أمل سلمان
جاسم الحمادي أحد رواد فن الخط العربي على مستوى البحرين والخليج، عشق عالم الخط العربي رغم صغر سنه، وكرس وقته وحياته لهذا الفن، وشارك في العديد من الفعاليات على المستوى البحريني والخليج، ويقيم دورات للمهتمين بالخط العربي من أجل المحافظة على هذا الفن، وحاز على العديد من الجوائز العالمية. وقد دار معه الحوار التالي:
* هل لك أن تحدثنا عن بداياتك في عالم الخط العربي؟
البداية كانت من المرحلة الابتدائية، أعتقد كنت في الصف الرابع الابتدائي ومن هناك اكتشفت موهبة الخط العربي، ابتدأت بالكتابة بالقلم الرصاص، كنت أكسر سن القلم ليكون الحرف عريضاً أثناء الكتابة، فشعرت أن هناك شيئاً بداخلي غير طبيعي، هويت الخط العربي، وأثناء خروجي خارج المنزل أتأمل اللوحات التجارية كان عليها الأسماء والخطوط، فسبحان الله كنت أحفظ الشكل ثم أذهب إلى المنزل وأطبق عليها، ومنها زاد اهتمامي أكثر وأكثر، وأثناء وصولي إلى المرحلة الإعدادية أصبحت أبحث عن الكراسات، وأسأل الخطاطين الذين هم أكبر مني سناً من هو أفضل خطاط، وكنت أدرس على كراساتهم ما يقارب ثلاث ساعات في اليوم من المرحلة الإعدادية، وإلى هذا اليوم أواصل الدراسة.
* هل كان هناك داعم من أهلك؟ وما كان موقفهم؟
في البداية كان الخط العربي لا يعني شيئاً بالنسبة لأهلي، ولكن كان يعني لي الكثير. أذكر والدي -رحمة الله- عندما يشاهدني أدرس على الخط العربي في ما يقارب الساعتين أو ثلاثة ساعات، كان "يتضايق" ويقول لي دراستك هي التي ستفيدك، كان كلامه "صح"، ولكن الحمد الله لم يؤثر على دراستي، أعطيت الخط العربي وقتاً وأعطيت دراستي وقتاً.
* ما الذي نفعك أكثر الخط أم الدراسة؟
الخط نفعني أكثر من الدراسة في الحقيقة، الدراسة عملت فيها كموظف في الجمارك 25 سنة، ولكن أحسست أن الخط العربي كمصدر رزق كان أفضل من الوظيفة.
* من هم أساتذتك الذين تتلمذت على أيديهم؟
هاشم البغدادي، وكراسة شوقي "الخطاط محمد شوقي" في الثلث والنسخ وحامد الآمدي، ولكن الأكثر هي كراسة هاشم البغدادي.
* ما هو الخط المحبب إليك والذي تعتبر نفسك متخصصاً فيه؟ وأي الأساليب من الخط تجيد؟
الخطوط جميعها جميلة، وجميعها أهتم فيها، وجميعها تستهويني، ولكن أحب الخط الديواني لأن فيه بعضاً من الحرية، فالحروف فيه جمالية أكثر، لأني أعتبر الخط الديواني فيه نوع من الحرية لأن حروفه سلسة قليلاً عن الحروف الأخرى.
* هل لديك مثل أعلى في عالم الخط العربي؟
أكيد طبعاً لدي أمثال من الخطاطين المعاصرين: أستاذ عباس البغدادي، والأستاذ محمد أوزجاي، وأستاذ محمد أمزيل من المغرب وكذلك أمثال الخطاطين حسام مطر وخطاط النسخ عبيد البنكي، مثنى العبيدي وهنالك العديد.
* هل تأثرت بأحد الخطاطين؟
نعم أكيد، تأثرت بالكثير من الخطاطين كهاشم البغدادي، والصقار، وحامد الآمدي، وشوقي وحلمي، جميعهم عمالقة يجب علينا التأثر بهم لأنه إن لم نطبق ما يفعلونه لن نتطور، لأنهم هم الأساس، هم الذين وضعوا القواعد الأساسية للخط العربي وظهر من بعدهم أجيال في الحقيقة.
