أجرت اللقاء- حوراء الصباغ
قال استشاري أمراض وجراحة العيون بمركز الخليج الطبي والسكر د.حسن إبراهيم، إن العدسات اللاصقة التي تتداولها تاجرات عبر "الإنستغرام" تعتبر رديئة الصنع ومليئة بالميكروبات وقد تسبب العمى، محذراً من الانجراف وراء المعتقدات والممارسات الخاطئة.
وأكد في لقاء مع "الوطن"، وجود تقنيات متطورة وحديثة في عالم علاج العيون وتصحيح النظر واستبدال التقنيات القديمة "الليزك" المسببة للعديد من مشاكل العيون بتقنيات آمنة تماما تخلو من أي مضاعفات خطيرة وتمنح جودة ممتازة قد تفوق جودة النظر الطبيعي.
وأشار إبراهيم إلى ندرة وجود سرطان العين في البحرين وتطرق لأبرز أمراض العيون الشائعة في مختلف المواسم في البحرين، إلى جانب طرق العلاج والارشادات المتبعة..وفيما يلي نص الحوار..
ماهي أكثر أمراض العيون شيوعا في البحرين؟
انتشار أمراض العيون يعتمد على فصول السنة، فمع دخول موسم الشتاء تصبح أكثر الأمراض الشائعة هي التهاب العين الفيروسي والذي يعد مرض معدي جدا وينتشر بسرعة من خلال رذاذ الجو أو عن طريق اللمس المباشر أو استخدام الأدوات ومن الممكن أن ينتقل من العين المصابة للعين الأخرى، بالإضافة إلى أمراض حساسية العيون والتي تظهر عادة بصورة أكبر لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بالحساسية كالمصابين بالأكزيما أو أمراض الربو.
أما في فصل الصيف، فينتشر نوع من أنواع الحساسية الشديدة جدا والذي يدعى التهاب القرنية الجلدي وغالبا ما يصيب الأطفال وجنس الذكور أكثر، وهو عبارة عن تكتلات تحت الجفن من الممكن أن تؤدي لمشاكل مزمنة في القرنية عند اهمالها وعدم الخضوع للعلاج كتعرض القرنية للجروح والندبات والتهابات بكتيرية.
وفيما يتعلق بالأمراض المنتشرة على مدار العام، فينتشر مرض "الجلوكوما" أو "الماء الأسود" والتي تبلغ نسبة الإصابة به 1% من السكان، ويصاحبه في معظم الأحيان ارتفاع ضغط العين وقد يؤدي مع مرور الزمن إلى انحسار المجال البصري والتأثير على عصب العين.
أما في حالة عدم الخضوع للعلاج فهو يؤدي للعمى الدائم عند تلف العصب الذي لا يمكن استرجاعه. بالإضافة إلى مرض "الكاتراكت" أو إعتام العدسة وهي حالة تصبح فيها عدسة العين معكرة أو ضبابية بدلا من أن تكون شفافة.
كما يجب أن تكون في الوضع الطبيعي، وهذا المرض منتشر بصورة كبيرة لأن عامل العمر هو عامل أساسي لتكوينه فهو يظهر لدى من تفوق أعمارهم الـ75 عاما وبنسبة 90 إلى 95%، وعلاجه بسيط وآمن فيتم استئصاله فقط عند تأثيره على رؤية المريض.
كما إن القرنية المخروطية هي إحدى اعتلالات العيون الشائعة في البحرين، وهي عبارة عن اضطراب يصيب العين وتؤدي لتغييرات داخل القرنية تجعلها تتقوس وتتحول لشكل مخروطي من الممكن أن تسبب مشاكل كثيرة تتعلق بالرؤية، إلى جانب الأكياس الدهنية والمعروفة بالاسم المتداول الشائع "الضبضوب" والذي يتكون عادة في الجفن العلوي نتيجة افرازات دهون زائدة تسد الغدد الموجودة في جفن العين والتي تكون مسؤولة عن افراز أول طبقة للعين مما يؤدي إغلاقها وتجمع البكتيريا وبالتالي حدوث التهاب.
ويحدث ذلك عادة لدى أصحاب البشرة الدهنية. كما إن 90% من الأكياس الدهنية تختفي عبر العلاج بالكدمات الساخنة والمضادات الحيوية، أما في حالة عدم اختفائها فيتم إزالتها عن طريق التدخل الجراحي.
مطلوب فحص العين الشامل
ما هو "الجلوكوما" أو "الماء الأسود"؟
الجلوكوما عبارة عن مجموعة من الأمراض تتسبب في تلف العصب البصري للعين، وتزداد سوءا بمرور الوقت. غالبا ما يكون مرتبطبارتفاع الضغط داخل العين عن معدل 21 ، إذ يتراوح ضغط العين الطبيعي بين 10 - 21 ، بالإضافة إلى وجود عامل وراثي كبير للإصابة به.
ومن الممكن أن يدمر المرض العصب البصري المسؤول عن الإبصار من دون أن يشعر المريض لأن هذا النوع من الأمراض لايتسبب بحدوث ألم، ويتسبب في بداية الإصابة بفقدان البصر من الأطراف وعدم تأثر الرؤية في الوسط، إلا أنه لدى استمرار الضرر بدون العلاج من المحتمل أن يؤدي إلى فقدان الرؤية الدائم في غضون بضع سنوات.
