فاطمة يتيم

نظمت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية بالتعاون مع مستشفى السلام التخصصي وبدعم من "تمكين"، حفل تخريج أول دفعة من دورة الحجامين الخليجيين أمس الخميس بمستشفى السلام التخصصي والتي كانت تحت عنوان "أساسيات الحجامة الطبية"، بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية د. مريم الجلاهمة، والرئيس التنفيذي لمستشفى السلام التخصصي د. رامز العوضي، ورئيس مركز الشارقة العالمي للطب الشمولي د. هيمن النحال، وخبير الحجامة النبوية والباحث في أمر الطب النبوي عادل سعد أبوسراقة، وجميع الحجامين المشاركين في الدورة.

وقال خبير الحجامة النبوية أبوسراقة لـ "الوطن"، "نشكر الهيئة الوطنية للمهن الصحية متمثلة في د. مريم الجلاهمة والمستشارة نعمة السبيعي ود. زهرة أحمد ود. هيمن النحال على تقديم هذه الدورة التدريبية المهمة، ونحن كمعالجين ومختصين في مجال الحجامة نحتاج إلى هذه الدورات لزيادة الثقافة، ولمعرفة كيف نتصرف من الناحية الطبية، لأن الهدف هو تطوير مستويات الحجامين الشعبيين".

مشروع وطني

من جهتها قالت د. زهرة أحمد خليفة استشارية طب العائلة وممارس للحجامة، على هامش الحفل: "دوري هو التنسيق لجميع الحجامين الشعبيين والذي بلغ عددهم ما يقارب الـ 500، وأنا بدوري رتبت مع جهة معتمدة في مركز الطب الشمولي في الشارقة، وكذلك إدخال هذه الدورة من ضمن برنامج "احترف" كون هذا المشروع وطني ومهنة يمارسها الحجاميين الشعبيين، لذلك نحن نريد مساعدتهم ماديا".

وتوجهت الرئيس التنفيذي بالشكر إلى "تمكين" ود. إبراهيم جناحي على هذا الدعم المميز، مشيرة إلى أن في كل دورة لا يزيد عدد الحجامين عن 25 شخصا، لكي تتحقق الاستفادة العلمية والعملية من المحاضر "مدة الدورة 5 أيام، 3 منها نظري و2 عملي وآخر يوم امتحان تحريري وشفوي، والهدف من هذا أن نعطيهم فرصة للشعور بالمسؤولية وبأهمية إتباع طرق الوقاية الصحية والتخلص من النفايات الطبية، وكيف يكون الشخص محجم آمن، لأن هدفنا هو الحجامة الآمنة".

احتواء الحجامة

وقالت د. مريم الجلاهمة في كلمتها: "نحن في أسعد لحظات الفخر اليوم بأن يصبح الحلم حقيقة، ونشكر الجميع دون استثناء على مساهماتهم ودعمهم وعلى رأس القائمة يأتي الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة، الذي سألني قائلا لماذا لا نقننممارسة الحجامة، كونها واقعن وممارسة تزاول في البحرين"..

ولفتت الجلاهمة إلى أن بعض الدول قررت تنظيم العمل، ولكن حصرتها على المهن الطبية، وهذا في جميع دول مجلس التعاون، أما البادرة التي انطلقت في البحرين أتت من فكرة أ.نعمة السبيعي التي حضرت مؤتمر في الصين، ووجدت أنهم يقومون بإحتواء الممارسين الشعبيين من غير المهنيين ويقدموا لهم شهادات لكي يطمأنوا إلى أنهم يزاولوا مهنة الحجامة بالطريقة الصحيحة".

وأكدت الجلاهمة على أن "من مسؤولية الهيئة مراقبة المؤسسات الصحية المرخصة والمهنيين المرخصين، وغير مسموح لنا أن ندخل المنازل الخاصة".

