براء ملحم
قضت محكمة الاستئناف العليا الجنائية الأولى بتخفيف عقوبة 10 مستأنفين في قضية تشكيل جماعة إرهابية، والتدريب على صنع الأسلحة والمتفجرات، والقيام بعدد من الأعمال الإرهابية، غيابيا لأحدهم وحضوريا للباقين، وذلك بتخفيف عقوبة 7 منهم من السجن المؤبد إلى 15 سنة، وبتخفيف عقوبة اثنين آخرين من السجن المؤبد إلى 7 سنوات، فيما خففت عقوبة مدان آسيوي من السجن 10 سنوات إلى 3 سنوات، وأيدت الحكم فيما عدا ذلك.
يذكر أن النيابة العامة أبلغت بتاريخ 5 يوليو 2017 من الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية، بقيام بعض العناصر الإرهابية بتشكيل خليتين تتبعان "سرايا الأشتر" الإرهابي، حيث توصلت تحرياتهم إلى قيام المدان الأول بالاتفاق مع كل من المدانين الثاني والثالث والرابع والخامس الهاربين من مملكة البحرين، على أن يتولى الأول قيادة هاتين الخليتين، وتمكنوا من ضم مجموعة من المدانين وتسفيرهم لتلقي التدريبات العسكرية في الخارج من أجل القيام بعمليات إرهابية في مملكة البحرين، إذ تم إخضاعهم لتدريبات عسكرية داخل معسكرات معدة لهذا الغرض على أياد أجنبية محترفة في صناعة المتفجرات وزراعتها وطرق إخفائها وتفجيرها عن بعد واستخدام القنابل اليدوية والرماية بمختلف الأسلحة، وطرق رصد وتتبع واستهداف الشخصيات الهامة ورجال الأمن.
إضافة إلى تكليف مجموعة من المدانين الذين لم يسافروا للتدريبات، بإنشاء مخازن تستخدم في إخفاء الأسلحة و المتفجرات والمواد الداخلة في صناعتها، إذ تم ضبط كمية كبيرة من تلك الأسلحة والمتفجرات، في مخزن بمنطقة الدير عثر فيه على 400 طلقة نارية و 76 صاعقا، وعبوات تلفزيونية بداخلها عجينة سي فور المتفجرة يخرج منها أسلاك وقطع إلكترونية وبطاريات سيارات ومجموعة من الكرات المعدنية وطفاية حريق ومواد متفجرة.
وفي 2017، قام أعضاء الجماعة بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية، إذ فجروا عبوة محلية الصنع في منطقة أبو صيبع، أسفر عنها تضرر مجموعة من السيارات بتاريخ 4 فبراير 2017 بالإضافة إلى تفجير عبوة أخرى في بتاريخ 23 فبراير 2017 منطقة السنابس، أسفر عنها إصابة رجل أمن ومواطنه تصادف مرورها في موقع التفجير كما تضررت مجموعة من السيارات والمباني المجاورة، وإلقاء قنبلة يدوية على رجال الأمن بمنطقة سماهيج بتاريخ 8 إبريل 2017.
ويشار إلى أن النيابة العامة أسندت للمتهمين أنهم في أعوام من 2015 وحتى 2017 بمملكة البحرين، المدانين من الأول حتى الخامس أنهم نظموا وأداروا على خلاف أحكام القانون جماعة الغرض منها تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع إحدى مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدم في تحقيق وتنفيذ الأغراض التي تدعو إليها الجماعة، بأن قاموا بتجنيد عناصر لهذه الجماعة وتقسيمهم في مجموعات وأشرفوا على تدريبهم لتصنيع واستعمال الأسلحة والمفرقعات بمناطق مختلفة في البلاد وتولوا متابعتهم وتنسيق أعمالهم بغرض إثارة الفزغ والرعب بين المواطنين والمقيمين، مما من شأنه إيذاء الناس وبث الرعب بينهم وترويعهم.
أما كل من المدانين من السادس حتى الرابع عشر، فأسندت لهم النيابة العامة انضمامهم إلى جماعة إرهابية ومشاركتهم في أنشطتها، وللمدانين من السادس حتى الثاني عشر أنهم تدربوا على استعمال الاسلحة والمفرقعات بأن توجه بعضهم للعراق وبقي بعضهم للتدرب داخل البلاد وتلقوا التدريبات اللازمة لاستعمال الأسلحة والمتفجرات.
هذا أسندت النيابة في واقعة تفجير أبو صيبع للمدانين من السادس حتى الثامن والعاشر تهمة إحداث تفجير بزرع عبوة لاستهداف دورية لم تحضر وحضرت شاحنة دهست العبوة فانفجرت، ووجهت لهم تهم استعمال المفرقعات وإعداد العبوة وزرعها، وتهمة إتلاف سيارة وشاحنة بسبب التفجير.
