديدة الحرب ومازالت الحكومة مستعدة وبحرص على أن يتم الضغط على الميليشيات الحوثية لتسليم المدينة والانسحاب منها ومن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بشكل سلمي، إلا أن ذلك لم يتم ولهذا فإن هناك إجماعاً للتحالف العربي والمقاومة وقوات الشرعية على استعادة الحديدة وموانئها الحيوية بأقل الخسائر الممكنة.
القضية الجنوبية
* تتحدث تقارير عربية وغربية عن رغبة الجنوب في الانفصال عن اليمن.. كيف تقيمون الأوضاع في الجنوب وهل تتوقعون حدوث الانفصال في الجنوب؟
- تعد القضية الجنوبية حجر الزاوية في موضوع اليمن بشكل عام وتواجدها قديم منذ حرب 1994، وتعد قضية عادلة لابد من حلها حلاً عادلاً، ولهذا كانت من أبرز المحاور التي وقف أمامها الحوار الوطني الشامل الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة بشكل مباشر وأشقاؤنا في دول الخليج العربي، وقد تمت مناقشة جذورها وتداعياتها والمخارج التي يجب أن تتم بشأنها والتوصل إلى الإجماع على أن يتم حلها بما يلبي تطلعات ومطالب الجنوبيين وجاء ذلك في إطار الحل الشامل للقضية اليمنية وتحولها إلى الدولة الاتحادية، ولكن هذا لن يأتي إلا بالقضاء على الانقلاب الحوثي الذي شذ عن الإجماع الوطني الشامل وقلب الطاولة على الجميع وخرج عن المبادرة الخليجية وقرارات الشرعية الدولية وأهمها القرار 2216 وعلى الإجماع الوطني الشامل.
* كيف تقيمون موقف الأمم المتحدة من الأزمة اليمنية؟
- كلنا يعرف مدى الاهتمام الذي توليه الأمم المتحدة التي تمثل الشرعية الدولية بالقضية اليمنية من أمد طويل من باب حرصها على الأمن والاستقرار والسلم في هذه المنطقة وإدراكها بأهمية بلادنا العسكرية والاقتصادية والجيوسياسية على الأمن والسلم العالمي، ومواقف الأمم المتحدة المعبرة عن مواقف دولها وخاصة المؤثرة فيها نفهمه من خلال قراراتها وبياناتها التي أصدرتها سوى من مجلس الأمن أو جمعيتها العامة وغيرها وهي قرارات هامة داعمة للشرعية اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ومطالبتها من خلال تلك القرارات الانقلابيين بالتراجع عن فعلتهم المشينة وإعادة تسليم المدن ومؤسسات الدولة والأسلحة والأموال وإطلاق المحتجزين والأسرى والاعتراف بالشرعية اليمنية واتخذت قراراتها الشاملة وأهمها القرار رقم 2216 لعام 2015 الذي يعد تحت البند السابع لأهميته وخطورة الموقف وطالبت بعدم تصدير السلاح للانقلابيين ودعمهم وإيجاد حوار سياسي ومفاوضات لتنفيذ محتوى تلك القرارات واتخذت عقوبات على بعض الأطراف الانقلابية وفقاً لهذه القرارات بل وجعلت القضية اليمنية على جدول أعمال مجلس الأمن بشكل دوري وعينت لذلك مبعوثاً خاصاً بها وحالياً يعد المبعوث غريفيث الثالث الذي تناوب على قضيتنا اليمنية.. لكننا مع ذلك نأخذ العتب على بعض الممارسات التي يقوم بها قلة من الممثلين الدوليين وموظفيها الذين يحاولون الخروج عن جوهر قرارات مجلس الأمن ومفرداتها ويسعون لمعاملة الانقلابيين كطرف منافس للسلطة وليس كانقلاب عسكري حاصر فيه رئاسة الدولة وعرضه للخطر وإنهاء الإجماع الوطني وانقلب على المبادرة الخليجية ورافض للقرارات الدولية ومنها القرار 2216 هذا التعامل نعتبره تقصيراً واضحاً وخروجاً عن الشرعية الدولية ومرفوض ومدان من قبل اليمن ودول التحالف العربي.. ونأمل من الأمم المتحدة تفعيل وتنفيذ قراراتها الخاصة باليمن وتحديد المعرقل لجهود السلام وفشل الحوارات بشأنها.
* ماذا عن تقرير الخبراء الإقليميين للمفوضية السامية لحقوق الإنسان والادعاءات التي أوردوها؟
- فيما يخص تقرير الخبراء الإقليميين للمفوضية السامية لحقوق الإنسان والادعاءات التي أوردوها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والذين نسبوا معظمها زوراً إلى التحالف العربي لدعم الشرعية والحكومة اليمنية الذي وقفت أمامه المفوضية في دورتها الأخيرة 39 في جنيف نود التوضيح أكثر بأن بلادنا قد أوضحت موقفها من التقرير مدعوم بإسناد ومواقف مؤيدة من أشقائنا في دول التحالف العربي فإننا نوضح لكم هنا موقف الحكومة اليمنية من التقرير المذكور من خلال الملاحظات التالية، بخصوص المخرجات التي توصلت إليها مجموعة الخبراء الإقليميين التابعين للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن اليمن فقد عبرت الحكومة اليمنية عن خيبة أملها من بعض الآليات الدولية في التعامل مع الأزمة اليمنية والتي انجرت إلى تسييس ولايتها بطريقة تسهم في تعقيد الوضع في بلادنا حيث جانبت المعايير المهنية والنزاهة والحياد والمبادئ المنصوص عليها بشأن الآليات المنبثقة عن الأمم المتحدة، وغضت الطرف عن الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي في مجال حقوق الإنسان. واستنكرت بلادنا اليمن ومعها دول التحالف بشدة ذلك الخروج لتقرير عن المرجعيات الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن الدولي 2216 لسنة 2016 وقرار 2140 لسنة 2014، بخصوص توصيف وسياق الصراع والأحداث التي قادت إليه، ومحاولات تضليل المجتمع الدولي من وصفها بأن انقلاب ميليشيات الحوثي وحلفاءها تم توصيفه بالتقرير بأنه إعلان ضمن الصراع على تقاسم السلطة وهو مخالف للواقع والى ما هو فعلاً موجود ونتساءل عن سبب ودوافع هذا التوصيف الذي لم يرد إلا في هذه المخرجات فقط، بينما لم يوجد في تقارير الأمم المتحدة وعلى وجه الخصوص تقارير فريق خبراء لجنة العقوبات التابع لمجلس الأمن الدولي للفترة من عام 2015 إلى 2017 وكذلك خلت منه بيانات وتقارير مجلس الأمن التي حددت وبشكل واضح السياق العام للأحداث.. وما أشار إليه التقرير هو تسييس واضح لوضع حقوق الإنسان في اليمن للتغطية على جريمة قيام ميليشيات مسلحة عميلة للخارج بالاعتداء والسيطرة على مؤسسات دولة قائمة وبقوة السلاح، وانحياز مجموعة الخبراء بشكل واضح للميليشيات الحوثية بهدف خلق سياق يتنافى مع قرارات مجلس الأمن الدولي.. وهذا يتطابق مع ما تنشره وتروج له وسائل الإعلام الحوثية والإيرانية وما تنشره مواقع المنظمات غير الحكومية التابعة والمؤيدة للحوثيين والمعادية للشرعية وبلدان التحالف العربي.
