أسماء عبدالله
"التفحيط" موضة شبابية لا يتقنها أحد كشباب الجنوبية؛ الذين يتفننون في إبراز مواهبهم، وفرض عضلاتهم في الشوارع وعلى مرأى ومسمع من المارة، رغم خطورة ما قد ينطوي عليه هذا الفعل، ورغم الجهود المبذولة للتوعية والحد من انتشار الظاهرة، إلا أنها مازالت موجودة.
وكثرت الشكاوى خلال الأونة الأخيرة من استخدام بعض الشوارع الحديثة من قبل الشباب للتفحيط، وممارسة سباقات السرعة، ولعل أبرز تلك الشوارع "طريق الرفاع"، أو كما يسمى عند الجميع شارع الاحتفالات، فهو يتحول بعد منتصف الليل إلى ما يشبه ساحة كبيرة للسباقات الجنونية، وحلبة للاستعراض المميت، وتجمعات شبابية ينتج عنها بعض الاحتكاكات والمشاكل.
ووصف سكان بعض المناطق المجاورة تلك الظاهرة، بأنها آفة يعاني منها المجتمع، وتحتاج إلى المزيد من التوعية والتثقيف والتصدي لها، وأشاروا إلى أن أصوات التفحيط تصل إليهم على بعد مسافات طويلة، وأكدوا خطورتها على الجميع.
وقال أحد سكان المنطقة "جاسم حميد"، إن الشوارع المفتوحة أو التي تمتد إلى عشرات الكيلو مترات تعد من الشوارع المفضلة عند هؤلاء، فالأمر لا يقتصر على الاستعراض وغيره، وإنما يشمل سباقات السرعة على الخطوط المفتوحة، ويعتبر طريق الرفاع من أنسب الطرق الملائمة لهم.
وأضاف :"أن المشكلة تكمن في الأصوات المزعجة التي تصل إلى بيوتنا ومنازلنا، ورغم أن الشارع بعيد إلا أن أصوات المحركات المرتفعة تصل إلينا ونشعر بها".
وقالت أم منال "ربة منزل"، إن الظاهرة هدرت الكثير من أرواح الناس الأبرياء، بجانب الممتلكات وإهلاك للنفس بسبب السرعة والاندفاع والحماس، وأضاف :"للأسف يظن أبناؤنا أن الموضوع رجولة وبطولة، لكنه مهلكة وطيش".
ورأى أحمد عبدالله "طالب دراسات عليا في القانون"، أن ظاهرة تفحيط السيارات لدى بعض الشباب، أو ما نطلق عليه في اللغة المحلية "التقحص"، بحاجة إلى مبادرة من نادي السيارات في البحرين، باطلاق مبادرة رياضية مجتمعية لحماية الشباب من المخاطر.
وقال :إن إدارة المرور والوسائل الإعلامية هما من يقوم بدور ومسؤولية التوعية والتحذير، وسيظل ذلك الجهد غير مكتمل وعلى الجهات المختصة أن تقوم باحتضان الشباب، والقيام بحملات وزيارات للمواقع والشوارع التي تشهد التجمعات الشبابية لاحتضانهم ورعايتهم، وحتى دعوتهم للمشاركة في السباقات التي تضمن الأمن والسلامة في أرض الفورميلا أو أي مكان آخر مناسب".
من جهة أخرى، قال الطالب عبدالرحمن محمد :"إن التفحيط مازال يغرينا كشباب؛ نظراً لما فيه من متعة وحماس"، ونوه إلى أن التفحيط نوع من أنواع تضييع الوقت والهواية، رغم المواقف الخطيرة والحوادث الشنيعة وموت الشباب؛ الذي قد يحدث بسببه، لكن هناك الكثير من المواقف التي تضحكنا أثناء التفحيط مثل انطفاء المحرك خلال عملية التفحيط، مما يودي إلى شماتة وضحك وسخرية جميع المتجمهرين".