- الدوحة تهاب وتخاف وتمتنع عن أي تغطية للمعارضة الإيرانية
- طهران تنفق المليارات على إعلام يغذي الطائفية ويصور الإسلام بصورة مشوهة
- يجب اعتماد منظومة إعلامية متكاملة لمواجهة خطر الإعلام المتآمر
- 1.7 تريليون دولار سنوياً الإنفاق العالمي على الإعلام..و"الإلكتروني" يشكل 45%
- زيادة أعداد مستخدمي "الإعلام الاجتماعي" إلى 37% من سكان العالم
- وسائل الإعلام سلاح متطور في الذود عن الأمن القومي للدول
- منطقتنا الخليجية والعربية أكثر مناطق العالم تعرضًا للتهديدات الإيرانية
..
أكد وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي الرميحي، أن قطر تصرف المليارات على إعلام يهدف لإسقاط الأنظمة العربية وتهاب وتخاف وتمتنع عن أي تغطية للمعارضة الإيرانية.
وتساءل عن "لماذا تصرف إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم المليارات على إعلام يغذي الطائفية ويصور الإسلام بصورة مشوهة فيها من الكره الكثير والتحريض على الآخر وتقديس الأشخاص وتنزيههم من الخطأ".
جاء ذلك، لدى مشاركته، في الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات 2018، الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بتنظيم من المجلس الأعلى للأمن الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وأوضح الرميحي "أنه يجب أن تكون لدينا منظومة إعلامية متكاملة لمواجهة خطر الإعلام المتآمر والعميل عبر نقل الحقيقة سريعاً وليس ردود الأفعال".
وأضاف "أن الشعوب العربية اليوم ترى حجم المؤامرة على المملكة العربية السعودية والخليج العربي والوطن العربي الأكبر"، مبيناً أن الهجمة غير الأخلاقية من خلال منظومة إعلامية استمرت لأكثر من 20 سنة كان الشارع العربي مغيباً عنها.
وخلال حفل الافتتاح ألقى وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية كلمة بعنوان "المنظومة الإعلامية في مواجهة المخاطر" فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السعادة ،،
الأخوة والأخوات الحضورالكرام،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يشرفني أن أتواجد بينكم اليوم في هذا الملتقى الإعلامي الأول من نوعه في المنطقة العربية، بحضور نخبة مميـزة من كبار المسؤولين والخبـراء والمختصين في مجالات الإعلام والشؤون الأمنية وإدارة الطوارئ والأزمات.
وأود في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى بلدي دولة الإمارات العربية المتحدة، على حُسن الضيافة وكرم الوفادة، والتنظيم المتميـز المعهود لمثل هذه الفعاليات الدولية التـي تعكس حرصها الدائم على بسط الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
السادة الحضور،،
"لا شك أن وسائل الإعلام والاتصال تشهد بجميع أشكالها التقليدية والحديثة تطورات متلاحقة وغيـر مسبوقة".
ولم تعد وسائل الإعلام مجرد قنوات لنشر الأخبار وتداول المعلومات أو الترفيه، بل تحولت إلى صناعة عالمية ضخمة ومؤثرة، من أبرز مؤشراتها:
- تزايد الإنفاق العالمي على الإعلام بنسبة إلى 1.7 تريليون دولار سنويًا، يمثل الإعلام الإلكتروني أو الرقمي نسبة 45% منه.
- ارتفاع أعداد القنوات الفضائية الخاصة، من بينها 963 قناة عربية خاصة تمثل نسبة 86% من إجمالي القنوات الفضائية العربية.
- زيادة أعداد مستخدمي شبكات الإعلام الاجتماعي إلى 37% من سكان العالم، من بينهم 193 مليون مستخدم عربي يشكلون قرابة نصف سكان الوطن العربي.
- بحسب تقرير لمركز الاتصالات الاستراتيجية التابع لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، فقد غيرت تكنولوجيا المعلومات طبيعة الصراعات من خلال خلق بيئة افتراضية تسمح بإجراء معارك عبر الإنترنت تؤثر على الأحداث في المجال المادي، مثل أنظمة الكمبيوتر، وفي المجال المعرفي الذي يحدد مواقف الأشخاص ومعتقداتهم.