جرائم الحوثيين
* التحالف استطاع أن يفند تقرير الخبراء الأمميين قانونياً وكشف انتهاكات الحوثيين.. هل لنا أن نتطرق إلى ذلك الأمر؟
- تقرير الخبراء الأمميين تجاهل عدداً كبيراً من الانتهاكات والجرائم الجسيمة التي انفردت بارتكابها ميليشيات الحوثي وحلفائها، ولم يشير التقرير إلى ذلك، وتعمد تجاهل تلك الانتهاكات والجرائم بشكل واضح، الأمر الذي يدعو للاستغراب، وأبرز الانتهاكات والجرائم هي تفخيخ وتفجير منازل المعارضين واستخدام المدنيين دروعاً بشرية وجرائم زراعة الألغام المضادة للأفراد المحرمة دولياً في الطرقات والمزارع والبيوت وجرائم الاغتيالات للمدنيين العزل في عدن والتواهي وفي تعز وفي سوق الأسماك بالحديدة وغيرها الكثير وقتل المعارضين والصحافيين بالمعتقلات والسجون والاحتجازات السرية والعلنية وغيرها. كما أن الحكومة الشرعية قد أكدت على رفضها وضع قوائم اتهامات بأسماء قيادات الدولة تحت مسمى «تحديد الأطراف الرئيسة للنزاع»، لأن ذلك يعد تصرفاً غير محسوب ولا يقع ضمن صلاحيات وولاية المفوضية السامية ولا تقع بأي حال ضمن الولاية التي نصت عليها قرارات مجلس حقوق الإنسان 31/36 فالمجموعة ليست لجنة تحقيق دولية ولا يجوز لها وضع قوائم بأسماء قيادات عليا مبنية على الاعتقاد فقط. لهذا فإن بلادنا طلبت من مجلس حقوق الإنسان بعدم التمديد لهذه المجموعة التي أثبتت بأنها من خلال التجاوزات التي تضمنها تقريرها وتسييسها لوضع حقوق الإنسان في بلادنا للتغطية على جرائم ميليشيات الحوثي المسلحة واعتدائها الفجة على الإنسان اليمني وسيطرتها على مؤسسات الدولة القائمة وبقوة السلاح. وأكدت الحكومة الشرعية على أن استمرار عمل مجموعة الخبراء سيؤثر سلباً على وضع حقوق الإنسان في اليمن خاصة بعد التشجيع الذي منحهم تقرير الخبراء لارتكاب مزيد من الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا اليمني وسينعكس ذلك سلباً على طبيعة العلاقات بين بلادنا والمفوضية السامية لحقوق الإنسان. لهذا طالبت بلادنا في هذه الدورة بإعادة تقييم وضع حقوق الإنسان في اليمن بشكل شامل وموضوعي وواقعي ومن خلال دعم آليات حقوق الإنسان السيادية ممثلة بوزارة حقوق الإنسان ودعم وتمكين وإسناد اللجنة الوطنية اليمنية المستغلة لحقوق الإنسان والتي هي بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة بما فيها مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لمساعدتها وتقديم العون لها في ظل الأوضاع الراهنة لبلادنا، ودعم بلادنا وفقاً لما أشارت إليه قرارات مجلس حقوق الإنسان منذ العام 2011 وحتى عام 2017، بمساعدتها في تعزيز قدراتها لحماية حقوق الإنسان اليمني ودعوتها إلى الالتزام باتفاقية المقر الموقع عليها في عام 2013، والعمل على تنفيذ ما ورد فيها.
فشل إدارة الدولة
* الحكومة الشرعية تتحدث عن فشل الحوثيين في إدارة الدولة.. هل لنا أن نتطرق إلى أمثلة على ذلك؟
- لقد فشل الانقلابيون في إدارة البلد منذ الوهلة الأولى وذلك من خلال ضعف رؤيتهم الاستراتيجية وضيق افقها وعنصريتها وطائفيتها، هذه الطبيعة الهمجية المعقدة التي وجهتها ليس للبناء وإنما لتدمير مؤسسات الدولة وانقسام المجتمع والاستحواذ على المصالح والموارد وفرض الرأي الطائفي الواحد الخارج عن الجسم والإجماع اليمني وشنها الحروب يمنةً ويسرة للسيطرة على كل مراتب ومستويات مفاصل الدولة ومساحاتها الجغرافية وتدميرها للإجماع الشامل ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي، وهي بذلك تؤكد على طبيعتها وتكشفها بوضوح تام، وقد أشار إليها فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في خطابه الأخير أمام الدورة الأخيرة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر الماضي حيث قال «إننا نتصارع مع جماعة دينية معقدة، فهي سياسياً تؤمن بحقها الحصري في الحكم باعتباره حقاً إلهياً وترمي بكل القيم العصرية من الديمقراطية وحقوق الإنسان عرض الحائط، وهي اجتماعياً ترى نفسها عرقاً مميزاً يطالب الشعب بالتبجيل والتقديس، وهي جماعة تستخدم كل أساليب العنف الذي مزق المجتمع وخلق الكراهية في الشعب، وهي وطنياً جماعة باعت ولاءها الوطني وتعمل كوكيل حرب لصالح إيران وحزب الله».
