اختتمت جامعة الخليج العربي مؤتمر "مقاومة المضادات الحيوية.. التحديات والحلول"، الذي نظمته طلبة كلية الطب والعلوم الطبية بالتزامن مع تخصيص المنظمة العالمية للصحة لأسبوع التعريف بالبكتيريا "المقاومة للمضادات" أواسط نوفمبر الجاري، في وقت أصبحت فيه مشكلة مقاومة المضادات الحيوي مشكلة عالمية تتطلب تظافر الجهود من جميع البلدان ومن العديد من القطاعات للحد من مخاطرها وآثارها في القطاع الصحي والاقتصادي.

وجاءت مبادرة الطلبة التي أشرف عليها رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع أ.د. عفيف بن صالح بالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة بإقليم البحر الأبيض المتوسط خرجت ببرنامج ثري ومتكامل شمل على التعريف بهذه المشكلة الصحية عن طريق التواصل الاجتماعي، حيث نظم الطلبة على هامش المؤتمر يوم علمي شارك فيه عدد من الخبراء والأطباء والاستشاريين على المستوى الدولي والعربي والخليجي.

وفي ختام المؤتمر قال رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع أ.د. عفيف بن صالح إن مقاومة المضادات الحيوية تشهد ارتفاع مطرد في أوساط المرضى خصوصا في وحدات الرعاية المركزة وأقسام الجراحة على المستوى الدولي، لافتا إلى أنها أكثر ارتفاعا في إقليم البحر الأبيض المتوسط، حيث تصل إلى 82% في أوساط المرضى بالمستشفيات، معزياً ذلك إلى الاستخدام المفرط للمضادات لدى الإنسان والحيوان، وهو ما سيسهم في استفحال "مقاومة مضادات الميكروبات".

وأكد بن صالح أن مقاومة المضادات الحيوية تشكل عبئا صحيا واقتصاديا على الدول، وهو ما أكدت عليه المنظمة العالمية للصحة التي دعت مراراً وتكراراً إلى الحد من هذا المشكلة الصحية المتفاقمة، موضحا في الوقت نفسه أن عدم التعجيل في اتخاذ الإجراءات تحد من هذه المشكلة سيؤول بالعالم إلى "عصر ما بعد المضادات الحيوية" وهو العصر الذي ستصيح فيه عدوى الالتهابات شائعة، والإصابات الطفيفة قاتلة.

وأشار إلى أن المنظمة العالمية للصحة حددت خمس أهداف استراتيجية للحد من هذه المشكلة العالمية دعت فيها إلى زيادة الوعي بظاهرة مقاومة مضادات الميكروبات وفهمها وتعزيز الترصد والبحث العلمي وتخفيض معدلات الإصابة بعدوى الالتهابات، إلى جانب استعمال الأدوية المضادة للميكروبات على الوجه الأمثل وضمان استدامة الاستثمار في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.

وفي هذا الاتجاه، أوصت المنظمة العالية للصحة باتخاذ إجراءات للمكافحة والوقاية على مستوى الأفراد وعلى مستوى العاملين بالقطاع الصحي و على مستوى القطاع الزراعي، مؤكدة ضرورة عدم استعمال المضادات الحيوية إلا بوصفة طبية وعدم طلب المضادات الحيوية أبداً إن كانت لا تلزم والحرص على اتباع نصائح الأطباء عند استعمال المضادات الحيوية، إضافة إلى الامتناع عن التشارك في المضادات الحيوية المتبقية أو استعمالها والانتظام في غسل اليدين وإتباع قواعد النظافة عند إعداد الطعام وتجنب مخالطة المرضى مخالطة حميمة وممارسة الجنس على نحو آمن والمواظبة على تحديث ما يأخذونه من لقاحات.

آما على مستوى العاملين بالقطاع الصحي فدعت إلى الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق ضمان نظافة الأيدي والأدوات والبيئة والحرص على عدم وصف المضادات الحيوية وصرفها إلا عند الحاجة إليها وفقاً لما تنص عليه المبادئ التوجيهية الحالية وإبلاغ فرق الترصد بعدوى الالتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية وذلك بتدعيم المراقبة الوبائية لهذه الظاهرة، إلى جانب التوعية الصحية للمرضى حول كيفية تناول المضادات الحيوية وترشيد استهلاكها وأساليب الوقاية من عدوى الالتهابات.

وعلى مستوى القطاع الزراعي، دعت إلى الحرص على عدم إعطاء المضادات الحيوية للحيوانات إلا بإشراف الطبيب البيطري والحرص على عدم استعمال المضادات الحيوية لأغراض تعزيز نمو أو الوقاية من الأمراض لدى الحيوان وتلقيح الحيوانات لتقليل حاجتها إلى المضادات الحيوية واستعمال بدائل لتلك المضادات في حال إتاحتها، إلى جانب الترويج لإتباع ممارسات جيدة وتطبيقها في جميع مراحل إنتاج وتجهيز الأغذية الحيوانية والنباتية المصدر وتحسين أمن المزارع من الناحية البيولوجية والوقاية من عدوى الالتهابات من خلال تحسين شروط النظافة الشخصية ورعاية الحيوانات.