وفي واقعة تفجير السنابس أسندت النيابة للمدانين من السادس حتى الثامن تهمة الشروع في قتل الشرطي وسيدة عمدا مع سبق الإصرار والترصد، وإحداث تفجير أصاب المجني عليهما اللذين تصادف تواجدهما في المكان، وإتلاف منقولات تابعة للداخلية وشركة ومبنى والمجني عليهم الذين تضررت سياراتهم جراء التفجير.
وفي واقعة الشروع في تفجير بالدير وجهت النيابة للمدانين السادس والسابع تهمة الشروع فيه مع آخرين مجهولين، واستعمال مفرقعات، وفي واقعة الشروع في تفجير آخر بالسنابس اتهمت الثامن والعاشر في إحداثه.
كما وجهت النيابة العامة للمدانيين السادس والثامن تهمة تدريب العاشر على استعمال المفرقعات، ووجهت للعاشر بتدريب السادس والسابع على استعمال المفرقعات، كما أسندت للمدانين من السادس حتى الحادي عشر والثالث عشر أنهم حازوا مواد مفرقعة بغير ترخيص، وللمدانين من السادس حتى الثامن ومن العاشر حتى الثاني عشر والخامس عشر تهمة حيازة أسلحة نارية وذخائرها.
إلى جانب أنها أسندت للمدانين من السادس حتى الثاني عشر تهم تسلم ونقل أموال لحساب جماعة إرهابية لممارسة نشاط إرهابي واستلام أسلحة وذخائر ومتفجرات لتسليمها لأفراد بالجماعة. وللمدانين السادس والسابع والتاسع أنهم أخفوا الأسلحة والذخائر والمتفجرات لحساب الجماعة الإرهابية، وللمدانين من السادس حتى العاشر تهمة صناعة المتفجرات.
وكان قد اعترف كل من المدان السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والخامس عشر تفصيلا بتحقيقات النيابة، إذ قام السادس بعمل رسم تخطيطي لأجزاء العبوة وكيفية تجميعها وصناعتها، ومن جهته أقر الرابع عشر "الآسيوي" بأنه قام بتكليف من زوج كفيلته الهارب لإيران باستلام كيس يحتوي على جهاز "تابلت" وأوراق من شخص إوصله له وأنه قام بتسليمه إلى آخر حضر إليه بتكليف من المذكور الهارب.
من جانبه اعترف السادس بانضمامه لجماعة سرايا الأشتر حيث قام الثاني بضمه لها قبل هروبه لإيران وعلم منه أنه قام بضم السابع والتاسع، وبعد هروبه تواصل معه وطلب منه التواصل مع الأول وأخذ التعليمات منه، وفي عام 2016 طلب منه الأول استلام أجهزة تحكم خاصة بالقنابل من الدير، فتوجه مع السابع والتاسع واستلم الأجهزة ونقلها لمنزله، ثم أرسل لهم المتهم الأول صورا تبين كيفية صناعة العبوة المتفجرة وتوصيل الأسلاك بها، فقام هو والسابع بصنع عبوة وتفجيرها للتدريب، وكلفه الأول باستلام أجهزة مماثلة أكثرة من مرة واستلام عبوتين متفجرتين من الدير، كما استلم والسابع بتكليف من الأول حقيبة بها بندقيتين كلاشنكوف وعلبتي طلقات ومسدسين وطلقات خاصة بهما، وتم نقل مسدس للبلاد القديم والآخر لمنطقة عراد.
هذا وكان محكمة اول درجة حكمت بالسجن المؤبد على 13 مدانا بتشكيل جماعة إرهابية والتدريب على صنع الأسلحة والمتفجرات وبإسقاط الجنسية عن 11 منهم، وتغريم سبعة مدانين 100 ألف دينار لكل منهم، كما قضت بالسجن 10 سنوات والإبعاد النهائي على مدانين أحدهما آسيوي اشترك في نقل أجهزة وأغراض لأحد أعضاء الجماعة الهارب في إيران، وبتغريم البحريني 500 دينار، كما ألزمت أربعة مدانين متضامنين بدفع قيمة التلفيات الحاصلة في شاحنة وسيارة تضررتا من تفجير وكذلك مبلغ 1551 تلفيات أخرى في منقولات لأشخاص بمحيط تفجير آخر، وأمرت بمصادرة المضبوطات.
وكان رئيس نيابة الجرائم الإرهابية المحامي العام المستشار د. أحمد الحمادي قد صرح بأن النيابة أنجزت تحقيقاتها في القضية الخاصة بتشكيل جماعة إرهابية على خلاف أحكام القانون، وتم إحالة خمسة عشر متهما إلى المحكمة المختصة، منهم تسعة متهمين محبوسين، وأسندت إليهم تهم تنظيم وإدارة جماعة إرهابية على خلاف أحكام القانون والانضمام إليها، والتدريب على صنع الأسلحة والمتفجرات، وصنع وحيازة ونقل أسلحة ومتفجرات، وإحداث عدة تفجيرات أدى إحداها إلى إصابة رجل أمن ومواطنة صادف مرورها بمكان التفجير، ونقل أموال خصصت لدعم وتمويل الجماعة الإرهابية.