من جانبه قال رئيس مركز الشارقة العالمي للطب الشمولي د. هيمن النحال على هامش الحفل، "دورتنا كانت الدورة الأولى من نوعها لتعليم الحجامين الشعبيين على الحجامة الطبية من الناحية التشخيصية والعلاجية ومن ناحية معرفتهم بالأمراض ووظائف الأعضاء وكيفية تحديد نقاط الحجامة في الجسم وتحديد آلية عملها"، لافتة "أن الكثير يملكون خبرة واسعة ولكن هذه الدورة تمكنهم من كيفية ممارسة الحجامة بطريقة علمية صحيحة، للكف من الإدعاءات الخاطئة والمغالطات، لأن لا يوجد شي اسمه دف فاسد ولا توجد حجامة تعالج السرطان أو الإيدز أو الأمراض المزمنة".

وأضاف النحال، "اليوم كان اليوم النهائي للتقييم ما بين النظري والعملي والشفوي للحجامين، لكي نقدم لهم الخطوة الأخيرة للترخيص".

أول دورة

ومن جهتها، قالت مريم الكوهجي أحد الحجامين المشاركين في الدورة: "هذه هي أول دورة تحصل في مملكة البحرين، نقلت مستوى الحجامة من معالجة شعبية إلى مستوى طبي، لأنها تحت إشراف طبي، والحصول لأول مرة على الترخيص من هيئة المهن الصحية"، مضيفة "استفدنا الكثير من هذه الدورة واجتزنا الامتحان العملي والنظري بما لدينا من سنوات خبرة ممتدة وإحتراف في العمل، ونتشرف بأن نكون تحت رقابة ومظلة هيئة تنظيم المهن الصحية".

من جهته لفت الماستر يوسف بوخماس أحد الحجامين في الدورة إلى "أن هذه الدورة تعتبر حدثا تاريخيا وإنجازا مهما؛ لأنها الأولى على مستوى البحرين"، قائلا: "كنا نطالب بها منذ سنوات عديدة، فنحن لدينا أكثر من 18 سنة خبرة في الحجامة، وأخيرا سيتم الإعتراف بها من قبل الهيئة، لذلك نشكر الجميع على أخذهم مسؤولية الحجامين الشعبيين"، متأملا أن "تكون هناك دورات مستقبلية في الـ "كايروبراكتس" والتي تعتبر مهمة بالنسبة لنا".

فيما كشفت صاحبة فكرة المشروع ورئيسة اللجنة الاستشارية لتراخيص مزاولة مجالات الطب البديل والتكميلي المستشارة أ. نعمة مبارك الصندلي السبيعي، عن وجود تعاون مع مركز الشارقة العالمي للطب الشمولي، المعتمد من وزارة الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بغية تنظيم هذه الدورات لتدريب المحجمين على الأساليب الصحيحة والآمنة للحجامة، من خلال إشراف رئيس المركز د.هيمن النحال، وبالتعاون مع القطاع الخاص.

تبني المشروع

وقالت السبيعي: "تم تبني هذا المشروع من قبل الدكتورة مريم الجلاهمة، بعدها رفع إلى المجلس الأعلى للصحة وتم تبنيه، ثم بدأنا في مشروع الحجامة بشكل رسمي، وعقدنا اجتماع مع الحجامين الشعبيين، ومهدنا لهم الدورة الأولى أن من ضمن الضوابط يكون الحجام لديه شهادة في دورة الإسعافات الأولية بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر البحرينية، بعدها عملت الهيئة دورة ثانية عن مكافحة العدوى بالتعاون مع وزارة الصحة قسم مكافحة العدوى والتخلص من المخلفات الطبية بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة، ثم تهيأ 45 حجام وحجامة شعبية لحضور الدورة الثالثة، واخترنا 25 شخص منهم لجعل العملية أكثر تنظيما ويتم التركيز عليهم".

وأشارت السبيعي إلى أن القرار الذي صدر بتاريخ 8 ديسمبر 2016 توجد فيه فقرة تلزم تشكيل لجنة داخلية مخصصة في الهيئة للإشراف على هذا المجال، لذلك تشكلت اللجنة الإستشارية للطب البديل، "اللجنة تشمل الإشراف على سلامة الأجهزة الطبية والمنشآت والتراخيص والصيدلة وكذلك الحجامة الشعبية".