قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى "تمكن مجتمعنا في كل الأوقات أن يحافظ على نسيجه الواحد بقيمه النبيلة وبسمات الإنسان البحريني المتحضر، المعروف بدماثة خلقه وسعة أفقه، وبالتزامه وإخلاصه في خدمة وطنه، والفخور بإرثه وهويته".
وتفضل عاهل البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفل "ميثاق من ذهب" والذي أقيم الخميس في صرح ميثاق العمل الوطني، بمناسبة مرور ثمانية عشر عاماً على التصويت على ميثاق العمل الوطني.
ولدى وصول جلالة الملك المفدى، كان في الإستقبال سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، ود.ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، حيث استقبل جلالته بالترحيب والهتاف من قبل طلبة وطالبات المدارس.
واطلع جلالة الملك المفدى في بداية الحفل على معرض الفنان البحريني عباس الموسوي، الذي أقامه بمناسبة الاحتفال بميثاق من ذهب حيث قدم الفنان إلى جلالة الملك شرحاً عن هذه الأعمال التي تتناول الإنجازات الرياضية التي حققها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وإنجازات أبطال المملكة الرياضيين.
وأعرب جلالته عن أعجابة بهذه الأعمال الفنية مؤكداً على دور الفنان البحريني في توثيق مثل هذه الإنجازات الرياضية وترجمتها إلى أعمال فنية متمنياً جلالته للفنان عباس الموسوي كل التوفيق والسداد.
وبدأ الحفل بعزف السلام الملكي، ثم تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم.
بعد ذلك شاهد الجميع فيلماً قصيراً تناول أهم المحطات الحضارية والوطنية المضيئة والإنجازات الرائدة التي حققتها المملكة وشعبها الكريم على الصعد كافة منذ إقرار ميثاق العمل الوطني.
ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة بإلقاء كلمة سامية بهذه المناسبة العزيزة، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ها نحن نفي بوعدنا لكم ونلتقي بكم في هذه المناسبة الخاصة والمتزامنة مع ذكرى التوافق على ميثاق العمل الوطني بإجماعه التاريخي، الذي جاء معبراً عن الإرادة الصلبة والقرار الحر لشعبنا الوفي في تشكيل مستقبل الوطن واستمرار نهضته.
وإنه لمن دواعي السرور والاعتزاز أن يخصص حفلنا هذا، لأعرب لكم شخصياً عن شكري الخالص وتقديري العميق، لإنجازاتكم الرفيعة والمجسدة لجوهر "الروح البحرينية" الوثابة للمجد وللسمو بوطنها، فكان لكم في عام الذهب، السبق في العطاء والإبداع في الأداء.. وكما وعدتم أنجزتم.
ويسعدني كأب محب لكم جميعاً، أن أبارك لكم سعيكم ودوام نجاحكم الذي جاء متألقاً بتميزه، ومؤكداً على قدرة أبناء وبنات البحرين بتحدي الصعاب وتحويلها إلى إنجازات تضيء سماء الوطن. كما نجد في لقائنا هذا، خير فرصة لتحية كل من عمل معكم ومن أجلكم "بنهج الفريق الواحد" لتحويل حلم التفوق إلى حقيقة. فشكراً لهم، كل في موقعه، لبلوغ هذه النتائج المفرحة في كافة ميادين الوطن.
وهنا أتوجه مجدداً بالشكر والامتنان لابننا العزيز صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، الراعي الأول لتنمية الشأن الرياضي في مملكة البحرين، على أدائه المشرّف وعلى حُسن متابعته لمسؤولياته، بما يضمن تقدم الرياضة البحرينية والارتقاء بالقطاع الشبابي.
ويسعدنا أن نشهد نتيجة لذلك "نهضة رياضية وشبابية"، ونسأل الله أن يوفقه في مساعيه المخلصة لمساندة شباب الوطن في انطلاقته نحو مستقبله الواعد.
الحضور الكريم ، تمكن مجتمعنا في كل الأوقات أن يحافظ على نسيجه الواحد بقيمه النبيلة وبسمات الإنسان البحريني المتحضر، المعروف بدماثة خلقه وسعة أفقه، وبالتزامه وإخلاصه في خدمة وطنه، والفخور بإرثه وهويته، وهذه هي "الشخصية البحرينية الأصيلة" التي نريد لها أن تواصل في تألقها وتفوقها من أجل" بحرين المستقبل"، فلنعمل جاهدين بالحفاظ عليها ونحصن بها سياجنا الوطني .
وفي الختام، نكرر لكم شكرنا وتقديرنا على كريم سعيكم، مباركين لكم فوزكم الذي جاء بهمة الأبطال، وندعو الله بدوام نجاحات الوطن على يد أبنائه الذين نحرص على أن تتاح أمامهم كافة الفرص والتسهيلات للوصول إلى قمة العطاء ، "بإصرارٍ وعزمٍ من ذهب" .
