وامتزج الحديث عن الأدب باحتفالات البحرين بأعيادها الوطنية، منوهين بتطورات الساحة الأدبية وبالاحتفالات التي أقيمت بمناسبة العيد الوطني المجيد لمملكة البحرين وأهمية المشاركة فيها، حيث شاركت زوجته الشاعرة فتحية عجلان بأبيات شعرية تعبر عن حب الوطن وأرضه، ذاكرة أن ما تعلمته من كتابة وقراءة وحب وتسامح كان بفضل الشاعر علي الشرقاوي، حيث اعتبرته مدرسة وتاريخاً يتخذ منه العلم والمعرفة، مؤكدة أن قصائده ليست إلا تمثيلاً للناس والوطن.ولع بالشعر
وقال د. راشد نجم نائب رئيس أسرة الأدباء والكتاب الذي تمتد معرفته وصداقته بالشاعر علي الشرقاوي لسنوات طويلة: "كنا طلاباً ندرس معاً في بغداد، أنا في كلية الآداب – قسم اللغة العربية بجامعة بغداد، وهو مبتعث من وزارة الصحة لدراسة المختبرات والتحاليل الطبية بكلية الزراعة"، مشيراً إلى أن "الاهتمام بالشعر كان يجمعنا، فكلانا يكتب الشعر فنقرأ معاً قصائدنا ونتناقش فيها، ومع السنين وتنوع الاهتمامات انشغل هو بالشعر فأبدع فيه وانشغلت أنا باهتمامات أدبية وثقافية وفنية متعددة، ولكن استمرت علاقتنا بنفس وهجها حتى الوقت الحاضر".تجربة متجذرة
وتابع راشد نجم: "الشاعر علي الشرقاوي قامة من القامات الشعرية في البحرين ويمتلك تجربة حياتية وإبداعية متلازمتين معاً، وتتضح هاتان التجربتان من خلال العدد الكبير من الإصدارات التي تنوعت ما بين الدواوين الشعرية التي أصدرها بالفصحى والعامية والمسرحيات التي قدمت على المسرح وكذلك المسلسلات الدرامية التراثية، بالإضافة إلى اشتغاله بالكتابة في الصحافة، حيث كان يكتب في صحيفة الوطن، وما نشره من مقالات وتحقيقات تعكس عمق هذه التجربة وتجذّرها".واعتبر نجم أن "الشرقاوي أكثر الشعراء الذين تغنّوا بالوطن، حيث تغنّى بكلماته العديد من مطربي البحرين والخليج العربي، مؤكداً أن "هذا الانتشار السريع خلق لعلي الشرقاوي وطناً جميلاً في قلوب الناس فأحبوه وتعاطفوا معه في محنته المرضية الأخيرة التي ألمّت به بشكل لافت، مما يعكس المكانة الرفيعة التي يحتلها الشرقاوي في قلوب الناس".وذكر نجم: احتفينا بعيد ميلاده السعيد في زيارتنا الأخيرة لمنزله كوفد من مجلس إدارة أسرة الأدباء والكتاب بوجود رفيقة دربه الشاعرة فتحية عجلان، وبصحبة ضيوف الأسرة من الشعراء أصدقاء الشرقاوي وهما الشاعران عدنان الصائغ وعبدالرزاق الربيعي، وسعدنا بالحديث معه وأعجبنا بالروح الإيجابية التي يتمتع بها للتغلب على متاعبه الصحية، وهذه هي الروح التي كان يبثها هو في من حوله من خلال كتاباته الصحفية وأشعاره. أمد الله في عمر الصديق العزيز الشاعر علي الشرقاوي ومتّعه بالصحة والعافية، فهو رمز من رموز البحرين الأدبية التي يفتخر به جميع أهل البحرين " .أحباب من العراق
ومن جهتهما، أعرب كل من الشاعرين العراقيين عبدالرزاق الربيع وعدنان الصايغ عن سعادتهما بالتواجد في مملكة البحرين وزيارة الصديق علي الشرقاوي في منزله فبعدما علما بوعكته الصحية لم يترددا في زيارته أبداً، فهما يقرآن له في العراق ومتابعان لكتاباته فهو قامة من القامات الشعرية، معتبرين زيارتهما له مشرفة جداً، معتبرين الشرقاوي قامة ثقافية كبيرة ومن الأدباء الذين وصلنا شعرهم وأعمالهم للعراق وبوقت مبكر من نصوصه والأغاني الذي كان يكتبها ومن المسلسلات أيضاً ولهذا تألمنا كثيراً عندما سمعنا بمرضه وسعدنا كثيراً عندما وجدنا هذا الجبل الشامخ لا تهزه ريح عابرة.أيقونة عشق الوطن
