أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن ميثاق العمل الوطني بمبادئه الشاملة شكل انطلاقة هامة ومحطة مضيئة في تاريخ مملكة البحرين الحديث، وجاء خير حاضن للحريات وخير راع لحقوق الإنسان، معززاً النموذج البحريني الرائد في التعايش الإنساني باحتضانه للتعددية الفكرية والثقافية.واستقبل عاهل البلاد المفدى، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، في قصر الصخير الخميس، كبار أفراد العائلة المالكة الكريمة وذلك للسلام على جلالته بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة عشرة للتصويت على ميثاق العمل الوطني.ورفع الجميع إلى المقام السامي لصاحب الجلالة، أصدق التهاني والتبريكات وأطيب التمنيات بهذه المناسبة العزيزة، معبرين عن بالغ الفخر والإعتزاز بما حققته المملكة في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المفدى من إنجازات شاملة ورائدة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والتي جعلتها تحظى بمكانة متقدمة بين دول العالم.وأشادوا بالجهود الطيبة لجلالته من أجل الارتقاء بعلاقات المملكة مع مختلف البلدان الشقيقة والصديقة، وترسيخ مواقفها المشرفة في المحافل الدولية وتعزيز دورها الريادي في محيطها العربي والدولي، ضارعين الى المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ العاهل المفدى ويسدد خطاه ويديم على جلالته موفور الصحة والسعادة لمواصلة قيادة مسيرة النهضة والتنمية والتطور التي تشهدها البحرين في عهده الزاهر.ورحب صاحب الجلالة بالجميع وبادلهم التهنئة بهذه المناسبة العزيزة، معرباً عن شكره وتقديره على مشاعرهم الوطنية النبيلة ودعواتهم الطيبة في هذه الذكرى المجيدة.واستذكر جلالته في هذا اليوم التاريخي الوقفة الوطنية الصادقة لشعب البحرين الوفي، والمعبرة عن إرادته وتوافقه على ثوابت ميثاق العمل الوطني، والتي كانت انطلاقة لمرحلة جديدة من مسيرة النهضة الشاملة وفق رؤية تعتمد النهج الديمقراطي خياراً للتطوير والتحديث والتقدم الحضاري.وأشار جلالته، إلى أن ثوابت ميثاق العمل الوطني بروحها المتجددة ورؤيتها الواعدة، ستظل دافعاً للمزيد من البناء والتطوير من أجل خير البحرين وشعبها العزيز ومستقبل أجيالها القادمة.وأعرب جلالة الملك المفدى عن اعتزازه بعطاء أهل البحرين في مختلف مجالات العمل الوطني وما يقومون به من دور هام في تعزيز ريادة المملكة على كافة المستويات، مؤكداً أن المواطن البحريني سيظل دائماً محور التنمية الوطنية وغايتها الأولى.وبعد تلاوة آي من الذكر الحكيم، ألقى عريف الحفل الكلمة التالية:سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة..نلتقي اليوم في كنف جلالتكم في هذا التقليد السامي الذي دأب جلالتكم كل عام على أن يجعله لقاء للعائلة المالكة الكريمة بمناسبة 14 فبراير وهو يوم الميثاق الوطني واقتراب المملكة الغالية وشعبك الوفي من الاحتفال بمرور عشرين عاماً على حكم جلالتكم الزاهر.إن هذه المناسبة العزيزة الغالية على قلب كل بحريني وبحرينية، ألهمت مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" بالإستئذان من جلالتكم لإصدار كتاب حول هذا الحدث التاريخي بعنوان "عقدان مزهران".وخص الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي العامر بأبيات شعرية بعنوان "عهدك يا حمد" لهذا الكتاب وتصدرت غلافه. وتشرف بإلقائها د.فواز أحمد الشروقي.ثم تشرف د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" بإلقاء كلمة بهذه المناسبة الوطنية الخالدة ويستأذنكم بإهداء الكتاب ولوحة فنية خاصة لجلالتكم. هذا نصها:بسم الله الرحمن الرحيمسيدي صاحب الجلالةالملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين،سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء،سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء،أصحاب السمو،الحضور الكريم،السلام عليكم ورحمه الله وبركاته،سيدي الوائليالذي قهر العدى، وأبْصر المدى.فخرُ الخليفة. ومجدد روحها ...سيدي صاحب الجلالةإن ولاءنا لكم.. قول وعمل، وتنفيذ للأمر.أقف اليوم بينَ يَدَيْ جلالتكم مُستأذناً بالتهنئة، رافعًا ليديكم الكريمتين، كتاب "عقدان زهران"، استجابة مِن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدُوَلية والطاقة "دِراسات" لأمر جلالتكم السامي، بتدوين وتوثيق المنجز الذي جعل مِنْ مملكة الحب في البحرين في عهدكم الميمون الزاهر مملكة للعمل والإنجاز ، ومملكة التميّز والاعتزاز.لقد أمرُتُم يا سيدي أن تكون ذاكرة البحرين، ذاكرةً مُدَوّنة لتحصين الحقيقة، وتلغيَ وَهُمَ التحريف والتأويل ولِتكون قُدوةً ومنارةً للأجيال القادمة تبنى على المُنْجَز وتباهي دوماً برؤيتكم يا صاحب الجلالة حين أمرتم فأنجزنا وأشرتم فحققنا.سيدي.. هذان عقدان مزهران نتشرف بتوثيقهما محاولة متواضعة لن تفي عظيم إنجازاتكم وما تصبون إليه من تحقيق مستقبل مشرق للبحرين.سيدي.. بضوئكم الأول أبصرنا دروبنا وحققنا ما رضيته لنا، فكانت القوات المسلحة الدرع والحماية بعد أن كان العلم في أول مدارسنا هداية جاءت تنميتُنا الاقتصادية رؤية وغاية عهدً علينا أن يكون أمرًكم دليلنا ونصْبَ أعيننا لتظل بحرينكم، بوابة الأمة وقلعتها الحصينة.فالبحرين خالدة، أولاً ودائماً، في قلوب جندك وأبنائك يا صاحب الجلالة، لا مجال فيها لطامع أو متربص ليَنْفَذ عبرَها إلى قلب الأمة فهذه المملكة التي أسستموها على التقوى، والتسامح والمنعة، ستظل شامخة راسخة .تُقبل ولا تُدبِر ...تَكِر ولا تفر... تُصد وتردّ على كل من رماها بـشرّالعروبة هويتها، والإسلام السمح المتسامح دِينها.نسأل الله تعالى أن يظللكم بظلّه وأن يَهَبُكم مِن لَدُنْهُ الحكمة، والإيمان والقدرة.. إنه سميع مُجيب.سيدي.بعد ذلك تشرف د.الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات" بتقديم كتاب "عقدان مزهران" الذي أعده المركز.وأعرب جلالة الملك المفدى عن شكره وتقديره على هذا الكتاب القيم، منوهاً بالجهود الطيبة التي يبذلها المركز في سبيل إعداد الدراسات والبحوث بهدف تحقيق كل الأهداف المنشودة.وأقيمت العرضة البحرينية بهذه المناسبة الوطنية الغالية.بعد ذلك قام حضرة صاحب الجلالة بجولة في المعرض الذي اقيم بهذه المناسبة حيث شاهد جلالته والحضور شجرة العائلة المالكة الكريمة.وأعرب جلالته عن شكره وتقديره للقائمين على هذا المعرض متمنيا لهم دوام التوفيق والسداد.