* أقرب لوحة إليك؟ ولماذا؟
أقرب صورة لي هي صورة الملك حمد حفظة الله، الصورة تتكون من اسمه الكريم، كل جزء في الصورة يحمل اسمه، وفي النهاية تظهر صورة الملك كاملة باسم حمد.
* هل سلمته هذه الصورة؟
نعم، وحالياً موجودة في القصر.
* من المعروف أن الخطاط يكون رساماً، هل لك بالرسم؟
من الممكن أن يكون الرسام خطاطاً ولكن الخطاط لا يكون رساماً إلا قلة قليلة جداً، لأن الرسام ينقل الحرف ولديه موهبة الرسم، أما بالنسبة لي فقد بدأت الرسم ومن ثم انتقلت إلى الخط العربي، شعرت أن الخط العربي يستهويني أكثر من الرسم، فتركت الرسم، أرسم ولكن ليس بالقوة التي يختص فيها الرسام.
* هل شاركت في لوحات وتصاميم وفزت فيها؟
نعم كثير، صممت الكثير من اللوحات وشعارات لشركات وتصاميم لمؤسسات في البحرين وخارج البحرين، والحمد الله غالباً أفوز، وليس دائماً، ولكن غالباً، لأنه في النهاية كل شخص وحسه الفني في تصميم الشعار. وفي الحقيقة أغلب الشعارات التي أصممها أنا لزبائني تكون ناجحة من البداية.
* حدثنا بصراحة، هل الخط العربي بإمكانه إكسابك بعض المال؟ أم هو مكلف جداً ولا يمكن تحقيق دخل منه؟
إذا استطعت كيف توظف وتستفيد من الخط العربي، المهم أن الشخص نفسه يبدع فيه، متى ما أبدع في الخط العربي سوف يكون مرموقاً ومطلوباً عند الناس، فأنا بالنسبة لي في الحقيقة منذ ما يقارب العشر سنوات التي تفرغت فيها للخط العربي بعد الوظيفة الحكومية، أشعر أن الخط العربي هو المفيد بدلاً من الوظيفة، لأنني استغللت الخط "صح" والحمد الله رب العالمين تفوقت.
* ما هي الصعوبات التي يعاني منها فنان الخط العربي؟
الوقت، لأن فنان الخط العربي يحتاج وقتاً مفتوحاً، هذه إحدى الصعوبات. نحن كخطاطين نتمنى أن يكون لدينا مكان مخصص ومؤهل للخطاطين وللمتدربين، وهذا في الحقيقة نفتقره.
* لا يوجد مكان مخصص للخطاطين؟
هنالك جمعية البحرين للفنون التشكيلة إلا أنها شاملة للخط والرسم، ولا توجد فيها الحرية المطلقة للخطاط كأن يكون في مكان مهيأ للخط العربي فقط من غير أي مجال فني آخر يشغله، هذا الذي أتمناه.
* هل لديك نصائح لكل من يود أن يدخل في مجال الخط العربي؟
النصائح كثيرة، ولكن أهم شيء في حال أراد أي شخص تعلم الخط العربي يجب عليه أن يركز أولاً على مفردات الحروف حسب الميزان، على حسب النقاط الموجودة في المسافات بين الحرف والآخر، ومن ثم لا يستعجل في تنفيذ الحروف يجب أن يكون بطيئاً لأن الخط العربي له ميزان خاص، كل حرف في الخط العربي له مواصفات وميزان خاص، المواصفات هي النقاط والميزان والقواعد هي النقاط، ويجب على الشخص أن يلتزم بحجم الخط بالقانون والقواعد للحروف العربية، فلو طبق ذلك يمكنه أن يصبح خطاطاً. وطبعاً الموهوب في الخط العربي سوف يتعلم بشكل أسرع عن شخص ليس لديه خلفية عن تكنيك الحروف الذي من الطبيعي أن تكون لديه صعوبة، بينما الموهوب -سبحان الله- سريعاً ما يحفظ الحروف وسريعاً ما يطبقها.
