ريانة النهام

يعاني الكثير من الطلاب من القلق والخوف في فترة الامتحانات مما ينعكس بالشكل السلبي عليهم، ولا يدرك بعض الأهالي الطرق الصحيحة لتخفيف عنهم أو مساعدتها لاجتياز هذه الفترة من العام الدراسي، في حوار لنا مع الأخصائي النفسي محمد القاضي بين لنا أن الفرد دائماً ما ينظر للامتحانات على أنها أهم المحطات التي يعبر بها خلال العام الدراسي، لكونها تنعكس عليه بمقدار الجهد المبذول خلال الأيام الدراسي.



وأشار إلى وجود بعض الطلاب الذين ينظرون إلى الامتحانات على أنها فرصة لإيجاد مكان مميز بين الزملاء ومكانة داخل المجتمع، في حين يرى البعض الآخر أن المشكلة تكون حين يتحول الأمر إلى تمركز حول الامتحانات والدوران في فلكها ورؤيتها على أنها المرتكز الوحيد الأوحد الذي من خلاله أكون أو لا أكون.

ويتابع:" هنا يعد الأمر غير مقبول ففي هذه الحالة تظهر الضغوط النفسية عند كل من الطالب وأهله، فالامتحانات تمثل ضغط نفسي كونها حدثاً مهماً، ولكن العبرة في مدى الكفاءة في إدارة هذا الضغط، ومدى تأثيره على حياة الطالب وأهله".



وبين القاضي أنه عندما ينظر الطالب إلى الامتحانات على أنها المحور الأوحد في حياته وإغفال المجالات الأخرى المختلفة في، فذلك سيمثل عدم إتزان في حياته ومن ثم خلل في التوازن النفسي، والذي بالضرورة سينعكس على كفاءة التحصيل الدراسي وجودة الحياة والسلام النفسي الذي سيعيشه الطالب مع ذاته ومدى الإشباع العاطفي وجودة العلاقات مع أهله والمجتمع بشكل عام.

وحول الاستعداد النفسي للامتحانات قال: "يجب النظر للامتحانات على أنها مرحلة مهمة ولكنها ليست نهاية مصير، وأنها فرصة جيدة لإثبات الذات والتقدم والنجاح ولكنها ليست المجال الوحيد لذلك، وأن الامتحانات مجال خصب لإثبات الكفاءة والذكاء ولكنها ليست المعيار الوحيد لذلك".



ويضيف: "إن الامتحانات ستعطي درجات كمية تساعد على فهم المستوى ولكن لا ينبغي أن تغفل الوصف الكيفي لأدائك، فهي ليست وحشاً يهدد كيانك ولكنها فرصة للتميز والتقدم في الحياة، الامتحانات محطة في حياتك ولكنها ليست الحياة، فالحصول على الدرجات والتقديرات المرتفعة سيجعلك مقبول داخل المجتمع ولكن هناك مجالات أخرى كثيرة تستطيع من خلالها تحقيق نفس الهدف".

وذكر بعض الإرشادات للأهالي لتخفيف من ضغط الامتحانات على أبنائهم وذلك من خلال تحفيزهم من غير تهديد أو تخويف فالتدعيم أكثر تأثيراً من العقاب، كما أن كلمات الشكر والثناء والمدح على السلوك الإيجابي ولو كان بسيطاً لها أثر عظيم في نفوس الأبناء يساعد في تغييرهم للأحسن أكثر من توبيخهم على أخطاءهم، فالثناء على المجهود في المذاكرة أعظم في الأثر من توبيخهم على فقدان بعض الدرجات أو العلامات.



ولفت إلى أهمية أن يدرك الأهل الطريقة التي يفكر بها أبناءهم في فترة الامتحانات والتي تسبب توتر وقلق في هذه الفترة، ويكمل: "مثل أن يظن الطالب أنه لن يستطيع الإجابة على كل أسئلة الامتحان بشكل صحيح، أو أنه سينسى ما ذاكره ولن يستطيع استحضاره داخل الامتحان، كذلك يظن أن الامتحان قد يتضمن بعض الأسئلة غير المفهومة أو غير المتوقعة والتي ستتسبب في فقدان بعض الدرجات،وفي ظل وجود هذه الأفكار يدخل الطالب في حالة التوتر والقلق بسبب ترقب مكروه يتوقعه داخل الامتحانات".

وأكد أن كل هذه الأفكار تدفع الطالب إلى حالة من عدم الاستقرار النفسي وبالتالي تسبب مزيداً من التشويش الذهني وصعوبة التركيز مما يأثر على تحصيله الدراسي، فلا يجب على الأهل في هذا الحال إلا أن يطمئنوا أبناءهم بأنهم راضون عن أدائهم وجهدهم بغض النظر عن تحصيل الدرجات والعلامات والتقديرات، وأنه ما دمت قمت بما يجب عليك كطالب تجاه مذاكرتك فالدرجات ليست إلا تكليل للجهد المبذول بالفعل.