لعبت شخصية المرحوم مبارك جاسم كانو دوراً كبيراً في مسيرة التنمية الاقتصادية منذ أكثر من ستين عاماً وكان يعتبر أحد أقطاب اقتصادنا الوطني، ويتجلى ذلك من خلال قيادته لمجموعة يوسف بن أحمد كانو، إحدى أكبر المؤسسات العائلية المرموقة على مستوى الخليج والوطن العربي إلى جانب المؤسسات والشركات التي ترأس مجلس إدارتها والتي تعد اليوم أكبر وأنجح المؤسسات التجارية والإنجازات التي حققها وجعلت منه أحد ألمع الأسماء في وسط رجال الأعمال والمال المرموقين.
نشأته:
ولد المرحوم مبارك كانو في مدينة المنامة 1930، وترعرع في كنف والده المرحوم جاسم محمد كانو ووالدته المرحومة فاطمة بنت إبراهيم كانو في حي كانو الشهير في مدينة المنامة، وكان في الوقت ذاته يقوم الأخوان جاسم وعلي أبناء محمد كانو شقيق يوسف بن أحمد كانو بإدارة أعمال وأنشطة مؤسسة يوسف بن أحمد كانو في ظل ورعاية مؤسس الشركة وعميد أسرة كانو الوجيه المرحوم الحاج يوسف بن أحمد كانو والتي مازالت الشركة تحمل اسمه عرفاناً لشخصه.
مراحله التعليمية
تلقى المرحوم مبارك كانو تعليمه الأول في مدرسة الهداية الخليفية ثم أكمل تعليمه في الجامعات الأمريكية مثل جامعة هارفرد العريقة وجامعة بيتسبورغ لمواصلة تحصيله العلمي الجامعي، وهو ضمن المجموعات الأولى التي توجهت للدراسة بالخارج في ذلك الوقت. وبعد إتمام دراسته الجامعية عاد مبارك كانو إلى البحرين ليشارك أفراد عائلة يوسف بن أحمد كانو في إدارة أعمال شركة العائلة.
حياته العملية:
يعتبر المرحوم مبارك كانو بجانب أخيه المرحوم محمد جاسم كانو المؤسس لوكالة سفريات كانو والتي تعد اليوم أول وأكبر وكالة سفريات في منطقة الشرق الأوسط بأسرها ويصل عدد مكاتبها 170 مكتباً، وأسس مبارك كانو أول وكالة سفريات رسمية في المنطقة عام 1946، في البداية كانت وكالة كانو للسفريات مكونة من مبارك كانو وأخيه المرحوم محمد كانو وموظف ومكتب مزود بهاتف وسيارة، ثم ازداد عدد الموظفين وتواصل نمو الوكالة، حيث تعلم الشقيقان سوياً أعمال السفر بطريق التجربة والخطأ، حيث كانت الحياة شاقة في ذلك الوقت وذلك بسبب صعوبة استئجار وسائل المواصلات لنقل المسافرين من وإلى المطار وكان الاتصال العالمي لا يزال يعتمد على البرقيات، وكان مبارك كانو يعتمد في استراتيجيته على تقديم الخدمات التي تنمي الصدقات بينه وبين الكثير من الناس، وكان من القلة القليلة التي كانت تتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة في ذلك الوقت، وساعده ذلك أنه نال تعليمه بالخارج وحصل على بعض الخبرة في مجال السفر الجوي، ولقد كان نهجه بسيطاً تلك الأيام، حيث أسس وكالة السفريات على مبادئ المعاملة الجيدة والسلوك الحسن والثقة والموظفين المدربين والخدمة الممتازة.