- لسنا هنا بصدد عقد مقارنة بين الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي، غير أن الجدير بالذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الكثير من البلدان إحدى أكثر المنصات حيوية، حيث تتمتع بميزتين أولهما الفضاء الواسع الذي هو بحد ذاته يعد سلاحًا ذا حدين، والميزة الثانية هي العمل في الوقت الحقيقي، ما يتيح للناس متابعة التطورات الديناميكية المتغيرة باستمرار.
وأثبتت وسائل الإعلام والاتصال دورها الحيوي كسلاح متطور في الذود عن الأمن القومي للدول، حتى إن قيمة الإنفاق العالمي على قطاع الإعلام والاتصال تجاوزت حجم الإنفاق العسكري عالميًا، والمقدر بنحو 1.67 تريليون دولار بحسب إحصاءات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لعام 2015، وتعادل نسبة كبيـرة تصل إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
وفي ظل انفتاح الحدود والفضاءات، أدركت دول العالم القوة الكامنة في وسائل الاعلام المختلفة، حيث باتت الدول الكبرى في السنوات الأخيرة تقلص من ميزانياتها العسكرية مقابل رفع معدلات تمويل الأمن السيبراني بصورة هائلة.
وتحتل الولايات المتحدة الأميركية المرتبة الأولى بين دول العالم في حجم إنفاق الميزانيات العسكرية على الحروب الإلكترونية، حيث كشفت دراسة أجراها "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن بداية العام الجاري، أن الولايات المتحدة الأميركية تنفق ما يُقارب سبعة مليارات دولار على أمن الفضاء الإلكتروني، وتمتلك شبكة من العملاء تتجاوز 9000 موظف يعملون لدى وزارة الدفاع، فيما تنفق الصين مليارًا ونصف المليار دولار، وتنفق بريطانيا 450 مليون دولار سنويًا.
السادة الحضور
قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
فالحمد لله على نعمة الإسلام،
أين الإعلام من سماحة هذا الدين العظيم وتعاليمه؟
دائماً ما نتحدث عن الإعلام في مواجهة الأزمات فاسمحوا لي في هذه اللحظات أن أتحدث عن الإعلام اذا كان هو الأزمة.
في عام 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت
- لم يكن المشاهد الخليجي يعرف الفضائيات. ولا يعرف غير هذه القنوات "القنوات الرسمية".
-في عام 2003 عند سقوط بغداد لم تكن هذه البرامج موجودة "تويتر، انستغرام، سناب، يوتيوب واتس اب".
- في عام 2011 كان صناع ما يسمى بالربيع العربي قد دخلوا موسم الحصاد، فكانت النتائج المدمرة لدول أصبحت بقايا دول.
من رسخ ثقافة الصراخ والتحريض على الكراهية في الإعلام العربي؟ هل الصوت العالي والتطاول على الأديان والمذاهب والرموز الوطنية هي حرية التعبير التي يبحث عنها المواطن العربي.
من تلاعب بمشاعر المواطن العربي وتاجر بقضاياه وحاجاته ومارس التسييس لكل احتياجاته، بخطاب فيه من الكراهية المقيتة التي لم نعتد على سماعها؟، حتى أصبح ظهور عدد من المتحدثين يفتون بقتل الناس أمر غير مستنكر لدى دكاكين حقوق الإنسان.
لماذا تصرف إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم المليارات على إعلام يغذي الطائفية ويصور الإسلام بصورة مشوهة فيها من الكره الكثير والتحريض على الآخر وتقديس الأشخاص وتنزيههم من الخطأ.
لماذا تصرف قطر المليارات على إعلام يهدف لإسقاط الأنظمة العربية وتهاب وتخاف وتمتنع عن أي تغطية للمعارضة الإيرانية...
لماذا سوقت الجزيرة القطرية حصرياً، خطابات جميع قادة الإرهاب بلا استثناء وتبث أفلام المختطفين وتوصل رسائل غير مباشرة على حسن معاملة الخاطف.
لماذا تستخدم الجزيرة القطرية مصطلحات إيجابية وتؤكد دائماً إسلامية كل الجماعات الإرهابية... وفي استفتاءاتها تكشف عن رأسها حين تقول:
"هل تؤيد انتصارات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا؟" و"هل تعتبر تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لصالح المنطقة؟".