وبهذه المناسبة الكريمة، فإننا نرفع أكف الضراعة للمولى جل وعلا، بأن يحفظ شبابنا وفتياتنا، ويوفقهم لما فيه الخير والصلاح لوطنهم، وأن يجعلهم صالحين مُصلحين، وأن يحقق على أيديهم التقدم والتطور والإزدهار، والمزيد من الإنجازات إنه سميع الدعاء.
دمتم ودامت بجهودكم رفعة بلادكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بعدها ألقى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى.
سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
السيدات والسادة
الحضور الكرام
وأبطال مملكة البحرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يشرفني بداية وأصالة عن نفسي ونيابة عن المنجزين من أبناء مملكة البحرين، أن نرفع الى مقام جلالتكم أسمى آيات الشكر والتقدير على تشريف جلالتكم لهذا الحفل الذي يصادف الذكرى الثامنة عشر لميثاق العمل الوطني.
في مثل هذا اليوم التاريخي، شهد العالم بزوغ نجم ميثاق العمل الوطني في رهان أب على الوعي الوطني لأبناءه وبناته وعقد وفاء وبيعة حاكم ومحكوم، في سابقة دستورية سمع الكون صداها وفهم الجميع مدى تماسك البحرينيين بمليكهم وقائد مسيرتهم الذي قاد المملكة للرخاء والتقدم .
ومنذ ذلك الحين وإلى وقتنا الحالي دائما ما كنا نستلهم من أقوال جلالتكم، بأن البحرين غنية بأهلها وأن البحريني معدنه من ذهب والرهان على وعيه وتحضره وانتمائه واعتزازه بمجتمعه المدني الناضج وحبه للمثابرة والانجاز.
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، في عام 2001 شهدتم انطلاقة فكرة ميثاق العمل الوطني فراهنتم يا صاحب الجلالة على شعبكم الوفي من أجل الانطلاقة نحو بناء البحرين الحديثة كما فوض شعب البحرين جلالتكم تفويضاً مطلقاً لقيادة المسيرة نحو آفاق من التقدم والرخاء وإرساء الأمن والعدالة الاجتماعية بين جميع ابناء الوطن .
وبعد التصويت على ميثاق العمل الوطني بأغلبية شعب البحرين بدأت المملكة في رحلة البناء والتحديث والسير على تنفيذ الرؤية للنهوض والتقدم في مختلف المجالات، ولتنطلق البحرين من مبادئ البيئة التنافسية العادلة المنفتحة والتي تحتوي المتميزين وتغرس فيهم الإحساس بالمسئولية الوطنية وتبعث فيهم الإيجابية والمغامرة والمثابرة والإصرار على التحدي وروح التحضر المستمر وصولاً الى تحقيق الإنجازات والفخر بأبناء وبنات مملكة البحرين أمام مرأى ومسمع جميع العالم، وكذلك رّسخ الإيمان بأن الإنجاز هو الأساس الوحيد لأهل مملكة البحرين الذين لا يرضون بديلاً عنه.
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، في عام 2018 جاءت استجابة المحبين من أبناء وبنات البحرين في قمتها ليكون عاماً خالصاً ومحفوفاً بالإنجازات الكبيرة، حيث وقفنا في مطلع العام المنصرم بين يّدي جلالتكم لأخذ الإذن بإطلاق عام 2018 باسم "الذهب فقط"، ولولا الله ثم دعم جلالتكم لما توصلنا للإنجازات التي تحققت، والتي تعد الأكبر بتاريخ مملكة البحرين، حيث حقق 236 مواطن بحريني 251 إنجاز على جميع الأصعدة باختلافها، ونبقى مقصرين أمام ما يتم تقديمه من دعم جلالتكم ألاّ منتهي لأبنائكم وبناتكم، وهذا ما يجعلنا نخوض الصعاب من أجل ازدهار المملكة والظهور بالشكل المشرف في جميع المسابقات والمحافل الدولية.
ولا شك بأن ميثاق العمل الوطني أساسه ترسيخ وإدماج مكونات المجتمع المدني البحريني، والذي عكس بكل فخر واعتزاز أجمل صور اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب ليضع الأساس القوي نحو الانتقال بمملكة البحرين الى صفحات مشرقة في تاريخها التليد، ونحمد الله حمداً كثيراً بأن المواطن البحريني يمتلك صفات وسمات متميزة، والتي اكتسبها تباعاً من الآباء والاجداد وهي السمة الغالبة عليه فنجد الولاء والانتماء للوطن، والتواضع، مع التحلي بالثقة بالنفس، والإصرار والتحدي والمثابرة والعزيمة والشغف لتحقيق الإنجاز. حتى جعلته يسير بخطى ثابتة نحو الإنجاز ليثبت بكل جدارة واستحقاق بأنه بقدر المسئولية الملقاة على عاتقه كفرد منتج ومنجز.
