خالد الطيب

انهمرت الأمطار بغزارة السبت فاتسع الفتق على الراتق. وككل عام لم تجد صهاريج البلديات نفعاً سوى التخفيف من حدة المشكلة. غرقت الشوارع وفاضت المصارف وتصدعت جدران وامتلأت منازل بالمياه.

سكان كل محافظة شعروا أنهم الأكثر تضرراً فنشروا مئات الصور والفيديوهات على مواقع التواصل.

أحمد صباح من الجنوبية قال "منطقة البحير التي أسكنها كانت من أشد مناطق الجنوبية تضرراً إذ تسرب الماء داخل المنزل رغم كبر مساحته وارتفاعه. انقطعت الكهرباء خمس دقائق بسبب ماس كهربائي في الماكينة التي تنقل الماء".

وقال عبدالله أحمد "الوضع في مجمع 909 وفي الرفاع بشكل عام ينذر بكارثة حال استمر هطول المطر في نفس المعدل، فالبواليع تفيض بالماء، وتجمعات المياه الكثيرة سببت أزمة كبيرة في سوق الرفاع وشوارعها الحيوية. نتمنى ألا تتكرر أزمة الأعوام السابقة".

وقال خالد إبراهيم "كشف المطر مشاكل خطيرة في شوارع مناطق الرفاع فتجمعات المياه عطلت بعض العربات وأوقفت حركة السير".



وعبر النائب محمد المعرفي عن استيائه الشديد من "تردي البنية التحتية الذي وصلت إليه مناطق في الجنوبية بسبب الإهمال وسوء الإدارة حيث كشفت بدايات موسم الأمطار الإهمال الكبير في رصف الشوارع والطرق وتهالك شبكة التصريف وانسدادها في غالبية المناطق".

وأضاف "يوم واحد من الأمطار جعل الأثاث يسبح داخل البيوت وأدى إلى تعطل عشرات السيارات في المنطقة. هذه الخسائر المادية الكبيرة تحتاج لتعويض من قبل المتسببين بها"، لافتاً إلى أنه سجل عدداً من الأضرار الكبيرة التي تعرض لها قاطنو المنطقة وسيرفع تقارير لتعويضهم بشكل كامل من قبل الحكومة "للضغط نحو ايجاد حل جذري سريع ينهي المعاناة المتكررة، فبعض أهالي البحرين تركوا منازلهم وفتحت أبواب الناس لإيوائهم".



وفي العاصمة، قال عضو الأمانة مجدي النشيط "إن أكثر المناطق تضرراً سند والعكر وبعض مناطق مدينة عيسى"، مضيفاً "إن تجمع الأمطار مشكلة أزلية لم تحل منذ سنوات".

وعن أسباب تجمعات المياه عزا النشيط بعضها لسلوكيات خاطئة من المواطنين بإزالتهم أغطية الصرف الصحي مشيراً إلى أن فتحات البواليع ليست معدة لصرف مياه الأمطار بل لتصريف مياه المجاري.

وبين النشيط أن "خطة الطوارئ تعتمد على البدء بالأولويات وهي الشوارع الرئيسة ثم التقاطعات الحيوية فالأقل حيوية لكنها مؤثرة على السير. ويوجد 14 صهريجاً قابلة للزيادة حال استدعى الأمر".



فيما أكدت بلدية المحرق أن فريق عمل البلدية على أتم الاستعداد مجهزاً بـ8 صهاريج أساسية لشفط تجمعات المياه، مبينة أن عدد الصهاريج قابل للزيادة إن استدعى الأمر رغم أنه "لم تردنا أي بلاغات إلى الآن".

ومن جانبها قالت مدير إدارة بلدية الشمالية مهندسة لمياء الفضالة " بدأنا التعامل مع الأمطار منذ الأربعاء وقد تلقينا أكثر من 700 بلاغ وقد تعاملنا مع البلاغات بقدر الإمكان وتواجدنا ميدانياً في نقاط التجمعات ولدينا خطة طوارئ تم الاتفاق عليها منذ سبتمبر الماضي إلا أن المطر يأتي فجأة ورغم الاستعدادات الكبيرة إلا أن هطوله كان كبيراً جداً ولكن تم التعامل معه بالشكل الممكن."

وبينت الفضالة " إن الخطة تأتي في الشوارع الأهم ثم المهمة فالأسواق والمناطق الحيوية هي مايتم البدء فيها قبل الأحياء لذلك قد يشتكي البعض من تأخر وصول بعض الصهاريج."

واختتمت بقولها" يجب أن يأخذ الناس الأمر بإيجابية وحكمة فبعض السلوكيات التي يقوم بها البعض بغير قصد قد تزيد الأمر سواً كفتح مجارير المياه لصرف مياه الأمطار مما يتسبب في فيضان تلك المجارير، ويجب أن ننظر للمطر بشكل إيجابي أكثر حتى لا ننسى بهجته."