استقبلت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة اليوم الثلاثاء الموافق 6 نوفمبر 2018، في مقر هيئة الثقافة وفدًا من غرفة تجارة وصناعة البحرين ترأسه رئيس الغرفة سمير ناس، وضم كلاً من خالد نجيبي النائب الأول غرفة تجارة وصناعة البحرين، عارف هجرس الأمين المالي للغرفة، سونيا جناحي عضو مجلس إدارة الغرفة وشاكر الشتر الرئيس التنفيذي للغرفة، كما تواجد داود نصيف عضو مجلس إدارة شركة نفط البحرين (بابكو) والمعماري روبيرتو ناردي من مركز الحفاظ على الآثار بالجمهورية الإيطالية.
ويأتي هذا اللقاء ضمن جهود هيئة البحرين للثقافة والآثار للتعريف بأهمية تسجيل مدينة المنامة التاريخية على قائمة التراث العالمي كموقع يعكس قيم التسامح والتعايش. وبهذا الخصوص قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "نجتمع اليوم لكي نؤكد أن إرثنا الحضاري هو المخزون الذي يجب علينا الحفاظ عليه للأجيال القادمة، مدينة المنامة تعكس خصوصية التراث الإنساني البحريني بما تمتلكه من مواقع ثقافية وذاكرة إنسانية عريقة".
وأشارت الشيخة مي إلى أن التراث العمراني يعد من أهم ما يسرد حكاية الشعوب ويروّج لما تمتلكه الأوطان من منجزات. وتوجّهت بالشكر إلى غرفة تجارة وصناعة البحرين لدورها في الارتقاء بالمجتمع البحريني وبالمشاريع التي تساهم في عملية التنمية المستدامة.
وزار الوفد متحف البحرين الوطني حيث تجوّلوا في أروقة معرض موقع مسار اللؤلؤ، والذي يضم معلومات وصوراً حول الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. ومن بعد ذلك قدّم المعماري الإيطالي ناردي محاضرة للوفد تناول فيها أهمية الارتقاء بالأحياء والمدن التاريخية من خلال إيجاد مسارات ثقافية تصون المعمار التاريخي والتراثي وتؤسس لبناء علاقات إنسانية وحيوية مع المكان.
كما استعرض خلال محاضرته سبل الارتقاء بالتراث العمراني لمدينة المنامة التاريخية، حيث أشار إلى نماذج يتم الاشتغال عليها ومن بينها مشروع ترميم منارة مسجد الفاضل وترميم بيت نصيف، وهذا المشروع متفرع عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث. كما قدّم روبيرتو ناردي نماذج أخرى من إيطاليا، متناولاً كيفية الاعتناء بالجماليات والخصوصية المعمارية لهذه المواقع ودور إعادة التأهيل الوظيفي في تحقيق استدامة الهوية المعمارية المحلية.
كما أكد المحاضر في حديثه على أهمية التكامل ما بين مختلف مكوّنات المجتمع، موضحا أن التاريخ والثقافة هما صنيع إنساني متكامل. وأشار إلى تجربة المشروعين في المنامة، وهمها ترميم منارة مسجد الفاضل وترميم بيت نصيف، سيقدمان نموذجين حقيقيين لطبيعة التكامل، حيث سيشارك المجتمع المحلي في عملية تنفيذ المشروع كاملة.
وفي ختام محاضرته، قال المعماري ناردي إن مملكة البحرين ما زالت تحتفظ بالعديد من المكونات التاريخية التراثية وأن بدء مثل هذه المشاريع في مرحلة مبكرة يعكس الوعي الحقيقي بما تمتلكه هذه البلاد من مكتسبات.