ففي دراسة لدائرة المطبوعات الأردنية عام 2009 عن الجزيرة القطرية وتغطيتها للحرب على غزة، تقول الدراسة "إن الجزيرة فتحت شاشتها يوميًا للمتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي والمتحدث الرسمي للخارجية الإسرائيلية ومعلقين إسرائيليين، لتقديم تبريرات عاطفية لعدوانهم على الشعب الفلسطيني الشقيق من وجهة نظر إسرائيلية بحتة".
فالجزيرة الانجليزية تستخدم كلمة "قتيل" للفلسطيني وتسميه شهيداً في الجزيرة العربية..وقد تمكنت من اختراق حالة الوعي الوطني لدى الجمهور وإعادة تشكيله برؤية جديدة. وقدمت رواية مغلوطة عن النضال العربي، وخلقت في كل بلد عربي أزمة، وشوهت قيادات وطنية وضللت الناس وجعلت من أشباه المثقفين والمشبوهين أبطالاً ونجومًا في عالم الإعلام المسيس.
فهذه الحالة التي تدعى "الجزيرة القطرية"، تفرض على مراكز الدراسات العربية مسؤولية دراستها وبحث تأثيرها السلبي على الأمن القومي العربي.
هناك مئات الأسئلة التي تبحث عن إجابة للمواطن العربي البسيط فمن منا لا يعرف إجابة هذه التساؤلات. تم الإجابة على جزء منها من خلال بعض الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
- كنا بحاجة للمكاشفة والمصارحة والمواجهة وتقول لم يعمل على ضرب الدول العربية وإثارة الفتنة والتحريض كفى فالأمن القومي العربي أكبر من أحلام الصغار.
من هنا يجب أن تكون لدينا منظومة إعلامية متكاملة، لمواجهة خطر الإعلام المتآمر والعميل عبر نقل الحقيقة سريعاً وليس ردود الأفعال.
فالشعوب العربية اليوم، ترى حجم المؤامرة على المملكة العربية السعودية والخليج العربي والوطن العربي الأكبر..هذه الهجمة غير الأخلاقية من خلال منظومة إعلامية استمرت لأكثر من 20 سنة كان الشارع العربي مغيباً عنها.
السادة الحضور ،،
إن منطقتنا الخليجية والعربية، بحكم قيمتها التاريخية والدينية وأهميتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي والاستراتيجي، من أكثـر مناطق العالم تعرضًا للتهديدات والمخاطر والأزمات، وفي مقدمتها تنامي خطابات التطرف والكراهية، والتدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية والرامية إلى زعزعة أمننا واستقرارنا، والمساس بهويتنا الثقافية والحضارية، لاسيما منذ قيام "الثورة الخمينية" عام 1979م، ودعم إيران للأحزاب الإرهابية وتمويلها للأنشطة التخريبية.
هذا ولم تكن بلادنا بمنأى عن بعض الحوادث المؤسفة أو الأزمات، فجائية مثل الكوارث البيئية والمناخية أو دورية مثل الأزمات الاقتصادية، لاسيما المرتبطة بالتقلبات في السوق النفطية الدولية، فضلاً عن المخاطر المتعلقة بأعمال العنف والتخريب والإرهاب، بالإضافة إلى استهدافها بالدعايات والحروب النفسية الممنهجة، ومخططات إثارة المخاوف والفتن والتخريب الفكري والقيمي، وحروب المعلومات، وغيرها.
السادة الحضور،،
إن الإدارة الفعالة للأزمات والحالات الطارئة والكوارث تكمن في النهوض بدور "إعلام الأزمات" في تهيئة الرأي العام وتوعية المجتمع، ورفع روحه المعنوية، وتمسكه بقيمه الدينية والأخلاقية، من خلال قيام وسائل الإعلام بمختلف أشكالها ببث الحقيقة بدقة وسرعة وشفافية ومصداقية، مع مراعاة البعد الإنساني والاجتماعي، والتأثير والفاعلية في مواجهة الشائعات والأكاذيب، واحتواء الأضرار أو تقليل الآثار السلبية.
السادة الحضور،،
نحن بحاجة إلى إعلام مسؤول يمارس رسالته الوطنية في التوعية بأمانة ونزاهة وموضوعية، والتمسك بآداب وأخلاقيات المهنة، باعتباره خط الدفاع الأول في الحفاظ على مكتسباتنا التنموية والحضارية، وحماية أمننا القومي.
