موزة فريد

نظمت أسرة الآدباء والكتاب مساء الأحد بمقرها في منطقة الزنج ضمن برنامجها الثقافي محاضرة بعنوان "تدمير المعرفة في الحضارة العربية"، ألقاها د.عبدالقادر المرزوقي بإدارة د.راشد نجم والتي تعتبر ثاني فعاليات احتفال الأسرة بمرور 50 عاماً منذ التأسيس، وبحضور ودعم من الرئيس التنفيذي لبنك البحرين والكويت رياض ساتر بجانب العديد من الشخصيات الأدبية وأعضاء الأسرة.

واستعرض المرزوقي، الأحداث التي مرت بالعصور الإسلامية والآثار المترتبة على هذا التدمير قديماً وحديثاً، موضحاً أن التدمير المقصود فيه تدمير الكتب الموجودة والتي دمرت في عهد الحضارة العربية، فكان لا بد من تسمية الأسماء بمسمياتها لتأكيد وجود الحدث المدمر لطرح الحقائق كما هي دون أي تمويه للفكرة، موضحاً أن فظاهرة إحراق الكتب تعتبر ظاهرة قديمة حقيقة ومتشعبة لم يتم الالتفات لها.

وأكد المرزوقي، أن للمحاضرات دور في تنشيط الذاكرة المعرفية من خلال تسليط الضوء على أهمية الكتاب الذي يعتبر قيمة وميزة في حياة الإنسان والتي لا بد والمحافظة عليها حتى وإن اختلفت الأفكار والمعرفة لهذه الظاهرة وهذا ما عمل على تعزيزه وتسليط الضوء عليه خلال تقديم المحاضرة .

وقال مسؤول النشاط الثقافي في مجلس إدارة أسرة الأدباء والكتاب كريم رضي خلال المحاضرة "ماتحدث عنه المرزوقي عن مسألة تدمير المعرفة بالتاريخ العربي، والتي تعتبر فترة مرت بكل الأمم من فترات مظلمة من حرق الكتب وإتلافها وقيام بعض المؤلفين بحرق كتبهم بأنفسهم وحرق بعض الجماعات لكتب جماعات أخرى وهو حدث مؤسف، حصل في وقت الحضارة العربية والتي وصلت فيها بعض الحالات، كما ذكر عدد كبير من الكتب المغرقة التي كادت أن توقف جريان نهر الدجلة وهو شيء لا يستهان به".

وقال رضي "من خلال كل تلك العمليات التدميرية خسرنا الكثير ولكن لحسن الحظ لازال لدينا الكثير من هذه الحضارة العربية والتي نحتفظ بها الى اليوم، فهناك العديد من الكنوز التي لم تكشف بعد والتي نأمل من خلالها معالجة ماتم تدميره بالمزيد من القراءة للتراث الموجود واكتشاف مساحاته التي مازالت لم تكشف بعد".

وأشاد الرئيس التنفيذي لبنك البحرين والكويت رياض ساتر، بمثل هذه المحاضرات والندوات التي يرى بأنها تثري الجو الثقافي بشكل عام في البحرين خصوصا عندما تكون المحاضرة محاضرة عميقة من قبل أسرة عظيمة كأسرة الأدباء والكتاب التي تهتم بالشأن الثقافي لخمسين عاما حتى الأن فلهم العديد من البصمات الواضحة في كافة المجالات فهي روح الأمل لخلق أجيال جديدة من الكتاب والشعراء والروائيين".

وأضاف ساتر، أن المحاضرة لها أبعاد إنسانية أكثر مما هي ثقافية فهي تتعلق بحضارة الشعوب وتطوير الأمم التي تأتي من خلال تهيئة جو ثقافي للتوجيه للمحافظة عليها واحترام الرأي الآخر لخلق بيئة تؤدي لتطوير المجتمع بشكل عام".

كما وجه رياض ساتر أسمى آيات التهاني للأسرة بمرور 50 عاماً على التأسيس متمنين لهم المزيد من التقدم والإثراء بكافة المجالات.