- بمجرد تحقيق إيران أهدافها التوسعية بالمنطقة سرعان ما ستتحول نحو القوقاز
- رؤية البحرين للتعاون مع روسيا تتخطى علاقات موقف إلى شراكة متنامية
- البحرين تنظر إلى روسيا باعتبارها قطباً محورياً في النظام العالمي
..
حذر د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، من تزايد التدخلات الإيرانية غير المشروعة، عن طريق حروب بالوكالة، وصناعة مليشيات مسلحة، وشبكات وجماعات إرهابية، تزودها بالتدريب والأسلحة والتمويل، استنادا إلى مبدأ تصدير الثورة.
وأوضح، أنه بمجرد أن تحقق إيران عدداً من أهدافها التوسعية بالمنطقة، سرعان ما ستتحول بشكل أكبر نحو منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، في تهديد مباشر للمجال الحيوي لروسيا.
ولفت د.الشيخ عدبالله بن أحمد أن رؤية مملكة البحرين للتعاون مع جمهورية روسيا الاتحادية، تتخطي علاقات موقف، ومنافع وقتية، إلى شراكة استراتيجية متينة ومتنامية.
وأشار خلال محاضرة، ألقاها في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية العريق، إلى أن نقطة الارتكاز في العلاقات بين البلدين، تتمثل في صلات قديمة وجذور راسخة، بدأت مع القرن العاشر الميلادي.
فيما شكلت ما يمكن أن نطلق عليه "الدبلوماسية البحرية" عبر توافد المبعوثين في القرن التاسع عشر، قناة اتصال حيوية بين الإمبراطورية الروسية ومنطقة الخليج العربي، وتفصح إحدى وثائق الأرشيف الروسي بوضوح، عن رغبة حاكم البحرين في إقامة علاقات وثيقة مع هذه الإمبراطورية الصديقة.
وقال د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، إن بلادي تؤمن بأهمية الانفتاح في علاقاتها الخارجية، مستندة إلى مبادئها الثابتة والنبيلة، في تدعيم أواصر التعاون، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وحققت رصيدا وسمعة طيبة، كدولة ذات مصداقية وتأثير على خارطة الأحداث، والأمن العالمي، والمصالح الدولية.
وبين رئيس مجلس الأمناء، أن مملكة البحرين، تنظر إلى روسيا، باعتبارها قطبا محوريا في النظام العالمي، وقوة كبرى قادرة على تحقيق السلم والأمن الدوليين، وشريكا إستراتيجيا مهما.
وأضاف أن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لروسيا عام 2008، والتي ألقى جلالته خلالها كلمة، كانت بمثابة خطة عمل، لتطوير مسار العلاقات المشتركة، وأسهمت في خلق أجواء إيجابية بين البلدين، كما أظهرت أن البحرين شريك يعتد به وموثوق.
وتلت تلك الزيارة المهمة، ثلاث زيارات سامية متعاقبة لجلالته إلى روسيا، أعوام 2014 و2015، و2016، إلى جانب زيارة قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في أبريل عام 2014. وهذه الزيارات، وضعت لبنات قوية في جدار العلاقات بين البلدين. وفي عام 2015 جرى التوقيع على اتفاقية التعاون العسكري الفني بين البلدين، كدلالة على جدية مسار ونوعية التعاون.
وأفاد المحاضر بأن هناك عوامل عديدة، ساهمت في تقوية علاقات البلدين، يأتي في مقدمتها، تقارب المواقف البحرينية الروسية، تجاه أغلب القضايا الإقليمية والدولية، وتحديدًا الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، ودعم بقاء الدولة الوطنية في الشرق الأوسط، وحماية مؤسساتها، والتوازن بين الديمقراطية وحقوق الإنسان واستتباب الأمن، فلا ديمقراطية وحقوق الإنسان وتنمية دون أمن واستقرار.
