هنأت وزيرة الصحة فائقة بنت سعيد الصالح، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى بمناسبة حصول مملكة البحرين على المركز الأول عربياً، و 47 عالمياً في مؤشر رأس المال البشري حسب التقرير الذي أصدره البنك الدولي يوم 11 أكتوبر الجاري، بشأن مدى استثمار دول العالم في رأسمالها البشري كماً وكيفاً، من أجل تعزيز النمو الاقتصادي، والذي يحدد حجم مساهمة قطاعي التعليم والصحة في الإنتاجية المتوقع أن تحققها الأجيال القادمة.
كما هنأت صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء على دعمه ومساندته، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، على متابعته الحثيثة وجهوده الداعمة لمسيرة التطور والنماء في مملكة البحرين.
وأكدت الصالح أن حصول مملكة البحرين على هذا المركز يعكس رؤية قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وسعيه الحثيث لتأكيد مكانة المملكة في طليعة دول العالم لتكون مثالاً يحتذى به، كما يبين إن مملكة البحرين تمتلك رؤية واضحة لترسيخ قدراتها في التنمية الاقتصادية، من خلال التعليم والصحة والاستثمار الصحيح في الموارد البشرية المميزة، تضافرت جميعها لكي تجعلنا في مقدمة الدول.
واشارت إلى أن الفضل في هذا الإنجاز يعود إلى الجهود التي قامت بها الحكومة في العهد الإصلاحي لجلالة الملك المفدى في سبيل تطوير القطاع الصحي، من خلال الخطة الوطنية للصحة 2016 - 2025 التي تسعى لتحقيق جودة الخدمات الصحية، وإن الإنجاز الكبير للقطاع الصحي لا يقتصر على إحراز المركز الأول عربياً فحسب، بل تحقيق تلك المرتبة في فترة زمنية قصيرة وقبل حلول العام 2025، الموعد المستهدف لتحقيق ذلك، وبالتالي فإن تقرير البنك الدولي حول مؤشر رأس المال البشري يحفز على الاستمرار في تعزيز تواجدنا العربي والعالمي والعمل بكفاءة عالية.
وقالت إن المركز والمكانة التي حصلت عليها مملكة البحرين في المجال الصحي لتؤكد على السمعة التي حصلت عليه المملكة دولياً، فبالأمس وبالتحديد في نهاية شهر سبتمبر الماضي، أي أقل من شهر من إصدار تقرير البنك الدولي، حصلت وزارة الصحة على جائزة رفيعة المستوى من الأمم المتحدة تقديراً لمساهمتها البارزة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بمكافحة الأمراض غير السارية، وجاء ذلك بفضل الرؤية الثاقبة لحكومتنا التي اعتمدت قطاع الصحة خياراً اقتصادياً استراتيجياً واستثمرت الكثير للوصول إلى تحقيق هذه الرؤية في التوقيت الصحيح للتطوير ما أهلنا لكسب ثقة العالم بما نقدمه من خدمات صحية ذات جودة عالية.
وبينت الوزيرة أن العناية بالقطاع الصحي في مملكة البحرين هي إحدى المحركات الرئيسية للتنمية في البلاد، وتؤثر وتساهم بشكل إيجابي في الإنتاجية المتوقع أن تحققها الأجيال المقبلة وتدعم الجهود والخطط التي تقودها حكومتنا الموقرة، وتشجع على المنافسة لتأسيس نظام صحي عالي المستوى ذي كفاءة عالية؛ فبالرغم من الصعوبات التي تواجهها المنطقة والتحديات الاقتصادية، إلا أن مملكة البحرين أثبتت للعالم ومن خلال نتائج هذا التقرير مدى فعالية وكفاءة النموذج البحريني الذي يتمحور على الاستثمار في التنمية البشرية وتحفيز الإبداع والتطوير والتحديث المستمر بحسب المقاييس العالمية.
ومن جانب آخر، بينت الصالح أن المؤشرات ذات العلاقة بالصحة والمذكورة في تقرير البنك الدولي، تقيس مدى إسهام رأس المال البشري في إنتاجية الجيل القادم من خلال قياس عدد من المؤشرات، فقد بين مؤشر رأس المال البشري بأن الطفل المولود في البحرين اليوم تكون إنتاجيته (67) في المائة لتمتعه بتعليم شامل وصحة شاملة.
وفيما يتعلق بمؤشر معدل الحياة للأطفال تحت سن الخامسة "نسبة الأطفال الذين يعيشون حتى سن الخامسة"، بلغ عدد الأطفال الذين ولدوا في البحرين وبقوا على قيد الحياة حتى سن الخامسة 99 من أصل 100 طفل.
وفيما يخص معدل البقاء للبالغين على قيد الحياة في البحرين "مؤشر فرص الحياة للفئة العمرية من 5 إلى 60 سنة"، بلغ "93" في المائة. أما مؤشر تساوي الخدمات الصحية المقدمة للذكور والإناث فهي 100 بالمئة.
وأكدت وزيرة الصحة أن تصدر البحرين لهذه المؤشرات الدولية يعتبر ترجمة واقعية تعكس حقيقة الجهود التي تبذلها الحكومة في سبيل تطوير وتحديث التشريعات والإجراءات والخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة، وترجمة فعلية لأهداف الخطة الوطنية للصحة وتساهم في القطاعات الأخرى من الاقتصاد الوطني، وذلك نتيجة توافر فرص الحصول على الخدمات الصحية الأولية لجميع السكان بنسبة 100%، والتطعيمات من الأمراض المختلفة مثل الحصبة وشلل الأطفال والدفتيريا والتتناوس 100%، وانخفاض معدل وفيات الأطفال وإجراء 100% من الولادات بإشراف صحي متخصص.
وفي الختام أكدت الصالح أن مسيرة التنمية والتميز في المجال الصحي مستمرة، والحفاظ على المركز الأول في جودة الخدمات الصحية من أهم أولوياتنا التي عملنا مع مختلف القطاعات على النهوض بها، الأمر الذي أسهم في تحقيق الإنجازات المشرفة التي رفعت اسم البحرين عاليا في المحافل العالمية، ويتطلب مضاعفة الجهود من الجميع.