أبوظبي - منى المطوع:انطلقت من العاصمة الإماراتية أبوظبي ومن مسرح شاطئ الراحة أولى حلقات برنامج المسابقات التلفزيوني التراثي "المنكوس" الذي يبث على الهواء مباشرة على قناتي ابوظبي وبينونه بحضور الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان واللواء فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في أبوظبي وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر وسعيد بن كراز المهيري مدير برنامج المنكوس إلى جانب عدد من ممثلي وسائل الإعلام والصحافة المحلية والعربية فيما امتلأ مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي بعشاق الشعر النبطي وألحانه والذي يشترك فيه عدد من المتسابقين من الدول الخليجية والعربية على أداء لحن المكنوس التراثي وهو احد الفنون التراثية الخليجية لغناء الشعر النبطي حيث يتسابق خلاله 18 متسابق من مختلف الدول الخليجية والعربية على جوائز البرنامج القيمة إذ يمنح البرنامج المراكز الخمس الأولى مبالغ مالية تصل إلى 500 ألف درهم حيث يأتي البرنامج بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وتقوم عليه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي .وأكد الشاعر السعودي شايع العيافي عضو لجنة تحكيم البرنامج في حوار خاص له مع صحيفة الوطن البحرينية أن البرنامج له هدف أساسي وهو مد الجسور بين الجيل القديم والجيل الحالي فأعضاء لجنة التحكيم على عواتقهم مسئولية كبيرة تتمثل في إبراز وإنجاح الموسم الأول لكي يكون أساساً لنجاحه واستمراره للمواسم القادمة بإذن الله فالمنكوس يأتي من صميم البيئة الخليجية وحتى يتم كسر حاجز الإقليمية كونه منتشر على مستوى إقليمي صغير سنعمل من خلال لجنة التحكيم على إيصاله لكل البيوت وكل المتابعين في كافة أقطار الوطن العربي.وأكد العيافي أن المنكوس مفردة لفن بدوي بحت المفردة واللحن وهو موروث فني جميل جداً حيث فيه كمية من الطرب والزخم العميق وحتى يقدم بصورة جميلة ومثلى فقد سعى القائمون على تسليط الضوء عليه لجيل الشباب من خلال تحديث المفردة فيما اللحن باقي موضحاً انه تم الإعداد بشكل جيد للبرنامج وهناك تفاعل كبير من قبل عدد الراغبين في المشاركة فيه ونتوقع أن تتضاعف الإعداد خلال المواسم القادمة مشدداً أن اختيار فن المنكوس من بين الفنون الشعبية الأخرى يأتي لكونه من الفنون العميقة للبيئة الخليجية حيث رافق آباءنا في جميع تفاصيل حياتهم منها بناء هذه الدول الخليجية لذا الطموح يأتي نحو تقديم هذا الفن إلى الصفوف الأمامية أمام الجيل الناشئ ولأجل الحفاظ عليه حيث يشفع لهذا النوع من الفنون كمية الشجن والأصالة والطرب التي تعكس ثقافتنا وهناك ثقة كبيرة لدى القائمين على البرنامج أنه سيتصدر خاصة أنه لأول مرة يدشن برنامج يركز على اللحن والإنشاد في الوطن العربي فلا يوجد له أي برنامج تلفزيوني آخر منافس ومن المتوقع أن يكون البرنامج قائد لبرامج أخرى مماثلة ونموذج نجاح.وقال العيافي إن نصاب المسابقة يأتي لـ18 متسابقاً وهم الحصيلة النهائية من بين العديد من المشاركين الذين توافدوا من جميع الدول ولربما النسخة الأولى من البرنامج تحرج العديد من المشاركة فيها فهناك من لا يعرف هذا الفن بالشكل الصحيح لكن نتوقع أن يكون هناك تفاعل اكبر فالطموح الأكبر التعريف بهذا الفن حتى يشد الجميع للمشاركة فيه والإجابة على علامات الاستفهام بشأنه وهناك مؤشرات ممتازة وقد اخترنا كوكبة للمشاركة بعناية فائقة ولدينا ثقة أن اختيار المنكوس كفن يدفع الناس للتسابق والتنافس في ألحانه سيمكنه من دخول جميع البيوت ويكون له انتشاره على مستوى الوطن العربي كفن خليجي مستمد من الثقافة الفنية الخليجية ونتوقع أن يشارك معنا خلال الموسم القادم أسماء عديدة من خارج الإقليمية لهذا الفن.