أجرت اللقاء - سماح علام:
"كن حراً" "المواطنة البيئية" "المرأة".. ثلاثة برامج نوعية انطلقت من جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية ، عكست رؤية نوعية لطريقة عمل الجمعيات الأهلية، لتستنهضُ الهمم لميلادِ مجتمعٍ إنسانيٍ عالمي، تسوده القيم، وينعم أفراده بالعدالة والكرامة الإنسانية..
كوادر الجمعية .. نساء ملهمات .. تتميز كل واحدة منهن بشخصية متفردة .. يمثلن طاقات إنسانية تبثّ الأمل، وتعمل من أجل تأسيس واقعٍ جديد.. يتمتّع أفراده بالوعي الكوني، والمعارف السامية، ويسخّرون قدراتهم لتحقيق تنميةٍ إنسانيةٍ مستدامة.
أرقام كبيرة تدلل على وجود قاعدة مستفيدة من برامج الجمعية، ففي عام 2018 بلغ عدد المستفيدين 2515 ، وفي عام 2017 بلغ عدد المستفيدين 3367 ، وفي عام 2016 بلغ عدد المستفيدين من برامج الجمعية 2472..
تقول المهندسة صبا العصفور رئيسة برنامج المرأة بجمعية البحرين النسائية: "لا بد من أن نستذكر الانطلاقة الأولى للجمعية على يد مؤسساتها اللاتي بلغن 12 أو 13 سيدة، أسسن الجمعية في 2001 ، فبعد ميثاق العمل الوطني أصبح المجتمع نشطا للغاية وتأسست الكثير من الجمعيات، لقد كان لدينا أعمالا تطوعية كثيرة ولكنها كانت عشوائية وغير منظمة، هي مساعدات وأنشطة ولكنها لم تكن منهجية ولا منظمة.. بعدها وقفنا مع أنفسنا من أجل البدء من حيث انتهى الآخرون، بدأنا العمل برؤية مختلفة، وجدنا أن هناك أمية ثقافية وتكنولوجية وأمية مجتمعية، ومنها بدأنا بلورة عمل يعتمد على منهجية التفكير، بحيث يكون الجانب الحقوقي والتوعوي والتكنولوجي حاضرا بشكل مختلف".
وتضيف العصفور: "نستند اليوم على قاعدة 63 عضوة .. تغيرت العناصر بين عناصر استمرت وعناصر تركت، ولكن الجمعية تسير ولديها صف ثاني وثالث والعمل مستمر بحب ورغبة في العمل والتأثير وترك البصمة.. كونا 3 لجان هامة، ثم كبرت اللجان وأصبحت كل لجنة تعمل في مشاريع وبرامج لها طاقمها وأشبه ما تكون بجمعية مصغرة".
وتزيد قائلة: "هدفنا من خلال تاريخ الجمعية بناء ثقافة إنسانية مستنيرة تعزّز العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وتمكن الأفراد من اكتشاف قدراتهم الإنسانية، والإيمان بها، للنهوض بذواتهم ومجتمعاتهم، وتعزيز الوعي الكوني، ونشر المعارف السامية، لأعمار الأرض وتنمية إنسانها ومواردها، وإقامة وتشجيع الشراكات والتحالفات التي تتكامل فيها الجهود وتُستثمر فيها الخبرات لتحقيق التنمية الإنسانية.. ما يميزنا هو عمل اجتماع تقييم سنوي بتاريخ 1/1 من كل عام ، ويتم مراجعة أدائنا وكيفية التطوير.. أيضا المؤسسات والطاقم الاستشاري حاضر وبقوة ولكن الصف التنفيذي اختلف ولا نزال نستقطب العناصر قدر الإمكان".
قضايا المرأة بنظرة متجددة
وعن تفاصيل برنامج “المرأة“ تقول المهندسة صبا : "كنا أول من تكلم عن الجندر، وهدفنا من خلال البرنامج إلى تمكين المرأة من إدراك قيمتها، واكتشاف طاقاتها، لتعزيز قدرتها على التأثير والتغيير، ونشر ثقافة السلام وتعزيز دور النساء في عمليات صنع وبناء السلام، وتنمية القدرات القيادية للنساء والمرتكزة على قيم القيادة الأخلاقية، وتأسيس ثقافة إنسانية تساهم في تعزيز النظرة العادلة للمرأة، وتأصيل دورها الجوهري في نهضة الأمة.. لدينا أربعة مشاريع فضلا عن شراكتنا مع الجمعيات الأخرى مثل حملة الجنسية للاتحاد النسائي، ولكننا تفردنا بمشاريع مختلفة الأول المرأة حاضنة السلام، والمشروع الثاني الأمومة المشروع الرائد للإنسانية أما المشروع الثالث فهو المرأة نظرة تجديدية وأخيرا المشروع الرابع هو القيادة الأخلاقية".
وعن تفاصيل مشاريع الجمعية تقول المهندسة صبا: "مشروع المرأة حاضنة السلام هو مشروع تبلور بعد أحداث البحرين، وفكرنا بكيفية تحقيق المرأة للسلام داخل البيت وفي مجتمعها ، ليكون لها دورا في ترسيخ السلام الداخلي والخارجي، إذا نتحدث عن سلام داخلي وسلام أسرة وسلام مجتمع، ثم كبر المشروع لإدخال مشاريع جديدة مثل التسامح وأهمية الحوار ودور المرأة في السلام ، إننا نتحدث عن قبول الآخرين، واحترام الاختلاف، والتعامل مع الآخرين بمبادئ إنسانية، أيضا قدمنا أدلة تدريبية من أجل نشر هذه المفاهيم، وآخر دليل كان اسمح للآخر.. قدمنا البرنامج في مشتل واستضفنا فنانين برعاية الأمم المتحدة، ودشنا مقطوعة موسيقية عن الأصداف، وعرضت اللوحات للبيع وكانت الفعاليات بنفس ومفهوم مختلف بعيدا عن التقليدية، إضافة إلى فعالية شبابية مصاحبة للموضوع".
وتواصل العصفور : "أما المشروع الثاني فيرتكز على الأمومة، بوصفه مفهوما يتعدى الأم والطفل، فالمرأة قد تكون أم وهي ليس لديها أطفال، والأب قد يكون أم، والوطن قد يكون أما أيضا، إذا نتحدث عن مفهوم الأمومة وليس وظيفة الأمومة، إذا المصلح والمدرس يمكن أن يقوما بدور الأم، نتحدث عن الأم كونها رسالة ومفهوم، وعملنا بحثا كبيرا عن الموضوع.. فالإنسان خليفة الله في الأرض، وتوجهنا إلى المدرسين ورياض الأطفال ، وقد أرسلنا نسخه منه إلى مكتبة الشيخ عيسى وعرضناه على المجلس الأعلى للمرأة وقد اعتمده المجلس مشكورا ضمن قاعدة البيانات لديهم".