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، في هذه المناسبة الميمونة وفي هذا المكان الذي حفرت فيه أسماء الموقعين على ميثاق العمل الوطني يقف ّحول جلالتكم أبناء وبنات مملكة البحرين المنجزين الذين رفعوا اسم مملكة البحرين عالياً وحققوا المركز الأول بشّتى المجالات، وقد كانو خير ممثلين لوطنهم أمام العالم.
ونعاهد جلالتكم، بأن نستمر ببذل المزيد من الجهد والعطاء لرفعة راية الوطن، والسعي نحو تحقيق المركز الأول بشتى المجالات، على المستوى الإقليمي والدولي، مستلهمين ذلك من مشروع جلالتكم الناجح، وتقديم الإنجازات عرفاناً وإجلالاً من أبناء الوطن لقائدهم.
فمن يملك يا صاحب الجلالة ميثاق عمل ويجد أمامه مشروعاً ناجحاً وعظيماً أوجد البيئة التنافسية الشفافة، وإذا كان الفرد لديه الشغف وحب الإنجاز فيجب أن لا يقبل إلا برفع الراية عالياً.
ختاما: نبارك لجلالتكم هذا الشعب المنجز الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل رفعة راية مملكة البحرين وتجديد البيعة لجلالتكم لتكون المملكة في الطليعة دائما وتقديراً ودافعاً لكل منجز وحافزاً للأجيال القادمة، نلتمس من جلالتكم إصدار أمركم السامي بإطلاق "ميثاق من ذهب" ليصبح هذا اليوم تكريماً لكل من ساهم برفع راية مملكة البحرين بتحقيق المركز الأول في جميع الأصعدة الإقليمية والدولية بكل عام.
وكذلك نلتمس من جلالتكم تدشين سجل المنجزين الذين سيخلد أسماء أبنائكم المنجزين بما حققوا من إنجازات بأسم مملكة البحرين.
داعين الله بأن يمن على جلالتكم بالصحة والعافية وبالعمر المديد ، أدامكم الله عزاً وذخراً لشعبكم المخلص، وحفظكم الله من كل سوء ومكروه، وسدد الله خطاكم لما يحبه ويرضاه.
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى الشاعر محمد هادي الحلواجي قصيدة بهذه المناسبة قال فيها:
وحروفهُ بكَ سلسبيلٌ ينبعُ
أيّامُهُ فِي عُنفوانٍ يرجعُ
كالعندليبِ بشدْوهِ يُستمتعُ
طُوِيَتْ وصوتا في الفراغ يقعقعُ
لغتي فيبتسمُ القصيدُ ويَيْنعُ
يهمي سحابٌ غيثهُ لا يُقلعُ
كالدرّ في رَأْدِ الضُحى يتشعشعُ
كالشمسِ مِن خُلَلِ السحابةِ تسطعُ
وبظلّ مجدكَ في الجمال تُنَوّعُ
لسوايَ ما برحَتْ إباً تتمنّعُ
مِن كلّ زاويةٍ وأفْقٍ تطلعُ
منْ غير حثٍّ في مديحكَ أُسرعُ
ولطيبِ رؤيتكمْ أحنُّ وأطمعُ
وبكلّ محتفلٍ لكمْ يتذرّع
قول العذول ولا لسانا يَلْذَع
في القلب، لمْ ينطقْ بشعري اليَلْمُعُ
في كلّ حادثةٍ تضجُّ وتجزعُ
يوماً ولمْ أسمعْ لمنْ يتنطعُ
خيرا يعمُّ على الجميع ويُرْبِعُ
لمْ يدّخرْ جهدا إلى ما ينفعُ
ونميرُه العذب الذي لا يُقطعُ
مهما استطالتْ فهي نزرٌ بلقعُ
والشعر في جنب المكارم يخضعُ
أقصى مداه غداة قولٍ يُسمعُ
سِفرٌ لكلّ مزيّةٍ يتَتَبعُ
سيظلّ في أكنافِها يَتَموْضعُ
إذ أنّ أبياتي بكمْ تَتَرَفّعُ
أبدَ الزمان بذكركمْ يتضوّعُ
وبحبّكم وولائكمْ تتلفّعُ
بقصائدٍ بالزيف لا تتبرقعُ
