تتشارك مملكة البحرين مع كل دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي لحماية الطفل من الإساءة والايذاء، واليوم العالمي للطفل، في يومي 19 و20 من شهر نوفمبر، على التوالي، ويحمل الاحتفال لهذا العام شعار "الأطفال يتولون المهمة ويحوّلون العالم إلى اللون الأزرق"، وهو العنوان الذي يحمل مضمون إقامة عالم يكون فيه جميع الأطفال ملتحقين بالمدارس، آمنين من الأذى وقادرين على تحقيق إمكاناتهم، وذلك من خلال تعزيز الترابط الدولي، والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وتحسين رفاه الأطفال.
وتعد هذه المناسبة فرصة لتعزيز ثقافة الوقاية من الإساءة لدى المجتمع وبجميع فئاته وتوعية الرأي العام البحريني بالإجراءات المتعلقة بحماية الأطفال والخدمات المتوفرة للحد من الإساءة.
ويعتبر الإعلان العالمي لحقوق الانسان والاتفاقية الدولية لحقوق الطفل من أبرز الاتفاقيات التي تبنتها مملكة البحرين، حيث صادقت عليها في العام 1992م، كما بادرت البحرين بإنشاء مؤسسات وبرامج متنوعة تترجم مواد هذه الاتفاقية ونصوصها على أرض الواقع، وتأييدها لجميع المبادرات على المستويين الدولي والإقليمي لأجل حماية حقوق الطفل.
وبهذه المناسبة، أشاد وزير العمل والتنمية الاجتماعية، جميل بن محمد علي حميدان، بالجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة مملكة البحرين ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة لتعزيز وحماية حقوق الطفل التي كان لها الأثر في تبوؤ البحرين مكانة مرموقة على الأصعدة الدولية والإقليمية، حيث حققت المملكة الريادة من خلال إصدار قانون خاص وشامل بكل حقوق وواجبات الطفل في العام 2012م، يتوافق مع المعايير العالمية للارتقاء بحماية الطفولة، كما وأن القانون لم يكتفِ بتحديد الحقوق وإنما جاء بعقوبات لكل من يعتدي على هذه الحقوق.
وقال حميدان إن مشاريع الطفولة في البحرين شهدت تغييراً كمياً ونوعياً لما حظيت به من اهتمام ودعم متواصل من الحكومة، في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، بهدف النهوض بأساليب التعليم الإيجابية التي تساهم في توفير بيئة مشجعة لتنفيذ مبادئ الحماية والرعاية والتنمية للطفل، والجهود المبذولة في إطار حماية الطفل من الإساءة، منها إعادة تشكيل اللجنة الوطنية للطفولة التي تضم في عضويتها عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة ذات العلاقة، وتعمل على تنفيذ خطة عمل الاستراتيجية الوطنية للطفولة التي تركز على أربعة محاور رئيسية تمثلت في الحق في الصحة والبقاء، والحق في التعليم وتنمية القدرات، والحق في الحماية، والحق في المشاركة وعدم التمييز.
وفي إطار اهتمام مملكة البحرين بقضايا حماية الأطفال، حرصت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على أن يحظى الطفل البحريني برعاية شاملة منذ صغره، من خلال إشراف الوزارة على دور الحضانة البالغ عددها (77) داراً للحضانة، للتحقق من تنفيذ أحكام قرار دور الحضانة والالتزام بالمعايير والاشتراطات.
وفي السياق ذاته، نفذت الوزارة العديد من المبادرات والمشروعات التي تسهم في تعزيز حماية الطفل من المخاطر، أبرزها مركز حماية الطفل الذي يعمل على حماية الأطفال حتى سن 18 عاماً المتعرضين للعنف الأسري أو المجتمعي، ويقدم الخدمات النفسية والاجتماعية والقانونية، ويدار من قبل مختصين في المجال النفسي والاجتماعي بالتعاون والتنسيق مع وزارات الدولة ذات العلاقة لتقديم أفضل الخدمات للطفل، وتشير الاحصائيات الصادرة عن المركز أنه استقبل من شهر يناير ولغاية سبتمبر خلال العام الحالي (688) حالة، كما وتم رصد (176) مكالمة هاتفية من خط مساندة وحماية الطفل (998)، وهو خط هاتفي مجاني لخدمة تلقي الاتصال من قبل الطفل أو الغير بتعرضه لعنف أو سوء معاملة أو خطر، كما ويقدم خدمات الإرشاد والاستماع وتحويل الحالات إلى مركز حماية الطفل.
كما تشرف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على "بيت بتلكو لرعاية الطفولة"، ويتم من خلالها تقديم كافة الخدمات المعيشية والقانونية والتعليمية والترفيهية للأطفال مجهولي الوالدين والأيتام وأطفال الأسر المتصدعة حتى سن الخامسة عشر، بالإضافة إلى افتتاح العديد من أندية الأطفال والناشئة ومكاتب الإرشاد الأسري في جميع المراكز الاجتماعية المنتشرة في المحافظات.
يشار إلى أن هذا اليوم فرصة للتأكيد على أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى حماية الطفل من الإساءة ودعم الأسر للنهوض بمهامها في تربية أطفالها وتنشئتهم بتعزيز ممارسات التربية والتنشئة الإيجابية للطفل البحريني وتقوية التفاعل الأسري الإيجابي بين أفراد الأسرة للتصدي لأشكال الإساءة ومواجهتها والعمل على القضاء عليها بالتوعية والوقاية والتأهيل.