شهدت جامعة البحرين 90 نشاطاً ثقافياً قدم عبرها الطلاب أفكاراً مبتكرة ضمن الشعار الذي رفعوه هذا العام للاحتفال بالأعياد الوطنية. وجسد شعار "الاستدامة نحو الذهب" دمجاً بين أهداف التنمية المستدامة التي طرحتها الأمم المتحدة وعام الذهب الذي يعيشه شباب البحرين بتحقيق إنجازات عالمية.

وشارك عدد كبير من الموظفين والطلبة الممثلين بهيئاتهم وجمعياتهم وأنديتهم الطلابية في الاحتفال الكبير الذي نظمته الجامعة بالمناسبة. وأقيمت الاحتفالات بدعم من بنك البحرين الوطني على مدى يومين.

ورفع رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة التهاني والتبريكات إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي ولي العهد. كما هنأ الحكومة وعموم شعب البحرين، بمناسبة احتفال المملكة بأعيادها الوطنية في يومي 16 و17 ديسمبر احياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى 47 لانضمامها إلى الامم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 19 لتسلم جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم.

وقال د.حمزة على هامش جولة ميدانية خلال الاحتفال "نشعر بالفخر والاعتزاز للتقدم الذي تحقق لجامعة البحرين، وللبحرين عموماً خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حيث ارتقى التعليم، وعبرت جامعة البحرين إلى مراتب جديدة في تقدمها على سلم العالمية".

وأضاف "إن الجامعة تستثمر المناسبات الوطنية، في تشجيع الطلبة على الاشتراك والتفاعل الإيجابي مع كل مناشط الحياة الجامعية والمجتمعية، للحفاظ على شخصية الطالب في جانبيها: العلمي المكتسب داخل قاعات الدراسة، والمهاري المصقول عبر الأنشطة المنوعة"، مشيراً إلى أن "الجامعة تتطلع دائماً إلى التميز والإبداع في كل الأنشطة الطلابية، وتسعى إلى توفير البيئة التعليمية، والصحية المناسبة للإبداع والتميز".

وحضر فعاليات اليوم الأول من الأنشطة وزير التربية والتعليم رئيس مجلس الأمناء د.ماجد النعيمي، الذي اطلع على أجنحة أنشأها الطلبة تحت شعار الاحتفال "الاستدامة نحو الذهب"، مبدياً إعجابه بترجمة الطلبة الفكرة الأساسية من الشعار على شكل برامج تلتقي مع تخصصاتهم.

وزار موقع الاحتفال الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الوطني جان كريستوف دوراند، الذي عبر عن سعادته لمشاركة البنك بالدعم المادي لاحتفالات الجامعة. وقال إن "البنك يحرص على أن تكون له بصمة واضحة في دعم الاحتفالات بالعيد الوطني التي تنظمها جامعة البحرين، وجاءت هذه الرعاية من أجل دعم الطلبة في الجامعة وتشجيعهم على المنافسة".

كما حضر الحفل نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام والموظفين في الجامعة، حيث شاهدوا عرضاً موسيقياً لفرقة قوة دفاع البحرين، وعروض الهيئات الطلابية والكليات ومراكز التعليم.

أفكار إبداعية لشرح الأهداف

وافتتح د.حمزة الاحتفالات صباح الأربعاء بمشاركة الهيئات الطلابية ممثلة في: الكليات، والجمعيات، والأندية، والمراكز، والدوائر، في الجامعة. وعمل الطلبة على تجهيز الأركان والزوايا الخاصة بهم قبل فترة، على مساحة 300 متر مربع تقريباً.

وتنافست مقرات الهيئات الطلابية على الظهور بمستوى متميز للفوز بكأس بأفضل مقر.

وتميَّزت جمعية كلية الآداب بفكرة "الحد من أوجه عدم المساواة" الذي يمثل الهدف العاشر من أهداف التنمية المستدامة، حيث مثلوا المساواة في العرق والفقر والإعاقة، بمساواة الغني بالفقير، والمعاق بالسليم، إضافة إلى مساواة الناس بجميع أعراقهم وأشكالهم وأصولهم.

وقدمت كلية تقنية المعلومات فكرة "مدن المجتمع المستدام" اوهو لهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة للبحرين للعام 2030 وتجسدت الفكرة بمدينة تسلسلية منذ القدم إلى الحاضر وحتى المستقبل مع تقديم المشاريع والتكنولوجيا التي تسهم في التقدم العمراني.

وجسَّد نادي الشطرنج فكرة "تحول الحياة البحرية الحالية إلى الحياة المستقبلية للبحر" من خلال تطبيق القوانين ومعاقبة المتسبب بالضرر وعبر من خطط أهداف التنمية المستدامة لرؤية مستقبلية مشرقة لأسماك نامية وبحر خالٍ من الأمراض والتلوث.