استحقاقات السلام
* هل تتوقعون أن ينخرط الحوثيون في مفاوضات جنيف خاصة مع تعنتهم مؤخراً وعدم ذهابهم إلى المفاوضات؟
- مازال الباب مفتوحاً للسلام، والشرعية اكثر حرصاً على الأمن والاستقرار وإعادة الطمأنينة لشعبنا ولجيراننا ولمنطقتنا العربية والإقليم وتقدم المبادرات لأنها تشعر بمسؤوليتها وحرصها الكبيرين لاستعادة الدولة وخدماتها وأمنها واستقرارها، السلام المرتكز على الأسس المحددة لها والمتمثلة في الإجماع الوطني لمخرجات الحوار اليمني الشامل والمبادرة الخليجية، وقرارات الشرعية الدولية وأهمها القرار 2216. ولكن الطرف الانقلابي يضرب عرض الحائط بمبادرات السلام، وليست من أولوياته العيش في سلام ويستخدم المماطلة وعدم التجاوب وخلق المبررات والأعذار للتهرب من استحقاقات السلام، فهو ليس قادراً، وليس بيده القرار، لأنه مرتبط بالتحالف مع إيران و«حزب الله» اللذين يقرران له المشاركة من عدمها أو عرقلة المباحثات في مهدها كما حصل في بيل وجنيف وعدم التوقيع في الكويت والغياب عن جنيف الثانية الشهر الماضي وخلق حجج واهية تتذرع بها للهروب من المفاوضات واستحقاقات السلام لليمن والمنطقة، لأن هذه هي طبيعتهم ولهذا لم تجد الحكومة الشرعية شريكاً صادقا وجاداً للمفاوضات وإقرار السلام وإنهاء المآسي التي تسبب بها الانقلابيون.
* ما آخر تطورات ملف تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية والمتمردين؟
- لا يوجد جديد في ملفات الأسرى وهذا مرتبط بالمفاوضات وبحسن النوايا التي يفترض أن يقدمها الانقلابيون للتعبير عن جديتهم ومنح الثقة لسعيهم بصدق للمفاوضات والسلام، حيث يعيش الآلاف من المعتقلين السياسيين والأسرى في ظروف قاسية من الصعوبة وتوفي العديد منهم خاصة الصحافيين المخالفين لرأيهم من قسوة المعاملات والتعذيب.
الانتصار قريب
* متى تتوقعون حسم المعارك مع المتمردين وسيطرة الحكومة الشرعية على كامل اليمن؟
- من الصعب التوقع ووضع فترة زمنية سوف تحسم فيها الحرب في اليمن، لأن هذا مرتبط بعدد من العوامل التي تؤثر على سير المعارك والحرب والواقع يفيد بتصاعد واستمرارية الانتصارات وتحرير الأراضي لصالح الشرعية والمقاومة البطلة وبدعم وإسناد قوى التحالف العربي، فيما تشهد جبهة الانقلابيين التراجع والانقسامات والهزائم المتواصلة وهذا مؤشر إيجابي بقرب تحقيق الانتصار الشامل وسيطرة الحكومة الشرعية على كل الأراضي اليمنية الحبيبة، فالنصر قريب بإذن الله.
{{ article.visit_count }}
* مواقف نبيلة وصادقة من البحرين ملكاً وحكومة وشعباً في مساندة ودعم اليمن
* البحرين قدمت التضحيات والدماء الذكية في جبهات الشرف والكرامة لنصرة "الشرعية اليمنية"
* هزائم الحوثيين مؤشر إيجابي بقرب تحقيق الانتصار وسيطرة "الشرعية" على اليمن
* اليمن حارسة البوابة الجنوبية للعالم العربي وخاصرة الجزيرة العربية
* اليمن يواجه تدخلات وأطماع إيران عبر الحوثيين و"حزب الله"
* التحالف والجيش اليمني والمقاومة حرروا أكثر من 85 % من الأراضي اليمنية
* التحالف نموذج للصحوة العربية بمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة
* لولا الدعم السعودي للبنك المركزي لانهارت العملة اليمنية بسبب استغلال الحوثيين
* تقرير الخبراء الأمميين تجاهل الانتهاكات والجرائم الجسيمة للمتمردين
* الانقلابيون فشلوا في إدارة الدولة بسبب العنصرية والطائفية
* نأمل من الأمم المتحدة تفعيل القرارات الخاصة باليمن وتحديد المعرقل لجهود السلام
* القضية الجنوبية حجر الزاوية في موضوع اليمن وموجودة منذ حرب 1994
* الانقلابيون لا ينخرطون في المفاوضات لإقرار السلام لأنهم رهينة إيران و"حزب الله"
* آلاف المعتقلين السياسيين والأسرى يواجهون ظروفاً قاسية تحت حكم الحوثيين
* معتقلون خاصة صحافيين قتلوا نتيجة تعذيب وسوء معاملة ميليشيات الحوثيين
أجرى الحوار - وليد صبري
أكد نائب السفير اليمني في البحرين حسن مسعود قحطان بن مجلي أن «الحكومة الشرعية اليمنية والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية لن يسمحوا للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران باستنساخ تجربة «حزب الله» اللبناني في اليمن»، مشيراً إلى أن «اليمن حارسة البوابة الجنوبية للعالم العربي وخاصرة الجزيرة العربية، لذلك فهو يواجه تدخلات وأطماع إيران عبر الحوثيين و«حزب الله»، محذراً من أن «الأخير يفتت الأمة العربية لصالح إيران وإسرائيل».
وأضاف في حوار مع «الوطن» أن «التحالف يمثل نموذجاً للصحوة العربية بمواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة»، موضحاً أن «هزائم الحوثيين مؤشر إيجابي بقرب تحقيق الانتصار وسيطرة «الشرعية» على اليمن».
وأوضح أن «التحالف والجيش اليمني والمقاومة حرروا أكثر من 85% من الأراضي اليمنية».
وتحدث نائب سفير اليمن عن مواقف البحرين ودعمها للشرعية اليمنية، مؤكداً أن «مواقف المملكة، ملكاً وحكومة وشعباً، مواقف نبيلة وصادقة، في مساندة ودعم اليمن»، مشيداً «بمواقف المملكة التي قدمت التضحيات والدماء الذكية في جبهات الشرف والكرامة لنصرة الحكومة الشرعية اليمنية».
