شارك أكثر من 190 طالباً وطالبة من كلية الطب والعلوم الطبية -جامعة الخليج العربي في معرض البحوث العلمية الطبية لطلبة السنة الرابعة الذي افتتحه رئيس الجامعة د.خالد العوهلي حيث عرض 19 فريقاً بحثياً أبحاثا علمية مختلفة درست انتشار ظاهرة السمنة وقلة الحركة من أبعادها المختلفة.

وتجول رئيس الجامعة، في أرجاء المعرض ليستمع إلى عرض موجز قدمه الطلبة عن أبحاثهم التي عرضوا نتائجها في ملصقات بحثية، ليؤكد فخره بما توصل إليه الطلبة من نتائج بحثية استغرق تنفيذها عاماً كاملاً اكتسبوا خلالها العديد من المهارات البحثية الميدانية.

وقال العوهلي، إن خوض الطلبة لتجربة البحث الميداني تُهيئ جيلاً جديداً من الأطباء الملمين والمدركين لطبيعة القضايا الصحية في المجتمع الخليجي مما يساهم في تطوير قدرات الأطباء وتعميق المعرفة القائمة على البراهين والأدلة، وينعكس على مستوى جودة الرعاية الصحية.

وأوضح أن كل هذه الأبحاث تطبع وتصدر بشكل سنوي في كتاب يوزع على مختلف الجهات الرسمية والمكتبات ومراكز المعلومات للاستنارة بنتائجها القائمة على أسس علمية رصينة وبإشراف مجموعة من الأكاديميين المتخصصين والأطباء الاستشاريين لتطوير الخدمات الصحية.

من جانبه، قال رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع د.عفيف بن صالح، إن السمنة وقلة الحركة تشكلان ظاهرة متنامية في مجتمع الخليج العربي وهو ما يحتم علينا دعم سياسة وقائية شاملة تحرص على نشر الوعي لدى كافة فئات المجتمع، والتركيز على التغذية السليمة وتحسين نمط الحياة لدى الأطفال خصوصاً حيث يعد النمط الغذائي الشائع وقلة الحركة خطران رئيسيان يهددان صحة الأطفال والناشئة.

وتأتي الأبحاث الطلابية التي طبقها طلبة السنة الرابعة في عدد من الدول الخليجية لتقدم صورة واضحة عن ضرورة التعاون والتكاتف لخلق رأي عام يعي حقيقة المضار الصحية المترتبة على السمنة والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم، مرض السكري، تصلب الشرايين، والتهابات المفاصل وغيرها من الأمراض المزمنة.

وتناولت الأبحاث موضوعات متنوعة عن ظاهرة السمنة وقلة الحركة إذ تناول بحث لمجموعة من الطلبة البحرينيين علاقة الوعي بقراءة الملصقات الصحية على الأغذية وعلاقتها بالسمنة.

فيما تناول بحث آخر السمنة لدى الأطفال السعوديين في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، حيث وجدت الدراسة أن الفئة الأكبر من الأطفال الذي يعانون من السمنة هم في الفئة أقل من 8 سنوات وبنسبة 65%، مطالبين بتكثيف التوعية بالتغذية الصحية في المدارس ولأولياء الأمور، والحرص على توفير الغذاء الصحي في المدارس.

فيما تطرقت بحوث أخرى الآثار الإيجابية للعمليات الجراحية لتكميم المعدة لدى مرض السمنة وأثرها الإيجابي في تخفيف عوارض العديد من الأمراض، حيث وجدت الدراسة أن نسبة ارتفاع الدهون لدى مرضى السنة الذين أجروا العملية قد انخفضت بنسبة 75%، فيما انخفضت آلام الركبة لديهم بنسبة 73%، وانخفضت أعرض اضطراب الغدة الدرقية بنسبة 73%.

ودرست مجموعة من الطلبة الكويتيين علاقة مرض السمنة بأمراض المفاصل حيث أجروا بحثهم على عينة تبلغ 295 مراجعاً من مرضى السمنة المسجلين في مستشفى العظام في دولة الكويت، وأوجدت الدراسة علاقة ارتباطية بين السمنة المفرطة وآلام المفاصل.

أما في عمان فقد بحثت مجموعة من طلبة كلية الطب والعلوم الطبية بالجامعة، أنماط رضاعة الأطفال وعلاقتها بالسمنة، حيث لم توجد الدراسة التي أجريت على عينة من 502 طفلاً علاقة بين الرضاعة الطبيعية أو الصناعية والسمنة، لكنهم وجدوا علاقة ارتباطية بين العوامل الوراثية ومرض السمنة لدى الأطفال من عينة البحث.

من جانبها قالت الأستاذ المساعد في قسم طب العائلة بجامعة الخليج العربي واستشارية التغذية في المركز الطبي الجامعي د.أسيل الصالح، إن مرض السمنة يحمل تداعيات صحية مترابطة حيث تؤدي التغذية غير الصحية إلى السمنة وهي ما تؤدي بدورها للعديد من الأمراض مثل السكري، وأمراض القلب، وتصلب الشرايين.

ونوهت، بأن قياس الوزن وحده ليس مؤشراً على السمنة إنما يعد محيط الخصر وتكتل الدهون حوله من المؤشرات المهمة في احتساب السمنة ومعرفة حجم تأثيرها على الأمراض المزمنة. وتابعت الدكتورة الصالح إن تخفيف تكتل الدهون في محيط الخصر يمكن التعامل معه من خلال مجموعة من التمارين الرياضية، والحرص على شرب كميات كبيرة من المياه، كما التخفيف من نسبة النشويات.

وأشارت إلى ظاهرة ارتفاع نسبة السمنة لدى الأطفال في المنطقة، مطالبة بتكثيف الوعي في المدارس ولدى أولياء الأمور لضرورة اتباع الأغذية الصحية، مطالبة بوجوب إرفاق ملصقات نسبة المكونات الغذائية على كافة السلع الغذائية كخطوة ضرورية نحو نشر الوعي باحتساب القيمة الغذائية، ومعرفة تداعياتها الصحية.

إلى ذلك، خلصت مجمل البحوث إلى أن ظاهرة السمنة ما زالت تعد معضلة صحية في دول الخليج العربية، لها مؤثراتها المستقبلية على ارتفاع نسبة الأمراض المزمنة. وحثت الدراسات على أتباع خطط شاملة تعتمد على تغيير أنماط الحياة لدى عموم سكان دول الخليج العربية، تفادياً لتفشي الأمراض المزمنة.