أما فيما يتعلق بأعراض المرض، فإن معظم الناس الذين يعانون من الجلوكوما لا يعانون من أعراض أو ألم مبكر، يحتاج الشخص إلى رؤية طبيب العيون الخاص به بانتظام حتى يتمكن من تشخيص وعلاج الجلوكوما قبل حدوث فقدان البصر على المدى الطويل.
إذا كان العمر يزيد عن 40 عاماً ويوجد تاريخ عائلي للمرض، فيجب إجراء فحص شامل للعين من طبيب العيون كل عام إلى عامين. أما إذا كان الشخص لديه مشاكل صحية مثل مرض السكري أو تاريخ عائلي من الجلوكوما أو معرض لخطر الإصابة بأمراض أخرى في العين فيفضل زيارة أخصائي العيونمرة واحده في السنة على الأقل.
كيف يتم علاج الجلوكوما؟
العلاج يتم بعد التشخيص حسب نوع الجلوكوما، إذ يوجد نوعين رئيسين من الجلوكوما، الأول يسمى مفتوح الزاوية وهو الأكثر، وتكمن المشكلة في انسداد قنوات التصريف للسائل المسؤول عن ضغط العين.
أما النوع الآخر فهو ضيق الزاوية ويحدث به انغلاق الزاوية بسبب التصاق العدسة بالقزحية خاصة عندما تكون حدقه العين متسعه فينتج عنها تجمع السائل المسؤول عن ضغط العين خلف القزحية وانسداد زاويه التصريف عند تحرك القزحية إلى الأمام باتجاه القرنية.
ويظهر هذا النوع عند الأشخاص الذي يعانون من طول النظر حيث تكون العين صغيره وبالتالي عرضه للإصابة بهذا النوع،فضلا عن زيادة نسبة حدوثه بعد عمر ستين ولدى النساء.
ويلعب العامل الوراثي دورمهم أيضا في هذا النوع ويختلف عن النوع الأول بحدوثه الفجائي والتسبب بألم شديد في العين يصاحبه انخفاض حاد في الرؤية واحمرار شديد، إلى جانب الشعور بالغثيان وزيادة ضغط العين عن 40.
كما تحدد عامل آخر في اختيار العلاج وهو مدى تلف عصب العين، وعادة ما يكون العلاج في حالة الجلوكوما من نوع الزاويةعن طريق قطرات تثبط إفراز السائل المسؤول عن ضغط العين أو تساعد على تصريف السائل من خلال مروره في قنوات التصريف الخاصة.
ويجب التنويه إلى أن هذه القطرات يستخدمها المريض لمدى الحياة، وفي حال عدم استجابة المريض للعلاج فهناك أنواع مختلفة للعلاج حسب حاله المريض منها الليزر او التدخل الجراحي.
أما الجلوكوما من نوع الزاوية المغلقة فيتم معالجته أولا بالأدوية لتخفيض ضغط العين ومن ثم إجراء فتحه بالقزحية عن طريق الليزر أو استئصال عدسة العين.
أمراض العيون أسبابها كثيرة
ماذا عن مرضى السكري؟ ما هي أبرز اعتلالات العيون المصاحبة للمرض؟
يوجد نوعان لمرض السكري كما هو متعارف، النوع الأول يظهر في الأطفال أكثر نتيجة نقص افراز الأنسولين، أما النوع الثاني وهو الأكثر شيوعا لظهور أمراض العين فهو يظهر عادة بعد سن الأربعين ويكون لعامل الوراثة دور كبير في ظهوره ويصاحبه اعتلالات أخرى مثل أمراض القلب وارتفاع الدهون الثلاثية وارتفاع ضغط الجسم، ومن الممكن أن يؤثر على العين في حالة عدم انتظام السكر في الدم، وذلك نتيجة تأثيره على الأوعية الدموية.
ومن الممكن أيضاً، أن يؤثر على شبكية العين مسببا اعتلالات قد تؤدي للعمى الدائم في حالة عدم اكتشافها المبكر، كما يؤدي إلى حصول تقرحات مزمنة في القرنية، إلى جانب تأثيره على ضغط العين والتسبب في ارتفاعه ومشاكل تعتم العدسة.
ويوجد في جميع المراكز في البحرين نوع من الكاميرا تصور قاع الشبكية التي من الممكن أن تكشف أي مضاعفات لمرض السكري كالنزيف والدهون وتكون أغشية على الشبكية، وهنا تكمن أهمية الفحص لاكتشاف بداية المؤشرات التي من الممكن علاجها بناء على المرحلة، فيجب على مرضى السكري النوع الثاني تحديدا اجراء فحوصات دورية للعين كل 6 شهور إلى سنة وعدم التهاون بذلك.
