نظم معهد البحرين للتنمية السياسية محاضرة "الإعلام والمرأة: الدور السياسي"، قدمتها المستشارة الدبلوماسية بوزارة الخارجية الدكتورة وجدان فهد، وحضرها عدد من الإعلاميين والصحافيين.
وتناولت الدكتورة وجدان في محاضرتها الأطر التشريعية المنظمة للمشاركة السياسية للمرأة، حيث تأتي تلك المشاركة لصنع السياسة العامة واتخاذ القرارات على كافة المستويات، واختيار النخب في مختلف المواقع ومراقبة الأداء الحكومي والتعبير عن الآراء في مختلف وسائل الاتصال التي تتناول القضايا التي تهم الرأي العام.
وأكدت مستشارة وزارة الخارجية بأن ممارسة السلوك السياسي يرتبط بمدى الوعي لدى الأفراد بحقوقهم وواجباتهم السياسية، واهتمامهم بالأحداث التي تجري في الساحة السياسية سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. ويلتزم ذلك بتبني الدول لتشريعات وقوانين وأطر مؤسسية لتنظيم الممارسة الديمقراطية.
وفيما يتعلق بمشاركة المرأة في الحياة السياسية، أشارت د. وجدان إلى أن المرأة لها حظوظ ودور كبير في الحياة العامة والسياسية بشكل خاص، ويمكن معرفة مدى هذه المشاركة من خلال عدة مؤشرات منها الحق في التصويت، والحق في التشريع، والحق في التنظيم، والحق في تقلد المناصب السياسية.
وفي السياق نفسه، أضافت بأن المرأة البحرينية لها دور كبير في المشاركة السياسية، حيث شاركت في التصويت لميثاق العمل الوطني، ومشاركتها في انتخابات المجالس البلدية والنيابية منذ العام 2002 وحتى الآن. ولم يقتصر الأمر على الترشيح، بل دخلت المرأة البحرينية معترك الحياة السياسية من خلال عضويتها في مجلسي الشورى والنواب.
كما أشارت د. وجدان إلى آليات تعزيز المشاركة السياسية للمرأة التي تمثلت في وضع برامج توعوية وتثقيفية لتشجيع المواطنين على المشاركة السياسية في العملية الانتخابية، والعمل على غرس مفهوم المواطنة والمشاركة لدى النشء منذ المراحل التعليمية التأسيسية من خلال المناهج الدراسية في المدارس وتدريب الكوادر التعليمية على كيفية إيصال هذا المفهوم لدى الطلبة، ورفع مستوى الوعي العام لدى المجتمع وتنمية قدراتهم السياسية والديمقراطية والاجتماعية والتأكيد على دور المرأة السياسي بأبعاده وآثاره الإيجابية على المجتمع.
وبالنسبة لمقومات نجاح الإعلام في دعم قضايا المرأة، أكدت مستشار وزارة الخارجية بأن الإعلام يدعم قضايا المرأة من خلال تحديد الصورة المراد إبرازها عن المرأة، ووضع تصور تفصيلي ورؤية تكاملية لعمل المؤسسات الإعلامية لدعم قضايا المرأة، وتحديد الأجندة التي ينبغي العمل عليها من قبل وسائل الإعلام فيما يخص قضايا المرأة.
وأكدت الدكتورة وجدان فهد بأن وجود المرأة في الحياة السياسية أصبح ضرورة، لكونها محرك فاعل وأساسي في المجتمع.
وأكدت بأن الدستور كفل للمرأة البحرينية المشاركة في الحياة السياسية من خلال الترشيح لعضوية المجلس النيابي، وحقها في التصويت واختيار المناسب ليمثلها ويوصل صوتها ويؤكد على حقوقها.
وفيما يتعلق بدور البحرين في تفعيل مشاركة المرأة سياسيا، أشارت مستشارة وزارة الخارجية لـ (بنا) بأن انضمام مملكة البحرين للعديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية، إنما هو تأكيد على حق المرأة في المشاركة السياسية منها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة. وحرصت مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، على التأكيد على دور المرأة والأخذ بيدها وإشراكها بجانب الرجل في صنع القرار. وأصبحت المرأة البحرينية اليوم أكثر وعيا بحقوقها وواجباتها السياسية.
وأضافت "الإعلام له دور كبير في إبراز دور المرأة في الحياة السياسية، حيث تعود مشاركتها فيها لعشرينيات القرن الماضي، ومدى فاعليتها في مؤسسات المجتمع المدني. ولابد للإعلام من تسليط الضوء على النماذج النسائية البحرينية اللاتي خضن ونجحن في التحدي للدخول للحياة السياسية. وإصرار المرأة على مواجهة التحديات لخدمة المجتمع والارتقاء بالحياة السياسية".
وأكدت على دور المجلس الأعلى للمرأة في دعم المرأة البحرينية، وإصرار المجلس على التأكيد على دور المرأة وأهميتها في المشاركة في الحياة السياسية، وأهليتها لكونها عنصر مؤثر في المجتمع. وأكد المجلس على تمكين المرأة البحرينية سياسيًا من خلال تقلدها للمناصب المؤثرة، وصنع القرار مع الرجل. كما ويقوم معهد البحرين للتنمية السياسية بدور فاعل في التدريب العملي والميداني في الجانب السياسي للعديد من الشخصيات التي لها دور في الحياة السياسية.
واختتمت مستشارة وزارة الخارجية حديثها بقولها "المرأة البحرينية اليوم صاحبة مستوى ثقافي وعلمي ولديها من الخبرات ما تستطيع بها أن تفيد المجتمع وتمضي به قدمًا للأفضل".