وفي هذا السياق، استعرض د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة 4 مجالات، يمكن أن تمثل مساحة مشتركة، ورؤي بناءة، لتعزيز العلاقات الثنائية، وهي:
أولا: انخراط البلدين في مكافحة خطر الإرهاب، الذي يعد من أهم التحديات الأمنية التي تواجه دول العالم، حيث تمتلك مملكة البحرين على غرار روسيا، منظومة ناجحة ومتكاملة في مكافحة التطرف والإرهاب.
وقال: لعلكم تتفقون معي في أن القضاء على الإرهاب كخطر متفاقم لا وطن له، يتطلب شراكات دولية، وأطر أمنية فاعلة، في سياق مبدأ المسؤولية المشتركة، وأن نواجه معا بحزم خطاب الكراهية والعنصرية والتعصب.
ثانياً: تعتبر مملكة البحرين أحد موانئ العالم القديم، وبوابة رئيسية إلى دول الخليج العربية، ونافذة على سوق استهلاكي ضخم، كما أن البحرين بيئة أعمال جاذبة للتدفقات والفرص الاستثمارية العالمية، بما تملكه من موقع استراتيجي، وبنية أساسية حديثة، وإغراءات تنظيمية وحوافز تشجيعية. وتقدم البحرين نفسها كموقع لوجستى إقليمى للشركات الروسية لتوزيع منتجاتها وخدماتها إلى منطقة الخليج.
وأوضح أنه تم تدشين رؤية البحرين الاقتصادية 2030، بهدف الانتقال من اقتصاد قائم على الثروة النفطية إلى اقتصاد ذكي ومنتج ومتنوع، وتقديم خدمات نوعية ذات جودة عالية.
وبالتوازي مع ذلك، تأتي البحرين ضمن فئة البلدان ذات التنمية البشرية المرتفعة للغاية، وتصدرت النسخة الأولى من مؤشر البنك الدولي لرأس المال البشري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي يركز على قطاعي الصحة والتعليم، كما قطعت شوطا طويلا في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.
ثالثًا: تهدف البحرين إلى أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة التي تحتاج للغاز الطبيعي بكميات كبيرة، في الوقت الذي لا يمكن للعديد من دول منطقة الشرق الأوسط، الاعتماد على الغاز القطري أو الإيراني، بسبب إرهاب الدولة الذي ترعاه إيران والعقوبات المفروضة عليها، وكذلك ممارسات نظام قطر في نشر الفوضى، وتمويل الإرهاب، والتحريض الإعلامي.
وتسعى مملكة البحرين إلى إقامة تعاون اقتصادي ممتد مع شركة "غاز بروم" لتصدير الغاز إلى البحرين، وسوف تتيح الاكتشافات النفطية وموارد الغاز التي أعلنتها البحرين مؤخرا، فرصا واعدة وكبيرة للبلدين، لتدشين حزمة من المشاريع الاستثمارية الضخمة في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية والمواصلات وتقنية المعلومات، مع إمكانية الاستفادة من التقنية الروسية المتقدمة.
رابعًا: إن مملكة البحرين، دون مبالغة، هي نموذج للتسامح والانفتاح والتعايش، بين جميع الأديان والمذاهب والأعراق.
واستشهد المحاضر بتصريح جلالة الملك المفدى، بأن العالم سيكون أكثر أمنا وازدهارًا إذا تعلم كيف يستوعب التمايزات بين الأفراد كعنصر دعم وقوة وتكامل بين الناس، حيث يعيش المؤمنون بمختلف الديانات جنبًا إلى جنب، ويمكنهم جميعا ممارسة العبادة بحرية تامة. وقد كفلت البحرين حقوق وحريات جميع الأديان وتحميها بالقانون.
وبين رئيس مجلس الأمناء، أن تأسيس "مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي" جاء تعبيرا عن رؤية تؤمن بالتسامح والسلام، كما تم إطلاق "إعلان مملكة البحرين" لتأكيد التعايش بين الأديان والثقافات. وفى روسيا، يسمح مناخ الحرية الدينية، بأن يلعب المسلمون الروس، دوراً فعالاً فى مد الجسور وتوطيد العلاقات الثقافية والإنسانية، بين روسيا والعالمين الإسلامى والعربى.