ولفت نائب سفير اليمن في البحرين إلى أن «الانقلابيين فشلوا في إدارة الدولة بسبب العنصرية والطائفية»، مبيناً أن «الانقلابيين لا ينخرطون في المفاوضات لإقرار السلام لأنهم رهينة إيران و«حزب الله»»، مشدداً على أنه «لولا الدعم السعودي للبنك المركزي لانهارت العملة اليمنية بسبب استغلال الحوثيين».
وأعرب «عن أمله في أن تتمكن الأمم المتحدة تفعيل القرارات الخاصة باليمن وتحديد المعرقل لجهود السلام»، منتقداً «تقرير الخبراء الأمميين الذي تجاهل الانتهاكات والجرائم الجسيمة للمتمردين».
وتطرق نائب سفير اليمن إلى انتهاكات المتمردين الحوثيين بحق الشعب اليمني، مشيراً إلى أن «آلاف المعتقلين السياسيين والأسرى يواجهون ظروفاً قاسية تحت حكم الحوثيين». وقال إن «هناك معتقلين خاصة صحافيين قتلوا نتيجة تعذيب وسوء معاملة ميليشيات الحوثيين». ورأى أن «القضية الجنوبية تعد حجر الزاوية في موضوع اليمن وموجودة منذ حرب 1994».
وإلى نص الحوار:
دعم البحرين لـ«الشرعية»
* كيف تقيمون دور البحرين في دعم الحكومة الشرعية في اليمن ومشاركتها ضمن قوات التحالف؟
- أولاً، نشكر صحيفة «الوطن» البحرينية لإتاحتها لنا هذه النافذة للتحدث عن الأوضاع والمستجدات في بلادنا اليمن وعبر هذه الصفحة نتقدم في البدء بالتقدير والاحترام لمملكة البحرين الشقيقة وعلى وجه الخصوص نتوجه لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حفظه الله، بخالص الثناء والامتنان لمواقفه الصادقة والنبيلة والأخوية مع شعبنا اليمني، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة، ولي العهد، نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والى شعب البحرين الأبي لمواقفه المساندة من خلال تقديم التضحيات والدماء الزكية في جبهات الشرف والكرامة في إطار قوات التحالف العربي وإعادة الأمل وتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري والإنساني وإلى الإسناد والإغاثة لدعم شعبنا اليمني في محنته ومناصرة الشرعية اليمنية بقيادة فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي.
* ما تقييمكم لدور تحالف دعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية؟
- اليمن تعد حارسة البوابة الجنوبية للعالم العربي وخاصرة الجزيرة العربية وعمقها السكاني والأمني والعسكري والسياسي والاقتصادي واجهت ومازالت تواجه التدخلات والأطماع الإقليمية الإيرانية عبر أدواتها الحوثيين والانقلابيين و«حزب الله»، ويقدم شعبنا في سبيل ذلك تضحيات جسيمة وغالية من دماء أبنائه ودماء إخواننا الزكية في السعودية والإمارات والبحرين والسودان لمواجهة الأطماع الإيرانية، الذين لبوا نداء فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي لنصرة شعبنا اليمني واستعادة شرعيته وعروبته وكان قرار خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، في مستوى التحدي والحكمة وقيادة المملكة العربية السعودية للتحالف العربي لإسناد شعبنا وقدموا في سبيل ذلك هم وإخواننا في الإمارات والبحرين والسودان التضحيات الكبيرة وامتزجت الدماء معاً على ساحات الشرف والبطولة في كل مواقع الجبهات في اليمن ولهذا الدعم والإسناد للمقاومة والجيش الوطني دور حاسم ومهم في تحرير أكثر من 85% من مساحة الأراضي اليمنية وبهذه المناسبة نتقدم بخالص التقدير والاحترام لجلالة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، وإلى ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى كل إخوانهم قادة دول التحالف العربي المساندون والواقفون معنا دوماً لمواجهة المد الإيراني وحماية الأمن القومي العربي والمصالح الاستراتيجية في المنطقة ودعم وإسناد الشرعية اليمنية من اجل هزيمة الانقلابيين الحوثيين وأسيادهم الإيرانيين. إن الانتصارات التي أحرزتها المقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف أتت بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بصمود الأبطال ودعم وإسناد الأشقاء في التحالف العربي المخلص مما أدى إلى إعادة الأمل لشعبنا بأننا لسنا الوحيدين بل إلى جانبنا شعوب الجزيرة والخليج العربية وامتنا العربية بشكل عام للذود عن أمننا القومي ومقدساتنا الإسلامية واستقرارنا جميعاً وتمثل إعادة الأمل لشعبنا اليمني هي إعادة الثقة باللحمة الأخوية العربية وإعادة البناء وتثبيت الانتصارات وتطمين شعوبنا سياسياً وأمنياً واقتصادياً ومعيشياً وإنسانياً، لذلك نحن نعتبر التحالف يمثل نموذجاً للصحوة العربية بمواجهة التهديدات الإيرانية وتمدد طهران ومحاولة زعزعة أمن واستقرار المنطقة.
* السعودية تدعم اليمن في كافة المجالات.. هل لنا أن نتطرق إلى ذلك الدعم؟
- نتقدم بكل التقدير إلى المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومةً وشعباً صاحبة الدور الريادي في الإسناد والتخفيف من المعاناة الإنسانية في اليمن عبر ما تقدمه من دعم مستمر في كافة أعمال الإغاثة الإنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة وإعادة الإعمار، وخصوصاً البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ويأتي دور المملكة العربية السعودية في هذه الظروف الصعبة التي تواجهها بلادنا لتعزز من دفعة الأمل لشعبنا وإعادة البناء لما خربته حروب الانقلابيين على المدن والمحافظات والمناطق اليمنية والإنسان اليمني وتخفيف المجاعة وانهيار العملة وغلاء المعيشة وتثبيت واستقرار مؤسسات الدولة ومصالحها، وهذا الدور يعطينا الثقة بالنصر والأمل والاطمئنان بأننا لسنا وحدنا في مواجهة الأخطار وتبعاتها المدمرة، ونشعر بالاعتزاز والفخر بأن لنا إخوة يساندوننا في الحرب والسلم داخل اليمن وخارجه في بلدان الاغتراب وخاصة الرعاية لمغتربينا في السعودية وبلدان أشقائنا في دول الخليج العربية وهي الرعاية التي نشعر بأهميتها في الظروف الراهنة الصعبة التي يواجهها شعبنا اليمني ووضع وظروف الشرعية والحكومة اليمنية التي مازالت بأمس الحاجة لإسناد الأشقاء في أداء مهامها الكاملة ومنها الاقتصادية والمعيشية وتخفيف معاناة شعبنا اليمني من تأثيرات الحرب لمواجهة الأطماع الإيرانية والقضاء على الانقلابيين واستعادة الدولة وقيادتها على كامل الأراضي اليمنية.