ما لا يطيق ولا الذي يتصنّعُ
تحتَ الشغاف وما احْتَوتْهُ الأضلعُ
إنْ التّكلفَ بالقصيد يُتَعْتِعُ
فالشعر في الظلمات لا يتقوْقعُ
بسلاسلٍ فيها يقادُ ويقمعُ
نارا لأهليه لكيْ لا يُخدعوا
وحِبالةٌ للوصل لا تَتَقَطّعُ
وحصادُ تجربةٍ ورأيٌ يجمعُ
ولسانُ صدقٍ لايكلّ ويَهْجَعُ
بهدى رؤاك وثمّ رأيك ينْجَعُ
يطوي بها حرف القصيد ويذرعُ
ويقودهُ فيها السبيلُ المهيَعُ
فذّا لفاضِلةِ المكارمِ يُسرعُ
بأناةِ رأيٍ قط لا يتسرعُ
وبحزمهِ أنف التردّد يُجدعُ
في الخير بل عنْ فعلِهِ لا يُخدعُ
وسجيّةٌ نحو المكارم تَنْزِعُ
للمكرمات بخطوةٍ لا تَظْلعُ
أعْتى المصاعب حكمةً تتطوّعُ
وبرأيكمْ لانَ العصيُّ الأمنعُ
وعلوِّ همّتِهِ المصاعب تُهْطِعُ
لمْ يدرِ كيف يقول وهو المصقعُ
وهو الذي بك دائما يتشفعُ
فإليكمُ تومي النجوم اللّمّعُ
فالبعدُ عن ربْعِ الأحبّةِ يوجِعُ
لغة الجمال بفيئِها تَتَرَعْرَعُ
وبِدُرّ طيبِ خِصَالِكمْ تَتَرَصّعُ
وبمسمع الدنيا صدىً يترجّعُ
أرضٌ على عرش العُلا تتربّعُ
فأنا المتيّمُ في هواها المولَعُ
بجميع روحي فهي طيبٌ مُمْرعُ
رمتُ القصيدَ يجيء منها المطلعُ
فهي البدايةُ وهي عندي المرجعُ
وبنوهُ بالشرف الرفيع تدرّعوا
صرحٌ مدى الأيّام لا يتصدّعُ
جُلّى لغير المجد لا تتطلعُ
وأراه في سوح البطولة يلمعُ
وحصاد ما تجنيه بذرٌ يُزرعُ
إنّ الطَّموحَ بغيرهِ لا يقنعُ
بخُطى السّموّ تسيرُ لا تتضعضعُ
وببصمة الإيجاب باسمك وقّعوا
سامٍ وتجربةٌ لخيرٍ توزعُ
أعطيتهم عهدا به لا يُخلعُ
وعلى الولاء لكمْ أتوا وتجمّعوا
مَوْجٌ ومَوْجُ الحبِّ لا يُستدفعُ
حَانٍ ودرعا للمكارهِ يَدفعُ
بقصيدةٍ كالأصل إذْ يتفرّعُ
وشفيتَ أفئدةً أسىً تتلوّعُ
يومٌ لهُ الدنيا تصيخ وتسمعُ
في اللبّ من جوف الحشاشة يقبعُ
بلْ ديمةٌ تهمي هوىً لا تُقلعُ
أزهو وقلبي في حنينٍ يسْجَعُ
لمْ يخلُ منهُ مِنَ المحافل موقعُ
وبكلّ يومٍ في جديدٍ يشرعُ
نجما تشيرُ لهُ الجهاتُ الأربعُ
عنْ حبكمْ واللهِ لا يتزعزعُ
منْ قبل وِترٌ من كثيرٍ يشفعُ
لبريقِها مُقَلُ الحواسدِ تدْمعُ
خير الذين بشعرهمْ قدْ أبدعوا
فازْوَرَّ عنْ لغتي الهزيل الأبقعُ
عبقتْ وأنطقها الخيالُ المُبْدعُ
يسمو بذكرِ الأكرمين ويُرفَعُ
مازالَ باسمِكَ في المحافلِ يَصْدعُ
نِعَماً تدومُ بِفضلِهِ تتوسّعُ
نِعْمَ المجيبُ لمنْ لهُ يتضرّعُ
الشعرُ باسمك كلّ يومٍ يُبدعُ
إذْ كلّما قالوا لقدْ ذَهَبَتْ بهِ
ويعودُ يشمخُ في المحافلِ صادحاً
ما كان لولا أنتَ إلا صفحةً
في كلّ ثانيةٍ يراودُ عطرُكمْ
وتجيئُني الكلمات تترى مثلما
وسحابُها المركومُ يهطلُ أحرفاً
تزداد مِنْ ألقٍ ويشرقُ نورُها
هي باسمكمْ سطعتْ وباسمكَ أبدعتْ
أرْخَتْ إليّ زمامَها وهي التي
وكأنّها وهي العصيةُ دائما
وتحثّني حتّى أقول وإننّي
إذ أنّ بي شوق لذكركَ دائما
ولذا يجود الشعر كلّ هنيئةٍ
أنا في وفائِكَ أحرف لا تتّقي
وبأنّني مَا بُحْتُ إلا بالذي
كلاّ ولا يمَّمْتُ شطر كئيبةٍ
