كشف الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية الدكتور مصطفى السيد أن المؤسسة بدأت العمل بشكل حثيث على تقوية بنيتها المالية للمؤسسة من خلال السعي الجاد إلى تحقيق بنية مالية استثمارية لضمان عدم تأثر الخدمات الاجتماعية التي تقدمها المؤسسة بأية تقلبات اقتصادية مستقبلاً.وأشار الأمين العام للمؤسسة أنه "بتوجيهات سديدة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة ومباركة وإشراف ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ركزنا كثيراً على عنصر الاستدامة لتستطيع المؤسسة أن تقف على قدميها بأسس متينة، بما يحقق استمرارية المؤسسة في تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين وفق أعلى معايير الكفاءة، وفي هذا الإطار أنشأت المؤسسة أبراجاً استثمارية كبيرة، وتم افتتاح برجين استثماريين في منطقة حيوية، ويتكون مشروع أبراج الخير من 23 طابقاً لكل برج".كما أفصح الدكتور السيد عن التوجه لإنشاء مشاريع للأيتام قائلاً: "سنعمل على إنشاء مصانع للأيتام بالشراكة مع القطاعات المختلفة، ومن بينها وزارة الصناعة والتجارة وتمكين وغيرها من المؤسسات الوطنية، ومن خلال دعم جلالة الملك وقيادتنا الرشيدة وبتضافر الجهود سنرى تحقيق هذا الحلم بإذن الله".واستضاف الملتقى الثقافي الشهري لديوانية آل طريف الدكتور مصطفى السيد للحديث عن تجربته على الصعد المهنية والاجتماعية والإدارية، بحضور كوكبة متميزة من النخب الثقافية والاجتماعية وأصحاب الأعمال والأهالي.محطات عديدة تطرق إليها الدكتور مصطفى السيد ابتداءً من ولادته في منطقة الحور والبيئة الاجتماعية السائدة آنذاك، مروراً بالمناصب والمهام الإدارية والقيادية التي شغلها في العديد من مواقع المسؤولية، حيث بدأ مشواره في شركة بابكو عاملاً صغيراً ثم ترأس ثلاث شركات وطنية قبل الانتقال للمؤسسة الخيرية الملكية كأمين عامٍ لها.وحول أهم التحديات التي تواجه العمل الخيري يقول: "يمكن القول بأن التمويل المادي يعد أهم المعوقات التي تعترض جميع المؤسسات الخيرية وعدم وجود مبادرات كافية للمؤسسات التجارية في سرعة تبني مشاريع تنموية للعمل الخيري، والاعتماد على التبرعات الشخصية للأفراد هو من أكبر المشاكل التي تواجه المؤسسات الخيرية لذا لا بد من التوجه إلى الاستثمار من خلال مشاريع الأوقاف الخيرية وطرح المبادرات الاستثمارية المختلفة حسب القانون فلدينا مشاريع ضخمة تحتاج لعجلة التحريك من قبل مؤسساتنا التجارية وتنميتها، كما أن العاملين بالمؤسسات الخيرية يقع عليهم جزء من ثقل تلك العقبات في عدم اختيار المشاريع التنموية والاقتصار على المساعدات الطارئة الاستهلاكية والمتشابهة بين أكثر من مؤسسة.علاوة على المخاطر التي يتعرض لها القائمون على العمل الخيري والإغاثي في الدول المنكوبة لعدم وجود ممرات آمنة في الدول التي تعاني من الصرعات والحروب والكوارث الطبيعية والأمراض والأوبئة".