أما د. صفاء العلوي رئيس العلاقات العامة والإعلام لإسرة الأدباء والكتاب فأشادت بعطاء وكتابات الشاعر علي الشرقاوي قائلة: "علي الشرقاوي هو الإنسان الفنان، هو نهر يفيض بالعطاء لكل من حوله، هو أرض يرسو عليها كل من اشتاق للوطن".وتضيف العلوي: نعم تعلمنا من قصائده حب الوطن منذ الصغر وحتى اليوم، والدليل أننا نتغنى بكلماته في كل مناسبة وطنية، دائماً عندما تتكلم معه تجده يردد في كلامه مفردات الحب، فهو شاعر مفعم بالمشاعر، شاعر يجري في عروقه حب الخير وأيقونة عشق البحرين، صاحب مواقف إنسانية وأدبية ووطنية كثيرة يعتبر ما كتبه صالح لكل وقت وزمن، مشددة أن أغنياته الوطنية خالدة حتى اليوم، فماكتبه في البحرين وفِي الحب حفظناه بقلوبنا ورددناه بكل مشاعرنا.وقالت العلوي: علي الشرقاوي هذا الإنسان المثقف الرائع يعتبر من رموز أسرة الأدباء والكتاب وكان في فترة رئيسها، بل هو من مؤسسي الثقافة بالبحرين كتب الشعر والمسرح وهو أحد الشعراء الذي رسم دربه بامتياز من أجل البحرين واستمر حبه لهذه الأرض حتى هذه اللحظه ليزرع في قلب كل بيت بحريني أناشيد وطنية راسخة خالدة وليجعل من المسرح والمسلسلات البحرينية ذاكرة للجيل السابق ودليلاً للجيل القادم، فلكلماته سحر العطر الفواح الذي يصل للجميع فعندما يقول نعم نعم نحب هوى الديرة لو كانت الصغيرة تسمع صداها من المحرق إلى الرفاع هكذا هو الشرقاوي صاغ شعره من بحر البحرين ومن نخيلها الشامخ وترابها الغالي.رسالة شكر
واختتمت العلوي كلامها برسالة لهذا الإنسان الرائع: "أستاذي العزيز "الشرقاوي" لا نريد أن نرى الدموع في عينيك فأنت هواء نقي لكل من يجلس معك ويتكلم معك، فيكفي أنك أعطيت من وجدانك الصادق كل الحب والإخلاص للبحرين وأهلها أعطيت بلا مقابل وبلا حدود واليوم أنت مَعلم من معالم الأدب والفكر تستحق كل التقدير والاحترام فألف شكر لك من أعماق قلوبنا وعافاك الله من كل داء وحفظك للبحرين وأهلها".قامة الشعر الدرامي
يذكر أن الشاعر والكاتب المسرحي علي الشرقاوي يعدّ من أهم كتاب الأغاني الدرامية في المسلسلات الخليجية ومبدع في كتابة النصوص المسرحية في وقت مبكر جداً، و قد اتخذ لنفسه نهجاً في الشعر بمختلف ألوانه بما في ذلك الشعر العمودي أو الحر أو القصائد النثرية أو الشعر العامي، حيث تألق الشرقاوي في أعماله وقصائده الدرامية التي قدمت في أغلب المسلسلات البحرينية، وقدرته بإدخال العنصر الدرامي في الأشعار التي كان قصائده الدرامية عنصراً مهماً في المسلسلات بكافة أشكالها. بالإضافة إلى أنه من مؤسسي أسرة الأدباء والكتاب في مملكة البحرين وعضو فعال في مسرح أوال وأضاف إلى المكتبة المحلية والعربية بنتائجه الفكرية المتمثلة في دواوينه الشعرية كما صب اهتمامه بإصدار بعض دواوينه للصغار وهي لفتة تحسب له حتى يشجع الأطفال على تذوق الشعر العربي منذ نعومة أظافرهم .