اختتمت هيئة البحرين للثقافة والآثار آخر فعاليات برنامجها الثقافي الذي نظّمته على مدار ديسمبر 2018م إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة، في عهد المؤسس أحمد الفاتح دولة عربية مسلمة عام 1783 ميلادية، والذكرى ال 47 لانضمامها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ 19 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لمقاليد الحكم حيث تم تقديم 18 فعالية منوعة، كان ختامها في مدينة المحرّق التي احتفت بها هيئة الثقافة كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2018م، حيث استضافت دار المحرّق مساء يوم 29 من الشهر الجاري أمسية لفرقة شباب الحد التي قدمت نماذج متنوعة للفنون الشعبية التي يزخر بها تراث البحرين السماعي.

وكانت الأمسية الموسيقية من بين مجموعة من الأمسيات التي ألقت الضوء على الفنون الشعبية. فدار المحرّق استضافت كذلك خلال الشهر فرقة قلالي، فيما استحضرت فرقة الدار العوده أجمل ما لديها من أنماط فنية شعبية للجمهور. بدورها وصلت فرقة إسماعيل دوّاس إلى مركز زوار شجرة الحياة حيث أحيت أمسية شهدت إقبالًا لافتًا، قبالة معلم تراث طبيعي مميز.

وعلى جانب آخر، افتتحت هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال ديسمبر 2018م عدداً من المعارض التي تنوعت في موضوعاتها، فمتحف البحرين الوطني شهد افتتاح معرض "متحف البحرين الوطني: الذكرى الثلاثون، نظرة استعادية" برعاية من سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري، حيث يأتي هذا المعرض بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس المتحف، ويستمر حتى مايو 2019.

كذلك افتتحت الهيئة مطلع الشهر معرض "لقاء الثقافات في تصاميم مجوهرات المملكة العربية السعودية" برعاية كريمة من سمو الشيخة ثاجبة بنت سلمان بن حمد آل خليفة، وبتعاون ما بين هيئة الثقافة ومجموعة فنون التراث (الرياض). ويستمر المعرض حتى أبريل 2019.

أما على صعيد المعارض الفنية، فكانت مدرسة الهداية الخليفية على موعد مع افتتاح معرض " 100 عام، 14 بورتريه" للفنانة بثينة فخرو برعاية وحضور الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة وكيل وزارة الداخلية لشؤون الهجرة والجوازات والإقامة، الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية. وتقدّم الفنانة فخرو في معرض "100 عام، 14 بورتريه"، الذي يستمر حتى 16 يناير 2019م من الساعة 10:00 صباحاً وحتى 5:00 مساءً في مدرسة الهداية الخليفية، 14 عملاً فنياً يحكي كل منها عن شخصية هامة ساهمت في تأسيس مدرسة الهداية الخليفية عام 1919م.



وانتقل نشاط هيئة الثقافة إلى مركز الفنون، حيث تم افتتاح معرض "نسيج" للفنان هشام زباري برعاية كريمة من وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة بن أحمد آل خليفة. ثم عاود متحف البحرين الوطني ليشهد تدشين العمل الفني التركيبي "سرب الطيور" للفنان خليل الهاشمي. وفي باب البحرين قدّمت هيئة البحرين للثقافة والآثار معرض "المنامة في صور"، والذي ضم أكثر من ثمانين زاوية مصوّرة لمدينة المنامة تظهر جوانبها وأنشطتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعي. وكانت هيئة الثقافة قد فتحت باب المشاركة في معرض "المنامة في صور" للجمهور العام بهدف إشراك المجتمع في عملية صنع النشاط الثقافي.

وخلال شهر ديسمبر، شمل برنامج هيئة البحرين للثقافة والآثار للاحتفاء الأعياد الوطنية تنظيم لقاءات ألقت الضوء على الإرث الحضاري البحريني والعربي، ففي باب البحرين نظمت الهيئة محاضرة قدّمتها الدكتورة نيليدا فوكارو. ضمن سلسلة من المحاضرات حول مدينة المنامة، تهدف إلى التعريف بمقوماتها التاريخية والثقافية ومكانتها كمركز حضاري في البحرين والمنطقة. وفي المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، ترددت أصداء اليوم العالمي للغة العربية، حيث استضاف احتفالية خاصّة بهذا اليوم حملت شعار "اللغة العربية والشباب". وقدّم المركز الإقليمي بالتعاون مع هيئة الثقافة خلال الاحتفالية فقرات مختلفة عرّفت الجمهور بدور الشباب البحريني في تعزيز مكانة اللغة العربية وجهودهم في إثراء محتوى المكتبة العربية. كذلك قدّمت فرقة هارموني من مهرجان تاء الشباب أغنيات من تلحين الفرقة لكلمات من أشعار اللغة العربية الغنيّة بمعانيها.