وعن مشروع المرأة نظرة تجديدية، تقول العصفور: "عملنا منذ 2008 عليه، وقدمنا سلسلة من البرامج عن مفاهيم جدلية مثل الإرث والوصاية والقوامة والشهادة والطلاق والزواج وغيرها، ووضعنا هذه المفاهيم وعملنا عليها، وتم بحثها وقدمنا بحوثنا في قاعة الأديان في الأمم المتحدة وعكسنا صورة جميلة عن الدين الإسلامي ، فالمرأة لم تخلق من ضلع أعوج، فنحن نعيد قراءة القرآن، بنظرة تجديدية، ونؤمن بأن القرآن يفسر بعضه، ومنها انبثقت فكرة دار السلام واقع جديد للعلاقات الزوجية، والذي يهدف إلى بناء أسرة متوازنة، مسالمة قائمة على العطاء والسلام، وقد دربنا جميع المشرفين والمشرفات في المراكز الصحية من أجل ترسيخ هذا المفهوم، وقد حققنا هذا التكامل مع وزارة الصحة في هذا الشأن".
وأخيرا نتحدث عن القيادة الأخلاقية وهو المشروع الرابع، وعنه تقول العصفور: " بعيدا عن القيادة التقليدية، فالقيادة تعاملنا معها بأدلة تدريبية .. قدمنا فعالية مدعومة من السفارة الهولندية في الكويت، وتعاونا أيضا مع مؤسسة التضامن النسائي في واشنطن، وقدمنا فعاليات عديدة في هذا الشأن.. وأخيرا أقول من خلال جميع المشاريع نحن نسعى إلى تحقيق التنمية، ولكي نحقق التنمية لابد من الاختلاف والتكامل.. ونحن ندرك ونحترم ذلك.. أيضا لدينا مبادرات جديدة شبابية ستعمل على تأصيل الهوية بإذن الله، فما نتطلع له هو إيجاد مبادرات نوعية خارجة عن المألوف".
كن حراً.. يحلق في فضاء مختلف
كن حرا .. أول مشروع تحدث عن الاعتداء عن الطفل وتبناه .. تتحدث عنه د رنا الصيرفي رئيسة كن حرا قائلة: " استفاد من برنامج "كن حراً" خلال عام 2018 عدد كبير من المستفيدين منهم 24130 طفلا و 8327 مراهقا و 8933 ولي أمر و1057 مختصا .. هدف المشروع إلى مساعدة الطفل والمراهق على حماية نفسه وبناء شخصية واثقة مبنيّة على أسسٍ قيميه، وغرس قيم السلام، والشراكة، والتعامل الإنساني مع الآخرين، لتحقيق التطوّر الفردي والمجتمعي، والمساهمة في تغيير نظرة المعاق لنفسه، ونظرة الآخرين له بما يعزّز قيمته ودوره الإنساني، وتقديم المساندة لأولياء الأمور، وبناء الشراكات معهم ومع المختصّين لتحقيق تطوّرٍ نوْعي في قضايا الطفولة والمراهقة".
وعن تفاصيله تقول د رنا: "قدمنا قصة ( في قلبي جمال يسكن ).. وهي قصة تتمحور فكرتها حول المقارنة ، ونريد من خلالها توصيل فكرة النظر إلى ما يميز الفرد، دون النظر إلى الآخرين، وفريق المشروع كله ساهم في صياغة الفكرة.. فقيمة الطفل لا تتحدد بما يملك بل بالاستفادة من الأشياء التي يملكها ويقدرها ، فهي مفاهيم نريدها أن تكون قيمة مضافة، لذا لا نريد للأطفال الانشغال بما يملكون بل نردهم الانشغال بما لديهم فعلا وكيفية الاستفادة منه.. سنقدم القصة في معرض الأم والطفل، وسيتم تقديم القصة للأطفال ، وسنقيم معها ورشة مصغرة حول الأشياء التي يملكها الأطفال وكيفية الاستفادة منها.. سنعمم الفكرة وسنوصلها إلى الرياض والمدارس، وسوف نعرض القصة للبيع من أجل تغطية تكاليفنا".
وعن مسيرة كن حرا خلال عام مضى تقول الصيرفي: "قدمنا 18 ورشة متنوعة للأطفال وأولياء الأمور منها ورشة عن أجمل كلمة يحبون أن يسمعوها من الأم، وكانت الحصيلة جميلة مثل (يا قلب أمك) (فطومتي) أو (خلف جبدي) .. هذه الكلمات تعزز قيمة جميلة عند الأطفال.. أيضا عملنا ورشة أخرى عن أحب الأماكن وكانت الأجوبة تتراوح بين (البيت مع الأم والأب ) أو المسجد أو بيت الجدة.. وأقمنا العديد من الحلقات النقاشية، وعملنا أيضا مع مبادرة نسيم في عمل برنامج متكامل لحماية الأطفال من التنمر، وخلقنا شراكة جميلة مع مؤسسات المجتمع المدني، أيضا أعددنا فعالية مشتركة وهي دعوة الجيران للتعرف على الجمعية، وكانت بطاقة الدعوة عبارة عن زرعة صغيرة وبطاقة، كما أقمنا ورش تدريبية في عدد كبير من المدارس الحكومية، وحاولنا تمكين المدرسات من تقديم المادة ومن ثم انتشار المفاهيم لقاعدة أكبر".
وعن جديد المركز تقول: " نريد الاهتمام أكثر بمشروع الموهبة، فكل إنسان لديه موهبة، وعلى الآباء معرفة موهبة الطفل وتنميتها، مثلا طفلة تحب التركيب وإدخال الأشياء في بعضها البعض، فقد تكون الطفلة مهندسة أو تكون مهتمه بالأمور التي تعتمد على اليد، فضلا عن الرسم أو الكمبيوتر والموسيقى وغيرها.. أيضا نريد الاهتمام خلال السنة الجديدة بتقليل التعرض للأجهزة الذكية من خلال مشروع يعنى بمخاطر التقنيات الحديثة، ، فهذا العمل يجب أن يكون حاضرا في برامجنا، أيضا سنهتم بطموحات الأطفال فمثلا الشباب اليوم يريدون ترك الدراسة والتوجه لفتح قناة يوتيوب مثلا والبنات يردن أن يصبحن فشنستات، وهذا لا يبني جيلا قادرا على المساهمة في التنمية، أيضا نريد التعرض لمشاكل المراهقين في المدارس ونشر ثقافة نقد التصرفات وغربلة المفاهيم، هذا بخلاف مفهوم الصداقة الذي أصبح عائما والخصوصية الضائعة، والابتزاز وغيرها.
