- الداوود: الشعر أن تقف حيث لا ينتظرك الآخرون
..
موزة فريد
نظمت أسرة الأدباء والكتاب أمسية شعرية، أحيتها الشاعرة الأردنية سهير الداوود مساء الأحد، قدمها وأدارها الشاعر كريم رضي حيث امتازت الأمسية بجمهورها المتذوق الذي حرص على أن يسمع إلقاؤها ذات النبرة المميزة ونصوصها والقائها الدافئ.
وتم الإشادة بالندوة، بها من قبل الحضور مثل د.غازي عاشير المتخصص في الأدب الجاهلي بجامعة البحرين، حيث بين أن الشاعرة الداوود لها خصوصية في الصوت واللغة وأن أهم ما يميز قصائدها الحس العميق.
وأضاف أن الداوود، نترى "الشعر "ن تقف حيث لا ينتظرك الآخرون، مثلما قال الفيلسوف الفرنسي رولان بارت "كتابة الشعر كالتشابك مع الحياه الحقيقيه بنبضها أرض الشعر"، فهي أرض غريبة أيضاً لا تعرف أي مغامرة تخوض فيها لكنك تسير وتعرف جيداً ذلك..كل شيء في عالمنا محير ومقلق لا تمكث الأشياء كثيراً في مواضعها ونعيش في قلق واضطراب فتأتي قصيدتها قائمة علي الاستفزاز والتحدي وربما تكون طريقتها في اخفاء قلقها إزاء وجودنا وهي شهادتها على وقتنا الذي نعيشه.
وقال عاشير "ولكونها تحب النصوص المتميزة فضلت استخدام القصيدة النثرية التي يمكن من خلالها قول ما يريده المرء وأن تسير نحو النزعة العقلية لأنها تشابكت مع روح العصر وألقت الضوء عليه فهي تحاكي العقل وتحاوره وتجاوزت القصيدة الغنائية التي كانت خاضعة للثقافة السائدة".
وقالت الشاعرة، إن القصيدة تتداخل مع كل شيء حولنا وتتشابك لأننا أبناء هذا الواقع بنهاية الأمر، فعلى الشاعر أن يكون على تماس تام مع الحياة، وعليه أن يعرف ويطلع ويجتهد في الأدب والسياسة والعلم والفن ففي النهاية يقدم شهادته على العصر، إذا جاز لنا أن نقول ذلك.
وأضافت "يبقى الشعر على الدوام عطر الفنون لأنه يحتاج إلى ذائقة فنية كي تتفاعل معه وذائقة خاصة..فالجميع يستطيع أن يقرأ رواية وعند الشعر يتوقف".
وذكرت الداوود، أن المشهد الثقافي أصبح مشهداً شكلياً "ثقافة شكلية" تهتم بالمهرجانت والجوائز وابتعدت ابتعاداً تاماً عن الجمهور والفرد، حيث أخذت المؤسسات الثقافية دوراً شكلياً ومتعالياً.
وترى الداوود، أن من أسباب هزيمة الفرد العربي دور المثقف المتخاذل والمتواطئ والذي جعلنا نصل إلى درجة الشك بكل ما هو جميل في تراثنا والتي يجب أن لا نزيف فيها الواقع فلم يتبق لنا شيئاً إلا أمل الثقافة بعد أن تنبهنا متأخرين لانهزامنا وانهزام الشخصية العربية.
وأوضحت، أن القصيدة ابتعدت عن فكرة الالتزام وأصبحت قصيدة جمالية بحتة، حسب ما يرى الشاعر نتيجة الإحباط لكنها بقيت ملتزمه بمفهومها الذي يؤدي بنهاية الأمر إلى خير الإنسان والارتقاء بإنسانيته، فحين تنهزم الشعوب ينهزم كلامهم تبقى القصيدة والفن عموماً الذي يعتبر مؤشراً على أحاسيسنا اتجاه كل شيء حولنا وتجاه الفقير والمظلوم والمهزوم كذلك تجاه الآخر وحتى قراءة قرآننا العظيم.