الارتهان لإيران
* كيف تفسرون ارتهان الحوثيين لإيران و«حزب الله» اللبناني؟
- قبل التطرق للأطماع الإيرانية علينا أن نقرأ التاريخ الذي يفيد بالسعي الفارسي الدائم إلى استعادة حضارته الفارسية على حساب شعوبنا العربية المجاورة وعلى حساب وحدة شعوب المنطقة ومصالحها وأمنها واستقرارها وفي عهدنا الحالي تكتسب تلك الأحلام السرابية مكانة كبيرة بين قيادات الفكر والعقيدة والسلطة والنفوذ في الدولة الإيرانية وأصبحت تتفاخر باستيلائها على عواصمنا وحواضرنا العربية التاريخية بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء والتي تحاول تثبيتها ووجودها عبر أدواتها الطائفية الضيقة التي تعتمد على تقسيم مجتمعاتنا طائفياً وعرقياً ومنها بلادنا اليمن التي وجدت في ثلة من البعض المندفع للأفكار الإيرانية الطائفية التوسعية وتشابكها مع طموحات إعداء ثورة 26 سبتمبر اليمنية التي قضت على نظام الكهنوت الأمامية في عام 1962 وقيام الجمهورية. وعلى هذا الأساس يأتي تحالف الأدوات الإيرانية في المنطقة العربية ومنها «حزب الله» وغيره في إطار ما يحملوه من الفكر الطائفي الضيق ونظرية «ولاية الفقيه»، وتصدير الثورات التي تقنع بها إيران أنصارها للسيطرة على مقدرات دولنا العربية وتوسيع نفوذها السياسي والعسكري، فهذه الجبهة التي تواجهها شعوبنا بقيادة إيران تفرض على دولنا وشعوبنا وخاصة شعوب ودول الخليج العربية المستهدفة جميعها ضرورة السعي لمواجهتها بشكل مشترك وهو ما نلمسه الآن في الصراع الدائر في بلادنا اليمن ضد الانقلابيين الحوثيين الذين قلبوا الطاولة على الإجماع الوطني اليمني وعلى الدولة والشرعية وعلى المبادرة الخليجية ومقررات الشرعية الدولية، وفرضت حرباً على شعبنا اليمني من ميليشيات مسلحة مدعومة من قبل إيران و«حزب الله»، دعماً مالياً وإعلامياً وعسكرياً ولوجستياً، فهي ميليشيات متطرفة تستخدم كل أساليب العصابات من تفجير المنازل ودور العبادة وزراعة الألغام بعبثية غير مسبوقة وتجنيد للأطفال بالقوة، وجمع للأموال والإتاوات بالإكراه، ومصادرة للحريات والحقوق، وعبث بالمؤسسات والهيئات المدنية والعسكرية. نعم هناك جهود كبيرة تبذلها الحكومة الشرعية والدبلوماسية اليمنية في مطالبتها المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في الضغط على إيران لإيقاف تدخلها في اليمن ودعمها للميليشيات الحوثية التابعة لها لكي تنصاع للقرارات الدولية ولجهود السلام وعدم مدها بالسلاح والدعم اللوجستي وتنفيذ وتفعيل القرارات الدولية ومنها قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر عام 2015 تحت البند السابع، التي تعترف بالشرعية اليمنية وتطالب الحوثيين بتسليم مؤسسات الدولة وإعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى مخازن الدولة والانسحاب من المدن وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعدم تجنيد الأطفال وغيرها من المطالب التي تواصل بلادنا مطالبتها باستمرار للمجتمع الدولي وعلى رأسها الأمم المتحدة.
انتصارات التحالف
كيف تقيمون الأوضاع على الأرض فيما يتعلق بالمعارك الدائرة بين القوات الشرعية بدعم التحالف والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران؟
- الصراع لمواجهة الانقلابيين مستمر منذ أن اختاروا المواجهات المسلحة وفرضت علينا الحرب فرضاً، فهناك مواجهات دائمة وتشهد انتصارات واسعة ومتواصلة للمقاومة والجيش الوطني المدعوم من قوى التحالف العربي بقيادة الأشقاء السعوديين والإماراتيين والبحرينيين وتم تحرير واندحار الانقلابيين من معظم المحافظات واهمها المحافظات الجنوبية والساحل الغربي حيث تم إبعادهم عن مضيق باب المندب وذوبابا وميناء المخا والخوخة وصولاً إلى محافظة الحديدة التي تجرى الآن المعارك لتحرير بقية أجزاء المدينة والميناء بعد أن تم تحرير المطار والطرقات الهامة ومديرياتها الجنوبية والشرقية وقريباً سيتم بإذن الله استعادة الميناء برغم الضغوطات الدولية الكبيرة التي تمارس على قواتنا الشرعية والتحالف العربي، كما أن هناك نجاحات كبيرة في جبهات عمق محافظة صعدة عقر دار القيادات الانقلابية وفي محافظات البيضاء وحجة وتعز وغيرها من الجبهات ونستطيع التأكيد بأن أكثر من 85 % من الأراضي اليمنية قد تم تحريرها واستعادتها إلى الشرعية اليمنية.
