شهدت جامعة البحرين بالصخير، الأحد، انطلاق المؤتمر الدولي للابتكار والذكاء المعلوماتي والحوسبة والتقنيات، مستعرضا 90 ورقة تناقش الأمن السيبراني والمدن الذكية والحوسبة وإنترنت الأشياء، وبمشاركة أساتذة وباحثين من 23 دولة.

ورأى رئيس جامعة البحرين أ. د. رياض يوسف حمزة في كلمة خلال انطلاق المؤتمر أهمية بدء مبادرات جديدة للتعاون بين الباحثين لخلق تأثير كبير في جميع أنحاء العالم، داعيا إلى تعزيز الأبحاث لتشمل نطاقات التكنولوجيا المختلفة واستخداماتها في مختلف القطاعات، والاستفادة من التطورات المتلاحقة في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لإيجاد حلول لتحديات التنمية.

ويبحث المؤتمر الذي تنظمه كلية تقنية المعلومات بجامعة البحرين التقنيات المتقدمة والأبحاث المبتكرة، مستعرضاً أهم المستحدثات في مجالات عدة من أهمها: الأمن السيبراني، والمدن الذكية، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والاتصالات والشبكات المعلوماتية، وهندسة البرمجيات، والروبوتات.

وأشار رئيس الجامعة في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه نائب الرئيس للبرامج الأكاديمية والدراسات العليا أ. د. وهيب عيسى الناصر إلى أن جميع المشاركين يتطلعون إلى ما ستكشفه العروض العلمية من إنتاج نوعي من المعرفة التي تحفزها أسئلة أثارها الباحثون المبدعون في جميع أنحاء العالم.

واستعرض المتحدث الرئيس في المؤتمر عضو هيئة التدريس في جامعة لوزيانا بالولايات المتحدة الأمريكية أ. د. مجدي بيومي ورقة عن تحليل الإشارات الصادرة من الدماغ لتشخيص الأمراض النفسية والحالات المختلفة.

وعدَّ من بين الأمراض التي تستفيد من هذه التقنية، الزهايمر، والذهان، والوسواس القهري، معرباً عن أمله في استمرار تطوير الأبحاث وطرحها ضمن منتجات في الأسواق. وقال: "على سبيل المثال لو كان السائق يقود مركبته، وغلبه النعاس، فمن الممكن عبر هذه التقنية اكتشاف ذلك، وإصدار تحذير للسائق".

وشدد أ. د. بيومي على أهمية أن تخدم الأبحاث العلمية الاحتياجات الحياتية في مختلف القطاعات، وألا يعيش الباحثون في السحاب بعيداً عن الواقع وتحدياته.

ومن ناحيته، استعرض المتحدث الرئيسي من جامعة فرجينيا ميلتري الأستاذ الدكتور محمد الطويسي بحثاً حول أمن المعلومات والتعاون في مجال الإنترنت، مستعرضاً منهجاً يعتمد على ابتكار حلول مستوحاة من الطبيعة.

وقال: "من بين الأمثلة التي يمكننا إيرادها في هذا السياق، محاولة محاكاة ذاكرة الإنسان في تخزينها لمعلومات هائلة، واستدعائها وقت الحاجة، وفي مثال آخر يمكننا إيجاد ما يشبه الخلايا الجذعية للأنظمة الإلكترونية والبرمجيات لحل مشكلاتها عند حدوث الأعطاب".

وشدد أ. د. الطويسي على أهمية أن تستفيد دولنا من طاقاتها المتجددة لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها، مستفيدة من تقنيات مثل: الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، داعياً إلى احتضان مراكز بحثية مرموقة تساعد على تدريب الخريجين وتأهيلهم للإنتاج البحثي والابتكار.

ومن ناحيتها؛ أشارت عميدة كلية تقنية المعلومات د. لمياء محمد الجسمي، إلى أن المؤتمر يعد منصة لاستعراض الأبحاث، ومناقشة أفكار المبتكرين وبحوثهم في مجال تقنية المعلومات، وعرض آخر ما توصلت إليه أبحاثهم من نتائج، فضلاً عن استعراض خططهم المستقبلية.

وقالت د. جسمي: "يهدف المؤتمر إلى تشجيع البحث والنشر العلمي بين أعضاء هيئة التدريس توافقاً مع الخطة التطويرية لجامعة البحرين 2016-2021، الهادف إلى دعم الاستدامة والنمو الاقتصادي لمملكة البحرين".

ويناقش المؤتمر على مدى يومين 90 ورقة علمية في جلسات علمية متزامنة في قاعات مركز زين للتعلم الإلكتروني بالحرم الجامعي بمشاركة أساتذة وباحثين من 23 دولة، من بينها: أمريكا، وبريطانيا، واليابان، ومصر، والكويت، والإمارات، وباكستان.

وتمثل أوراق أساتذة جامعة البحرين نحو 20% من إجمالي عدد الأوراق التي يستعرضها الحدث الذي يقام بالتعاون مع جامعة إيدج هيل بالمملكة المتحدة، وجامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان، وبدعم تقني من جمعيتي معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، ومعهد الهندسة والتكنولوجيا فرع البحرين (IET) والمجلس الثقافي البريطاني.

وخلال جلسة بشأن "المدينة الذكية" ناقش باحثون من جامعة البحرين وخارجها عدة أوراق علمية، من بينها ورقة عن "نموذج ديناميكي لقياس رطوبة التربة وطرق الاستفادة منها في أنظمة الري الذكية".

وبحثت إحدى الورقات نظام مراقبة مزرعة للطاقة الشمسية منخفض التكلفة يعتمد على قاعدة البيانات السحابية، وأخرى نظام النقل الذكي: التحقيق في التحديات الأمنية.