إن النهوض بدور الإعلام الوطني وتعزيز العمل الإعلامي المشترك يشكل ضرورة حتمية وعلامة بارزة على إدارتنا الفاعلة والناجحة لأي أزمات أو طوارئ أو تحديات مشتركة، من خلال التزام وسائل الإعلام والاتصال بمختلف أنواعها وفي جميع المراحل، ووفق منظومة متكاملة، بواجباتها فيما يلي:
1- توعية متحضرة مع وضع المصلحة العليا للوطن فوق أي انتماءات أيديولوجية أو طائفية أو عرقية.
2 - تغطية الأحداث والتطورات بسرعة ودقة ومصداقية وشفافية.
3- اتخاذ الإجراءات القانونية بحق وسائل الإعلام والاتصال المسيئة والمحرضة أو المثيـرة للكراهية والبلبلة، بما يتوافق مع المواثيق الإعلامية العربية والدولية.
4- نشر الوعي المجتمعي بشأن الاستخدام الرشيد لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وختامًا، لا يسعنا سوى أن نتوجه مجددًا بالشكر والتقدير إلى "الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث" بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على دعوتها الكريمة، والتنظيم المتميـز، ونحن على ثقة في خروج هذا الملتقى الإعلامي باقتراحات عملية تدعم أهدافنا على طريق النهوض بالرسالة الإعلامية في تحقيق مصالحنا الوطنية والقومية المشتركة، وصون هويتنا الثقافية والتاريخية، والحفاظ على منجزاتنا التنموية والحضارية.
أشكركم جميعًا على حسن إصغائكم،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
وتضمن الملتقى، مجموعة من ورش العمل والجلسات النقاشية، شارك فيها نخبة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين في مجال الإعلام والعلوم الأمنية، وتم فيها التطرق إلى جملة من المواضيع الحيوية المرتبطة بالإعلام وما يواجهه من مخاطر وتحديات.
- طهران تنفق المليارات على إعلام يغذي الطائفية ويصور الإسلام بصورة مشوهة
- يجب اعتماد منظومة إعلامية متكاملة لمواجهة خطر الإعلام المتآمر
- 1.7 تريليون دولار سنوياً الإنفاق العالمي على الإعلام..و"الإلكتروني" يشكل 45%
- زيادة أعداد مستخدمي "الإعلام الاجتماعي" إلى 37% من سكان العالم
- وسائل الإعلام سلاح متطور في الذود عن الأمن القومي للدول
- منطقتنا الخليجية والعربية أكثر مناطق العالم تعرضًا للتهديدات الإيرانية
..
أكد وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية علي الرميحي، أن قطر تصرف المليارات على إعلام يهدف لإسقاط الأنظمة العربية وتهاب وتخاف وتمتنع عن أي تغطية للمعارضة الإيرانية.
وتساءل عن "لماذا تصرف إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم المليارات على إعلام يغذي الطائفية ويصور الإسلام بصورة مشوهة فيها من الكره الكثير والتحريض على الآخر وتقديس الأشخاص وتنزيههم من الخطأ".
جاء ذلك، لدى مشاركته، في الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات 2018، الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بتنظيم من المجلس الأعلى للأمن الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وأوضح الرميحي "أنه يجب أن تكون لدينا منظومة إعلامية متكاملة لمواجهة خطر الإعلام المتآمر والعميل عبر نقل الحقيقة سريعاً وليس ردود الأفعال".
وأضاف "أن الشعوب العربية اليوم ترى حجم المؤامرة على المملكة العربية السعودية والخليج العربي والوطن العربي الأكبر"، مبيناً أن الهجمة غير الأخلاقية من خلال منظومة إعلامية استمرت لأكثر من 20 سنة كان الشارع العربي مغيباً عنها.
وخلال حفل الافتتاح ألقى وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية كلمة بعنوان "المنظومة الإعلامية في مواجهة المخاطر" فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السعادة ،،
الأخوة والأخوات الحضورالكرام،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يشرفني أن أتواجد بينكم اليوم في هذا الملتقى الإعلامي الأول من نوعه في المنطقة العربية، بحضور نخبة مميـزة من كبار المسؤولين والخبـراء والمختصين في مجالات الإعلام والشؤون الأمنية وإدارة الطوارئ والأزمات.