نهب الدولة
* هل لنا أن نتطرق إلى جرائم المتمردين الحوثيين في اليمن منذ انقلابهم على الشرعية في سبتمبر 2014؟
* منذ أن تمكن الانقلابيون وحلفاؤهم من السيطرة على العاصمة ورميهم بعرض الحائط التوافقات والإجماع الوطني وخروجهم عن المبادرة الخليجية ارتكبوا جرائم وانتهاكات لإنسانية ترتقي إلى جرائم حرب، وأبرزها تفخيخ وتفجير منازل المعارضين واستخدام المدنيين دروعاً بشرية وجرائم زراعة الألغام المضادة للأفراد المحرمة دولياً في الطرقات والمزارع والبيوت وجرائم الاغتيالات للمدنيين العزل في عدن والتواهي وفي تعز وفي سوق الأسماك بالحديدة وغيرها الكثير وقتل المعارضين والصحافيين بالمعتقلات والسجون والاحتجازات السرية والعلنية وغيرها.. هذا بالإضافة إلى الاستحواذ على خيرات الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والمدنية ونهب الأموال العامة والخاصة ونهب احتياطات البنك المركزي من العملة الصعبة والتي بلغت نحو 5 مليارات دولار وإفراغ الخزينة العامة للمؤسسات والمصالح العامة وفرض الضرائب والإتاوات وطبع العملة خارج إطارها القانوني ومضارباتها لشراء العملة الصعبة مما زاد من التضخم وانهيار الريال حيث خلقوا أزمة اقتصادية كارثية يصعب الخروج منها دون دعم وإسناد الأشقاء، وهنا لابد أن ننوه إلى أنه لولا الدعم السعودي للبنك المركزي لانهارت العملة اليمنية نتيجة تصرفات الحوثيين.
معركة الحديدة
* متى تتوقعون حسم معركة الحديدة غرب اليمن؟
- تعد معركة الحديدة سلمياً أو عسكرياً من المعارك الهامة والاستراتيجية لأن الحديدة تعد المصدر الذي يعتمد عليه الانقلابيون في استمرار المآسي وطول أمد الحرب والمعاناة الإنسانية لشعبنا فهم يتخذونها مصدراً للضغط الإنساني ونهب الأموال والاستيلاء على الإعانات والإغاثات الدولية والتجارة بها ومصدر لتهريب الأسلحة وتمويل جبهاتهم ومساحة للانطلاق لتهديد التجارة الدولية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وتهريب المخدرات واستقبال حلفائهم من إيران و«حزب الله» وغيرهم من الخبراء المتحالفين معهم، لهذا فمعركة الحديدة هامة وقادمة بالضرورة وسيتم حسمها في أي وقت لأن ميزان القوى الآن لصالح المقاومة والجيش الوطني والتحالف العربي والتأخير يأتي من منطلق الحرص من قبل قوات الشرعية والتحالف العربي لعدم وجود خسائر بشرية وحفاظاً على المواطنين والسكان خاصة وأن ميليشيات الحوثيين وحلفائهم يستخدمون كعادتهم النساء والأطفال والشيوخ والأبرياء دروعاً بشرية ورهائن. كما أن ذلك يعطي مصداقية وتطميناً للمجتمع الدولي وفتح ممرات آمنة للإغاثة الإنسانية، وقد أعطت الشرعية فرص كافية بأن ينسحب الحوثيون منها ويتم تسليمها للشرطة الداخلية من أبناء الحديدة وأن تشرف الأمم المتحدة على مينائها الدولي وتورد الأموال إلى البنك المركزي ولكن المبعوث الدولي فشل في إقناع الانقلابيين بذلك لتجنيب الحديدة الحرب ومازالت الحكومة مستعدة وبحرص على أن يتم الضغط على الميليشيات الحوثية لتسليم المدينة والانسحاب منها ومن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى بشكل سلمي، إلا أن ذلك لم يتم ولهذا فإن هناك إجماعاً للتحالف العربي والمقاومة وقوات الشرعية على استعادة الحديدة وموانئها الحيوية بأقل الخسائر الممكنة.
القضية الجنوبية
* تتحدث تقارير عربية وغربية عن رغبة الجنوب في الانفصال عن اليمن.. كيف تقيمون الأوضاع في الجنوب وهل تتوقعون حدوث الانفصال في الجنوب؟
- تعد القضية الجنوبية حجر الزاوية في موضوع اليمن بشكل عام وتواجدها قديم منذ حرب 1994، وتعد قضية عادلة لابد من حلها حلاً عادلاً، ولهذا كانت من أبرز المحاور التي وقف أمامها الحوار الوطني الشامل الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة بشكل مباشر وأشقاؤنا في دول الخليج العربي، وقد تمت مناقشة جذورها وتداعياتها والمخارج التي يجب أن تتم بشأنها والتوصل إلى الإجماع على أن يتم حلها بما يلبي تطلعات ومطالب الجنوبيين وجاء ذلك في إطار الحل الشامل للقضية اليمنية وتحولها إلى الدولة الاتحادية، ولكن هذا لن يأتي إلا بالقضاء على الانقلاب الحوثي الذي شذ عن الإجماع الوطني الشامل وقلب الطاولة على الجميع وخرج عن المبادرة الخليجية وقرارات الشرعية الدولية وأهمها القرار 2216 وعلى الإجماع الوطني الشامل.
* كيف تقيمون موقف الأمم المتحدة من الأزمة اليمنية؟
- كلنا يعرف مدى الاهتمام الذي توليه الأمم المتحدة التي تمثل الشرعية الدولية بالقضية اليمنية من أمد طويل من باب حرصها على الأمن والاستقرار والسلم في هذه المنطقة وإدراكها بأهمية بلادنا العسكرية والاقتصادية والجيوسياسية على الأمن والسلم العالمي، ومواقف الأمم المتحدة المعبرة عن مواقف دولها وخاصة المؤثرة فيها نفهمه من خلال قراراتها وبياناتها التي أصدرتها سوى من مجلس الأمن أو جمعيتها العامة وغيرها وهي قرارات هامة داعمة للشرعية اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ومطالبتها من خلال تلك القرارات الانقلابيين بالتراجع عن فعلتهم المشينة وإعادة تسليم المدن ومؤسسات الدولة والأسلحة والأموال وإطلاق المحتجزين والأسرى والاعتراف بالشرعية اليمنية واتخذت قراراتها الشاملة وأهمها القرار رقم 2216 لعام 2015 الذي يعد تحت البند السابع لأهميته وخطورة الموقف وطالبت بعدم تصدير السلاح للانقلابيين ودعمهم وإيجاد حوار سياسي ومفاوضات لتنفيذ محتوى تلك القرارات واتخذت عقوبات على بعض الأطراف الانقلابية وفقاً لهذه القرارات بل وجعلت القضية اليمنية على جدول أعمال مجلس الأمن بشكل دوري وعينت لذلك مبعوثاً خاصاً بها وحالياً يعد المبعوث غريفيث الثالث الذي تناوب على قضيتنا اليمنية.. لكننا مع ذلك نأخذ العتب على بعض الممارسات التي يقوم بها قلة من الممثلين الدوليين وموظفيها الذين يحاولون الخروج عن جوهر قرارات مجلس الأمن ومفرداتها ويسعون لمعاملة الانقلابيين كطرف منافس للسلطة وليس كانقلاب عسكري حاصر فيه رئاسة الدولة وعرضه للخطر وإنهاء الإجماع الوطني وانقلب على المبادرة الخليجية ورافض للقرارات الدولية ومنها القرار 2216 هذا التعامل نعتبره تقصيراً واضحاً وخروجاً عن الشرعية الدولية ومرفوض ومدان من قبل اليمن ودول التحالف العربي.. ونأمل من الأمم المتحدة تفعيل وتنفيذ قراراتها الخاصة باليمن وتحديد المعرقل لجهود السلام وفشل الحوارات بشأنها.