وعبر نادي الاعلام عن "المساواة بين الرجل والمرأة" التي كانت موجودة منذ القدم وبدأت تتضح بشكل أكبر في الوقت الحالي بالبحرين. ويتمثل العرض بدخول الليوان عن طريق الزمن القديم، حيث كانت المرأة تنتظر رجوع الزوج أو الأب أو الابن، وخلال غيابه تقوم بدور الأب والأم، وعند الخروج تتغير الرؤية من الليوان إلى مدينة حديثة تطورت بجهد من الرجل والمرأة معاً.

كما مثلت جمعية كلية العلوم "الحياة تحت الماء" وهو من أهداف التنمية المستدامة. وجسد الطلبة اهتمام الناس بالبحر سابقاً انتقالاً إلى البحر الملوث جراء اعتياد الناس على رمي المخلفات في الآونة الأخيرة ما أدى إلى تلوثه. وطرح الطلاب بعض الحلول لهذه الظاهرة.

وجاء مجلس طلبة جامعة البحرين بفكرة تجسيد محاور الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، عبر عرض إنجازات البحرين الموثقة بالإحصاءات والتحولات التي شهدتها منذ سابق عهدها وصولاً للعهد الحالي، حيث عُرض سلم تتصاعد أهدافه بتصاعد درجاته وصولاً إلى "الكأس" الذي يرمز إلى تحقق أهداف التنمية.

وركز نادي أصدقاء البيئة على "إعادة التدوير"، حيث عَرض الأرض الملوثة التي تشتكي من نفايات البشر، وانتهى بطرح بعض الحلول المستمدة من إعادة تدوير النفايات.

وقدم جناح نادي الفنون الجميلة "معرض الفنون المرئية" بمشاركة طلاب الجامعة الموهوبين. كما قدم نادي المسرح عرضاً مسرحياً كوميدياً "الدكان مو دكاني" من تقديم طلاب النادي. وقدم نادي الموسيقى معزوفات موسيقية من تأليف الطلبة.

كما نظمت الجامعة مسابقة "هيل ودارسين" لاختيار أفضل طبق معد من قبل المشاركين.

وسلط ركن جمعية كلية التربية الرياضية "عقد الشراكات لتحقيق الأهداف" الضوء على إنجازات الطلبة وأعضاء هيئة التدريس التي حققوها في المجال الرياضي، من خلال عرض مجموعة من صور المسابقات والمباريات التي شارك فيها الطلبة على المستويين المحلي والعالمي، والجوائز والميداليات التي حصلوا عليها.

واحتفل معهد كنفوشيوس للدارسات الصينية على طريقته، حيث زين فريق العمل الصيني ركنه على الطراز الصيني وشمل عرض المقتنيات والإكسسوارات الصينية التي تبرز ثقافة الشعب الصيني، وكتب عبارات التهنئة بمناسبة العيد الوطني المجيد وأسماء الزوار باللغة الصينية. كما قدم مسابقة رمي الكرات بالأعواد الخشبية الصينية.

وعرضت كلية التعليم التطبيقي مجموعة من المجسمات لمشاريع الطلبة التي شاركوا من خلالها في المعارض السابقة، ومجسمات لأبنية مؤسسات البحرين كالمرفأ المالي وصندوق النقد الدولي.

وألقت جمعية كلية الحقوق الضوء على تطبيق "مبدأ السلام والعدل والمساواة" بحسب التشريعات والقوانين من خلال تعليق الأخبار المنشورة في الصحف المحلية التي تتعلق بمبدأ العدل والمساواة على جدران الركن. كما قدمت عرضاً مسرحياً يجسد صورة العدل والمساواة في الشارع البحريني.

وركزت جمعية كلية الهندسة على "المجتمعات المدنية والسلامة" التي تهدف إلى الحد من مخاطر التلوث البيئي في البحرين، حيث زينت جدرانها بعبارة Bahrain Gold 2030 ، التي عكست تطلعاتها المستقبلية لسلامة الوضع البيئي في البحرين وانتهت بطرح بعض الحلول المستمدة من إعادة التدوير المواد البلاستيكية.

وقدمت كلية العلوم الصحية "الصحة الجيدة والرفاه" مجموعة من الخدمات الصحية والنصائح الارشادية للزوار، عبر إجراء فحوصات الدم لقياس نسبة السكر والكشف المبكر عن سرطان الثدي للطالبات، وقياس الوزن والطول.

وجسدت جمعية كلية إدارة الأعمال فكرتها "عقد الشراكات لتحقيق الأهداف" عبر تقديم نبذة عن القطاع الاقتصادي في البحرين وسعيه لتحقيق هذا الهدف. كما وضعت تصاميم جرافيكية لشعارات بعض الشركات والمؤسسات المالية في البحرين على جدران الزاوية.