ونحن كأطباء عيون نشكل فريقا مع أطباء الغدد الصماء لمتابعة حالة المريض، ومن المهم جدا الحفاظ على المعدل التراكمي لمرضى السكري لأقل من 7 والاهتمام بمعالجة المشاكل المصاحبة للمرض والحرص على تنظيم نسبة السكر في الجسم والتي يعد المريض هو المسؤول الأول عنها عبر الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة وعدم إهمال المراجعات مع الطبيب المتخصص بالحالة.
حدثنا عن واقع سرطان العين في البحرين؟
سرطانات العين لها أنواع وأشكال متعددة وتعتمد على العمر كسرطانات غلاف العين المشيمي أو السرطانات الخاصة بعصب العين، ولكن جميعها تشكل حالات نادرة جدا في البحرين.
وهناك نوع من سرطانات العين يحدث للأطفال حديثي الولادة ويتم اكتشافه عند فحصه بعد الولادة مباشرة، وحدوثه نادر جدا إذ تمر كل 10 سنوات حالة إلى حالتين فقط.
تقنيات حديثة
ما هي أحدث التقنيات المستخدمة للعلاج في مجال العيون؟
هناك جهاز ليزر متطور لمرضى الجلوكوما "الماء الأسود" يعمل على تخفيض ضغط العين عن طريق تقليل إفراز السائل المسؤول عن ضغط العين دون الحاجة للتدخل الجراحي، والهدف منه التخلص من أو تقليل عدد الأدوية أو القطرات التي يستخدمها المريض للعلاج، فمريض الجلوكوما من الممكن أن يستخدم 3 أنواع من القطور لمدى الحياة. وجميع هذه القطرات تحتوي على مواد حافظة قد تؤثر على المدى البعيد على العين عبر اصابتها بالحساسية أو عدم فعاليتها، فضلا عن أنه من الممكن أن تتلف قناة تصريف السائل المسؤول عن ضغط العين. وعبر تخلص المريض من القطرات أو تقليلها بحسب عددها ستقل جرعة المواد الحافظة المستقبلة في العين وبالتالي تقل الحساسية.
نحن في مركز الخليج والسكر، قمنا باستقدام أحدث نوع من أجهزة الليزر المختصة لتخفيض ضغط العين والمماثلة عالميا والذي يؤدي إلى نتائج ممتازة وتخفيض ضغط العين لحوالي 33% بنسبة نجاح تفوق الـ75%، ويتم الإجراء بصورة سريعة لمدة 10 دقائق فقط وبدون ألم تحت التخدير الموضعي ومن الممكن أن يمارس المريض حياته الطبيعية مباشرة بعد ذلك.
ماذا عن أحدث التقنيات المستخدمة في عملية تصحيح النظر بالليزر؟
عند الحديث عن أحدث التقنيات المتطورة في مجال تصحيح النظر يجب أولا مقارنتها والتطرق للتقنية القديمة المستخدمة وهي تقنية "الليزك" والذي تتم خلالها خطوة "الفلاب" وهي فصل الطبقة السطحية للقرنية ورفع سطح القرنية التي تم فصله وثنيه للأعلى ومن ثم توجيه الليزر لتصحيح الشكل الداخلي للقرنية.
ومن الممكن أن تنتج مشاكل عديدة بسبب هذه التقنية إذ من الممكن أن ينجم عنها تقليل جودة النظر وتباين الألوان بسبب عدم توجه الليزر لمقلة العين مباشرة أو عدم قدرة المريض على ممارسة بعض الهوايات أو الرياضات التي تتطلب اتصال مباشر بالعين.
أما التقنية الحديثة المستخدمة، فهي عبارة عن تقنية "الليزر" المطورة من خلال جهاز ليزر ذكي جدا ومطور يعالج جميع مشاكل النظر عبر تسليط أشعة الليزر مباشرة على مقلة العين والاستغناء عن خطوة "الفلاب"، بالإضافة إلى كونه يمتلك مستشعرات دقيقة وسريعة تقوم بالتحرك مع حركة مقلة العين في حالة حركة المريض على عكس الأجهزة القديمة،فتقنيةالليزر الذكي الحديثة قد تخلصت من جميع مشاكل الليزك القديم بطريقة آمنة تماما وتمنح المريض جودة ممتازة للنظر قد تكون أحيانا أفضل من جودة النظر الطبيعي.
وفيما يتعلق بالأعراض الجانبية والمضاعفات فهي قليلة جدا وليس مماثلة للأجهزة والتقنية القديمة التي يتم فيها قص أعصاب القرنية مما يقلل الإحساس وقد ينتج مضاعفات بالإضافة إلى ما ذكرته مسبقا.
العمليات والفحوص الاستباقية
وكيف تصف استعدادات قبل وبعد العملية والمريض المثالي للخضوع لها؟
من الضروري إجراء جميع الفحوص اللازمة قبل إجراء العملية والتأكد أن القرنية سليمة بدون اعتلالات، فمن أهم اعتلالات العين التي تمنع القيام بالعملية هي القرنية المخروطية.
يفضل إجراء العملية من سن 21 وحتى 40 سنة، حيث أنه بعد سن الـ40 عملية تصحيح النظر ستكون مصاحبة إلى حاجة المريض لنظارة قراءة وذلك نتيجة ضعف العضلات المسؤولة عن تحكم عدسة العين بالقراءة بعد بلوغ ال40، فيتم الإجراء عبر عمل موازنة لكلا العينين لإعطائها القدرة على القراءة.