كلاّ ولا طبَّ التشاؤم ساحتي
أنا شاعرٌ أقصى مناه بأنْ يرى
ولذا وقفتُ قصائدي في ذكر منْ
فخر القصيدِ وعنفوانِ حروفِهِ
قالوا: لقدْ أسرفتَ قلتُ: قصائدي
لمْ تُوفِهِ حقّا لسابق فضلِهِ
ولربّما كان القصيد إذا سما
ولعلّ غاية ما يقال بأنّهُ
فإذا سمتْ يسمو وإنْ هي أوْضَعَتْ
ورفعتُ أبياتي إليك هديةً
وَشَّيْتُها حبّا ووردا عطرهُ
وكسوتُ أحرفها بأجمل حُلّةٍ
لولاك لم أرْقَ المنصّة ناطقا
عفواً أقول فلستُ ممّنْ يدّعي
منذ البدايةِ قد نطقتُ بما انطوى
تأبى القريحةُ أن تجودَ تكلّفا
لمْ تقترفْ ذنب التعنّتِ لحظةً
والشعر يأبى أن يكون مقيدا
والشعر يا مولاي قبسةُ قابسٍ
ولكيْ ينير لهم سبيل موّدةٍ
وبريد صدقٍ بل رسول محبةٍ
ومقام عرفانٍ وشكرُ فضيلةٍ
ما زلتَ أنتَ له الدليل بشعرهِ
مستلهما منكم طريقة رشدهِ
ويقيس بالإحساس نبض حروفِهِ
فلقدْ عرفتك في المواقف كلّها
ثبتَ الجَنَانِ غداة كلّ كريهةٍ
الفارس الشهم النبيل أخو النُّهى
ما طَبَّ ساحتَهُ التلكؤ لحظةً
نفسٌ له مجبولةٌ في حبّهِ
ويميل منْ تلقاء طيبةِ نفسهِ
أنتَ الحكيمُ وأنتَ منْ في رأيِهِ
داودُ قدْ لانَ الحديدُ بكفّهِ
والفذُ ذلكمُ الذي مِنْ عزمهِ
عذراً أبا سلمان قولة شاعرٍ
عاقَتْهُ هَيْبَتُكمْ فتأْتَأَ حَرفُهُ
يرنو إلى عُليا مقامك مطرقا
فأنَلِهُ قربا مِنْ مرابع مجدكمْ
أنشدتُها صفوا بفيض مشاعرٍ
قدْ صِغتُها صَوْغَ المُفِنِّ لِعِقْدِهِ
تُبْدي محاسنُها محاسنَ فضلكمْ
وأخصّ أرضي بالتحيّةِ إنّها
وأحبّها والله حبّ مُوَلّهٍ
أستاف طيب ترابها وأشمّهُ
هي دفء أبياتي وإنّي كلّما
وإذا هفَتْ روحي لذكر أحبتي
وطني الحبيب بكمْ تطاول رفعةً
وبنيتمو صرح الإخاء وإنّهُ
ذكراه تبعث في النفوس مطامحا
عامٌ من الذهب المطلّ بنصرهِ
ويقودهم للنصر شبلك ناصرٌ
لم يقنعوا فيهِ بغير بريقهِ
هذا هو الميثاق روح عزيمةٍ
يوم على الميثاق صوّت شعبكمُ
يحدوهم الأمل الكبير ومطمحٌ
هم بايعوك على الوفاء وأنت منْ
منْ ذا الذي ينسى الحشود بسترةٍ
منْ كلّ فَجٍّ قد أتوْكَ كأنّهمْ
ولقدْ رأوْك أبا فكنتَ لهمْ أباً
أمْ يوم جدحفص الذي لمْ أنسهُ
داويتَ يا مولاي فيهِ جراحةً
وكذلكمْ يوم البديّعِ إنّهُ
أوفي المنامةِ والمنامة موقفٌ
أو في المحرّق والمحرق دانةٌ
تلك المحافل ما برحتُ بذكرها
إيهٍ أبا سلمان قولةُ شاعرٍ
ألقى إليك من القصيدِ فرائدا
واللهِ لو عاد الزمانُ وجدتني
وسمعتَ شعرا في ولائكَ صادحاً
وعلمْتَ أنّ جميعَ مَا أنشدتُهُ
ورأيتَ من غُررِ القصائدِ أحرفاً
للهِ أنتَ ولستُ أزعمُ أنّني
لكنّ حظّي قد سما بلقائكمْ
فبكمْ تزينّتْ الحروف وباسمكمْ
فالشعر إنْ عُدّتْ مفاخر شاعر
وسلام قلبٍ مِنْ محبٍّ صادقٍ
واللهَ يسألُ أنْ يديمَ عليكمو
ويقيكُمُو مِنْ كلّ سوءٍ إنّهُ
بعد ذلك، تم عرض أسماء أصحاب الإنجازات على شاشات العرض، لتسليط الضوء على إنجازاتهم، تقديرا لعطاءاتهم وخدماتهم الجليلة التي قدموها للوطن العزيز في مختلف القطاعات.