وتزيد د الصيرفي قائلة: "كنا نتحدث قبلا عن حماية الطفل من الاعتداء، ولكن اليوم أصبح مفهوم الحماية أكثر تفصيلا، وأصبح الاعتداء مختلف الأشكال.. أيضا تم خلال هذا العام تدشين مشروع للأمهات بعنوان "نادي كن حرًا للأمهات"، الذي يهدف إلى دعم ومساندة الأمهات في دورهم الأساسي في الأسرة وفي تربية الأبناء، ومشاركة الأمهات لبعضهن البعض التجارب التي يمررن بها، وكيفية التعامل مع التحديات، وتوفير مادة عملية ومعرفية للأمهات لمساعدتهن على تحقيق هدف بناء شخصية أبنائهن، وحمايتهن، وتمكنهن من اتخاذ قرارات تربوية على أساس سليم".
“المواطنة البيئية” نبض الحياة
عضو برنامج المواطنة البيئية جهاد جعفر محمد تبين أن برنامج المواطنة البيئية برنامج يعمل على ترسيخ مفهوم السلام مع الطبيعة وتأصيل المواطنة البيئية وتعزيز الوعي البيئي القيمي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية ، وقد بدأ البرنامج باستفادة 734 في 2003 ثم وصل إلى 853 في 2011 وصولا إلى 1089 في 2016 و1692 في 2017".
وتقول جهاد: " لم يتكلم أحد قبلا عن المواطن كثقافة وكدور إنساني .. لدينا شابات جامعيات في طاقمنا.. ونعمل من أجل تمكين الفرد ليكون مواطنًا كونيًا، يتبنّى الممارسات البيئية الفُضلى، ويساهم في تنمية موارد الكون بأسره، وغرس ثقافة السلام مع النفس، والآخر، والطبيعة لبناء مجتمعٍ يسوده الاحترام والتسامح والتعاون، ونشر وتعزيز الوعي البيئي ألقيمي للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.
وتضيف جهاد: "يطمح فريق المواطنة البيئية في تحقيق رسالته بأن يتناغم الإنسان مع الطبيعة ويعمل وفقاً لقوانينها العادلة ليكون مواطناً كونيا يؤثر إيجابيا في الكون ويتأثر به، مدركا بأن كل شيء في الطبيعة له هدف وغاية، وأن أسلوب حياته وأهدافه ينبغي أن تتكامل مع هذا الوجود الخلاق. لذلك فإن الفريق سيواصل جهوده تحت مظلة هذه الرسالة بالعمل على إخراج أفكار جديدة تحفز الأفراد على التغيير المستدام المبني على قيْم الاهتمام بالكون ومكوناته، وأن تكون هذه الأفكار ملامسة لحياة أكبر شريحة ممكنة من المجتمع داخل وخارج البحرين تحقيقا للرؤية العالمية للجمعية.. سيتم مراعاة تنوع الأفكار وتفاوتها في الحجم والتأثير والآلية، فمن مشاريع كبيرة ومستقلة ومركزة في مجالات محددة، إلى شراكات مع جهات مختلفة، إلى الإبداع في المخرجات المتنوعة، مع استدامة البرامج التوعوية العامة كالفعاليات وورش العمل والمحاضرات ولقاءات إعلامية مختلفة، لتتألف كل هذه الوسائل مع بعضها لغاية واحدة تعزز الوجود السليم للفرد بمواطنته للكون بأسره".
وعن المنجز تقول جهاد: " نفذ برنامج المواطنة البيئية 14 فعالية بين برامج تدريبية أو مشاركات في معارض أو فقرات تفاعلية، وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه البرامج حوالي 1055 شخصا، تميزت أنشطة برنامج المواطنة البيئية في هذا العام بالشراكة مع جهات متعددة سواء الحكومية أو الخاصة، وذلك دعما لإستراتيجية الجمعية بإقامة الشراكات والتحالفات التي تتكامل فيها الجهود وتُستثمر فيها الخبرات لتحقيق التنمية الإنسانية. وقد نفذ البرنامج 9 فعاليات عبر الشراكة مع الغير، تمثل 64% من إجمالي الفعاليات التي نفذها البرنامج ، أيضا صمم البرنامج مخرجاً جديداً عبارة عن عدة صغيرة تحوي المستلزمات الأساسية للزراعة كالبذور والأصص الصغيرة، والسماد وغيرها. وسيتم طرح عدة الزراعة للبيع لتكون كهدية صديقة للبيئة تعمق الارتباط بالطبيعة، وفي إطار اهتمام البرنامج بالإنتاج والاستهلاك المسئولان، قام البرنامج بصناعة منتجات من المواد الطبيعية التي لا يتم الاستفادة منها، حيث تم صناعة منظف للبشرة (للرجلين) من قشور الحمضيات التي يتم عادة رميها. كما عمل على صناعة المبيد الحشري العضوي أيضا باستخدام قشور الحمضيات ومواد أخرى".
وتواصل جهاد حديثها عن المنجزات قائلة: "دشن البرنامج مشروع إعادة تدوير النفايات في إحدى الجمعيات بعد أن قام بتهيئة الوسائل والمستلزمات لعملية تصنيف وجمع النفايات وتخصيص فريق وتدريبه للتكفل بإدارة المشروع، وتم عمل ملصق ترشيد استهلاك المياه ليتم الترويج له وبيعه، غرضه اللصق في الحمامات العمومية أو أماكن الوضوء ليذكر الناس بأهمية عدم هدر الماء، أيضا رصد البرنامج ساعات التطوع التي قامت بها عضوات البرنامج لأداء مهامها المتعددة كتحضير المادة العلمية للورش، وتصميم المخرجات وتقديم الفعاليات وغيرها، وقد قاربت ساعات التطوع لعضوات البرنامج حوالي 11 ألف ساعة لعام 2018، شكلت عملية الإعداد والتحضير للبرامج التدريبية 55% من إجمالي ساعات التطوع".
وترى جهاد أن الجمعية بشكل عام تميزت بنوعية الجوائز التي حصلت عليها، وهذا ما يدلل على جدوى رؤية فرق العمل، فمثلا الأناشيد البيئية لاقت صدى جمل، وكان عملا متفردا يقدم للأطفال بطريقة محببة لهم، وسنشارك في معرض المدارس ومعرض البحرين للحدائق إضافة إلى مشاركات عديدة في سوق المزارعين ، سوق نشارك ببيع العدة الزراعية، بحيث يقوم الطفل بشراء العدة واستخدام الأدوات في زراعة البذور في داخلها.