يعتبر المرحوم مبارك كانو بعد توليه زمام الأمور بمجموعة يوسف بن أحمد كانو منذ 2010م إلى وفاته في بداية السنة الماضية قطب حركة التحديث والتنويع الفعال لأنشطتها ونقلها إلى المزيد من التوسع الأفقي والرأسي وإضافة توكيلات جديدة للخطوط الملاحية وخطوط الطيران وخدمات التأمين والمشاريع المشتركة في العديد من المجالات الصناعية والتجارية والخدمية مع العديد من الشركات العالمية حتى أصبحت من كبريات الشركات المتعددة الأنشطة في المنطقة وذلك بفضل حكمته وحنكته في إدارت أقدم وأعرق شركة عائلية خليجية ذات الحجم الاستثماري الكبير والأنشطة المتنوعة والمتكاملة
كما كان يرأس مبارك كانو مجالس إدارات شركات أخرى وهي شركة أكسا الخليج للتأمين وشركة إيراديو للخدمات التقنية وشركة البحرين للهندسة وتصليح السفن وقد لعب دوراً بارزاً فيما وصلت إليه تلك الشركات من مكانة مرموقة على المستويين المحلي والعالمي، إضافة إلى ترأسه جمعية الأعمال والصداقة البحرينية اليابانية والتي تساهم بشكل فعال في تنمية التجارة والتعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين، وكان الفقيد كثير الاطلاع والقراءة، وقد عاصر فترات مهمة في عهود المغفور لهم بإذن الله تعالى أصحاب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله روعاه وكما أن الفقيد كان من المرافقين الدائمين لسمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وزار كثير من البلدان العربية والأجنبية الصديقة بمعية الأمير الراحل في رحلاته الخاصة والرسمية.
العمل الخيري:
كان يرأس المرحوم مبارك كانو بعض الجمعيات الخيرية مثل جمعية البحرين الخيرية وجمعية أصدقاء مرضى الكلى، وإسهاماته الخيرة والإنسانية خير شاهد ودليل، وكان مبارك كانو يشرف شخصياً وبشكل مباشر على مشاريع عائلة كانو الخيرية، فشركة يوسف بن أحمد كانو تخصص سنوياً مبالغ للأعمال الخيرية لمساندة المجتمع المدني كمدرسة كانو للتمريض، مركز حمد علي كانو الصحي في الرفاع الشرقي، مركز محمد جاسم كانو الصحي في مدينة حمد، ومركز أحمد علي كانو الصحي بالنويدرات، ومركز عبدالرحمن كانو لغسيل وأمراض الكلى بالبسيتين، ومسجد علي كانو في الحد، ومسجد مبارك وفاطمة كانو في قلالي، ومسجد حمد علي كانو في المحرق، جامع يوسف بن أحمد كانو بمدينة حمد وجامع جاسم محمد كانو بالمنامة ومسجد فاطمة بنت إبراهيم كانو بمدينة عيسى ومسجد مريم جاسم كانو بالبسيتين وقاعة أحمد علي كانو للمناسبات في مدينة حمد وقاعة فاطمة ابراهيم كانو للمناسبة في منطقة الزنج بالمنامة وقاعة فاطمة الشكر في مدينة حمد وغيرها من المشاريع الخيرية التي هي قيد الإنشاء.
من جانب آخر اهتم المرحوم مبارك كانو بزرع الحس الديني عند الشباب، وذلك من خلال بناء المساجد في كثير من الأماكن مثل "نادي المحرق والنادي الأهلي والهلال والمسجد الكبير قرب نادي البحرين، وكذلك نادي الحد" وغيرها.
لم تفقده المادة والنجاح المتواصل تواضعه وإنسانيته ولم يضعف من دوره تجاه بلده ومجتمعه، فهو يشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم ويتفقدهم في أحزانهم وقضاياهم ما جعله صاحب دور ريادي في مسار العمل التجاري والاجتماعي، فهو رجلاً فذاً محباً لإخوانه وابناً باراً، يحتل مكانةً مرموقة على خارطة المراكز الاقتصادية والمالية المعروفة إقليمياً وعالمياً.