ثم تم تقديم أوبريت غنائي بعنوان "ميثاق من ذهب" وهو من كلمات الشاعر عارف الهاشل، والشاعر يونس سلمان، وتلحين الفنان أحمد الهرمي، وأداء الفنانين راشد الماجد، وراشد حنظل، بمصاحبة طلبة وطالبات وزارة التربية والتعليم.
عقب ذلك، تشرف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بتقديم هدية تذكارية إلى حضرة صاحب الجلالة بهذه المناسبة وقد التقطت الصور التذكارية لجلالة الملك مع أبطال البحرين.
وتفضل عاهل البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفل "ميثاق من ذهب" والذي أقيم الخميس في صرح ميثاق العمل الوطني، بمناسبة مرور ثمانية عشر عاماً على التصويت على ميثاق العمل الوطني.
ولدى وصول جلالة الملك المفدى، كان في الإستقبال سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، ود.ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، حيث استقبل جلالته بالترحيب والهتاف من قبل طلبة وطالبات المدارس.
واطلع جلالة الملك المفدى في بداية الحفل على معرض الفنان البحريني عباس الموسوي، الذي أقامه بمناسبة الاحتفال بميثاق من ذهب حيث قدم الفنان إلى جلالة الملك شرحاً عن هذه الأعمال التي تتناول الإنجازات الرياضية التي حققها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وإنجازات أبطال المملكة الرياضيين.
وأعرب جلالته عن أعجابة بهذه الأعمال الفنية مؤكداً على دور الفنان البحريني في توثيق مثل هذه الإنجازات الرياضية وترجمتها إلى أعمال فنية متمنياً جلالته للفنان عباس الموسوي كل التوفيق والسداد.
وبدأ الحفل بعزف السلام الملكي، ثم تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم.
بعد ذلك شاهد الجميع فيلماً قصيراً تناول أهم المحطات الحضارية والوطنية المضيئة والإنجازات الرائدة التي حققتها المملكة وشعبها الكريم على الصعد كافة منذ إقرار ميثاق العمل الوطني.
ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة بإلقاء كلمة سامية بهذه المناسبة العزيزة، فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ها نحن نفي بوعدنا لكم ونلتقي بكم في هذه المناسبة الخاصة والمتزامنة مع ذكرى التوافق على ميثاق العمل الوطني بإجماعه التاريخي، الذي جاء معبراً عن الإرادة الصلبة والقرار الحر لشعبنا الوفي في تشكيل مستقبل الوطن واستمرار نهضته.
وإنه لمن دواعي السرور والاعتزاز أن يخصص حفلنا هذا، لأعرب لكم شخصياً عن شكري الخالص وتقديري العميق، لإنجازاتكم الرفيعة والمجسدة لجوهر "الروح البحرينية" الوثابة للمجد وللسمو بوطنها، فكان لكم في عام الذهب، السبق في العطاء والإبداع في الأداء.. وكما وعدتم أنجزتم.
ويسعدني كأب محب لكم جميعاً، أن أبارك لكم سعيكم ودوام نجاحكم الذي جاء متألقاً بتميزه، ومؤكداً على قدرة أبناء وبنات البحرين بتحدي الصعاب وتحويلها إلى إنجازات تضيء سماء الوطن. كما نجد في لقائنا هذا، خير فرصة لتحية كل من عمل معكم ومن أجلكم "بنهج الفريق الواحد" لتحويل حلم التفوق إلى حقيقة. فشكراً لهم، كل في موقعه، لبلوغ هذه النتائج المفرحة في كافة ميادين الوطن.
وهنا أتوجه مجدداً بالشكر والامتنان لابننا العزيز صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، الراعي الأول لتنمية الشأن الرياضي في مملكة البحرين، على أدائه المشرّف وعلى حُسن متابعته لمسؤولياته، بما يضمن تقدم الرياضة البحرينية والارتقاء بالقطاع الشبابي.
ويسعدنا أن نشهد نتيجة لذلك "نهضة رياضية وشبابية"، ونسأل الله أن يوفقه في مساعيه المخلصة لمساندة شباب الوطن في انطلاقته نحو مستقبله الواعد.
الحضور الكريم ، تمكن مجتمعنا في كل الأوقات أن يحافظ على نسيجه الواحد بقيمه النبيلة وبسمات الإنسان البحريني المتحضر، المعروف بدماثة خلقه وسعة أفقه، وبالتزامه وإخلاصه في خدمة وطنه، والفخور بإرثه وهويته، وهذه هي "الشخصية البحرينية الأصيلة" التي نريد لها أن تواصل في تألقها وتفوقها من أجل" بحرين المستقبل"، فلنعمل جاهدين بالحفاظ عليها ونحصن بها سياجنا الوطني .
وفي الختام، نكرر لكم شكرنا وتقديرنا على كريم سعيكم، مباركين لكم فوزكم الذي جاء بهمة الأبطال، وندعو الله بدوام نجاحات الوطن على يد أبنائه الذين نحرص على أن تتاح أمامهم كافة الفرص والتسهيلات للوصول إلى قمة العطاء ، "بإصرارٍ وعزمٍ من ذهب" .
