أشاد المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة بمملكة البحرين أمين الشرقاوي، بما جاء في رسالة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء بمناسبة الاحتفال بيوم الأمم المتحدة، من مضامين تعكس حرص مملكة البحرين على دعم جهود تطوير آليات عمل الأمم المتحدة في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنظمة الدولية والعالم في أمنه واستقراره.
وشدد الشرقاوي في تصريح صحافي، قائلا: "إننا نتفق تمامًا مع ما ذكره صاحب السمو الملكي حول المتغيرات والتحديات والقضايا الشائكة التي يمر بها العالم أجمع، والتي تحتم على الجميع بذل مزيد من الجهود، ومواصلة الشراكات؛ للتوصل للحلول المناسبة والطرق الأسلم والأفضل؛ لتجنيب البشرية وشعوب العالم عواقب لا تحمد عقباها، وخصوصا ما يتعلق بتعطيل عملية التنمية في كثير من البلدان التي تعيش الصراعات بمختلف أشكالها وأنواعها، وهو ما يؤدي إلى تخلفها – بشكل أو بآخر - عن ركب التنمية ".
وأشار إلى "أن الأمم المتحدة؛ إذ تحتفل بيومها الذي صادف الرابع والعشرين من أكتوبر، لا تزال في عملٍ مستمر على تطوير هياكلها وآلياتها وأدواتها المختلفة بغية الوصول إلى ما تصبو إليه الدول الاعضاء في تحقيق السلم والعمل الدؤوب للارتقاء بالمجتمعات والبشرية جمعاء"، لافتا إلى أن أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحده يقود عملية إصلاح هيكلي شامل على عدة جوانب للتعامل مع مختلف القضايا والعقبات التي تدعم وصول المنظمة إلى مبتغياتها المثلى، ومنها دعم الدول كافة في تنفيذ أجندة التنمية 2030، ودعم قضايا التغير المناخي، والهجرة وتعزير الامن والسلام.
وأكد الشرقاوي "أن مملكة البحرين قدمت الكثير من الأمثلة والنماذج على مساندتها وتعاونها مع الأمم المتحدة، وذلك من منطلقات كثيرة وأصعدة مختلفة؛ فبعد استقلالها بسنوات قليلة؛ احتضنت مكاتب وبرامج الأمم المتحدة. ومنذ سبعينيات القرن الماضي، وقعت مملكة البحرين وثيقة التواجد الأساسية مع منظمات اممية مختلفة لاستضافتها، وباشرت مكاتب وبرامج الأمم المتحدة عملها بناء على التواجد الفعلي وقدمت الخبرات الفنية المطلوبة للسير في طريق التنمية الرحب. وتوالى على إثرها توقيع العديد من الاتفاقيات، والتي كان أبرزها في الآونة الأخيرة - على المستوى الوطني - توقيع اتفاقية إطار الشراكة الإستراتيجية بين مملكة البحرين ومنظمات الأمم المتحدة للأعوام 2018-2022؛ بهدف التعاون في تحقيق وإنجاز مختلف الأبعاد التنموية لأجندة التنمية المستدامة 2030 وأهدافها السبعة عشر. وقد اتخّذت البحرين الترتيبات المؤسسية اللازمة مبكرا؛ لتنسيق جهود تنفيذ الأهداف والغايات المدرجة تحتها، وتضمينها في برنامج عملها؛ حيث تم إدماج حوالي 78% منها في برنامج عمل الحكومة 2015-2018 ".
وبين الشرقاوي "أن الأمم المتحدة حريصة على دعم البحرين في مساعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وكيفية استعراضها في التقارير المستقبلية، مؤكدا موقف الأمم المتحدة الداعم والمساند لمملكة البحرين؛ في تقديم المشورة والدعم الفني للبرامج والمشروعات التنموية، ورفدها بأهم الخبرات والتجارب الناجحة، في سبيل بلوغها أقصى درجات التنمية؛ المجتمعية، والبيئية، والاقتصادية ".
وأضاف أن مملكة البحرين، وهي بلد يغلب على سكانه عنصر الشباب، أدركت مبكرًا أهمية اهداف التنمية المستدامة وضمنتها، بشكلٍ ملفت، في أغلب برامجها ومشاريعها ومبادراتها التي تستهدف الشباب. وذلك انطلاقًا من أهمية الامن والسلام للعملية التنموية كمتطلب جوهري، واستناد تلك التنمية القائمة على أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة، على الدور الفاعل الذي لابد ان يلعبه الشباب في تحقيق هذه الأهداف.
واختتم الشرقاوي تصريحه بالقول: "إن التزام مملكة البحرين بالعمل الجاد والمؤثر، والشراكة مع الأمم المتحدة ومنظماتها ومكاتبها وبرامجها، هو انعكاس ايجابي للالتزام بما ينص عليه ميثاق الأمم المتحدة، والمبادئ الإنسانية النبيلة التي قامت عليها هذه المنظمة، إلى جانب الاتفاقيات والمعاهدات التي تصب في دعم أطر التنمية والأمن والسلم الدولي. "