ويتطلع برنامج المواطنة البيئية إلى احترام قيمة البذور، وعنها تقول جهاد : "نقوم بتجميع البذور وزراعتها مسئولية، فالبذرة من الطبيعة وإليها تعود، وعلى الجميع الاهتمام بالزراعة ، فليس بالضرورة الزراعة في مساحة من الأرض أو الحديقة، إذ يمكن الزراعة في البلكونة أو في الأصص أو أي برميل أو ( بيب ) ، أيضا يمكننا الزراعة فوق سطوح البيوت، لدينا مساحات في المنزل يمكن استثماراها بطريقة جميلة، فمثلا أزرع فوق السطح، ولدي حديقة كاملة وأعد السلطة من الخضروات نتاج المنزل، فلماذا لا نعود للزراعة في بيوتنا، ويصبح صحن السلطة من نتاج المنزل، أيضا أقوم بعمل توزيعات لضيوفي أحيانا من البذور ، أجمع البذور وأوزعها للتشجيع على الزراعة".
وتزيد قائلة: "اهتم البرنامج بتفاصيل الحياة اليومية، فمثلا ماء الوضوء يمكن تجميعه وروي المزروعات به، والماء الحار عند فتح الصنبور لماذا لا يتم تجميعه بدل تركه يذهب للبلاعة، أيضا عينا أن نقتصد في استهلاك الكهرباء وغلق المصابيح، واستخدام الطعام الزائد سواء كان زوائد ومخلفات القطع والإعداد أو الزائد من المائدة إما لإطعام الحيوانات أو تحويله إلى سماد، ووضع وعاء للماء للحيوانات عند مدخل البيت، أيضا هناك من يضع خزانات فوق السطح لجمع مياه الأمطار والاستفادة منها في المنزل إما للري أو للغسل، أيضا الزائد من طعام المطعم لا يرمى، المهم نترك فكرة الرمي، ونحاول الاستفادة من كل تفاصيل حياتنا، الموضوع باختصار هو تغيير طرق تفكير وتلمس النعمة والإحساس بفائدة ما يحيط بنا، هي مسئولية وعلينا واجب الحفاظ عليها.. نحن نتحدث عن منظومة متكاملة، والمجتمع لن يتغير إلا إذا غير الإنسان من طباعه ومواقفه وسلوكه.. أيضا نوصي عند بناء المنزل أن نفكر أن يكون صديقا للبيئة، وأن يؤخذ في الاعتبار جهة الشمس ومكان الحديقة ، ومكان الظل وهكذا، هي طريقة تفكير تظل بظلالها على حياتنا، ما أجمل أن يكون داخل البيوت حاويات حسب الأوان نوزع القمامة حسب التصنيف، ويمكن الاستفادة من أي حاوية وتلوينها للفرز، فهذه ثقافة نغرسها في أبنائنا".
جمعية البحرين النسائية .. رحلة من العطاء
جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية منظمة بحرينية تأسست في التاسع من يوليو لسنة 2001م، وحائزة على الصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة ECOSOC ، لديها تعاون وشراكات فاعلة مع المنظمات والجهات المختلفة منها برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP و برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة- اليونيسيف UNICEF و منظمة مؤتمر المنظمات غير الحكومية ذات المنصب الاستشاري في منظمة الأمم المتحدة(CONGO) و الاتحاد العالمي لصون الطبيعة IUCN و الهيئة الدولية للقضاء على استغلال الأطفال في البغاء والمواد الإباحية والإتجار بالأطفال لأغراض جنسية (ECPAT International) و الجمعية الدولية للوقاية من إساءة معاملة وإهمال الأطفال والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، جمهورية مصر العربية و الهيئة العربية للإرشاد بلا حدود، المملكة الأردنية الهاشمية ومنتدى الفكر العربي، المملكة الأردنية الهاشمية ، والشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد”، جمهورية مصر العربية، وشبكة يوم الأرض، الولايات المتحدة الأمريكية، ومركز الأبحاث والتدريب حول قضايا التنمية، لبنان CRTD ، ومكتبة الإسكندرية.
تنطلق جمعية البحرين النسائية- للتنمية الإنسانية من ثوابت وقيم تؤمن بها وتترجمها في الأنشطة التي تقوم بها مدركة أن نهجها وسلوك أعضائها يؤثران على جوهر وجودها وعلى النظرة العامة إلى دور مؤسسات المجتمع المدني، وأنها تشارك في تحمل مسؤولية كسب الثقة والاحترام لهذه المنظمات القائمة على أساس القيم الإنسانية والعاملة على ترسيخها.
ولتحقيق ذلك اعتمدت الجمعية مجموعة من القواعد والأخلاقية والسلوكية تكون بمثابة معايير مرجعية تلتزم بها نهجا وممارسة في اتجاه تأصيل القيم الإنسانية النبيلة، منها العمل على تعزيز القيم الأخلاقية ومبدأ احترام الآخر في كافة أعمالها، والتأكد من أن برامج الجمعية وأنشطتها تساهم في تطوير المجتمع وتستجيب إيجابيًا للمتغيرات الحاصلة فيه.
أيضا تهتم الجمعية بتحقيق عنصر النزاهة إذ تولي الجمعية اهتمامًا بالغاً لترسيخ مبدأ النزاهة كأحد القيم الأساسية لديها، وتؤمن بتعزيز ثقافة النزاهة في كل أنشطتها وتعاملاتها، وتلتزم بالإدارة الرشيدة وتعتبر الجمعية أداةً فاعلة لتمكينها للوصول إلى أهدافها بأفضل الأساليب الممكنة، مع تحقيق شراكات نوعية تحقق جودة العمل .
جوائز الجمعية
- جائزة "إنسان" المقدمة من رئيس مجلس أمناء الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي تتويجاً لجهود الجمعية في العمل الإنساني، 2015
- جائزة جمعية الكلمة الطيبة لأفضل مشروع تطوعي ،2015
- جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية، 2012
- الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، 2011
- جائزة اليونيسف للإعلام حول حقوق الطفل، 2010
- جائزة السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لمؤسسات المجتمع المدني الداعمة للعمل البلدي، 2009
- جائزة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان في منطقة الخليج العربي (شايلوت)، 2009
-جائزة مجلس التعاون الأفضل الأعمال البيئية - جائزة الوعية البيئية، 2007-2008
- جائزة المحتوى الإلكتروني 2007
- جائزة الشباب من أجل التنمية، في مجالات البيئة والتنمية والسلام ، 2005
- جائزة شركة فورد العالمية للبيئة،" الإبداع في الثقافة البيئية"، لعامي 2002 و 2004
- جائزة الاتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية (وانغو)، في مجال حقوق الإنسان ، 2002
"كن حراً" "المواطنة البيئية" "المرأة".. ثلاثة برامج نوعية انطلقت من جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية ، عكست رؤية نوعية لطريقة عمل الجمعيات الأهلية، لتستنهضُ الهمم لميلادِ مجتمعٍ إنسانيٍ عالمي، تسوده القيم، وينعم أفراده بالعدالة والكرامة الإنسانية..