وكما تم مؤخراً وبالنيابة عن إمبراطور اليابان قدم السفير الياباني بمملكة البحرين وسام الشمس المشرقة وأشعة الذهب برباط العنق إلى منى مبارك كانو ابنة المرحوم مبارك جاسم كانو وذلك تقديراً لجهود المرحوم مبارك كانو المميزة في ميدان تطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين اليابان والبحرين.
{{ article.visit_count }}
نشأته:
ولد المرحوم مبارك كانو في مدينة المنامة 1930، وترعرع في كنف والده المرحوم جاسم محمد كانو ووالدته المرحومة فاطمة بنت إبراهيم كانو في حي كانو الشهير في مدينة المنامة، وكان في الوقت ذاته يقوم الأخوان جاسم وعلي أبناء محمد كانو شقيق يوسف بن أحمد كانو بإدارة أعمال وأنشطة مؤسسة يوسف بن أحمد كانو في ظل ورعاية مؤسس الشركة وعميد أسرة كانو الوجيه المرحوم الحاج يوسف بن أحمد كانو والتي مازالت الشركة تحمل اسمه عرفاناً لشخصه.
مراحله التعليمية
تلقى المرحوم مبارك كانو تعليمه الأول في مدرسة الهداية الخليفية ثم أكمل تعليمه في الجامعات الأمريكية مثل جامعة هارفرد العريقة وجامعة بيتسبورغ لمواصلة تحصيله العلمي الجامعي، وهو ضمن المجموعات الأولى التي توجهت للدراسة بالخارج في ذلك الوقت. وبعد إتمام دراسته الجامعية عاد مبارك كانو إلى البحرين ليشارك أفراد عائلة يوسف بن أحمد كانو في إدارة أعمال شركة العائلة.
حياته العملية:
يعتبر المرحوم مبارك كانو بجانب أخيه المرحوم محمد جاسم كانو المؤسس لوكالة سفريات كانو والتي تعد اليوم أول وأكبر وكالة سفريات في منطقة الشرق الأوسط بأسرها ويصل عدد مكاتبها 170 مكتباً، وأسس مبارك كانو أول وكالة سفريات رسمية في المنطقة عام 1946، في البداية كانت وكالة كانو للسفريات مكونة من مبارك كانو وأخيه المرحوم محمد كانو وموظف ومكتب مزود بهاتف وسيارة، ثم ازداد عدد الموظفين وتواصل نمو الوكالة، حيث تعلم الشقيقان سوياً أعمال السفر بطريق التجربة والخطأ، حيث كانت الحياة شاقة في ذلك الوقت وذلك بسبب صعوبة استئجار وسائل المواصلات لنقل المسافرين من وإلى المطار وكان الاتصال العالمي لا يزال يعتمد على البرقيات، وكان مبارك كانو يعتمد في استراتيجيته على تقديم الخدمات التي تنمي الصدقات بينه وبين الكثير من الناس، وكان من القلة القليلة التي كانت تتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة في ذلك الوقت، وساعده ذلك أنه نال تعليمه بالخارج وحصل على بعض الخبرة في مجال السفر الجوي، ولقد كان نهجه بسيطاً تلك الأيام، حيث أسس وكالة السفريات على مبادئ المعاملة الجيدة والسلوك الحسن والثقة والموظفين المدربين والخدمة الممتازة.