ونوه د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، إلى أن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" قاد مؤخرا، مبادرة ناجحة، ضمت العديد من مراكز الدراسات والأبحاث، لاطلاق وثيقة بعنوان "الفكر في خدمة السلام والتنمية" من أجل صياغة مستقبل أفضل للسلام الإقليمي، عن طريق التفاهم والحوار، وخدمة جهود التنمية المستدامة، والاستثمار في الموارد البشرية، وتقديم مقترحات بناءة لفتح آفاق جديدة للتعاون.
وأعرب عن سعادته بالتعاون بين مركز "دراسات" ومعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، داعياً إلى استثمار الشراكة الوطيدة والصداقة العميقة، للمبادرة إلى طرح آليات مبتكرة، وأفكار جديدة، لإثراء المقومات الاستراتيجية فيما بيننا، وفي مقدمتها قيمنا الإنسانية السامية، وصولا إلى عالم أفضل وأكثر أمانا ونبلا.
وعقب المحاضرة، عقد د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز "دراسات" اجتماعاً مع البروفيسور يفغيني كوتشوكين، نائب رئيس معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، بمقر المعهد، حيث تم استعراض أوجه مجالات التعاون بين المؤسستين، والسبل الكفيلة للارتقاء بها خلال الفترة القادمة.
وأشاد البروفيسور يفغيني كوتشوكين، بما جاء في محاضرة د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، من أفكار وتوجهات، تصب في صالح تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.
وأطلع د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، البروفيسور يفغيني كوتشوكين، على أبرز أنشطة وفعاليات وإصدارات مركز "دراسات" بالإضافة إلى أهدافه المتنوعة، مؤكدا أن اللقاء يعد فرصة مواتية لتبادل وجهات النظـر، من أجل تعزيز التعاون الثنائي، ومناقشة أوضاع منطقة الخليج والشرق الأوسط.
- رؤية البحرين للتعاون مع روسيا تتخطى علاقات موقف إلى شراكة متنامية
- البحرين تنظر إلى روسيا باعتبارها قطباً محورياً في النظام العالمي
..
حذر د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، من تزايد التدخلات الإيرانية غير المشروعة، عن طريق حروب بالوكالة، وصناعة مليشيات مسلحة، وشبكات وجماعات إرهابية، تزودها بالتدريب والأسلحة والتمويل، استنادا إلى مبدأ تصدير الثورة.
وأوضح، أنه بمجرد أن تحقق إيران عدداً من أهدافها التوسعية بالمنطقة، سرعان ما ستتحول بشكل أكبر نحو منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، في تهديد مباشر للمجال الحيوي لروسيا.
ولفت د.الشيخ عدبالله بن أحمد أن رؤية مملكة البحرين للتعاون مع جمهورية روسيا الاتحادية، تتخطي علاقات موقف، ومنافع وقتية، إلى شراكة استراتيجية متينة ومتنامية.
وأشار خلال محاضرة، ألقاها في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية العريق، إلى أن نقطة الارتكاز في العلاقات بين البلدين، تتمثل في صلات قديمة وجذور راسخة، بدأت مع القرن العاشر الميلادي.
فيما شكلت ما يمكن أن نطلق عليه "الدبلوماسية البحرية" عبر توافد المبعوثين في القرن التاسع عشر، قناة اتصال حيوية بين الإمبراطورية الروسية ومنطقة الخليج العربي، وتفصح إحدى وثائق الأرشيف الروسي بوضوح، عن رغبة حاكم البحرين في إقامة علاقات وثيقة مع هذه الإمبراطورية الصديقة.
وقال د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، إن بلادي تؤمن بأهمية الانفتاح في علاقاتها الخارجية، مستندة إلى مبادئها الثابتة والنبيلة، في تدعيم أواصر التعاون، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وحققت رصيدا وسمعة طيبة، كدولة ذات مصداقية وتأثير على خارطة الأحداث، والأمن العالمي، والمصالح الدولية.