كوادر الجمعية .. نساء ملهمات .. تتميز كل واحدة منهن بشخصية متفردة .. يمثلن طاقات إنسانية تبثّ الأمل، وتعمل من أجل تأسيس واقعٍ جديد.. يتمتّع أفراده بالوعي الكوني، والمعارف السامية، ويسخّرون قدراتهم لتحقيق تنميةٍ إنسانيةٍ مستدامة.
أرقام كبيرة تدلل على وجود قاعدة مستفيدة من برامج الجمعية، ففي عام 2018 بلغ عدد المستفيدين 2515 ، وفي عام 2017 بلغ عدد المستفيدين 3367 ، وفي عام 2016 بلغ عدد المستفيدين من برامج الجمعية 2472..
تقول المهندسة صبا العصفور رئيسة برنامج المرأة بجمعية البحرين النسائية: "لا بد من أن نستذكر الانطلاقة الأولى للجمعية على يد مؤسساتها اللاتي بلغن 12 أو 13 سيدة، أسسن الجمعية في 2001 ، فبعد ميثاق العمل الوطني أصبح المجتمع نشطا للغاية وتأسست الكثير من الجمعيات، لقد كان لدينا أعمالا تطوعية كثيرة ولكنها كانت عشوائية وغير منظمة، هي مساعدات وأنشطة ولكنها لم تكن منهجية ولا منظمة.. بعدها وقفنا مع أنفسنا من أجل البدء من حيث انتهى الآخرون، بدأنا العمل برؤية مختلفة، وجدنا أن هناك أمية ثقافية وتكنولوجية وأمية مجتمعية، ومنها بدأنا بلورة عمل يعتمد على منهجية التفكير، بحيث يكون الجانب الحقوقي والتوعوي والتكنولوجي حاضرا بشكل مختلف".
وتضيف العصفور: "نستند اليوم على قاعدة 63 عضوة .. تغيرت العناصر بين عناصر استمرت وعناصر تركت، ولكن الجمعية تسير ولديها صف ثاني وثالث والعمل مستمر بحب ورغبة في العمل والتأثير وترك البصمة.. كونا 3 لجان هامة، ثم كبرت اللجان وأصبحت كل لجنة تعمل في مشاريع وبرامج لها طاقمها وأشبه ما تكون بجمعية مصغرة".
وتزيد قائلة: "هدفنا من خلال تاريخ الجمعية بناء ثقافة إنسانية مستنيرة تعزّز العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، وتمكن الأفراد من اكتشاف قدراتهم الإنسانية، والإيمان بها، للنهوض بذواتهم ومجتمعاتهم، وتعزيز الوعي الكوني، ونشر المعارف السامية، لأعمار الأرض وتنمية إنسانها ومواردها، وإقامة وتشجيع الشراكات والتحالفات التي تتكامل فيها الجهود وتُستثمر فيها الخبرات لتحقيق التنمية الإنسانية.. ما يميزنا هو عمل اجتماع تقييم سنوي بتاريخ 1/1 من كل عام ، ويتم مراجعة أدائنا وكيفية التطوير.. أيضا المؤسسات والطاقم الاستشاري حاضر وبقوة ولكن الصف التنفيذي اختلف ولا نزال نستقطب العناصر قدر الإمكان".
قضايا المرأة بنظرة متجددة
وعن تفاصيل برنامج “المرأة“ تقول المهندسة صبا : "كنا أول من تكلم عن الجندر، وهدفنا من خلال البرنامج إلى تمكين المرأة من إدراك قيمتها، واكتشاف طاقاتها، لتعزيز قدرتها على التأثير والتغيير، ونشر ثقافة السلام وتعزيز دور النساء في عمليات صنع وبناء السلام، وتنمية القدرات القيادية للنساء والمرتكزة على قيم القيادة الأخلاقية، وتأسيس ثقافة إنسانية تساهم في تعزيز النظرة العادلة للمرأة، وتأصيل دورها الجوهري في نهضة الأمة.. لدينا أربعة مشاريع فضلا عن شراكتنا مع الجمعيات الأخرى مثل حملة الجنسية للاتحاد النسائي، ولكننا تفردنا بمشاريع مختلفة الأول المرأة حاضنة السلام، والمشروع الثاني الأمومة المشروع الرائد للإنسانية أما المشروع الثالث فهو المرأة نظرة تجديدية وأخيرا المشروع الرابع هو القيادة الأخلاقية".
وعن تفاصيل مشاريع الجمعية تقول المهندسة صبا: "مشروع المرأة حاضنة السلام هو مشروع تبلور بعد أحداث البحرين، وفكرنا بكيفية تحقيق المرأة للسلام داخل البيت وفي مجتمعها ، ليكون لها دورا في ترسيخ السلام الداخلي والخارجي، إذا نتحدث عن سلام داخلي وسلام أسرة وسلام مجتمع، ثم كبر المشروع لإدخال مشاريع جديدة مثل التسامح وأهمية الحوار ودور المرأة في السلام ، إننا نتحدث عن قبول الآخرين، واحترام الاختلاف، والتعامل مع الآخرين بمبادئ إنسانية، أيضا قدمنا أدلة تدريبية من أجل نشر هذه المفاهيم، وآخر دليل كان اسمح للآخر.. قدمنا البرنامج في مشتل واستضفنا فنانين برعاية الأمم المتحدة، ودشنا مقطوعة موسيقية عن الأصداف، وعرضت اللوحات للبيع وكانت الفعاليات بنفس ومفهوم مختلف بعيدا عن التقليدية، إضافة إلى فعالية شبابية مصاحبة للموضوع".
وتواصل العصفور : "أما المشروع الثاني فيرتكز على الأمومة، بوصفه مفهوما يتعدى الأم والطفل، فالمرأة قد تكون أم وهي ليس لديها أطفال، والأب قد يكون أم، والوطن قد يكون أما أيضا، إذا نتحدث عن مفهوم الأمومة وليس وظيفة الأمومة، إذا المصلح والمدرس يمكن أن يقوما بدور الأم، نتحدث عن الأم كونها رسالة ومفهوم، وعملنا بحثا كبيرا عن الموضوع.. فالإنسان خليفة الله في الأرض، وتوجهنا إلى المدرسين ورياض الأطفال ، وقد أرسلنا نسخه منه إلى مكتبة الشيخ عيسى وعرضناه على المجلس الأعلى للمرأة وقد اعتمده المجلس مشكورا ضمن قاعدة البيانات لديهم".