وحول الاستراتيجية التي يعمل عليها في المؤسسة يقول: "في مملكة البحرين نستمد العمل الخيري في الرؤية الحكيمة لجلالة الملك المفدى الذي يوجهنا دائماً إلى سرعة تقديم المساعدة والاهتمام بالمشاريع التنموية مع الحفاظ على الكرامة الإنسانية للمحتاجين كما قال جلالته بأن مملكة البحرين عرفت منذ القدم بمساعدة الآخرين والعمل الخيري هو طبع وسجية في أهل البحرين الكرام ومواقفها المشرقة، وهو واجب يحتمه علينا ديننا الإسلامي الحنيف وإنسانيتنا وأخوتنا لجميع شعوب العالم دون منة ولا فضل بل هو شرف لنا أن نساعد أشقائنا وأصدقائنا، والقيادة الملهمة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية الذي يوجه دائماً إلى سرعة تنفيذ توجيهات جلالة الملك المفدى بكل مهنية وإتقان، ويشارك بنفسه في تفقد الشحنات الإغاثية والاطلاع على المشاريع التنموية وتلمس احتياجات الآخرين والاطمئنان على وصول المساعدات لمستحقيها داخل وخارج البحرين".وحول حرصه على تقديم العون والمساعدة للمحتاجين مع المحافظة على كرامتهم يقول: "قمنا بوضع الكرامة الإنسانية نصب أعيننا عند العمل في المجال الخيري والإغاثي، وهذا ما نؤمن ونعمل به في مملكة البحرين، وذلك ضمن رؤية سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية والذي ترجمته المؤسسة الخيرية الملكية بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية وقد تجلى ذلك من الخلال عمل المؤسسة ورؤيتاها واستراتيجيتها من حيث التعامل مع الأرامل والأيتام والمحتاجين في مملكة البحرين وكذلك في المساعدات الإغاثية والإنسانية التي تقدم للشعوب والدول الصديقة والشقيقة دون النظر إلى العرق أو الدين أو الانتماء وإنما النظرة الإنسانية البحتة التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف فكما كان لنا شرف العمل في غزة والقدس ومصر وباكستان كان لنا شرف العمل في النيبال والفلبين، وذلك من خلال العديد من المشاريع التنموية التعليمية منها والصحية والإنتاجية فلا نجعل المحتاج أسير الحاجة بل نعمل على تطويره وتنميته ليتمكن من الاعتماد على نفسه ومساعدة غيره وأن يتعدى مرحلة الحاجة والاعتماد على الغير ليصل إلى مرحلة العطاء والبذل ومساعدة الآخرين".وحول الاستراتيجية التي يعمل من خلالها في تقديم المساعدات الإغاثية يقول: "لو نظرت إلى مساعداتنا الإغاثية تجد أن معظم تلك المساعدات كانت على شكل مشاريع مؤسسية له ديمومتها كمصنع الأطراف الصناعية ومستشفى ومكتبة ومدرسة كما هو الحال في غزة، ومجمع علمي يضم جامعة ومركز للتدريب ومستشفى وآبار مياه في الصومال ووحدات تنقية المياه في باكستان ومجمع البحرين العلمي ومجمع سكني ومكتبات للأطفال في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، ومركزين للتدريب في الفلبين إضافة إلى أبراج ومبان استثمارية ورياض للأطفال ومركز للتدريب في البحرين . فنحن نعمل على جانبين جانب إغاثي سريع تحتمه الظروف وجانب تنموي بعيد المدى يعمل على خدمة المتضررين على المدى البعيد. وهذا بفضل توفيق الله سبحانه وتعالى ثم بفضل القيادة الرشيدة والحكيمة التي نتشرف بالعمل تحت قيادتها فجلالة الملك المفدى هو المؤسس والرئيس الفخري للمؤسسة ويقدم لها كافة الدعم وكذلك حكومتنا الرشيدة لا تقصر في هذا الجانب كما أن القيادة الطموحة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لها كبير الأثر في تحقيق النجاح وكان نتيجة هذا الاهتمام الكبير بالكرامة الإنسانية للمحتاجين أن حصلت مملكة البحرين على المركز الأول عربيا وخليجيا والـ13 عالمياً على مؤشر العطاء العالمي عام 2015 وذلك من بين 145 دولة خضعت لتقييم المؤشر عن عملها منذ عام 2011 إلى 2015 وفق مؤسسة كاف في المملكة المتحدة والتي تقوم بهذه الدراسة كل خمس سنوات، ويعتمد تقيمها على العطاء الخيري ومساعدة الآخرين والعمل التطوعي وكما ذكرت سابقاً فنحن في جميع أعمالنا نعتمد على الجانبين الإغاثي والتنموي والعمل على مبدأ (لا تطعمني سمكاً ولكن علمني كيف أصطاد) وذلك من خلال النظريات الإدارية الحديثة والتي تعتمد على نظريتي موسيف وكريموك.