كما أن المرضى المناسبين لإجراء العملية هم من يعانون من قصور في النظر وقرار الإجراء يعتمد على المريض بشكل كبير حيث إن بعض المرضى لا يمانعون ارتداء النظارات أو العدسات، وتكمن استعدادات العملية في الاستغناء عن ارتداء العدسات اللاصقة ل5 أيام قبل اجرائها اذا كان المريض يرتدي العدسات، والعملية تستغرق فترة قصيرة جدا لا تتجاوز ال10 دقائق بدون ألم تحت المخدر الموضعي وآمنة تماما.
أما فيما يتعلق بالعناية بالعيون بعد العملية، فهي تستغرق 5 أيام يتم فيها وضع عدسة لاصقة على عيون المريض وازالتها في اليوم الخميس مع وصف قطرات مرطبة ومضادات حيوية، ويجب تجنب أشعة الشمس واجهاد العين خلال هذه الفترة.
ذكرت أن تقنية "الليزك" قد تؤدي إلى مشاكل، فهل من الممكن تعديل المشاكل الناجمة عن عمليات التصحيح بالتقنية القديمة؟
بالطبع، هناك إمكانية لاكتشاف مشاكل الليزر عبر وجود أجهزة حديقة تكشف أن المريض قد خضع لعلاجات خاطئة، وتستطيع تحديد نوع قصور النظر وجميع المشاكل المتعلقة بذلك ومن خلاله نستطيع التعرف على السبب. أما عن العلاج فهو إمكانية صنع عدسات لاصقة للمريض أو إعادة العلاج عن طريق الليزر الحديث لتصحيح سطح القرنية وفقا للحالة.
الاعتقادات الخاطئة
ماذا عن اعتقادات وممارسات المرضى الخاطئة؟
الاعتقادات الخاطئة هي نتيجة ما يتم تداوله من معلومات لا تمت للصحة بصلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد لاحظت مؤخرا وفوجئت بمرضى قد ترددوا على العيادة يطالبون بعملية تغيير لون العين وزرع عدسة عيون جديدة وذلك بسبب رؤيتهم لهذا النوع من العمليات في الانترنت، وهم يجهلون أن هذه العملية قد تؤدي لمشاكل كثيرة أو بالأحرى "مصائب" في العين قد يترتب عليها العمى المؤقت، والتهابات مزمنة في الحجرة الأمامية من العين يصاحبها مشاكل تأثر القرنية، إلى جانب تجمع سوائل في شبكية العين مما يكون "الكاتراكت"، كما أن وجودها في العين قد يعتبره الجسد كالجسم الغريب مما يؤدي لتفعيل المناعة الذاتية للجيم ورفع ضغط العين.
ولاحظت أيضا قيام بعض المرضى بوضع بعض الأطعمة أو ما شابه بداخل العين نتيجة اعتقادات خاطئة والأخذ بآراء غير المختصين، فهناك مرضى قد وضعوا العسل في أعينهم نتيجة معلومة متداولة بأنه يقوي النظر مما ترتب عليه مضاعفات كثيرة والتهابات في القرنية!
ومن الممارسات الخاطئة المنتشرة هي عدم امتناع بعض الفتيات عن وضع المكياج أو ارتداء العدسات اللاصقة أثناء فترة الالتهابات، كما البعض الآخر منهن يعلل ذلك بأن الكحل يزيد الدموع في العين مما يعمل على إراحتها، ولكنهن يجهلن بأنهن يعالجن المشكلة بمشكلة أخرى، فضلا عن مشاكل مشاركة العدسات والمكياج بين الأخوات أو الصديقات التي تنتقل الالتهابات.
ومن أهم المشاكل التي يجب أن يتم التوعية لها بصورة أكبر ومنتشرة بشكل كبير هي ممارسات بيع العدسات اللاصقة عن طريق الانترنت، ووجود حالات كثيرة من التهابات القرنية التي كانت من المحتمل أن تتسبب في حدوث عمى دائم بسبب ارتداء عدسات مقلدة رديئة الصنع مليئة بالميكروبات والجراثيم من تايلند والصين تقوم بيعها تاجرات الإنستغرام.
ومن ناحية عمليات تصحيح النظر بالليزر، هناك فئة كبيرة من المرضى تصب جل اهتمامها بالأسعار فقط وتتجه نحو العمليات الرخيصة جدا أو تسافر لإجرائها في الخارج عند رؤية إعلانات العملية بأسعار مخفضة جدا متناسين أن العين هي "جوهرة" ويجب الحفاظ عليها، ولكنها في الواقع سوق وتجارة تمارس بأنواع قديمة من الليزر قد ينتج عنها خلل واعتلالات، إلى جانب خطأ عدم مطالبة الطبيب المعالج بالشرح الوافي للإجراء والاعتلال الذي يعاني منه المريض مما يؤدي لسوء فهم وأحيانا إهمال استخدام بعض الأدوية وعدم اتباع إجراءات الوقاية الصحيحة.