وعن مشروع المرأة نظرة تجديدية، تقول العصفور: "عملنا منذ 2008 عليه، وقدمنا سلسلة من البرامج عن مفاهيم جدلية مثل الإرث والوصاية والقوامة والشهادة والطلاق والزواج وغيرها، ووضعنا هذه المفاهيم وعملنا عليها، وتم بحثها وقدمنا بحوثنا في قاعة الأديان في الأمم المتحدة وعكسنا صورة جميلة عن الدين الإسلامي ، فالمرأة لم تخلق من ضلع أعوج، فنحن نعيد قراءة القرآن، بنظرة تجديدية، ونؤمن بأن القرآن يفسر بعضه، ومنها انبثقت فكرة دار السلام واقع جديد للعلاقات الزوجية، والذي يهدف إلى بناء أسرة متوازنة، مسالمة قائمة على العطاء والسلام، وقد دربنا جميع المشرفين والمشرفات في المراكز الصحية من أجل ترسيخ هذا المفهوم، وقد حققنا هذا التكامل مع وزارة الصحة في هذا الشأن".
وأخيرا نتحدث عن القيادة الأخلاقية وهو المشروع الرابع، وعنه تقول العصفور: " بعيدا عن القيادة التقليدية، فالقيادة تعاملنا معها بأدلة تدريبية .. قدمنا فعالية مدعومة من السفارة الهولندية في الكويت، وتعاونا أيضا مع مؤسسة التضامن النسائي في واشنطن، وقدمنا فعاليات عديدة في هذا الشأن.. وأخيرا أقول من خلال جميع المشاريع نحن نسعى إلى تحقيق التنمية، ولكي نحقق التنمية لابد من الاختلاف والتكامل.. ونحن ندرك ونحترم ذلك.. أيضا لدينا مبادرات جديدة شبابية ستعمل على تأصيل الهوية بإذن الله، فما نتطلع له هو إيجاد مبادرات نوعية خارجة عن المألوف".
كن حراً.. يحلق في فضاء مختلف
كن حرا .. أول مشروع تحدث عن الاعتداء عن الطفل وتبناه .. تتحدث عنه د رنا الصيرفي رئيسة كن حرا قائلة: " استفاد من برنامج "كن حراً" خلال عام 2018 عدد كبير من المستفيدين منهم 24130 طفلا و 8327 مراهقا و 8933 ولي أمر و1057 مختصا .. هدف المشروع إلى مساعدة الطفل والمراهق على حماية نفسه وبناء شخصية واثقة مبنيّة على أسسٍ قيميه، وغرس قيم السلام، والشراكة، والتعامل الإنساني مع الآخرين، لتحقيق التطوّر الفردي والمجتمعي، والمساهمة في تغيير نظرة المعاق لنفسه، ونظرة الآخرين له بما يعزّز قيمته ودوره الإنساني، وتقديم المساندة لأولياء الأمور، وبناء الشراكات معهم ومع المختصّين لتحقيق تطوّرٍ نوْعي في قضايا الطفولة والمراهقة".
وعن تفاصيله تقول د رنا: "قدمنا قصة ( في قلبي جمال يسكن ).. وهي قصة تتمحور فكرتها حول المقارنة ، ونريد من خلالها توصيل فكرة النظر إلى ما يميز الفرد، دون النظر إلى الآخرين، وفريق المشروع كله ساهم في صياغة الفكرة.. فقيمة الطفل لا تتحدد بما يملك بل بالاستفادة من الأشياء التي يملكها ويقدرها ، فهي مفاهيم نريدها أن تكون قيمة مضافة، لذا لا نريد للأطفال الانشغال بما يملكون بل نردهم الانشغال بما لديهم فعلا وكيفية الاستفادة منه.. سنقدم القصة في معرض الأم والطفل، وسيتم تقديم القصة للأطفال ، وسنقيم معها ورشة مصغرة حول الأشياء التي يملكها الأطفال وكيفية الاستفادة منها.. سنعمم الفكرة وسنوصلها إلى الرياض والمدارس، وسوف نعرض القصة للبيع من أجل تغطية تكاليفنا".
وعن مسيرة كن حرا خلال عام مضى تقول الصيرفي: "قدمنا 18 ورشة متنوعة للأطفال وأولياء الأمور منها ورشة عن أجمل كلمة يحبون أن يسمعوها من الأم، وكانت الحصيلة جميلة مثل (يا قلب أمك) (فطومتي) أو (خلف جبدي) .. هذه الكلمات تعزز قيمة جميلة عند الأطفال.. أيضا عملنا ورشة أخرى عن أحب الأماكن وكانت الأجوبة تتراوح بين (البيت مع الأم والأب ) أو المسجد أو بيت الجدة.. وأقمنا العديد من الحلقات النقاشية، وعملنا أيضا مع مبادرة نسيم في عمل برنامج متكامل لحماية الأطفال من التنمر، وخلقنا شراكة جميلة مع مؤسسات المجتمع المدني، أيضا أعددنا فعالية مشتركة وهي دعوة الجيران للتعرف على الجمعية، وكانت بطاقة الدعوة عبارة عن زرعة صغيرة وبطاقة، كما أقمنا ورش تدريبية في عدد كبير من المدارس الحكومية، وحاولنا تمكين المدرسات من تقديم المادة ومن ثم انتشار المفاهيم لقاعدة أكبر".
وعن جديد المركز تقول: " نريد الاهتمام أكثر بمشروع الموهبة، فكل إنسان لديه موهبة، وعلى الآباء معرفة موهبة الطفل وتنميتها، مثلا طفلة تحب التركيب وإدخال الأشياء في بعضها البعض، فقد تكون الطفلة مهندسة أو تكون مهتمه بالأمور التي تعتمد على اليد، فضلا عن الرسم أو الكمبيوتر والموسيقى وغيرها.. أيضا نريد الاهتمام خلال السنة الجديدة بتقليل التعرض للأجهزة الذكية من خلال مشروع يعنى بمخاطر التقنيات الحديثة، ، فهذا العمل يجب أن يكون حاضرا في برامجنا، أيضا سنهتم بطموحات الأطفال فمثلا الشباب اليوم يريدون ترك الدراسة والتوجه لفتح قناة يوتيوب مثلا والبنات يردن أن يصبحن فشنستات، وهذا لا يبني جيلا قادرا على المساهمة في التنمية، أيضا نريد التعرض لمشاكل المراهقين في المدارس ونشر ثقافة نقد التصرفات وغربلة المفاهيم، هذا بخلاف مفهوم الصداقة الذي أصبح عائما والخصوصية الضائعة، والابتزاز وغيرها.