وأشار العيافي أن المعايير التي تعتمدها لجنة التحكيم في المقام الأول كفن يركز على الظاهرة الصوتية كمية الصوت والأداء واللحن وذائقة المؤدي وهذا الخليط هو من يحكم درجات المتسابق أمام لجنة التحكيم المكونة من ثلاث أعضاء الناقد والإعلامي الدكتور حمود الجلوي من الكويت الشقيقة وشاعر النظم والمحاورة محمد مشيط المري من الإمارات.واختتم العيافي تصريحه للوطن بتمنياته أن يكون هناك متسابقين من مملكة البحرين في التصفيات النهائية من البرنامج مبدياً أنه كان هناك متسابقين من مملكة البحرين وسلطنة عمان ومصر والأردن وأن أكبر إقبال للبرنامج قد جاء من السعودية والإمارات وهناك متسابقين اثنين من دولة الكويت وستة من الإمارات وعشرة من السعودية وان اكبر جائزة للبرنامج هو وجود النخب هذه تحت مظلة لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي .من جانبه قال الباحث الإماراتي سعيد بن كراز المهيري مدير برنامج المنكوس أن البرنامج قد تم الإعداد له من ستة أشهر فائتة وهو يركز على لحن المنكوس فهناك عدة بحور للشعر النبطي والقائمين على البرنامج ركزوا على لحن المنكوس لكون المؤدي له ينشده في مختلف الأوقات في فترة الصباح والظهيرة والعصر ولكن هناك اختلاف في الطبقات لهذا اللحن واختلاف في طريقه أدائه فهناك أكثر من 30 لحن تقريبا وهذا ما يميز البرنامج حيث يميزه الألحان والمنكوس والمتابع للبرنامج سيلاحظ هناك خمس مراحل كل مرحلة فيها خمس ألحان المرحلة الأولى فيها لحن كلها تحت المنكوس لكن طريقته وأسلوب المشارك في اللحن وما بين ارتفاعه وانخفاضه في طريقه الأداء تختلف وهنا سيكون المحك في التمكن من أداء الألحان المختلفة للمنكوس ورغم أن المنكوس منتشر في الخليج العربي بصورة أبرز إلا أنه جاءتنا مشاركات عديدة من كافة دول الوطن العربي كالمغرب والجزائر ومصر والأردن لكن للأسف لم يحالفهم حظ التأهل للمرحلة النهائية فلحن المنكوس موجود ومنتشر في الجزيرة العربية قديماً وهو يعكس تاريخ هذه المنطقة وفي الأردن هناك بحر الصخري وهو مشهورين فيه كما هناك الهجيني وبحور أخرى مماثلة لكن المنكوس يتميز بعدة ألحان تختلف في طريقة الأداء وهنا التحدي الأكبر لذا فالبرنامج جاء ليركز على انتمائنا لتاريخ هذه المنطقة وأن هويتنا الوطنية في دول الخليج العربي واحدة وهناك ارتباط ما بين موروثاتنا الفنية والشعبية والهدف هو التميز لكي نثري الساحة الخليجية.وأكد المهيري أن اكبر تحدي يواجه القائمين على البرنامج أن هناك من يجهل فن المنكوس خاصة أمام الجيل الحالي الذي لا يمتلك معرفة عنه إلا أننا في الوقت ذاته تفاجئنا أن هناك من لا يزال محافظ عليه حيث توقعنا مع إطلاق النسخة الأولى أن عدد المشاركين لا يتجاوز الخمسين إلا أننا تفاجئنا بأكثر من 300 مشارك وهذا ما شجعنا وشكل لنا حافزاً أكبر على الإسراع في طرح البرنامج.ويوضح المهيري أن المنكوس كفن منتشر في جنوب الجزيرة العربية وفي منطقة الظفرة بدولة الإمارات العربية المتحدة هناك عدة قبائل تؤديه والاهتمام به جاء لأن لغة اللحن لغة محببة عند الجمهور مشدداً أن هناك دراسة ستتم خلال البرنامج وما بعده وتتبع أنواع التفاعل والتجاوب من قبل الجمهور بالأخص على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يعطينا طريقة المواصلة والنهوض به والتميز اكثر ومدى تأثيره على الناس موضحاً أن المتأهلين الـ18 عشر هم صفوة الصفوة حيث تأهل في المرحلة الأولى 300 مشارك وتم تحويلهم إلى 120 متسابقاً ثم إلى 30 ومن الـ 30 تم حصر الـ18 وفي الحلقة الأخيرة سيتم اختيار ستة فائزين وجميع من شارك هم بالأصل منشدين لهم جمهورهم الخاص والبرنامج تكملة لمسيرتهم الفنية ومشوارهم في عالم الفن الخليجي والبرنامج يكسر حاجز صعوبة الكلمات والمفردات من خلال عرض الكلمات على الشاشة خلال أداء اللحن.