قال استشاري أمراض وجراحة العيون بمركز الخليج الطبي والسكر د.حسن إبراهيم، إن العدسات اللاصقة التي تتداولها تاجرات عبر "الإنستغرام" تعتبر رديئة الصنع ومليئة بالميكروبات وقد تسبب العمى، محذراً من الانجراف وراء المعتقدات والممارسات الخاطئة.
وأكد في لقاء مع "الوطن"، وجود تقنيات متطورة وحديثة في عالم علاج العيون وتصحيح النظر واستبدال التقنيات القديمة "الليزك" المسببة للعديد من مشاكل العيون بتقنيات آمنة تماما تخلو من أي مضاعفات خطيرة وتمنح جودة ممتازة قد تفوق جودة النظر الطبيعي.
وأشار إبراهيم إلى ندرة وجود سرطان العين في البحرين وتطرق لأبرز أمراض العيون الشائعة في مختلف المواسم في البحرين، إلى جانب طرق العلاج والارشادات المتبعة..وفيما يلي نص الحوار..
ماهي أكثر أمراض العيون شيوعا في البحرين؟
انتشار أمراض العيون يعتمد على فصول السنة، فمع دخول موسم الشتاء تصبح أكثر الأمراض الشائعة هي التهاب العين الفيروسي والذي يعد مرض معدي جدا وينتشر بسرعة من خلال رذاذ الجو أو عن طريق اللمس المباشر أو استخدام الأدوات ومن الممكن أن ينتقل من العين المصابة للعين الأخرى، بالإضافة إلى أمراض حساسية العيون والتي تظهر عادة بصورة أكبر لدى الأشخاص المعرضين للإصابة بالحساسية كالمصابين بالأكزيما أو أمراض الربو.
أما في فصل الصيف، فينتشر نوع من أنواع الحساسية الشديدة جدا والذي يدعى التهاب القرنية الجلدي وغالبا ما يصيب الأطفال وجنس الذكور أكثر، وهو عبارة عن تكتلات تحت الجفن من الممكن أن تؤدي لمشاكل مزمنة في القرنية عند اهمالها وعدم الخضوع للعلاج كتعرض القرنية للجروح والندبات والتهابات بكتيرية.
وفيما يتعلق بالأمراض المنتشرة على مدار العام، فينتشر مرض "الجلوكوما" أو "الماء الأسود" والتي تبلغ نسبة الإصابة به 1% من السكان، ويصاحبه في معظم الأحيان ارتفاع ضغط العين وقد يؤدي مع مرور الزمن إلى انحسار المجال البصري والتأثير على عصب العين.
أما في حالة عدم الخضوع للعلاج فهو يؤدي للعمى الدائم عند تلف العصب الذي لا يمكن استرجاعه. بالإضافة إلى مرض "الكاتراكت" أو إعتام العدسة وهي حالة تصبح فيها عدسة العين معكرة أو ضبابية بدلا من أن تكون شفافة.
كما يجب أن تكون في الوضع الطبيعي، وهذا المرض منتشر بصورة كبيرة لأن عامل العمر هو عامل أساسي لتكوينه فهو يظهر لدى من تفوق أعمارهم الـ75 عاما وبنسبة 90 إلى 95%، وعلاجه بسيط وآمن فيتم استئصاله فقط عند تأثيره على رؤية المريض.
كما إن القرنية المخروطية هي إحدى اعتلالات العيون الشائعة في البحرين، وهي عبارة عن اضطراب يصيب العين وتؤدي لتغييرات داخل القرنية تجعلها تتقوس وتتحول لشكل مخروطي من الممكن أن تسبب مشاكل كثيرة تتعلق بالرؤية، إلى جانب الأكياس الدهنية والمعروفة بالاسم المتداول الشائع "الضبضوب" والذي يتكون عادة في الجفن العلوي نتيجة افرازات دهون زائدة تسد الغدد الموجودة في جفن العين والتي تكون مسؤولة عن افراز أول طبقة للعين مما يؤدي إغلاقها وتجمع البكتيريا وبالتالي حدوث التهاب.
ويحدث ذلك عادة لدى أصحاب البشرة الدهنية. كما إن 90% من الأكياس الدهنية تختفي عبر العلاج بالكدمات الساخنة والمضادات الحيوية، أما في حالة عدم اختفائها فيتم إزالتها عن طريق التدخل الجراحي.
مطلوب فحص العين الشامل
ما هو "الجلوكوما" أو "الماء الأسود"؟
الجلوكوما عبارة عن مجموعة من الأمراض تتسبب في تلف العصب البصري للعين، وتزداد سوءا بمرور الوقت. غالبا ما يكون مرتبطبارتفاع الضغط داخل العين عن معدل 21 ، إذ يتراوح ضغط العين الطبيعي بين 10 - 21 ، بالإضافة إلى وجود عامل وراثي كبير للإصابة به.
ومن الممكن أن يدمر المرض العصب البصري المسؤول عن الإبصار من دون أن يشعر المريض لأن هذا النوع من الأمراض لايتسبب بحدوث ألم، ويتسبب في بداية الإصابة بفقدان البصر من الأطراف وعدم تأثر الرؤية في الوسط، إلا أنه لدى استمرار الضرر بدون العلاج من المحتمل أن يؤدي إلى فقدان الرؤية الدائم في غضون بضع سنوات.