وتزيد د الصيرفي قائلة: "كنا نتحدث قبلا عن حماية الطفل من الاعتداء، ولكن اليوم أصبح مفهوم الحماية أكثر تفصيلا، وأصبح الاعتداء مختلف الأشكال.. أيضا تم خلال هذا العام تدشين مشروع للأمهات بعنوان "نادي كن حرًا للأمهات"، الذي يهدف إلى دعم ومساندة الأمهات في دورهم الأساسي في الأسرة وفي تربية الأبناء، ومشاركة الأمهات لبعضهن البعض التجارب التي يمررن بها، وكيفية التعامل مع التحديات، وتوفير مادة عملية ومعرفية للأمهات لمساعدتهن على تحقيق هدف بناء شخصية أبنائهن، وحمايتهن، وتمكنهن من اتخاذ قرارات تربوية على أساس سليم".
“المواطنة البيئية” نبض الحياة
عضو برنامج المواطنة البيئية جهاد جعفر محمد تبين أن برنامج المواطنة البيئية برنامج يعمل على ترسيخ مفهوم السلام مع الطبيعة وتأصيل المواطنة البيئية وتعزيز الوعي البيئي القيمي مع الحفاظ على الموارد الطبيعية ، وقد بدأ البرنامج باستفادة 734 في 2003 ثم وصل إلى 853 في 2011 وصولا إلى 1089 في 2016 و1692 في 2017".
وتقول جهاد: " لم يتكلم أحد قبلا عن المواطن كثقافة وكدور إنساني .. لدينا شابات جامعيات في طاقمنا.. ونعمل من أجل تمكين الفرد ليكون مواطنًا كونيًا، يتبنّى الممارسات البيئية الفُضلى، ويساهم في تنمية موارد الكون بأسره، وغرس ثقافة السلام مع النفس، والآخر، والطبيعة لبناء مجتمعٍ يسوده الاحترام والتسامح والتعاون، ونشر وتعزيز الوعي البيئي ألقيمي للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.
وتضيف جهاد: "يطمح فريق المواطنة البيئية في تحقيق رسالته بأن يتناغم الإنسان مع الطبيعة ويعمل وفقاً لقوانينها العادلة ليكون مواطناً كونيا يؤثر إيجابيا في الكون ويتأثر به، مدركا بأن كل شيء في الطبيعة له هدف وغاية، وأن أسلوب حياته وأهدافه ينبغي أن تتكامل مع هذا الوجود الخلاق. لذلك فإن الفريق سيواصل جهوده تحت مظلة هذه الرسالة بالعمل على إخراج أفكار جديدة تحفز الأفراد على التغيير المستدام المبني على قيْم الاهتمام بالكون ومكوناته، وأن تكون هذه الأفكار ملامسة لحياة أكبر شريحة ممكنة من المجتمع داخل وخارج البحرين تحقيقا للرؤية العالمية للجمعية.. سيتم مراعاة تنوع الأفكار وتفاوتها في الحجم والتأثير والآلية، فمن مشاريع كبيرة ومستقلة ومركزة في مجالات محددة، إلى شراكات مع جهات مختلفة، إلى الإبداع في المخرجات المتنوعة، مع استدامة البرامج التوعوية العامة كالفعاليات وورش العمل والمحاضرات ولقاءات إعلامية مختلفة، لتتألف كل هذه الوسائل مع بعضها لغاية واحدة تعزز الوجود السليم للفرد بمواطنته للكون بأسره".
وعن المنجز تقول جهاد: " نفذ برنامج المواطنة البيئية 14 فعالية بين برامج تدريبية أو مشاركات في معارض أو فقرات تفاعلية، وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه البرامج حوالي 1055 شخصا، تميزت أنشطة برنامج المواطنة البيئية في هذا العام بالشراكة مع جهات متعددة سواء الحكومية أو الخاصة، وذلك دعما لإستراتيجية الجمعية بإقامة الشراكات والتحالفات التي تتكامل فيها الجهود وتُستثمر فيها الخبرات لتحقيق التنمية الإنسانية. وقد نفذ البرنامج 9 فعاليات عبر الشراكة مع الغير، تمثل 64% من إجمالي الفعاليات التي نفذها البرنامج ، أيضا صمم البرنامج مخرجاً جديداً عبارة عن عدة صغيرة تحوي المستلزمات الأساسية للزراعة كالبذور والأصص الصغيرة، والسماد وغيرها. وسيتم طرح عدة الزراعة للبيع لتكون كهدية صديقة للبيئة تعمق الارتباط بالطبيعة، وفي إطار اهتمام البرنامج بالإنتاج والاستهلاك المسئولان، قام البرنامج بصناعة منتجات من المواد الطبيعية التي لا يتم الاستفادة منها، حيث تم صناعة منظف للبشرة (للرجلين) من قشور الحمضيات التي يتم عادة رميها. كما عمل على صناعة المبيد الحشري العضوي أيضا باستخدام قشور الحمضيات ومواد أخرى".
وتواصل جهاد حديثها عن المنجزات قائلة: "دشن البرنامج مشروع إعادة تدوير النفايات في إحدى الجمعيات بعد أن قام بتهيئة الوسائل والمستلزمات لعملية تصنيف وجمع النفايات وتخصيص فريق وتدريبه للتكفل بإدارة المشروع، وتم عمل ملصق ترشيد استهلاك المياه ليتم الترويج له وبيعه، غرضه اللصق في الحمامات العمومية أو أماكن الوضوء ليذكر الناس بأهمية عدم هدر الماء، أيضا رصد البرنامج ساعات التطوع التي قامت بها عضوات البرنامج لأداء مهامها المتعددة كتحضير المادة العلمية للورش، وتصميم المخرجات وتقديم الفعاليات وغيرها، وقد قاربت ساعات التطوع لعضوات البرنامج حوالي 11 ألف ساعة لعام 2018، شكلت عملية الإعداد والتحضير للبرامج التدريبية 55% من إجمالي ساعات التطوع".
وترى جهاد أن الجمعية بشكل عام تميزت بنوعية الجوائز التي حصلت عليها، وهذا ما يدلل على جدوى رؤية فرق العمل، فمثلا الأناشيد البيئية لاقت صدى جمل، وكان عملا متفردا يقدم للأطفال بطريقة محببة لهم، وسنشارك في معرض المدارس ومعرض البحرين للحدائق إضافة إلى مشاركات عديدة في سوق المزارعين ، سوق نشارك ببيع العدة الزراعية، بحيث يقوم الطفل بشراء العدة واستخدام الأدوات في زراعة البذور في داخلها.