جاسم الحمادي أحد رواد فن الخط العربي على مستوى البحرين والخليج، عشق عالم الخط العربي رغم صغر سنه، وكرس وقته وحياته لهذا الفن، وشارك في العديد من الفعاليات على المستوى البحريني والخليج، ويقيم دورات للمهتمين بالخط العربي من أجل المحافظة على هذا الفن، وحاز على العديد من الجوائز العالمية. وقد دار معه الحوار التالي:
* هل لك أن تحدثنا عن بداياتك في عالم الخط العربي؟
البداية كانت من المرحلة الابتدائية، أعتقد كنت في الصف الرابع الابتدائي ومن هناك اكتشفت موهبة الخط العربي، ابتدأت بالكتابة بالقلم الرصاص، كنت أكسر سن القلم ليكون الحرف عريضاً أثناء الكتابة، فشعرت أن هناك شيئاً بداخلي غير طبيعي، هويت الخط العربي، وأثناء خروجي خارج المنزل أتأمل اللوحات التجارية كان عليها الأسماء والخطوط، فسبحان الله كنت أحفظ الشكل ثم أذهب إلى المنزل وأطبق عليها، ومنها زاد اهتمامي أكثر وأكثر، وأثناء وصولي إلى المرحلة الإعدادية أصبحت أبحث عن الكراسات، وأسأل الخطاطين الذين هم أكبر مني سناً من هو أفضل خطاط، وكنت أدرس على كراساتهم ما يقارب ثلاث ساعات في اليوم من المرحلة الإعدادية، وإلى هذا اليوم أواصل الدراسة.
* هل كان هناك داعم من أهلك؟ وما كان موقفهم؟
في البداية كان الخط العربي لا يعني شيئاً بالنسبة لأهلي، ولكن كان يعني لي الكثير. أذكر والدي -رحمة الله- عندما يشاهدني أدرس على الخط العربي في ما يقارب الساعتين أو ثلاثة ساعات، كان "يتضايق" ويقول لي دراستك هي التي ستفيدك، كان كلامه "صح"، ولكن الحمد الله لم يؤثر على دراستي، أعطيت الخط العربي وقتاً وأعطيت دراستي وقتاً.
* ما الذي نفعك أكثر الخط أم الدراسة؟
الخط نفعني أكثر من الدراسة في الحقيقة، الدراسة عملت فيها كموظف في الجمارك 25 سنة، ولكن أحسست أن الخط العربي كمصدر رزق كان أفضل من الوظيفة.
* من هم أساتذتك الذين تتلمذت على أيديهم؟
هاشم البغدادي، وكراسة شوقي "الخطاط محمد شوقي" في الثلث والنسخ وحامد الآمدي، ولكن الأكثر هي كراسة هاشم البغدادي.
* ما هو الخط المحبب إليك والذي تعتبر نفسك متخصصاً فيه؟ وأي الأساليب من الخط تجيد؟
الخطوط جميعها جميلة، وجميعها أهتم فيها، وجميعها تستهويني، ولكن أحب الخط الديواني لأن فيه بعضاً من الحرية، فالحروف فيه جمالية أكثر، لأني أعتبر الخط الديواني فيه نوع من الحرية لأن حروفه سلسة قليلاً عن الحروف الأخرى.
* هل لديك مثل أعلى في عالم الخط العربي؟
أكيد طبعاً لدي أمثال من الخطاطين المعاصرين: أستاذ عباس البغدادي، والأستاذ محمد أوزجاي، وأستاذ محمد أمزيل من المغرب وكذلك أمثال الخطاطين حسام مطر وخطاط النسخ عبيد البنكي، مثنى العبيدي وهنالك العديد.
* هل تأثرت بأحد الخطاطين؟
نعم أكيد، تأثرت بالكثير من الخطاطين كهاشم البغدادي، والصقار، وحامد الآمدي، وشوقي وحلمي، جميعهم عمالقة يجب علينا التأثر بهم لأنه إن لم نطبق ما يفعلونه لن نتطور، لأنهم هم الأساس، هم الذين وضعوا القواعد الأساسية للخط العربي وظهر من بعدهم أجيال في الحقيقة.