وأود في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى بلدي دولة الإمارات العربية المتحدة، على حُسن الضيافة وكرم الوفادة، والتنظيم المتميـز المعهود لمثل هذه الفعاليات الدولية التـي تعكس حرصها الدائم على بسط الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
السادة الحضور،،
"لا شك أن وسائل الإعلام والاتصال تشهد بجميع أشكالها التقليدية والحديثة تطورات متلاحقة وغيـر مسبوقة".
ولم تعد وسائل الإعلام مجرد قنوات لنشر الأخبار وتداول المعلومات أو الترفيه، بل تحولت إلى صناعة عالمية ضخمة ومؤثرة، من أبرز مؤشراتها:
- تزايد الإنفاق العالمي على الإعلام بنسبة إلى 1.7 تريليون دولار سنويًا، يمثل الإعلام الإلكتروني أو الرقمي نسبة 45% منه.
- ارتفاع أعداد القنوات الفضائية الخاصة، من بينها 963 قناة عربية خاصة تمثل نسبة 86% من إجمالي القنوات الفضائية العربية.
- زيادة أعداد مستخدمي شبكات الإعلام الاجتماعي إلى 37% من سكان العالم، من بينهم 193 مليون مستخدم عربي يشكلون قرابة نصف سكان الوطن العربي.
- بحسب تقرير لمركز الاتصالات الاستراتيجية التابع لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، فقد غيرت تكنولوجيا المعلومات طبيعة الصراعات من خلال خلق بيئة افتراضية تسمح بإجراء معارك عبر الإنترنت تؤثر على الأحداث في المجال المادي، مثل أنظمة الكمبيوتر، وفي المجال المعرفي الذي يحدد مواقف الأشخاص ومعتقداتهم.
- لسنا هنا بصدد عقد مقارنة بين الإعلام التقليدي ووسائل التواصل الاجتماعي، غير أن الجدير بالذكر أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الكثير من البلدان إحدى أكثر المنصات حيوية، حيث تتمتع بميزتين أولهما الفضاء الواسع الذي هو بحد ذاته يعد سلاحًا ذا حدين، والميزة الثانية هي العمل في الوقت الحقيقي، ما يتيح للناس متابعة التطورات الديناميكية المتغيرة باستمرار.
وأثبتت وسائل الإعلام والاتصال دورها الحيوي كسلاح متطور في الذود عن الأمن القومي للدول، حتى إن قيمة الإنفاق العالمي على قطاع الإعلام والاتصال تجاوزت حجم الإنفاق العسكري عالميًا، والمقدر بنحو 1.67 تريليون دولار بحسب إحصاءات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لعام 2015، وتعادل نسبة كبيـرة تصل إلى 2.5% من إجمالي الناتج المحلي العالمي.
وفي ظل انفتاح الحدود والفضاءات، أدركت دول العالم القوة الكامنة في وسائل الاعلام المختلفة، حيث باتت الدول الكبرى في السنوات الأخيرة تقلص من ميزانياتها العسكرية مقابل رفع معدلات تمويل الأمن السيبراني بصورة هائلة.
وتحتل الولايات المتحدة الأميركية المرتبة الأولى بين دول العالم في حجم إنفاق الميزانيات العسكرية على الحروب الإلكترونية، حيث كشفت دراسة أجراها "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن بداية العام الجاري، أن الولايات المتحدة الأميركية تنفق ما يُقارب سبعة مليارات دولار على أمن الفضاء الإلكتروني، وتمتلك شبكة من العملاء تتجاوز 9000 موظف يعملون لدى وزارة الدفاع، فيما تنفق الصين مليارًا ونصف المليار دولار، وتنفق بريطانيا 450 مليون دولار سنويًا.
السادة الحضور
قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
فالحمد لله على نعمة الإسلام،
أين الإعلام من سماحة هذا الدين العظيم وتعاليمه؟
دائماً ما نتحدث عن الإعلام في مواجهة الأزمات فاسمحوا لي في هذه اللحظات أن أتحدث عن الإعلام اذا كان هو الأزمة.