ويتطلع برنامج المواطنة البيئية إلى احترام قيمة البذور، وعنها تقول جهاد : "نقوم بتجميع البذور وزراعتها مسئولية، فالبذرة من الطبيعة وإليها تعود، وعلى الجميع الاهتمام بالزراعة ، فليس بالضرورة الزراعة في مساحة من الأرض أو الحديقة، إذ يمكن الزراعة في البلكونة أو في الأصص أو أي برميل أو ( بيب ) ، أيضا يمكننا الزراعة فوق سطوح البيوت، لدينا مساحات في المنزل يمكن استثماراها بطريقة جميلة، فمثلا أزرع فوق السطح، ولدي حديقة كاملة وأعد السلطة من الخضروات نتاج المنزل، فلماذا لا نعود للزراعة في بيوتنا، ويصبح صحن السلطة من نتاج المنزل، أيضا أقوم بعمل توزيعات لضيوفي أحيانا من البذور ، أجمع البذور وأوزعها للتشجيع على الزراعة".
وتزيد قائلة: "اهتم البرنامج بتفاصيل الحياة اليومية، فمثلا ماء الوضوء يمكن تجميعه وروي المزروعات به، والماء الحار عند فتح الصنبور لماذا لا يتم تجميعه بدل تركه يذهب للبلاعة، أيضا عينا أن نقتصد في استهلاك الكهرباء وغلق المصابيح، واستخدام الطعام الزائد سواء كان زوائد ومخلفات القطع والإعداد أو الزائد من المائدة إما لإطعام الحيوانات أو تحويله إلى سماد، ووضع وعاء للماء للحيوانات عند مدخل البيت، أيضا هناك من يضع خزانات فوق السطح لجمع مياه الأمطار والاستفادة منها في المنزل إما للري أو للغسل، أيضا الزائد من طعام المطعم لا يرمى، المهم نترك فكرة الرمي، ونحاول الاستفادة من كل تفاصيل حياتنا، الموضوع باختصار هو تغيير طرق تفكير وتلمس النعمة والإحساس بفائدة ما يحيط بنا، هي مسئولية وعلينا واجب الحفاظ عليها.. نحن نتحدث عن منظومة متكاملة، والمجتمع لن يتغير إلا إذا غير الإنسان من طباعه ومواقفه وسلوكه.. أيضا نوصي عند بناء المنزل أن نفكر أن يكون صديقا للبيئة، وأن يؤخذ في الاعتبار جهة الشمس ومكان الحديقة ، ومكان الظل وهكذا، هي طريقة تفكير تظل بظلالها على حياتنا، ما أجمل أن يكون داخل البيوت حاويات حسب الأوان نوزع القمامة حسب التصنيف، ويمكن الاستفادة من أي حاوية وتلوينها للفرز، فهذه ثقافة نغرسها في أبنائنا".
جمعية البحرين النسائية .. رحلة من العطاء
جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية منظمة بحرينية تأسست في التاسع من يوليو لسنة 2001م، وحائزة على الصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة ECOSOC ، لديها تعاون وشراكات فاعلة مع المنظمات والجهات المختلفة منها برنامج الأمم المتحدة الإنمائيUNDP و برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة- اليونيسيف UNICEF و منظمة مؤتمر المنظمات غير الحكومية ذات المنصب الاستشاري في منظمة الأمم المتحدة(CONGO) و الاتحاد العالمي لصون الطبيعة IUCN و الهيئة الدولية للقضاء على استغلال الأطفال في البغاء والمواد الإباحية والإتجار بالأطفال لأغراض جنسية (ECPAT International) و الجمعية الدولية للوقاية من إساءة معاملة وإهمال الأطفال والشبكة العربية للمنظمات الأهلية، جمهورية مصر العربية و الهيئة العربية للإرشاد بلا حدود، المملكة الأردنية الهاشمية ومنتدى الفكر العربي، المملكة الأردنية الهاشمية ، والشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد”، جمهورية مصر العربية، وشبكة يوم الأرض، الولايات المتحدة الأمريكية، ومركز الأبحاث والتدريب حول قضايا التنمية، لبنان CRTD ، ومكتبة الإسكندرية.
تنطلق جمعية البحرين النسائية- للتنمية الإنسانية من ثوابت وقيم تؤمن بها وتترجمها في الأنشطة التي تقوم بها مدركة أن نهجها وسلوك أعضائها يؤثران على جوهر وجودها وعلى النظرة العامة إلى دور مؤسسات المجتمع المدني، وأنها تشارك في تحمل مسؤولية كسب الثقة والاحترام لهذه المنظمات القائمة على أساس القيم الإنسانية والعاملة على ترسيخها.
ولتحقيق ذلك اعتمدت الجمعية مجموعة من القواعد والأخلاقية والسلوكية تكون بمثابة معايير مرجعية تلتزم بها نهجا وممارسة في اتجاه تأصيل القيم الإنسانية النبيلة، منها العمل على تعزيز القيم الأخلاقية ومبدأ احترام الآخر في كافة أعمالها، والتأكد من أن برامج الجمعية وأنشطتها تساهم في تطوير المجتمع وتستجيب إيجابيًا للمتغيرات الحاصلة فيه.
أيضا تهتم الجمعية بتحقيق عنصر النزاهة إذ تولي الجمعية اهتمامًا بالغاً لترسيخ مبدأ النزاهة كأحد القيم الأساسية لديها، وتؤمن بتعزيز ثقافة النزاهة في كل أنشطتها وتعاملاتها، وتلتزم بالإدارة الرشيدة وتعتبر الجمعية أداةً فاعلة لتمكينها للوصول إلى أهدافها بأفضل الأساليب الممكنة، مع تحقيق شراكات نوعية تحقق جودة العمل .
جوائز الجمعية
- جائزة "إنسان" المقدمة من رئيس مجلس أمناء الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي تتويجاً لجهود الجمعية في العمل الإنساني، 2015
- جائزة جمعية الكلمة الطيبة لأفضل مشروع تطوعي ،2015
- جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي الدولية، 2012
- الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، 2011
- جائزة اليونيسف للإعلام حول حقوق الطفل، 2010
- جائزة السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لمؤسسات المجتمع المدني الداعمة للعمل البلدي، 2009
- جائزة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان في منطقة الخليج العربي (شايلوت)، 2009
-جائزة مجلس التعاون الأفضل الأعمال البيئية - جائزة الوعية البيئية، 2007-2008
- جائزة المحتوى الإلكتروني 2007
- جائزة الشباب من أجل التنمية، في مجالات البيئة والتنمية والسلام ، 2005
- جائزة شركة فورد العالمية للبيئة،" الإبداع في الثقافة البيئية"، لعامي 2002 و 2004
- جائزة الاتحاد الدولي للمنظمات غير الحكومية (وانغو)، في مجال حقوق الإنسان ، 2002