ويؤكد المهيري إن مثل هذه البرامج تحظى بشعبية كبيرة عند الشعوب العربية حيث زار مؤخراً طنطا بالمغرب وتفاجأ من عدد المغاربة الذين يتابعون شاعر المليون فالتراث الفني بين الدول العربية واحد وهذا هو هدف البرنامج تأصيل هذه الثقافة والموروثات إلى أكبر شريحة من جمهور الوطن العربي للتعريف بهذا الفن .وأعرب المهيري عن أمنياته أن يحظى البرنامج على رضا الجمهور البحريني مبدياً أن العائلة الحاكمة في البحرين شعراء ويعرفون القصيد وهذه الفنون من تاريخهم والشعب البحريني كذلك شعب يحب الشعر والفنون الشعبية وهناك العديد من الفنون المشتركة بين البحرين والإمارات ودول الخليج كافة وهناك طموح لدى القائمين على البرنامج لاستقطاب المواهب والأصوات النسائية وان يشهد الموسم القادم مشاركات نسائية .ويقول الباحث المتخصص في التاريخ والتراث المحليين الشاعر والأديب الإماراتي علي بن أحمد الكندي أن الاهتمام ببرنامج المنكوس جاء لكونه من الفنون التراثية المشتركة بين عدة دول في الخليج العربي حيث كان أجدادنا يتغنون به وهذا الفن بدأ خلال السنوات الأخيرة يندثر ويتراجع فالناس باتت تميل للشعر السريع ذو الوزن القصير بخلاف المنكوس فوزنه طويل وهو قصيد يوازي البحر الطويل في العروض وهذا البرنامج يساهم في تعريف الناس بهذا النوع من البحور وهناك تفاعل كبير بالساحة الخليجية من خلال منظوري ككاتب وشاعر وكاتب لمؤلفات كثيرة حيث وجدت كثير من الناس يطرحون الأسئلة عن هذا الفن وبداخلهم رغبة في التعرف عليه ومتابعته فهناك جمهور متعطش لهذا النوع من الفنون الذي يحمل موروثات أجدادهم كما لاحظنا أن كثير من الجيل الجديد يسال عنه ويبدي انه يسمع عنه لأول مرة ولذا جاء هذا البرنامج لنقول لهم هذا الفن المنتشر في المناطق الصحراوية عند أهل الإبل والنخل من تاريخكم فالمنكوس كان منتشر عند أجدادكم عند جلوسهم قرب النار وفي الخيام حيث كانوا يتسامرون بهذا الفن لأنه شجي وقريب من القلب .ويستكمل: صحيح أن هناك عدة برامج ساهمت في تعريف الناس بفن القصيد وبحور الشعر وأوزانه لكن كفن غنائي تراثي هذا البرنامج جديد ويطرح لأول مرة في الساحة ونرى أن برنامج شاعر المليون مثلا دفع الناس لأن يميزوا الشعر وأوزانه ومتونه وينتقدون مما يعكس أن ثقافة الشعر والفنون الشعبية ما زالت حاضرة خاصة في المجتمعات الصحراوية البعيدة عن المدن فما يزال هناك شعراء وهناك جمهور ينشدون البرامج التراثية وكلمة نوجهها إلى جمهورنا الكريم في مملكة البحرين لديكم شعراء كبار متميزون في تاريخ الشعر على مستوى المنطقة منهم الشاعر الكبير عامر البوفلاسة "الفلاسي" من منطقة الحد حيث كانت له مجاريات كثيرة مع والدي الشاعر أحمد الكندي ونتمنى من الجمهور البحريني أن يهتموا بهذا البرنامج لأنه يحمل شيئاً من ثقافتهم وتاريخهم.المتسابق من دولة الكويت الشقيقة يوسف بن ذروة الهاجري الذي دخل التنافس في التصويت للتأهل يؤكد أن مشاركته في البرنامج جاءت لأجل أن ترضيه شخصياً قبل أن ترضي الآخرين ولاهتمامه بهذا النوع من الفن التراثي ويطمح ان ينال البرنامج على إعجاب الجمهور فالمنكوس مجال ابداعي فريد من نوعه وهو تراث يجمع بين أبناء من جميع دول الخليج ونتوقع أن يسحب البساط من البرامج التلفزيونية الأخرى فالناس متعطشة للأمور التراثية التي تأتي من التاريخ وهذا ملاحظ من خلال الإقبال على المشاركة فيه والتنافس بحماس من عدة دول خليجية أهمها الكويت والسعودية والإمارات ونعتز أن هناك اثنين من الكويت تأهلوا بعد تصفية النخبة للمرحلة الأخيرة وهذا يثبت تواجد هذا الفن في تاريخ الكويت وأكبر تحدي قادم لي هو أن أتحدى نفسي وأقول لأهلنا في البحرين أنتم شعب عرف بتاريخه وحبه للفنون والتراث ونتمنى أن نرى أهلنا من البحرين معنا ويدعموننا.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90