وبين رئيس مجلس الأمناء، أن مملكة البحرين، تنظر إلى روسيا، باعتبارها قطبا محوريا في النظام العالمي، وقوة كبرى قادرة على تحقيق السلم والأمن الدوليين، وشريكا إستراتيجيا مهما.
وأضاف أن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، لروسيا عام 2008، والتي ألقى جلالته خلالها كلمة، كانت بمثابة خطة عمل، لتطوير مسار العلاقات المشتركة، وأسهمت في خلق أجواء إيجابية بين البلدين، كما أظهرت أن البحرين شريك يعتد به وموثوق.
وتلت تلك الزيارة المهمة، ثلاث زيارات سامية متعاقبة لجلالته إلى روسيا، أعوام 2014 و2015، و2016، إلى جانب زيارة قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في أبريل عام 2014. وهذه الزيارات، وضعت لبنات قوية في جدار العلاقات بين البلدين. وفي عام 2015 جرى التوقيع على اتفاقية التعاون العسكري الفني بين البلدين، كدلالة على جدية مسار ونوعية التعاون.
وأفاد المحاضر بأن هناك عوامل عديدة، ساهمت في تقوية علاقات البلدين، يأتي في مقدمتها، تقارب المواقف البحرينية الروسية، تجاه أغلب القضايا الإقليمية والدولية، وتحديدًا الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، ودعم بقاء الدولة الوطنية في الشرق الأوسط، وحماية مؤسساتها، والتوازن بين الديمقراطية وحقوق الإنسان واستتباب الأمن، فلا ديمقراطية وحقوق الإنسان وتنمية دون أمن واستقرار.
وفي هذا السياق، استعرض د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة 4 مجالات، يمكن أن تمثل مساحة مشتركة، ورؤي بناءة، لتعزيز العلاقات الثنائية، وهي:
أولا: انخراط البلدين في مكافحة خطر الإرهاب، الذي يعد من أهم التحديات الأمنية التي تواجه دول العالم، حيث تمتلك مملكة البحرين على غرار روسيا، منظومة ناجحة ومتكاملة في مكافحة التطرف والإرهاب.
وقال: لعلكم تتفقون معي في أن القضاء على الإرهاب كخطر متفاقم لا وطن له، يتطلب شراكات دولية، وأطر أمنية فاعلة، في سياق مبدأ المسؤولية المشتركة، وأن نواجه معا بحزم خطاب الكراهية والعنصرية والتعصب.
ثانياً: تعتبر مملكة البحرين أحد موانئ العالم القديم، وبوابة رئيسية إلى دول الخليج العربية، ونافذة على سوق استهلاكي ضخم، كما أن البحرين بيئة أعمال جاذبة للتدفقات والفرص الاستثمارية العالمية، بما تملكه من موقع استراتيجي، وبنية أساسية حديثة، وإغراءات تنظيمية وحوافز تشجيعية. وتقدم البحرين نفسها كموقع لوجستى إقليمى للشركات الروسية لتوزيع منتجاتها وخدماتها إلى منطقة الخليج.
وأوضح أنه تم تدشين رؤية البحرين الاقتصادية 2030، بهدف الانتقال من اقتصاد قائم على الثروة النفطية إلى اقتصاد ذكي ومنتج ومتنوع، وتقديم خدمات نوعية ذات جودة عالية.
وبالتوازي مع ذلك، تأتي البحرين ضمن فئة البلدان ذات التنمية البشرية المرتفعة للغاية، وتصدرت النسخة الأولى من مؤشر البنك الدولي لرأس المال البشري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي يركز على قطاعي الصحة والتعليم، كما قطعت شوطا طويلا في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030.