أما فيما يتعلق بأعراض المرض، فإن معظم الناس الذين يعانون من الجلوكوما لا يعانون من أعراض أو ألم مبكر، يحتاج الشخص إلى رؤية طبيب العيون الخاص به بانتظام حتى يتمكن من تشخيص وعلاج الجلوكوما قبل حدوث فقدان البصر على المدى الطويل.
إذا كان العمر يزيد عن 40 عاماً ويوجد تاريخ عائلي للمرض، فيجب إجراء فحص شامل للعين من طبيب العيون كل عام إلى عامين. أما إذا كان الشخص لديه مشاكل صحية مثل مرض السكري أو تاريخ عائلي من الجلوكوما أو معرض لخطر الإصابة بأمراض أخرى في العين فيفضل زيارة أخصائي العيونمرة واحده في السنة على الأقل.
كيف يتم علاج الجلوكوما؟
العلاج يتم بعد التشخيص حسب نوع الجلوكوما، إذ يوجد نوعين رئيسين من الجلوكوما، الأول يسمى مفتوح الزاوية وهو الأكثر، وتكمن المشكلة في انسداد قنوات التصريف للسائل المسؤول عن ضغط العين.
أما النوع الآخر فهو ضيق الزاوية ويحدث به انغلاق الزاوية بسبب التصاق العدسة بالقزحية خاصة عندما تكون حدقه العين متسعه فينتج عنها تجمع السائل المسؤول عن ضغط العين خلف القزحية وانسداد زاويه التصريف عند تحرك القزحية إلى الأمام باتجاه القرنية.
ويظهر هذا النوع عند الأشخاص الذي يعانون من طول النظر حيث تكون العين صغيره وبالتالي عرضه للإصابة بهذا النوع،فضلا عن زيادة نسبة حدوثه بعد عمر ستين ولدى النساء.
ويلعب العامل الوراثي دورمهم أيضا في هذا النوع ويختلف عن النوع الأول بحدوثه الفجائي والتسبب بألم شديد في العين يصاحبه انخفاض حاد في الرؤية واحمرار شديد، إلى جانب الشعور بالغثيان وزيادة ضغط العين عن 40.
كما تحدد عامل آخر في اختيار العلاج وهو مدى تلف عصب العين، وعادة ما يكون العلاج في حالة الجلوكوما من نوع الزاويةعن طريق قطرات تثبط إفراز السائل المسؤول عن ضغط العين أو تساعد على تصريف السائل من خلال مروره في قنوات التصريف الخاصة.
ويجب التنويه إلى أن هذه القطرات يستخدمها المريض لمدى الحياة، وفي حال عدم استجابة المريض للعلاج فهناك أنواع مختلفة للعلاج حسب حاله المريض منها الليزر او التدخل الجراحي.
أما الجلوكوما من نوع الزاوية المغلقة فيتم معالجته أولا بالأدوية لتخفيض ضغط العين ومن ثم إجراء فتحه بالقزحية عن طريق الليزر أو استئصال عدسة العين.
أمراض العيون أسبابها كثيرة
ماذا عن مرضى السكري؟ ما هي أبرز اعتلالات العيون المصاحبة للمرض؟
يوجد نوعان لمرض السكري كما هو متعارف، النوع الأول يظهر في الأطفال أكثر نتيجة نقص افراز الأنسولين، أما النوع الثاني وهو الأكثر شيوعا لظهور أمراض العين فهو يظهر عادة بعد سن الأربعين ويكون لعامل الوراثة دور كبير في ظهوره ويصاحبه اعتلالات أخرى مثل أمراض القلب وارتفاع الدهون الثلاثية وارتفاع ضغط الجسم، ومن الممكن أن يؤثر على العين في حالة عدم انتظام السكر في الدم، وذلك نتيجة تأثيره على الأوعية الدموية.
ومن الممكن أيضاً، أن يؤثر على شبكية العين مسببا اعتلالات قد تؤدي للعمى الدائم في حالة عدم اكتشافها المبكر، كما يؤدي إلى حصول تقرحات مزمنة في القرنية، إلى جانب تأثيره على ضغط العين والتسبب في ارتفاعه ومشاكل تعتم العدسة.
ويوجد في جميع المراكز في البحرين نوع من الكاميرا تصور قاع الشبكية التي من الممكن أن تكشف أي مضاعفات لمرض السكري كالنزيف والدهون وتكون أغشية على الشبكية، وهنا تكمن أهمية الفحص لاكتشاف بداية المؤشرات التي من الممكن علاجها بناء على المرحلة، فيجب على مرضى السكري النوع الثاني تحديدا اجراء فحوصات دورية للعين كل 6 شهور إلى سنة وعدم التهاون بذلك.