وبهذه المناسبة الكريمة، فإننا نرفع أكف الضراعة للمولى جل وعلا، بأن يحفظ شبابنا وفتياتنا، ويوفقهم لما فيه الخير والصلاح لوطنهم، وأن يجعلهم صالحين مُصلحين، وأن يحقق على أيديهم التقدم والتطور والإزدهار، والمزيد من الإنجازات إنه سميع الدعاء.
دمتم ودامت بجهودكم رفعة بلادكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
بعدها ألقى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى.
سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة
السيدات والسادة
الحضور الكرام
وأبطال مملكة البحرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يشرفني بداية وأصالة عن نفسي ونيابة عن المنجزين من أبناء مملكة البحرين، أن نرفع الى مقام جلالتكم أسمى آيات الشكر والتقدير على تشريف جلالتكم لهذا الحفل الذي يصادف الذكرى الثامنة عشر لميثاق العمل الوطني.
في مثل هذا اليوم التاريخي، شهد العالم بزوغ نجم ميثاق العمل الوطني في رهان أب على الوعي الوطني لأبناءه وبناته وعقد وفاء وبيعة حاكم ومحكوم، في سابقة دستورية سمع الكون صداها وفهم الجميع مدى تماسك البحرينيين بمليكهم وقائد مسيرتهم الذي قاد المملكة للرخاء والتقدم .
ومنذ ذلك الحين وإلى وقتنا الحالي دائما ما كنا نستلهم من أقوال جلالتكم، بأن البحرين غنية بأهلها وأن البحريني معدنه من ذهب والرهان على وعيه وتحضره وانتمائه واعتزازه بمجتمعه المدني الناضج وحبه للمثابرة والانجاز.
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، في عام 2001 شهدتم انطلاقة فكرة ميثاق العمل الوطني فراهنتم يا صاحب الجلالة على شعبكم الوفي من أجل الانطلاقة نحو بناء البحرين الحديثة كما فوض شعب البحرين جلالتكم تفويضاً مطلقاً لقيادة المسيرة نحو آفاق من التقدم والرخاء وإرساء الأمن والعدالة الاجتماعية بين جميع ابناء الوطن .
وبعد التصويت على ميثاق العمل الوطني بأغلبية شعب البحرين بدأت المملكة في رحلة البناء والتحديث والسير على تنفيذ الرؤية للنهوض والتقدم في مختلف المجالات، ولتنطلق البحرين من مبادئ البيئة التنافسية العادلة المنفتحة والتي تحتوي المتميزين وتغرس فيهم الإحساس بالمسئولية الوطنية وتبعث فيهم الإيجابية والمغامرة والمثابرة والإصرار على التحدي وروح التحضر المستمر وصولاً الى تحقيق الإنجازات والفخر بأبناء وبنات مملكة البحرين أمام مرأى ومسمع جميع العالم، وكذلك رّسخ الإيمان بأن الإنجاز هو الأساس الوحيد لأهل مملكة البحرين الذين لا يرضون بديلاً عنه.
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، في عام 2018 جاءت استجابة المحبين من أبناء وبنات البحرين في قمتها ليكون عاماً خالصاً ومحفوفاً بالإنجازات الكبيرة، حيث وقفنا في مطلع العام المنصرم بين يّدي جلالتكم لأخذ الإذن بإطلاق عام 2018 باسم "الذهب فقط"، ولولا الله ثم دعم جلالتكم لما توصلنا للإنجازات التي تحققت، والتي تعد الأكبر بتاريخ مملكة البحرين، حيث حقق 236 مواطن بحريني 251 إنجاز على جميع الأصعدة باختلافها، ونبقى مقصرين أمام ما يتم تقديمه من دعم جلالتكم ألاّ منتهي لأبنائكم وبناتكم، وهذا ما يجعلنا نخوض الصعاب من أجل ازدهار المملكة والظهور بالشكل المشرف في جميع المسابقات والمحافل الدولية.
ولا شك بأن ميثاق العمل الوطني أساسه ترسيخ وإدماج مكونات المجتمع المدني البحريني، والذي عكس بكل فخر واعتزاز أجمل صور اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب ليضع الأساس القوي نحو الانتقال بمملكة البحرين الى صفحات مشرقة في تاريخها التليد، ونحمد الله حمداً كثيراً بأن المواطن البحريني يمتلك صفات وسمات متميزة، والتي اكتسبها تباعاً من الآباء والاجداد وهي السمة الغالبة عليه فنجد الولاء والانتماء للوطن، والتواضع، مع التحلي بالثقة بالنفس، والإصرار والتحدي والمثابرة والعزيمة والشغف لتحقيق الإنجاز. حتى جعلته يسير بخطى ثابتة نحو الإنجاز ليثبت بكل جدارة واستحقاق بأنه بقدر المسئولية الملقاة على عاتقه كفرد منتج ومنجز.