في عام 1990 أثناء الغزو العراقي للكويت
- لم يكن المشاهد الخليجي يعرف الفضائيات. ولا يعرف غير هذه القنوات "القنوات الرسمية".
-في عام 2003 عند سقوط بغداد لم تكن هذه البرامج موجودة "تويتر، انستغرام، سناب، يوتيوب واتس اب".
- في عام 2011 كان صناع ما يسمى بالربيع العربي قد دخلوا موسم الحصاد، فكانت النتائج المدمرة لدول أصبحت بقايا دول.
من رسخ ثقافة الصراخ والتحريض على الكراهية في الإعلام العربي؟ هل الصوت العالي والتطاول على الأديان والمذاهب والرموز الوطنية هي حرية التعبير التي يبحث عنها المواطن العربي.
من تلاعب بمشاعر المواطن العربي وتاجر بقضاياه وحاجاته ومارس التسييس لكل احتياجاته، بخطاب فيه من الكراهية المقيتة التي لم نعتد على سماعها؟، حتى أصبح ظهور عدد من المتحدثين يفتون بقتل الناس أمر غير مستنكر لدى دكاكين حقوق الإنسان.
لماذا تصرف إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم المليارات على إعلام يغذي الطائفية ويصور الإسلام بصورة مشوهة فيها من الكره الكثير والتحريض على الآخر وتقديس الأشخاص وتنزيههم من الخطأ.
لماذا تصرف قطر المليارات على إعلام يهدف لإسقاط الأنظمة العربية وتهاب وتخاف وتمتنع عن أي تغطية للمعارضة الإيرانية...
لماذا سوقت الجزيرة القطرية حصرياً، خطابات جميع قادة الإرهاب بلا استثناء وتبث أفلام المختطفين وتوصل رسائل غير مباشرة على حسن معاملة الخاطف.
لماذا تستخدم الجزيرة القطرية مصطلحات إيجابية وتؤكد دائماً إسلامية كل الجماعات الإرهابية... وفي استفتاءاتها تكشف عن رأسها حين تقول:
"هل تؤيد انتصارات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا؟" و"هل تعتبر تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا لصالح المنطقة؟".
ففي دراسة لدائرة المطبوعات الأردنية عام 2009 عن الجزيرة القطرية وتغطيتها للحرب على غزة، تقول الدراسة "إن الجزيرة فتحت شاشتها يوميًا للمتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي والمتحدث الرسمي للخارجية الإسرائيلية ومعلقين إسرائيليين، لتقديم تبريرات عاطفية لعدوانهم على الشعب الفلسطيني الشقيق من وجهة نظر إسرائيلية بحتة".
فالجزيرة الانجليزية تستخدم كلمة "قتيل" للفلسطيني وتسميه شهيداً في الجزيرة العربية..وقد تمكنت من اختراق حالة الوعي الوطني لدى الجمهور وإعادة تشكيله برؤية جديدة. وقدمت رواية مغلوطة عن النضال العربي، وخلقت في كل بلد عربي أزمة، وشوهت قيادات وطنية وضللت الناس وجعلت من أشباه المثقفين والمشبوهين أبطالاً ونجومًا في عالم الإعلام المسيس.
فهذه الحالة التي تدعى "الجزيرة القطرية"، تفرض على مراكز الدراسات العربية مسؤولية دراستها وبحث تأثيرها السلبي على الأمن القومي العربي.
هناك مئات الأسئلة التي تبحث عن إجابة للمواطن العربي البسيط فمن منا لا يعرف إجابة هذه التساؤلات. تم الإجابة على جزء منها من خلال بعض الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
- كنا بحاجة للمكاشفة والمصارحة والمواجهة وتقول لم يعمل على ضرب الدول العربية وإثارة الفتنة والتحريض كفى فالأمن القومي العربي أكبر من أحلام الصغار.
من هنا يجب أن تكون لدينا منظومة إعلامية متكاملة، لمواجهة خطر الإعلام المتآمر والعميل عبر نقل الحقيقة سريعاً وليس ردود الأفعال.
فالشعوب العربية اليوم، ترى حجم المؤامرة على المملكة العربية السعودية والخليج العربي والوطن العربي الأكبر..هذه الهجمة غير الأخلاقية من خلال منظومة إعلامية استمرت لأكثر من 20 سنة كان الشارع العربي مغيباً عنها.