{{ article.visit_count }}
..
موزة فريد
نظمت أسرة الأدباء والكتاب أمسية شعرية، أحيتها الشاعرة الأردنية سهير الداوود مساء الأحد، قدمها وأدارها الشاعر كريم رضي حيث امتازت الأمسية بجمهورها المتذوق الذي حرص على أن يسمع إلقاؤها ذات النبرة المميزة ونصوصها والقائها الدافئ.
وتم الإشادة بالندوة، بها من قبل الحضور مثل د.غازي عاشير المتخصص في الأدب الجاهلي بجامعة البحرين، حيث بين أن الشاعرة الداوود لها خصوصية في الصوت واللغة وأن أهم ما يميز قصائدها الحس العميق.
وأضاف أن الداوود، نترى "الشعر "ن تقف حيث لا ينتظرك الآخرون، مثلما قال الفيلسوف الفرنسي رولان بارت "كتابة الشعر كالتشابك مع الحياه الحقيقيه بنبضها أرض الشعر"، فهي أرض غريبة أيضاً لا تعرف أي مغامرة تخوض فيها لكنك تسير وتعرف جيداً ذلك..كل شيء في عالمنا محير ومقلق لا تمكث الأشياء كثيراً في مواضعها ونعيش في قلق واضطراب فتأتي قصيدتها قائمة علي الاستفزاز والتحدي وربما تكون طريقتها في اخفاء قلقها إزاء وجودنا وهي شهادتها على وقتنا الذي نعيشه.
وقال عاشير "ولكونها تحب النصوص المتميزة فضلت استخدام القصيدة النثرية التي يمكن من خلالها قول ما يريده المرء وأن تسير نحو النزعة العقلية لأنها تشابكت مع روح العصر وألقت الضوء عليه فهي تحاكي العقل وتحاوره وتجاوزت القصيدة الغنائية التي كانت خاضعة للثقافة السائدة".
وقالت الشاعرة، إن القصيدة تتداخل مع كل شيء حولنا وتتشابك لأننا أبناء هذا الواقع بنهاية الأمر، فعلى الشاعر أن يكون على تماس تام مع الحياة، وعليه أن يعرف ويطلع ويجتهد في الأدب والسياسة والعلم والفن ففي النهاية يقدم شهادته على العصر، إذا جاز لنا أن نقول ذلك.
وأضافت "يبقى الشعر على الدوام عطر الفنون لأنه يحتاج إلى ذائقة فنية كي تتفاعل معه وذائقة خاصة..فالجميع يستطيع أن يقرأ رواية وعند الشعر يتوقف".
وذكرت الداوود، أن المشهد الثقافي أصبح مشهداً شكلياً "ثقافة شكلية" تهتم بالمهرجانت والجوائز وابتعدت ابتعاداً تاماً عن الجمهور والفرد، حيث أخذت المؤسسات الثقافية دوراً شكلياً ومتعالياً.
وترى الداوود، أن من أسباب هزيمة الفرد العربي دور المثقف المتخاذل والمتواطئ والذي جعلنا نصل إلى درجة الشك بكل ما هو جميل في تراثنا والتي يجب أن لا نزيف فيها الواقع فلم يتبق لنا شيئاً إلا أمل الثقافة بعد أن تنبهنا متأخرين لانهزامنا وانهزام الشخصية العربية.
وأوضحت، أن القصيدة ابتعدت عن فكرة الالتزام وأصبحت قصيدة جمالية بحتة، حسب ما يرى الشاعر نتيجة الإحباط لكنها بقيت ملتزمه بمفهومها الذي يؤدي بنهاية الأمر إلى خير الإنسان والارتقاء بإنسانيته، فحين تنهزم الشعوب ينهزم كلامهم تبقى القصيدة والفن عموماً الذي يعتبر مؤشراً على أحاسيسنا اتجاه كل شيء حولنا وتجاه الفقير والمظلوم والمهزوم كذلك تجاه الآخر وحتى قراءة قرآننا العظيم.