ثالثًا: تهدف البحرين إلى أن تصبح مركزا إقليميا للطاقة التي تحتاج للغاز الطبيعي بكميات كبيرة، في الوقت الذي لا يمكن للعديد من دول منطقة الشرق الأوسط، الاعتماد على الغاز القطري أو الإيراني، بسبب إرهاب الدولة الذي ترعاه إيران والعقوبات المفروضة عليها، وكذلك ممارسات نظام قطر في نشر الفوضى، وتمويل الإرهاب، والتحريض الإعلامي.
وتسعى مملكة البحرين إلى إقامة تعاون اقتصادي ممتد مع شركة "غاز بروم" لتصدير الغاز إلى البحرين، وسوف تتيح الاكتشافات النفطية وموارد الغاز التي أعلنتها البحرين مؤخرا، فرصا واعدة وكبيرة للبلدين، لتدشين حزمة من المشاريع الاستثمارية الضخمة في قطاعات النفط والغاز والبنية التحتية والمواصلات وتقنية المعلومات، مع إمكانية الاستفادة من التقنية الروسية المتقدمة.
رابعًا: إن مملكة البحرين، دون مبالغة، هي نموذج للتسامح والانفتاح والتعايش، بين جميع الأديان والمذاهب والأعراق.
واستشهد المحاضر بتصريح جلالة الملك المفدى، بأن العالم سيكون أكثر أمنا وازدهارًا إذا تعلم كيف يستوعب التمايزات بين الأفراد كعنصر دعم وقوة وتكامل بين الناس، حيث يعيش المؤمنون بمختلف الديانات جنبًا إلى جنب، ويمكنهم جميعا ممارسة العبادة بحرية تامة. وقد كفلت البحرين حقوق وحريات جميع الأديان وتحميها بالقانون.
وبين رئيس مجلس الأمناء، أن تأسيس "مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي" جاء تعبيرا عن رؤية تؤمن بالتسامح والسلام، كما تم إطلاق "إعلان مملكة البحرين" لتأكيد التعايش بين الأديان والثقافات. وفى روسيا، يسمح مناخ الحرية الدينية، بأن يلعب المسلمون الروس، دوراً فعالاً فى مد الجسور وتوطيد العلاقات الثقافية والإنسانية، بين روسيا والعالمين الإسلامى والعربى.
ونوه د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، إلى أن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" قاد مؤخرا، مبادرة ناجحة، ضمت العديد من مراكز الدراسات والأبحاث، لاطلاق وثيقة بعنوان "الفكر في خدمة السلام والتنمية" من أجل صياغة مستقبل أفضل للسلام الإقليمي، عن طريق التفاهم والحوار، وخدمة جهود التنمية المستدامة، والاستثمار في الموارد البشرية، وتقديم مقترحات بناءة لفتح آفاق جديدة للتعاون.
وأعرب عن سعادته بالتعاون بين مركز "دراسات" ومعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، داعياً إلى استثمار الشراكة الوطيدة والصداقة العميقة، للمبادرة إلى طرح آليات مبتكرة، وأفكار جديدة، لإثراء المقومات الاستراتيجية فيما بيننا، وفي مقدمتها قيمنا الإنسانية السامية، وصولا إلى عالم أفضل وأكثر أمانا ونبلا.
وعقب المحاضرة، عقد د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز "دراسات" اجتماعاً مع البروفيسور يفغيني كوتشوكين، نائب رئيس معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، بمقر المعهد، حيث تم استعراض أوجه مجالات التعاون بين المؤسستين، والسبل الكفيلة للارتقاء بها خلال الفترة القادمة.
وأشاد البروفيسور يفغيني كوتشوكين، بما جاء في محاضرة د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، من أفكار وتوجهات، تصب في صالح تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين.
وأطلع د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، البروفيسور يفغيني كوتشوكين، على أبرز أنشطة وفعاليات وإصدارات مركز "دراسات" بالإضافة إلى أهدافه المتنوعة، مؤكدا أن اللقاء يعد فرصة مواتية لتبادل وجهات النظـر، من أجل تعزيز التعاون الثنائي، ومناقشة أوضاع منطقة الخليج والشرق الأوسط.