وبالتزامن مع ذكرى تأسيس متحف البحرين الوطني، وخلال ليلة العيد الوطني التي توافق 15 -16 ديسمبر، نظّمت هيئة البحرين للثقافة والآثار وللمرة السادسة على التوالي فعالية "ما نامت المنامة". وأحيت الهيئة اثنتي عشرة ساعة متواصلة من النشاط الثقافي في كل من متحف البحرين الوطني، الصالة الثقافية ومركز الفنون. وأقيمت فعالية "ما نامت المنامة" بدعم من مؤسسة تمكين وبالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى البحرين، وبمشاركة الفنان والعازف سعد جواد، الذي قدّم عزفاً متواصلاً على العود لمدة 24 ساعة و30 دقيقة في مكتبة المتحف في حفل بعنوان "سلام العود، بين متحف وعالم" ليدخل من خلاله موسوعة غينيس للأرقام القياسيّة.

وشهدت ليلة "ما نامت المنامة" وقفة ألقت الضوء على كتاب "أطياف" الذي يصدره سنوياً مهرجان تاء الشباب، كذلك تم الإعلان عن مهرجان تاء الشباب العاشر والذي يقام في النصف الأول من شهر فبراير القادم بدعم من مؤسسة تمكين ويحمل شعار "تشييد، تخليد، تجديد". أما الصالة الثقافية فاستضافت خلال الليلة حفلين موسيقيين، أقيم الأول بالتعاون مع السفارة الفرنسية لدى البحرين والأليانس فرنسيز وقدمه الفنان الغيني دجيلي موسى كوندي وفرقته الموسيقية. أما ثاني الحفلات الموسيقية في الصالة الثقافية فقدّمته الفنانة بانه. وحمل الحفل اسم "ذات حلم: موسيقى بين الشرق والغرب" وأقيم بدعم من بنك البحرين الوطني ومؤسسة ديرماكير. وبالتعاون مع نادي البحرين للسينما، عرضت "ما نامت المنامة" الفيلم المشهور "بس يا بحر"، الحاصل على مجموعة من الجوائز في المهرجانات العربية والعالمية. وهو من إخراج خالد الصديق لعام 1972 ومن تأليف وحوار الكاتب عبد الرحمن الصالح.



ومن مركز زوار موقع طريق اللؤلؤ بالمحرّق، قدّمت هيئة البحرين للثقافة والآثار النظرة الأولى لتصميم جناح البحرين المشارك في إكسبو 2020 دبي الذي صمّمه والمعماري العالمي كريستيان كيريز. وبعد حصول مشاركتها على تقديرٍ دولي مهم ضمن إكسبو 2015 ميلانو، تعد مشاركة مملكة البحرين في إكسبو 2020 دبي، وهو الحدث الأول والأكبر من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، فرصةً مناسبة لإبراز النجاحات والمنجزات في العالم العربي، نظرًا لما تلعبه مملكة البحرين من دورٍ أساسي في المشهد الحضاري للمنطقة. ويعرض جناح البحرين في الإكسبو مقاربة واقعية لاستكشاف الموضوعات الفرعية للحدث العالمي المرتقب وهي الفرص والتنقل والاستدامة من منظور الكثافة.

ويستعرض جناح البحرين البالغة مساحته 2000 متر مربع، مفهوم الكثافة ودورها في خلق فرصٍ واعدة في محاكاةٍ لسمات التركيبة الطبيعية والحضرية للبحرين، ويمكن من خلال الجناح تتبع متغير الكثافة بطبيعتها التكاملية في السياق المحلي، وما خضعت له من تأثيراتٍ بفعل عوامل الزمان والمكان بدءًا من حضارة دلمون القديمة وصولًا لما حققته من قوةٍ طال تأثيرها مختلف جوانب الحياة كالاقتصاد والثقافة. إضافةً إلى ما تشكله الكثافة حتى يومنا هذا من أداةٍ تبرر الكيفية التي ازدهرت بها المجتمعات.