يعتبر المرحوم مبارك كانو بعد توليه زمام الأمور بمجموعة يوسف بن أحمد كانو منذ 2010م إلى وفاته في بداية السنة الماضية قطب حركة التحديث والتنويع الفعال لأنشطتها ونقلها إلى المزيد من التوسع الأفقي والرأسي وإضافة توكيلات جديدة للخطوط الملاحية وخطوط الطيران وخدمات التأمين والمشاريع المشتركة في العديد من المجالات الصناعية والتجارية والخدمية مع العديد من الشركات العالمية حتى أصبحت من كبريات الشركات المتعددة الأنشطة في المنطقة وذلك بفضل حكمته وحنكته في إدارت أقدم وأعرق شركة عائلية خليجية ذات الحجم الاستثماري الكبير والأنشطة المتنوعة والمتكاملة
كما كان يرأس مبارك كانو مجالس إدارات شركات أخرى وهي شركة أكسا الخليج للتأمين وشركة إيراديو للخدمات التقنية وشركة البحرين للهندسة وتصليح السفن وقد لعب دوراً بارزاً فيما وصلت إليه تلك الشركات من مكانة مرموقة على المستويين المحلي والعالمي، إضافة إلى ترأسه جمعية الأعمال والصداقة البحرينية اليابانية والتي تساهم بشكل فعال في تنمية التجارة والتعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين، وكان الفقيد كثير الاطلاع والقراءة، وقد عاصر فترات مهمة في عهود المغفور لهم بإذن الله تعالى أصحاب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله روعاه وكما أن الفقيد كان من المرافقين الدائمين لسمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وزار كثير من البلدان العربية والأجنبية الصديقة بمعية الأمير الراحل في رحلاته الخاصة والرسمية.
العمل الخيري:
كان يرأس المرحوم مبارك كانو بعض الجمعيات الخيرية مثل جمعية البحرين الخيرية وجمعية أصدقاء مرضى الكلى، وإسهاماته الخيرة والإنسانية خير شاهد ودليل، وكان مبارك كانو يشرف شخصياً وبشكل مباشر على مشاريع عائلة كانو الخيرية، فشركة يوسف بن أحمد كانو تخصص سنوياً مبالغ للأعمال الخيرية لمساندة المجتمع المدني كمدرسة كانو للتمريض، مركز حمد علي كانو الصحي في الرفاع الشرقي، مركز محمد جاسم كانو الصحي في مدينة حمد، ومركز أحمد علي كانو الصحي بالنويدرات، ومركز عبدالرحمن كانو لغسيل وأمراض الكلى بالبسيتين، ومسجد علي كانو في الحد، ومسجد مبارك وفاطمة كانو في قلالي، ومسجد حمد علي كانو في المحرق، جامع يوسف بن أحمد كانو بمدينة حمد وجامع جاسم محمد كانو بالمنامة ومسجد فاطمة بنت إبراهيم كانو بمدينة عيسى ومسجد مريم جاسم كانو بالبسيتين وقاعة أحمد علي كانو للمناسبات في مدينة حمد وقاعة فاطمة ابراهيم كانو للمناسبة في منطقة الزنج بالمنامة وقاعة فاطمة الشكر في مدينة حمد وغيرها من المشاريع الخيرية التي هي قيد الإنشاء.
من جانب آخر اهتم المرحوم مبارك كانو بزرع الحس الديني عند الشباب، وذلك من خلال بناء المساجد في كثير من الأماكن مثل "نادي المحرق والنادي الأهلي والهلال والمسجد الكبير قرب نادي البحرين، وكذلك نادي الحد" وغيرها.
لم تفقده المادة والنجاح المتواصل تواضعه وإنسانيته ولم يضعف من دوره تجاه بلده ومجتمعه، فهو يشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم ويتفقدهم في أحزانهم وقضاياهم ما جعله صاحب دور ريادي في مسار العمل التجاري والاجتماعي، فهو رجلاً فذاً محباً لإخوانه وابناً باراً، يحتل مكانةً مرموقة على خارطة المراكز الاقتصادية والمالية المعروفة إقليمياً وعالمياً.
وكما تم مؤخراً وبالنيابة عن إمبراطور اليابان قدم السفير الياباني بمملكة البحرين وسام الشمس المشرقة وأشعة الذهب برباط العنق إلى منى مبارك كانو ابنة المرحوم مبارك جاسم كانو وذلك تقديراً لجهود المرحوم مبارك كانو المميزة في ميدان تطوير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين اليابان والبحرين.