ونحن كأطباء عيون نشكل فريقا مع أطباء الغدد الصماء لمتابعة حالة المريض، ومن المهم جدا الحفاظ على المعدل التراكمي لمرضى السكري لأقل من 7 والاهتمام بمعالجة المشاكل المصاحبة للمرض والحرص على تنظيم نسبة السكر في الجسم والتي يعد المريض هو المسؤول الأول عنها عبر الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة وعدم إهمال المراجعات مع الطبيب المتخصص بالحالة.
حدثنا عن واقع سرطان العين في البحرين؟
سرطانات العين لها أنواع وأشكال متعددة وتعتمد على العمر كسرطانات غلاف العين المشيمي أو السرطانات الخاصة بعصب العين، ولكن جميعها تشكل حالات نادرة جدا في البحرين.
وهناك نوع من سرطانات العين يحدث للأطفال حديثي الولادة ويتم اكتشافه عند فحصه بعد الولادة مباشرة، وحدوثه نادر جدا إذ تمر كل 10 سنوات حالة إلى حالتين فقط.
تقنيات حديثة
ما هي أحدث التقنيات المستخدمة للعلاج في مجال العيون؟
هناك جهاز ليزر متطور لمرضى الجلوكوما "الماء الأسود" يعمل على تخفيض ضغط العين عن طريق تقليل إفراز السائل المسؤول عن ضغط العين دون الحاجة للتدخل الجراحي، والهدف منه التخلص من أو تقليل عدد الأدوية أو القطرات التي يستخدمها المريض للعلاج، فمريض الجلوكوما من الممكن أن يستخدم 3 أنواع من القطور لمدى الحياة. وجميع هذه القطرات تحتوي على مواد حافظة قد تؤثر على المدى البعيد على العين عبر اصابتها بالحساسية أو عدم فعاليتها، فضلا عن أنه من الممكن أن تتلف قناة تصريف السائل المسؤول عن ضغط العين. وعبر تخلص المريض من القطرات أو تقليلها بحسب عددها ستقل جرعة المواد الحافظة المستقبلة في العين وبالتالي تقل الحساسية.
نحن في مركز الخليج والسكر، قمنا باستقدام أحدث نوع من أجهزة الليزر المختصة لتخفيض ضغط العين والمماثلة عالميا والذي يؤدي إلى نتائج ممتازة وتخفيض ضغط العين لحوالي 33% بنسبة نجاح تفوق الـ75%، ويتم الإجراء بصورة سريعة لمدة 10 دقائق فقط وبدون ألم تحت التخدير الموضعي ومن الممكن أن يمارس المريض حياته الطبيعية مباشرة بعد ذلك.
ماذا عن أحدث التقنيات المستخدمة في عملية تصحيح النظر بالليزر؟
عند الحديث عن أحدث التقنيات المتطورة في مجال تصحيح النظر يجب أولا مقارنتها والتطرق للتقنية القديمة المستخدمة وهي تقنية "الليزك" والذي تتم خلالها خطوة "الفلاب" وهي فصل الطبقة السطحية للقرنية ورفع سطح القرنية التي تم فصله وثنيه للأعلى ومن ثم توجيه الليزر لتصحيح الشكل الداخلي للقرنية.
ومن الممكن أن تنتج مشاكل عديدة بسبب هذه التقنية إذ من الممكن أن ينجم عنها تقليل جودة النظر وتباين الألوان بسبب عدم توجه الليزر لمقلة العين مباشرة أو عدم قدرة المريض على ممارسة بعض الهوايات أو الرياضات التي تتطلب اتصال مباشر بالعين.
أما التقنية الحديثة المستخدمة، فهي عبارة عن تقنية "الليزر" المطورة من خلال جهاز ليزر ذكي جدا ومطور يعالج جميع مشاكل النظر عبر تسليط أشعة الليزر مباشرة على مقلة العين والاستغناء عن خطوة "الفلاب"، بالإضافة إلى كونه يمتلك مستشعرات دقيقة وسريعة تقوم بالتحرك مع حركة مقلة العين في حالة حركة المريض على عكس الأجهزة القديمة،فتقنيةالليزر الذكي الحديثة قد تخلصت من جميع مشاكل الليزك القديم بطريقة آمنة تماما وتمنح المريض جودة ممتازة للنظر قد تكون أحيانا أفضل من جودة النظر الطبيعي.
وفيما يتعلق بالأعراض الجانبية والمضاعفات فهي قليلة جدا وليس مماثلة للأجهزة والتقنية القديمة التي يتم فيها قص أعصاب القرنية مما يقلل الإحساس وقد ينتج مضاعفات بالإضافة إلى ما ذكرته مسبقا.
العمليات والفحوص الاستباقية
وكيف تصف استعدادات قبل وبعد العملية والمريض المثالي للخضوع لها؟
من الضروري إجراء جميع الفحوص اللازمة قبل إجراء العملية والتأكد أن القرنية سليمة بدون اعتلالات، فمن أهم اعتلالات العين التي تمنع القيام بالعملية هي القرنية المخروطية.
يفضل إجراء العملية من سن 21 وحتى 40 سنة، حيث أنه بعد سن الـ40 عملية تصحيح النظر ستكون مصاحبة إلى حاجة المريض لنظارة قراءة وذلك نتيجة ضعف العضلات المسؤولة عن تحكم عدسة العين بالقراءة بعد بلوغ ال40، فيتم الإجراء عبر عمل موازنة لكلا العينين لإعطائها القدرة على القراءة.