السادة الحضور ،،
إن منطقتنا الخليجية والعربية، بحكم قيمتها التاريخية والدينية وأهميتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي والاستراتيجي، من أكثـر مناطق العالم تعرضًا للتهديدات والمخاطر والأزمات، وفي مقدمتها تنامي خطابات التطرف والكراهية، والتدخلات الخارجية في شؤوننا الداخلية والرامية إلى زعزعة أمننا واستقرارنا، والمساس بهويتنا الثقافية والحضارية، لاسيما منذ قيام "الثورة الخمينية" عام 1979م، ودعم إيران للأحزاب الإرهابية وتمويلها للأنشطة التخريبية.
هذا ولم تكن بلادنا بمنأى عن بعض الحوادث المؤسفة أو الأزمات، فجائية مثل الكوارث البيئية والمناخية أو دورية مثل الأزمات الاقتصادية، لاسيما المرتبطة بالتقلبات في السوق النفطية الدولية، فضلاً عن المخاطر المتعلقة بأعمال العنف والتخريب والإرهاب، بالإضافة إلى استهدافها بالدعايات والحروب النفسية الممنهجة، ومخططات إثارة المخاوف والفتن والتخريب الفكري والقيمي، وحروب المعلومات، وغيرها.
السادة الحضور،،
إن الإدارة الفعالة للأزمات والحالات الطارئة والكوارث تكمن في النهوض بدور "إعلام الأزمات" في تهيئة الرأي العام وتوعية المجتمع، ورفع روحه المعنوية، وتمسكه بقيمه الدينية والأخلاقية، من خلال قيام وسائل الإعلام بمختلف أشكالها ببث الحقيقة بدقة وسرعة وشفافية ومصداقية، مع مراعاة البعد الإنساني والاجتماعي، والتأثير والفاعلية في مواجهة الشائعات والأكاذيب، واحتواء الأضرار أو تقليل الآثار السلبية.
السادة الحضور،،
نحن بحاجة إلى إعلام مسؤول يمارس رسالته الوطنية في التوعية بأمانة ونزاهة وموضوعية، والتمسك بآداب وأخلاقيات المهنة، باعتباره خط الدفاع الأول في الحفاظ على مكتسباتنا التنموية والحضارية، وحماية أمننا القومي.
إن النهوض بدور الإعلام الوطني وتعزيز العمل الإعلامي المشترك يشكل ضرورة حتمية وعلامة بارزة على إدارتنا الفاعلة والناجحة لأي أزمات أو طوارئ أو تحديات مشتركة، من خلال التزام وسائل الإعلام والاتصال بمختلف أنواعها وفي جميع المراحل، ووفق منظومة متكاملة، بواجباتها فيما يلي:
1- توعية متحضرة مع وضع المصلحة العليا للوطن فوق أي انتماءات أيديولوجية أو طائفية أو عرقية.
2 - تغطية الأحداث والتطورات بسرعة ودقة ومصداقية وشفافية.
3- اتخاذ الإجراءات القانونية بحق وسائل الإعلام والاتصال المسيئة والمحرضة أو المثيـرة للكراهية والبلبلة، بما يتوافق مع المواثيق الإعلامية العربية والدولية.
4- نشر الوعي المجتمعي بشأن الاستخدام الرشيد لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وختامًا، لا يسعنا سوى أن نتوجه مجددًا بالشكر والتقدير إلى "الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث" بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على دعوتها الكريمة، والتنظيم المتميـز، ونحن على ثقة في خروج هذا الملتقى الإعلامي باقتراحات عملية تدعم أهدافنا على طريق النهوض بالرسالة الإعلامية في تحقيق مصالحنا الوطنية والقومية المشتركة، وصون هويتنا الثقافية والتاريخية، والحفاظ على منجزاتنا التنموية والحضارية.
أشكركم جميعًا على حسن إصغائكم،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
وتضمن الملتقى، مجموعة من ورش العمل والجلسات النقاشية، شارك فيها نخبة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين في مجال الإعلام والعلوم الأمنية، وتم فيها التطرق إلى جملة من المواضيع الحيوية المرتبطة بالإعلام وما يواجهه من مخاطر وتحديات.