وعن حصول البحرين على المركز الأول عربياً وخليجياً والـ11 عالمياً على مؤشر العطاء العالمي يقول: "يعكس المؤشر حجم الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها مملكة البحرين للفقراء في العالم، ومبادراتها لمساعدة الذين يعانون آلام الصراعات والحروب والكوارث الطبيعية سواء داخل أو النازحين خارج بلادهم، حيث لا تقتصر الجهود البحرينية، على التبرعات والمساعدات والهبات والمنح المالية، وإنما تشمل بناء المستشفيات والمدارس وتجهيز الخيام وتوفير الغذاء والأدوية، علاوة على جهود العمل الطوعي بمختلف أشكالها ومسمياتها وغير ذلك الكثير".ولا شك فإن توجيهات جلالة الملك السامية ودعم جلالته الكريم وإنسانيته الكبيرة وعطفه على جميع المحتاجين في مختلف الدول الصديقة والشقيقة وكذلك دعم الحكومة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ومؤازرة ولي العهد الأمين النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ودعم الشعب البحريني الكريم والجمعيات الخيرية والمهنية كان من أهم العوامل التي ساهمت في حصول مملكة البحرين على هذا الإنجاز الكبير.كما أن الإنجاز الكبير يدل على المكانة الكبيرة والمهمة التي حققتها مملكة البحرين، ودورها الرائد في خدمة المحتاجين ومساعدة المنكوبين في مختلف دول العالم، ومسارعتها الدائمة لتقديم يد العون، وما حققته المؤسسة الخيرية الملكية من نقلات نوعية من خلال ما أنجزته من مشاريع متميزة وكبيرة على المستويين الداخلي والخارجي، مما وضعها اليوم مع المؤسسات الرائدة في العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم.كما حصلت المؤسسة الخيرية الملكية على جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة كأفضل جهة داعمة للأسر المنتجة. بالإضافة إلى فوز العديد من الأرامل المكفولات من المؤسسة بجائزة الأم المثالية خليجياً وعربياً.استدامة العمل الخيريويتحدث الدكتور مصطفى عن تجربته في المؤسسة قائلاً: "قلت للموظفين الأعزاء سيأتي اليوم الذي تمتلك المؤسسة أبراجاً، وكان هذا التحدي أشبه بالحلم حينها، لأن الميزانية لا تسمح بذلك، ولكن عندما عرض سمو الشيخ ناصر هذا المشروع على جلالة الملك حصلنا على دعم لا محدود من جلالته، ثم بدأنا مشوار الاستدامة في العمل الخيري للمؤسسة والسعي إلى تحقيق بنية مالية استثمارية تضمن استمرارية لضمان عدم تأثر الخدمات الاجتماعية التي تقدمها المؤسسة بأية هزات اقتصادية مستقبلاً، وركزنا على الاستدامة بحيث تستطيع المؤسسة أن تقف على قدميها بما يحقق الأمل والسعادة للأيتام والأرامل.وقد وهبنا جلالة الملك عدة أراضٍ أقمنا عليها أبراجاً وأسميناها "أبراج الخير"، ويقع البرجان في إحدى اهم المناطق الاستثمارية (بين السيف والسنابس)، وأجرنا أول عقدين بمليون دينار لمدة عشر سنوات والبرج الثالث نعمل عليه قبال مبنى غرفة تجارة وصناعة البحرين (بيت التجار)، وأود أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية جلالة الملك، وإلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على الدعم والاهتمام الكبير الذي تحظى به المؤسسة من أجل تقديم أفضل الخدمات لأسرها ولجميع الفئات المستحقة في مملكتنا الغالية".