تحذر دراسات طبية من أن حالات التسمم الغذائي يمكن أن تؤدي إلى الموت، مشيرة إلى أن التسمم الغذائي يقتل أكثر من 420 ألف شخص حول العام سنوياً. ويعتقد البعض أن الجسم يستطيع محاربة التسمم من تلقاء نفسه دون علاج، وهو أمر مغلوط في المجمل، فيما يشير بحرينيون إلى أن هناك تهاوناً في ردع المطاعم التي تسببت في تسمم غذائي للمرضى، متسائلين "أين هم مفتشو الصحة عن تلك المطاعم؟ ولماذا لا يوجدون في المراكز لتسجيل حالات تسمم المرضى؟".
وقالت زهراء آدم "خلال السنة الماضية تسممت جراء تناول الطعام في مطعم معروف في البحرين، ووصلت لمرحلة شديدة. وعندما دخلت المركز قلت لهم إني أكلت من المطعم الفلاني فشخصوا حالتي تسمماً غذائياً وأعطوني إبرة وأدوية. واستغربت من أنهم لن يتخذوا أي إجراء كسؤالي عن اسم المطعم وماذا أكلت وكيف حدث ذلك".
وقالت ليلى العلوي "أكلت سندويشة من مطعم معروف للوجبات السريعة وبقيت طول الليل أتقلب من ألم البطن، وعندما ذهبت إلى المركز قالوا لي "لا تأكلي من هذا المطعم إذ تأتينا حالات تسمم كثيرة بسببه". وبما أنها ليست المرة الأولى فلماذا لا تتخذ الإجراءات اللازمة تجاه هذا المطعم؟!".
وقال علي حسين "تسممت أكثر من مرة العام الماضي بسبب حبي لتناول الطعام في المطاعم. ولم يحدث مرة أن سألني أحد الأطباء عن اسم المطعم أو قال إنه سيبلغ عنه".
هكذا تتجنب التسمم
اختصاية التغذية فاطمة العريبي قالت إن التسمم الغذائي مرض يسببه تناول الطعام الملوث، سواء بالبكتيريا (وهو الأكثر شيوعاً)، أو الفطريات، أو الفيروسات، أو الطفيليات، أو المواد الكيماوية. وتظهر أعراض التسمم بعد ساعات من الأكل، أو أيام أو حتى أسابيع، وتتمثل في احمرار حول الفم، وصعوبة التنفس، وآلام في البطن، وإسهال، وقيء، وارتفاع في درجة الحرارة، والشعور بالتعب، وفقدان الشهية، والصداع، إضافة إلى أعراض أكثر خطورة مثل الإسهال المصحوب بالدم، والإسهال لأكثر من 3 أيام، والجفاف الشديد، وعدم وضوح الرؤية، وعندها يجب مراجعة الطبيب فوراً".
وأضافت أن "كبار السن والأطفال والنساء الحوامل ومن لديهم أمراض مزمنة أكثر عرضة لخطر التسمم الغذائي".
وعن العلاج، قالت العريبي "العلاج يحدده الطبيب بعد التشخيص، ويتم تأكيد التشخيص بأخذ عينة من الدم أو البراز لاكتشاف السبب، وغالباً يكون العلاج عن طريق تعويض السوائل المفقودة و إعطاء المضادات الحيوية إذا كان السبب بكتيرياً. أما العلاج في المنزل إذا كانت الأعراض بسيطة، فيكون عن طريق اخذ كمية كافية من السوائل والابتعاد عما يهيج المعدة مثل الأطعمة الغنية بالدهون والكافيين".
وبخصوص طرق الوقاية من التسمم، أوضح العريبي مجموعة من الإجراءات بالقول "أولاً اغسل يديك دائماً قبل وبعد الطهي أو الأكل، واغسل الخضروات والفواكه جيداً. ولتجنب التلوث التبادلي (Cross-contamination) افصل الأطعمة النيئة التي لا تحتاج للطبخ (كالخضروات والفواكه) عن الأطعمة التي تحتاج للطبخ (كاللحوم)، عن طريق تخصيص لوح تقطيع منفصل لكل نوع طعام على حدة، واستخدام سكين مختلفة لكل نوع من انواع الطعام. كما يجب طهو الطعام في درجات حرارة مناسبة (يمكنك استخدام مقياس الحرارة المخصص للطعام للتأكد من الحرارة)، وعدم ترك الطعام لأكثر من ساعتين بدرجة حرارة الغرفة إذا كانت أكثر من 30 درجة مئوية، كذلك تذويب الأطعمة بشكل آمن (كوضعها بالثلاجة لحين ذوبانها التام)، وعدم تركها في درجة حرارة الغرفة. وينصح دائماً بتعقيم الأسطح قبل وبعد عملية الطبخ، والاطلاع على تاريخ صلاحية الطعام والإرشادات المذكورة على العبوة.
وبالنسبة للمطاعم، أنصح دائماً باختيار المطاعم المعروفة والنظيفة، وتجنب طلب الأطباق التي تحتوي لحوماً غير مطبوخة جيداً، مثل بعض أنواع السوشي والستيك (اللحوم) غير المطبوخ جيداً، إضافة إلى البيض غير المطبوخ جيداً لاحتمال احتوائه على بكتيريا السالمونيلا التي تعد من أكثر الأنواع شيوعاً".