فاطمة السليم
بناء على تصاعد الأضرار الناجمة عن الكلاب الضالة والسائبة في الآونه الأخيرة، دعا رئيس المجلس البلدي الشمالي أحمد محمد الكوهجي إلى مؤتمر صحفي لتسليط الضوء على الضوابط والإجراءات للحد من هذه المشكلة وبحث سبل الحد من هذه الظاهرة بمشاركة الجهات ذات العلاقة، لافتا إلى أنه بعد حادثة الطفل الذي اعتدى عليه كلب في منطقة السنابس لا بد من تحرك جميع الجهات لوقف تكرار هذه الحوادث.
ومن جانبه، ذكر رئيس المجلس البلدي الجنوبي بدر التميمي أن مشكلة الكلاب الضالة باتت تؤرق جميع الأهالي وبالخصوص منطقة عسكر والدار ومدينة خليفة لوجود أنواع مختلفة وكثيرة من الكلاب التي تجعل الأهالي يهابون الخروج من منازلهم ليلاً، ويمتنعون عن الذهاب لصلاة الفجر,وأصبح خروج الأطفال للعب خارج المنزل مستحيلاً.
وأضاف أنه لا يوجد تحرك ميداني جاد من قبل الجهات المختصة، متسائلا: هل ننتظر أن نفقد أحد من المواطنين حتى يكون هنالك تحرك جاد؟، ولافتا أن جمعيات الرفق بالحيوانات أصبحت أكثر انتشار وأهمية من الرفق بالإنسان.
يشار إلى أن وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني بدأت المرحلة الثالثة لمعالجة ظاهرة الكلاب الضالة.
وأوضح التقرير أن عمليات تعقيم الكلاب الضالة شرعت بالفعل، وذلك بعد ترسية المناقصة المتعلقة بتعقيم الكلاب الضالة، على عيادة " تليز " البيطرية، التي بدأت العيادة باستقبال الكلاب التي يتم اصطيادها من مختلف المناطق وتعقيمها وإعادتها إلى مواقع غير مأهولة بالسكان، وهي الخطوة مهمة في سبيل معالجة هذه الظاهرة، تمنع الكلاب من التزاوج والتكاثر والتحكم في معدلات إكثار الحيوانات، حيث يعتبر تعقيم الكلاب من أكثر العمليات انتشارًا في مجال الطب البيطري في جميع أنحاء العالم التي تعاني مثل هذه الظواهر، إذ تلجأ المنظمات والملاجئ الخاصة والحكومات المعنية بالحيوانات الأليفة إلى تعقيم الكلاب الضالة لمنع تكاثرها وانتشارها بين الأحياء السكنية والشوارع.
ويذكر أن وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني بدأت بعمل خطة لإنهاء مشكلة الكلاب الضالة المتواجدة في المناطق السكنية منذ بداياتها، حيث شكلت "البلديات" فريق عمل من مختلف الأجهزة التنفيذية في البلديات وأمانة العاصمة، والثروة الحيوانية ووزارة الداخلية، وتم عقد عدة اجتماعات مع جمعية الرفق بالحيوان بهدف معالجة هذه الظاهرة.
وقامت شؤون البلديات بسلسلة من الإجراءات على عدة مراحل للحد من ظاهرة تواجد الكلاب الضالة في المناطق السكنية، والتي بدأتها في شهر أكتوبر 2016، من خلال اصطياد الكلاب الضالة الشرسة والمريضة التي تشكل خطر على المقيمين في مختلف المناطق السكنية والتي لا يمكن تدريبها أو إيجاد متبنٍ لها، بوضعها في أقفاص حديدية تم تصنيعها وفق مواصفات معينة من قبل جمعية الرفق بالحيوان مخصصة لهذا الغرض. إلى جانب تدشين الخط المباشر رقم 17155363 لاستقبال البلاغات خلال ساعات الدوام الرسمية وذلك عن أماكن تواجد هذه الكلاب الضالة في الأحياء السكنية، والتي سهلت من عملية التواصل مع الأهالي، إذ وصلت عدد البلاغات المسجلة منذ تدشين الخط المباشر حوالي 1200 بلاغ.
وعلى صعيد متصل حصلت الوزارة على موافقة مجلس المناقصات والمزايدات لزيادة عدد فرق العمل الميدانية إلى 4 فرق تعمل على مدار الساعة لمدة 6 أيام في الأسبوع.
وأكدت "البلديات" في تقريرها الصادر بخصوص معالجة ظاهرة الكلاب الضالة أن عمليات التعقيم والإخصاء ستستمر إلى حين الانتهاء من مشروع بناء مأوى للكلاب الضالة على أن يقوم المأوى لاحقا بإدارة هذه العمليات، كما تم وضع خطة عمل تمتد إلى عام يقتضي العمل خلالها مع القطاع الخاص الممثل في العيادات البيطرية الخاصة المرخصة للقيام بعمليات التعقيم الرامية إلى الحد من تكاثر الكلاب الضالة.
وفيما يتعلق بإنشاء مأوى للحيوانات السائبة فقد تم طرح مناقصة إنشاء المأوى، ويتم حاليا تدارس العطاءات المقدمة من الشركات من أجل اختيار العطاء الأفضل من الناحية المالية والفنية، حيث تم تحديد الموقع المناسب للمشروع مسبقا ودراسته من النواحي الفنية والبيئية، ويحتوي مشروع مأوى الكلاب الضالة على عدد من المرافق منها عيادة بيطرية ومكاتب إدارية وأقفاص بأحجام مختلفة، وسيتم التعامل معها بحسب الإجراءات البيطرية المعتمدة في هذا الشأن من خلال عمليات الإخصاء والتعقيم لوقف تكاثر الكلاب الضالة.