كما أن المرضى المناسبين لإجراء العملية هم من يعانون من قصور في النظر وقرار الإجراء يعتمد على المريض بشكل كبير حيث إن بعض المرضى لا يمانعون ارتداء النظارات أو العدسات، وتكمن استعدادات العملية في الاستغناء عن ارتداء العدسات اللاصقة ل5 أيام قبل اجرائها اذا كان المريض يرتدي العدسات، والعملية تستغرق فترة قصيرة جدا لا تتجاوز ال10 دقائق بدون ألم تحت المخدر الموضعي وآمنة تماما.
أما فيما يتعلق بالعناية بالعيون بعد العملية، فهي تستغرق 5 أيام يتم فيها وضع عدسة لاصقة على عيون المريض وازالتها في اليوم الخميس مع وصف قطرات مرطبة ومضادات حيوية، ويجب تجنب أشعة الشمس واجهاد العين خلال هذه الفترة.
ذكرت أن تقنية "الليزك" قد تؤدي إلى مشاكل، فهل من الممكن تعديل المشاكل الناجمة عن عمليات التصحيح بالتقنية القديمة؟
بالطبع، هناك إمكانية لاكتشاف مشاكل الليزر عبر وجود أجهزة حديقة تكشف أن المريض قد خضع لعلاجات خاطئة، وتستطيع تحديد نوع قصور النظر وجميع المشاكل المتعلقة بذلك ومن خلاله نستطيع التعرف على السبب. أما عن العلاج فهو إمكانية صنع عدسات لاصقة للمريض أو إعادة العلاج عن طريق الليزر الحديث لتصحيح سطح القرنية وفقا للحالة.
الاعتقادات الخاطئة
ماذا عن اعتقادات وممارسات المرضى الخاطئة؟
الاعتقادات الخاطئة هي نتيجة ما يتم تداوله من معلومات لا تمت للصحة بصلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد لاحظت مؤخرا وفوجئت بمرضى قد ترددوا على العيادة يطالبون بعملية تغيير لون العين وزرع عدسة عيون جديدة وذلك بسبب رؤيتهم لهذا النوع من العمليات في الانترنت، وهم يجهلون أن هذه العملية قد تؤدي لمشاكل كثيرة أو بالأحرى "مصائب" في العين قد يترتب عليها العمى المؤقت، والتهابات مزمنة في الحجرة الأمامية من العين يصاحبها مشاكل تأثر القرنية، إلى جانب تجمع سوائل في شبكية العين مما يكون "الكاتراكت"، كما أن وجودها في العين قد يعتبره الجسد كالجسم الغريب مما يؤدي لتفعيل المناعة الذاتية للجيم ورفع ضغط العين.
ولاحظت أيضا قيام بعض المرضى بوضع بعض الأطعمة أو ما شابه بداخل العين نتيجة اعتقادات خاطئة والأخذ بآراء غير المختصين، فهناك مرضى قد وضعوا العسل في أعينهم نتيجة معلومة متداولة بأنه يقوي النظر مما ترتب عليه مضاعفات كثيرة والتهابات في القرنية!
ومن الممارسات الخاطئة المنتشرة هي عدم امتناع بعض الفتيات عن وضع المكياج أو ارتداء العدسات اللاصقة أثناء فترة الالتهابات، كما البعض الآخر منهن يعلل ذلك بأن الكحل يزيد الدموع في العين مما يعمل على إراحتها، ولكنهن يجهلن بأنهن يعالجن المشكلة بمشكلة أخرى، فضلا عن مشاكل مشاركة العدسات والمكياج بين الأخوات أو الصديقات التي تنتقل الالتهابات.
ومن أهم المشاكل التي يجب أن يتم التوعية لها بصورة أكبر ومنتشرة بشكل كبير هي ممارسات بيع العدسات اللاصقة عن طريق الانترنت، ووجود حالات كثيرة من التهابات القرنية التي كانت من المحتمل أن تتسبب في حدوث عمى دائم بسبب ارتداء عدسات مقلدة رديئة الصنع مليئة بالميكروبات والجراثيم من تايلند والصين تقوم بيعها تاجرات الإنستغرام.
ومن ناحية عمليات تصحيح النظر بالليزر، هناك فئة كبيرة من المرضى تصب جل اهتمامها بالأسعار فقط وتتجه نحو العمليات الرخيصة جدا أو تسافر لإجرائها في الخارج عند رؤية إعلانات العملية بأسعار مخفضة جدا متناسين أن العين هي "جوهرة" ويجب الحفاظ عليها، ولكنها في الواقع سوق وتجارة تمارس بأنواع قديمة من الليزر قد ينتج عنها خلل واعتلالات، إلى جانب خطأ عدم مطالبة الطبيب المعالج بالشرح الوافي للإجراء والاعتلال الذي يعاني منه المريض مما يؤدي لسوء فهم وأحيانا إهمال استخدام بعض الأدوية وعدم اتباع إجراءات الوقاية الصحيحة.