* ماذا عن تقرير الخبراء الإقليميين للمفوضية السامية لحقوق الإنسان والادعاءات التي أوردوها؟
- فيما يخص تقرير الخبراء الإقليميين للمفوضية السامية لحقوق الإنسان والادعاءات التي أوردوها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والذين نسبوا معظمها زوراً إلى التحالف العربي لدعم الشرعية والحكومة اليمنية الذي وقفت أمامه المفوضية في دورتها الأخيرة 39 في جنيف نود التوضيح أكثر بأن بلادنا قد أوضحت موقفها من التقرير مدعوم بإسناد ومواقف مؤيدة من أشقائنا في دول التحالف العربي فإننا نوضح لكم هنا موقف الحكومة اليمنية من التقرير المذكور من خلال الملاحظات التالية، بخصوص المخرجات التي توصلت إليها مجموعة الخبراء الإقليميين التابعين للمفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن اليمن فقد عبرت الحكومة اليمنية عن خيبة أملها من بعض الآليات الدولية في التعامل مع الأزمة اليمنية والتي انجرت إلى تسييس ولايتها بطريقة تسهم في تعقيد الوضع في بلادنا حيث جانبت المعايير المهنية والنزاهة والحياد والمبادئ المنصوص عليها بشأن الآليات المنبثقة عن الأمم المتحدة، وغضت الطرف عن الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي في مجال حقوق الإنسان. واستنكرت بلادنا اليمن ومعها دول التحالف بشدة ذلك الخروج لتقرير عن المرجعيات الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن الدولي 2216 لسنة 2016 وقرار 2140 لسنة 2014، بخصوص توصيف وسياق الصراع والأحداث التي قادت إليه، ومحاولات تضليل المجتمع الدولي من وصفها بأن انقلاب ميليشيات الحوثي وحلفاءها تم توصيفه بالتقرير بأنه إعلان ضمن الصراع على تقاسم السلطة وهو مخالف للواقع والى ما هو فعلاً موجود ونتساءل عن سبب ودوافع هذا التوصيف الذي لم يرد إلا في هذه المخرجات فقط، بينما لم يوجد في تقارير الأمم المتحدة وعلى وجه الخصوص تقارير فريق خبراء لجنة العقوبات التابع لمجلس الأمن الدولي للفترة من عام 2015 إلى 2017 وكذلك خلت منه بيانات وتقارير مجلس الأمن التي حددت وبشكل واضح السياق العام للأحداث.. وما أشار إليه التقرير هو تسييس واضح لوضع حقوق الإنسان في اليمن للتغطية على جريمة قيام ميليشيات مسلحة عميلة للخارج بالاعتداء والسيطرة على مؤسسات دولة قائمة وبقوة السلاح، وانحياز مجموعة الخبراء بشكل واضح للميليشيات الحوثية بهدف خلق سياق يتنافى مع قرارات مجلس الأمن الدولي.. وهذا يتطابق مع ما تنشره وتروج له وسائل الإعلام الحوثية والإيرانية وما تنشره مواقع المنظمات غير الحكومية التابعة والمؤيدة للحوثيين والمعادية للشرعية وبلدان التحالف العربي.
جرائم الحوثيين
* التحالف استطاع أن يفند تقرير الخبراء الأمميين قانونياً وكشف انتهاكات الحوثيين.. هل لنا أن نتطرق إلى ذلك الأمر؟
- تقرير الخبراء الأمميين تجاهل عدداً كبيراً من الانتهاكات والجرائم الجسيمة التي انفردت بارتكابها ميليشيات الحوثي وحلفائها، ولم يشير التقرير إلى ذلك، وتعمد تجاهل تلك الانتهاكات والجرائم بشكل واضح، الأمر الذي يدعو للاستغراب، وأبرز الانتهاكات والجرائم هي تفخيخ وتفجير منازل المعارضين واستخدام المدنيين دروعاً بشرية وجرائم زراعة الألغام المضادة للأفراد المحرمة دولياً في الطرقات والمزارع والبيوت وجرائم الاغتيالات للمدنيين العزل في عدن والتواهي وفي تعز وفي سوق الأسماك بالحديدة وغيرها الكثير وقتل المعارضين والصحافيين بالمعتقلات والسجون والاحتجازات السرية والعلنية وغيرها. كما أن الحكومة الشرعية قد أكدت على رفضها وضع قوائم اتهامات بأسماء قيادات الدولة تحت مسمى «تحديد الأطراف الرئيسة للنزاع»، لأن ذلك يعد تصرفاً غير محسوب ولا يقع ضمن صلاحيات وولاية المفوضية السامية ولا تقع بأي حال ضمن الولاية التي نصت عليها قرارات مجلس حقوق الإنسان 31/36 فالمجموعة ليست لجنة تحقيق دولية ولا يجوز لها وضع قوائم بأسماء قيادات عليا مبنية على الاعتقاد فقط. لهذا فإن بلادنا طلبت من مجلس حقوق الإنسان بعدم التمديد لهذه المجموعة التي أثبتت بأنها من خلال التجاوزات التي تضمنها تقريرها وتسييسها لوضع حقوق الإنسان في بلادنا للتغطية على جرائم ميليشيات الحوثي المسلحة واعتدائها الفجة على الإنسان اليمني وسيطرتها على مؤسسات الدولة القائمة وبقوة السلاح. وأكدت الحكومة الشرعية على أن استمرار عمل مجموعة الخبراء سيؤثر سلباً على وضع حقوق الإنسان في اليمن خاصة بعد التشجيع الذي منحهم تقرير الخبراء لارتكاب مزيد من الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا اليمني وسينعكس ذلك سلباً على طبيعة العلاقات بين بلادنا والمفوضية السامية لحقوق الإنسان. لهذا طالبت بلادنا في هذه الدورة بإعادة تقييم وضع حقوق الإنسان في اليمن بشكل شامل وموضوعي وواقعي ومن خلال دعم آليات حقوق الإنسان السيادية ممثلة بوزارة حقوق الإنسان ودعم وتمكين وإسناد اللجنة الوطنية اليمنية المستغلة لحقوق الإنسان والتي هي بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة بما فيها مجلس حقوق الإنسان والمفوضية السامية لمساعدتها وتقديم العون لها في ظل الأوضاع الراهنة لبلادنا، ودعم بلادنا وفقاً لما أشارت إليه قرارات مجلس حقوق الإنسان منذ العام 2011 وحتى عام 2017، بمساعدتها في تعزيز قدراتها لحماية حقوق الإنسان اليمني ودعوتها إلى الالتزام باتفاقية المقر الموقع عليها في عام 2013، والعمل على تنفيذ ما ورد فيها.