وقال: "لقد شرفني صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وأحاطني برعايته وكرمه من خلال تكليفي تشريفي بالعمل لخدمة الأيتام والأرامل والمحتاجين داخل وخارج البحرين في المؤسسة الخيرية الملكية والتي خطت المؤسسة من خلال دعم جلالة الملك وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة خطوات كبيرة في العمل الخيري المنظم ووصلت إلى العالمية في خدمة الأيتام والأرامل والمحتاجين داخل وخارج البحرين".وأكد أن مشروع أبراج الخير يتكون من 23 طابقاً لكل برج وهو أحد المشاريع الخيرية والتنموية التي تعمل المؤسسة على تنفيذها، وتأتي لرفع المستوى المعيشي لأسر الخيرية الملكية ولجميع الفئات المستحقة في المملكة وتنويع الموارد المالية للمؤسسة من خلال المشاريع الاستثمارية والتي تنصب جميعها من أجل تحقيق هذا الهدف، معرباً عن الشكر الجزيل لكل الجهات والشركات التي تدعم عمل المؤسسة فهي شريكة في هذا النجاح.هرم النجاح لليتيمكما قدم الدكتور مصطفى السيد خلال الحوار رؤيته حول الأسلوب العلمي لتنمية المجتمع وتمكين الشباب نقل خلالها تجربة المؤسسة الخيرية الملكية في إدارة العمل الخيري والإنساني حيث عرض نظرية "هرم الدكتور مصطفى السيد للاستثمار وتمكين الشباب (هرم اليتيم) والتي جاءت نتاج خبرة وعمل استمر لسنوات طويلة وبأسلوب علمي دقيق ويمكن تطبيقها في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والإنسانية حيث تعتمد على توفير الاحتياجات الأساسية للإنسان حتى الوصول به إلى التمكين والاستثمار ليكون هو بعد ذلك الممول للهرم فيتحول من متلقٍ للمساعدة إلى إنسان منتج يساهم في خدمة مجتمعه وبناء وطنه.وأوضح بأن "القاعدة الأساسية للهرم تهدف إلى توفير (السكن - الغذاء - الدعم المالي) فيما ترتقي بعد ذلك إلى توفير (الاستقرار النفسي - الثقافة والتعليم) ومن ثم (التمكين وإيجاد فرص العمل) وبعد ذلك (الأدوار القيادية والإشراف) وصولاً إلى جعلهم من (رواد الأعمال) ويتوج ذلك بالمساهمة في تأسيس وامتلاك أسهم في مشاريع تجارية ومن ثم يكونون هم من يعمل على إعادة تمويل البنود الواردة في الهرم مرة أخرى لمساعدة وتمكين غيرهم ليكونوا مثلهم، حيث توزع شهادات الأسهم للشباب، ولتتحول هذه الأسهم إلى أموال شريطة أن يثبتوا نجاحهم، ونأمل أن يوفقنا الله سبحانه مشاريع منتجة للأيتام، حيث سنعمل على إنشاء مصانع للأيتام بالشراكة مع القطاعات المختلفة، ومن بينها وزارة الصناعة والتجارة وتمكين وغيرها من المؤسسات الوطنية، ومن خلال دعم جلالة الملك وقيادتنا الرشيدة وبتضافر الجهود سنرى تحقق هذا الحلم بإذن الله".وفي ختام اللقاء قدم أحمد طريف درعاً تقديرياً للدكتور مصطفى السيد معرباً عن تقديره ورواد المجلس للدكتور مصطفى السيد على عطائه وجهوده المخلصة طوال هذه السنوات، متمنين له دوام التقدم ومزيداً من العطاء لخدمة مملكتنا الغالية. فيما أشاد الدكتور بأن هذا اللقاء يمثل بادرة جميلة تحث على الترابط والألفة بين أبناء المجتمع.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90