* أقرب لوحة إليك؟ ولماذا؟
أقرب صورة لي هي صورة الملك حمد حفظة الله، الصورة تتكون من اسمه الكريم، كل جزء في الصورة يحمل اسمه، وفي النهاية تظهر صورة الملك كاملة باسم حمد.
* هل سلمته هذه الصورة؟
نعم، وحالياً موجودة في القصر.
* من المعروف أن الخطاط يكون رساماً، هل لك بالرسم؟
من الممكن أن يكون الرسام خطاطاً ولكن الخطاط لا يكون رساماً إلا قلة قليلة جداً، لأن الرسام ينقل الحرف ولديه موهبة الرسم، أما بالنسبة لي فقد بدأت الرسم ومن ثم انتقلت إلى الخط العربي، شعرت أن الخط العربي يستهويني أكثر من الرسم، فتركت الرسم، أرسم ولكن ليس بالقوة التي يختص فيها الرسام.
* هل شاركت في لوحات وتصاميم وفزت فيها؟
نعم كثير، صممت الكثير من اللوحات وشعارات لشركات وتصاميم لمؤسسات في البحرين وخارج البحرين، والحمد الله غالباً أفوز، وليس دائماً، ولكن غالباً، لأنه في النهاية كل شخص وحسه الفني في تصميم الشعار. وفي الحقيقة أغلب الشعارات التي أصممها أنا لزبائني تكون ناجحة من البداية.
* حدثنا بصراحة، هل الخط العربي بإمكانه إكسابك بعض المال؟ أم هو مكلف جداً ولا يمكن تحقيق دخل منه؟
إذا استطعت كيف توظف وتستفيد من الخط العربي، المهم أن الشخص نفسه يبدع فيه، متى ما أبدع في الخط العربي سوف يكون مرموقاً ومطلوباً عند الناس، فأنا بالنسبة لي في الحقيقة منذ ما يقارب العشر سنوات التي تفرغت فيها للخط العربي بعد الوظيفة الحكومية، أشعر أن الخط العربي هو المفيد بدلاً من الوظيفة، لأنني استغللت الخط "صح" والحمد الله رب العالمين تفوقت.
* ما هي الصعوبات التي يعاني منها فنان الخط العربي؟
الوقت، لأن فنان الخط العربي يحتاج وقتاً مفتوحاً، هذه إحدى الصعوبات. نحن كخطاطين نتمنى أن يكون لدينا مكان مخصص ومؤهل للخطاطين وللمتدربين، وهذا في الحقيقة نفتقره.
* لا يوجد مكان مخصص للخطاطين؟
هنالك جمعية البحرين للفنون التشكيلة إلا أنها شاملة للخط والرسم، ولا توجد فيها الحرية المطلقة للخطاط كأن يكون في مكان مهيأ للخط العربي فقط من غير أي مجال فني آخر يشغله، هذا الذي أتمناه.
* هل لديك نصائح لكل من يود أن يدخل في مجال الخط العربي؟
النصائح كثيرة، ولكن أهم شيء في حال أراد أي شخص تعلم الخط العربي يجب عليه أن يركز أولاً على مفردات الحروف حسب الميزان، على حسب النقاط الموجودة في المسافات بين الحرف والآخر، ومن ثم لا يستعجل في تنفيذ الحروف يجب أن يكون بطيئاً لأن الخط العربي له ميزان خاص، كل حرف في الخط العربي له مواصفات وميزان خاص، المواصفات هي النقاط والميزان والقواعد هي النقاط، ويجب على الشخص أن يلتزم بحجم الخط بالقانون والقواعد للحروف العربية، فلو طبق ذلك يمكنه أن يصبح خطاطاً. وطبعاً الموهوب في الخط العربي سوف يتعلم بشكل أسرع عن شخص ليس لديه خلفية عن تكنيك الحروف الذي من الطبيعي أن تكون لديه صعوبة، بينما الموهوب -سبحان الله- سريعاً ما يحفظ الحروف وسريعاً ما يطبقها.