فشل إدارة الدولة
* الحكومة الشرعية تتحدث عن فشل الحوثيين في إدارة الدولة.. هل لنا أن نتطرق إلى أمثلة على ذلك؟
- لقد فشل الانقلابيون في إدارة البلد منذ الوهلة الأولى وذلك من خلال ضعف رؤيتهم الاستراتيجية وضيق افقها وعنصريتها وطائفيتها، هذه الطبيعة الهمجية المعقدة التي وجهتها ليس للبناء وإنما لتدمير مؤسسات الدولة وانقسام المجتمع والاستحواذ على المصالح والموارد وفرض الرأي الطائفي الواحد الخارج عن الجسم والإجماع اليمني وشنها الحروب يمنةً ويسرة للسيطرة على كل مراتب ومستويات مفاصل الدولة ومساحاتها الجغرافية وتدميرها للإجماع الشامل ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي، وهي بذلك تؤكد على طبيعتها وتكشفها بوضوح تام، وقد أشار إليها فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في خطابه الأخير أمام الدورة الأخيرة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر الماضي حيث قال «إننا نتصارع مع جماعة دينية معقدة، فهي سياسياً تؤمن بحقها الحصري في الحكم باعتباره حقاً إلهياً وترمي بكل القيم العصرية من الديمقراطية وحقوق الإنسان عرض الحائط، وهي اجتماعياً ترى نفسها عرقاً مميزاً يطالب الشعب بالتبجيل والتقديس، وهي جماعة تستخدم كل أساليب العنف الذي مزق المجتمع وخلق الكراهية في الشعب، وهي وطنياً جماعة باعت ولاءها الوطني وتعمل كوكيل حرب لصالح إيران وحزب الله».
استحقاقات السلام
* هل تتوقعون أن ينخرط الحوثيون في مفاوضات جنيف خاصة مع تعنتهم مؤخراً وعدم ذهابهم إلى المفاوضات؟
- مازال الباب مفتوحاً للسلام، والشرعية اكثر حرصاً على الأمن والاستقرار وإعادة الطمأنينة لشعبنا ولجيراننا ولمنطقتنا العربية والإقليم وتقدم المبادرات لأنها تشعر بمسؤوليتها وحرصها الكبيرين لاستعادة الدولة وخدماتها وأمنها واستقرارها، السلام المرتكز على الأسس المحددة لها والمتمثلة في الإجماع الوطني لمخرجات الحوار اليمني الشامل والمبادرة الخليجية، وقرارات الشرعية الدولية وأهمها القرار 2216. ولكن الطرف الانقلابي يضرب عرض الحائط بمبادرات السلام، وليست من أولوياته العيش في سلام ويستخدم المماطلة وعدم التجاوب وخلق المبررات والأعذار للتهرب من استحقاقات السلام، فهو ليس قادراً، وليس بيده القرار، لأنه مرتبط بالتحالف مع إيران و«حزب الله» اللذين يقرران له المشاركة من عدمها أو عرقلة المباحثات في مهدها كما حصل في بيل وجنيف وعدم التوقيع في الكويت والغياب عن جنيف الثانية الشهر الماضي وخلق حجج واهية تتذرع بها للهروب من المفاوضات واستحقاقات السلام لليمن والمنطقة، لأن هذه هي طبيعتهم ولهذا لم تجد الحكومة الشرعية شريكاً صادقا وجاداً للمفاوضات وإقرار السلام وإنهاء المآسي التي تسبب بها الانقلابيون.
* ما آخر تطورات ملف تبادل الأسرى بين الحكومة الشرعية والمتمردين؟
- لا يوجد جديد في ملفات الأسرى وهذا مرتبط بالمفاوضات وبحسن النوايا التي يفترض أن يقدمها الانقلابيون للتعبير عن جديتهم ومنح الثقة لسعيهم بصدق للمفاوضات والسلام، حيث يعيش الآلاف من المعتقلين السياسيين والأسرى في ظروف قاسية من الصعوبة وتوفي العديد منهم خاصة الصحافيين المخالفين لرأيهم من قسوة المعاملات والتعذيب.
الانتصار قريب
* متى تتوقعون حسم المعارك مع المتمردين وسيطرة الحكومة الشرعية على كامل اليمن؟
- من الصعب التوقع ووضع فترة زمنية سوف تحسم فيها الحرب في اليمن، لأن هذا مرتبط بعدد من العوامل التي تؤثر على سير المعارك والحرب والواقع يفيد بتصاعد واستمرارية الانتصارات وتحرير الأراضي لصالح الشرعية والمقاومة البطلة وبدعم وإسناد قوى التحالف العربي، فيما تشهد جبهة الانقلابيين التراجع والانقسامات والهزائم المتواصلة وهذا مؤشر إيجابي بقرب تحقيق الانتصار الشامل وسيطرة الحكومة الشرعية على كل الأراضي اليمنية الحبيبة، فالنصر قريب بإذن الله.