ومنذ انطلاقها مطلع أكتوبر 2018م، استقطبت مسابقة جواز عبور السياحة الثقافية في نسختها الثانية أكثر من 300 مشارك، وفي ختامها فاز أربعة متسابقين بتذاكر سفر إلى إمارة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة مُقدّمة من شركة سفريات داداباي، وذلك خلال السحب الذي أقامته هيئة البحرين للثقافة والآثار في موقع باب البحرين. وكان جواز عبور السياحة الثقافية في نسخته الثانية قد أُطلق في المكتبة الخليفية بالمحرّق. ويعد دليلاً ل 18 موقعاً ثقافياً في المدينة. وكان على كل مشارك في المسابقة ختم جواز عبور السياحة الثقافية الخاص به من كافة المواقع الـ 18 بعد زيارتها، ومن ثم تسليم الجواز إلى هيئة البحرين للثقافة والآثار ليتمكن من الدخول في السحب ويحصل على فرصة الفوز بجوائز المسابقة.

وأعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار أنه يمكن للفائزين الذين لم يحضروا إلى سحب الجوائز استلام تذاكرهم من مكتب تذاكر متحف البحرين الوطني خلال الأيام الرسمية وذلك في موعد أقصاه 15 يناير 2019م. وتوجهت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالشكر إلى مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، متحف راشد العريفي وشركة داداباي للسفر، وذلك لدعمهم ومشاركتهم في إنجاح النسخة الثانية من مسابقة جواز عبور السياحة الثقافية.



واحتفاءً بمدينة المحرق عاصمة الثقافة الإسلاميّة لعام 2018م، عقدت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالتعاون مع لجنة البحرين الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، وهيئة البحرين للثقافة والآثار، ورشة عملٍ شبه إقليمية في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي حول (تنمية المهارات التقليدية في أوساط النساء)، بمشاركة عدة دول منها: الإمارات العربية المتحدة، المغرب، مصر، عمان، تونس، فلسطين، السودان، لبنان، والبحرين.

وهدفت الورشة – التي تزامنت مع احتفاء المملكة بيوم المرأة البحرينية- إلى إبراز المهارات التقليدية في أوساط النساء في الدول العربية كتراث غير مادي، والتعريف بالأدوار الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمهارات التقليدية في أوساط النساء العربيات ودراسة التحديات والمعوّقات التي تواجهها، بالإضافة إلى دراسة سبل وآليات دعم وتنمية المهارات التقليدية في أوساط النساء العربية حفاظاً عليها وضماناً لمساهمتها في التنمية المستدامة.



أما في متحف موقع قلعة البحرين، فنظّمت هيئة الثقافة فعاليةً خاصة استحضارًا لذكرى يوم الشهيد بالتعاون مع المؤسسة الخيرية الملكية، حيث قدمت الفنانة هلا آل خليفة ورشة عمل تفاعلية مع الأطفال، بحديقة متحف موقع قلعة البحرين. وتلخّصت فكرة ورشة العمل في صنع بطاقاتٍ ورقية مستوحاة من زهر الرازجي، حيث قام الأطفال بعدها بكتابة كلماتٍ عفويةٍ وصادقة مهداة للشهيد وللوطن، كبادرةٍ تسهم في تعزيز روح المواطنة والانتماء لهذه الأرض الغالية. كما قام الأطفال بزراعة شتلات الرازجي في حديقة متحف موقع قلعة البحرين، في محاكاةٍ لعطاء الشهيد وبقاء ذكراه الطيّبة مدى الحياة.

وفي باب البحرين، وضمن فعاليات "الخامسة بتوقيت الباب"، وبمناسبة الاحتفال بيوم اللغة العربية، شارك الجمهور العام في البحرين في ورشة عمل تعرّفوا خلالها على أساسيات فن كتابة الخط العربي، كما وقاموا بكتابة نصوصهم الخاصة على أوراق مصنوعة من سعف النخيل. وعلى جانب آخر، كما قدمت هيئة الثقافة ضمن "الخامسة بتوقي الباب" " نشاطاً لسرد الحكايات للأطفال. حيث استمع المشاركون في الفعالية إلى عدد من الحكايات ذات المغزى والتي من شأنها المساهمة في تنمية خيالهم وإبداعهم.