أكد خبراء ومديرون في مجال الصحة والسلامة المهنية، أن السلامة في مواقع العمل منظومة متكاملة قوامها إشاعة ثقافة الممارسات السليمة بين العاملين، مشددين على أهمية إقناع المنتسبين إلى المنظمات بجدوى ممارسات السلامة الفضلى في حفظ الأرواح واستدامة العملية الإنتاجية.
ونظمت جامعة البحرين مؤخراً منتدى ومعرضاً للصحة والسلامة المهنية استعرض المستجدات العلمية والتقنية في المجال، بمشاركة عدة شركات وخبراء مهنيين.
ورعى الفعالية التي نظمها قسم الهندسة الميكانيكة بالجامعة كل من شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك)، وصندوق العمل (تمكين)، وشركات أخرى، وشارك فيها عدة متحدثين من شركات، ووزارات، ومؤسسات استشارية، وجمعيات مهنية.
وكرم رئيس الجامعة د.رياض حمزة، خلال المنتدى الذي أقيم في قاعة البحرين في الحرم الجامعي بمدينة عيسى، المتحدثين، قبل أن يقوم بجولة في أركان المعرض الذي حظي بمشاركة 15 شركة وجهة معنية بقطاع السلامة والصحة المهنية.
واستعرض المنتدى عدة تجارب تصدرتها تجربة شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات "جيبك" حيث تحدث الموظف في الشركة محمد الهاشمي، عن منظومة السلامة والصحة في الشركة التي تقوم على عدة نواحي من أهمها تطبيق معايير السلامة، وأنظمة الرصد، والتدريب للتعامل مع الطوارئ، وتطوير الحلول، وأنظمة الاعتماد والشهادات الاحترافية.
ولفت الهاشمي إلى أن هذه المنظومة أثمرت بدليل حصول الشركة على عدد من الجوائز المتخصصة في مجالات السلامة والصحة، وتحقيقها مؤخراً لنحو 26 مليون ساعة عمل من دون حوادث مضيعة للوقت.
وتكلم المتحدث من شركة "بابكو" إسماعيل أحمد عن تطوير أنظمة السلامة ومعداتها في الشركة، واهتمامها بالعمل على تغيير عادات العمال وسلوكهم بشأن السلامة، مؤكداً أن "بابكو" تعمل على ترسيخ ثقافة السلامة بوصفها ضرورة حتمية لا خياراً من الخيارات.
واستعرض مدير دائرة السلامة والصحة في شركة "ألبا" نزار حميد تجربة الشركة في الارتقاء بمنظومة السلامة والصحة من خلال جعلها ثقافة لدى العاملين ليس داخل الشركة والمصنع والمصهر فحسب بل خارجها أيضاً.
وقال إن "غالبية الإرشادات والقوانين في الشركات والمصانع تكتب ولا تطبق، لذلك عملنا على إقناع العمال والموظفين بأهمية الصحة والسلامة من خلال حملات متخصصة ومستمرة، وفعاليات متنوعة، وأبدينا الإصرار على تطبيق الأنظمة، وحرصنا على توفير جميع الأدوات اللازمة"، مؤكداً أن "ألبا استطاعت تأصيل ثقافة السلامة لدى المنتسبين إليها، الأمر الذي انعكس إيجاباً على جميع مؤشرات السلامة".
وشدد رئيس قسم السلامة المهنية في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية حسين الحسيني، على تنمية الوعي الوقائي في الشركات والمؤسسات، مشيراً إلى ثمرات ذلك العديدة، ومنها حماية القوة البشرية من التعرض لأخطار العمل، والحد من الإصابات المهنية، ووقف الهدر.
واستعرض الحسيني طرق التحكم في بيئة العمل، من خلال: التحكم الهندسي، والتحكم الإداري وإيجاد معدات السلامة، متوقفاً عند مسببات الحوادث نحو غياب التدريب والإشراف، واحتياطات السلامة، وعدم الصيانة الدورية، وعدم التراضي بشأن تطبيق أنظمة السلامة.
فيما تحدث الاستشاري الأول في شركة جافكون لاستشارات الأداء والإنتاجية جلال جعفري عن أفضل الطرق لتحسين الممارسات المتعلقة بالصحة والسلامة، مشدداً على أهمية أن يكون نظام السلامة المعتمد في الشركة متوافقاً مع طبيعة أعمالها والبيئة والأجواء فيها.
وقال جعفري "كل بيئة عمل لها مواصفات وخصائص، ينبغي مراعاتها عند صوغ إستراتيجية السلامة الشاملة"، مشيراً إلى أهمية أن "يستوعب الإستراتيجية ويطبقها جميع الموظفين بحسب الأدوار التي يمارسونها".