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، في هذه المناسبة الميمونة وفي هذا المكان الذي حفرت فيه أسماء الموقعين على ميثاق العمل الوطني يقف ّحول جلالتكم أبناء وبنات مملكة البحرين المنجزين الذين رفعوا اسم مملكة البحرين عالياً وحققوا المركز الأول بشّتى المجالات، وقد كانو خير ممثلين لوطنهم أمام العالم.
ونعاهد جلالتكم، بأن نستمر ببذل المزيد من الجهد والعطاء لرفعة راية الوطن، والسعي نحو تحقيق المركز الأول بشتى المجالات، على المستوى الإقليمي والدولي، مستلهمين ذلك من مشروع جلالتكم الناجح، وتقديم الإنجازات عرفاناً وإجلالاً من أبناء الوطن لقائدهم.
فمن يملك يا صاحب الجلالة ميثاق عمل ويجد أمامه مشروعاً ناجحاً وعظيماً أوجد البيئة التنافسية الشفافة، وإذا كان الفرد لديه الشغف وحب الإنجاز فيجب أن لا يقبل إلا برفع الراية عالياً.
ختاما: نبارك لجلالتكم هذا الشعب المنجز الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل رفعة راية مملكة البحرين وتجديد البيعة لجلالتكم لتكون المملكة في الطليعة دائما وتقديراً ودافعاً لكل منجز وحافزاً للأجيال القادمة، نلتمس من جلالتكم إصدار أمركم السامي بإطلاق "ميثاق من ذهب" ليصبح هذا اليوم تكريماً لكل من ساهم برفع راية مملكة البحرين بتحقيق المركز الأول في جميع الأصعدة الإقليمية والدولية بكل عام.
وكذلك نلتمس من جلالتكم تدشين سجل المنجزين الذين سيخلد أسماء أبنائكم المنجزين بما حققوا من إنجازات بأسم مملكة البحرين.
داعين الله بأن يمن على جلالتكم بالصحة والعافية وبالعمر المديد ، أدامكم الله عزاً وذخراً لشعبكم المخلص، وحفظكم الله من كل سوء ومكروه، وسدد الله خطاكم لما يحبه ويرضاه.
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى الشاعر محمد هادي الحلواجي قصيدة بهذه المناسبة قال فيها:
وحروفهُ بكَ سلسبيلٌ ينبعُ
أيّامُهُ فِي عُنفوانٍ يرجعُ
كالعندليبِ بشدْوهِ يُستمتعُ
طُوِيَتْ وصوتا في الفراغ يقعقعُ
لغتي فيبتسمُ القصيدُ ويَيْنعُ
يهمي سحابٌ غيثهُ لا يُقلعُ
كالدرّ في رَأْدِ الضُحى يتشعشعُ
كالشمسِ مِن خُلَلِ السحابةِ تسطعُ
وبظلّ مجدكَ في الجمال تُنَوّعُ
لسوايَ ما برحَتْ إباً تتمنّعُ
مِن كلّ زاويةٍ وأفْقٍ تطلعُ
منْ غير حثٍّ في مديحكَ أُسرعُ
ولطيبِ رؤيتكمْ أحنُّ وأطمعُ
وبكلّ محتفلٍ لكمْ يتذرّع
قول العذول ولا لسانا يَلْذَع
في القلب، لمْ ينطقْ بشعري اليَلْمُعُ
في كلّ حادثةٍ تضجُّ وتجزعُ
يوماً ولمْ أسمعْ لمنْ يتنطعُ
خيرا يعمُّ على الجميع ويُرْبِعُ
لمْ يدّخرْ جهدا إلى ما ينفعُ
ونميرُه العذب الذي لا يُقطعُ
مهما استطالتْ فهي نزرٌ بلقعُ
والشعر في جنب المكارم يخضعُ
أقصى مداه غداة قولٍ يُسمعُ
سِفرٌ لكلّ مزيّةٍ يتَتَبعُ
سيظلّ في أكنافِها يَتَموْضعُ
إذ أنّ أبياتي بكمْ تَتَرَفّعُ
أبدَ الزمان بذكركمْ يتضوّعُ
وبحبّكم وولائكمْ تتلفّعُ
بقصائدٍ بالزيف لا تتبرقعُ
ما لا يطيق ولا الذي يتصنّعُ
تحتَ الشغاف وما احْتَوتْهُ الأضلعُ
إنْ التّكلفَ بالقصيد يُتَعْتِعُ
فالشعر في الظلمات لا يتقوْقعُ
بسلاسلٍ فيها يقادُ ويقمعُ
نارا لأهليه لكيْ لا يُخدعوا
وحِبالةٌ للوصل لا تَتَقَطّعُ
وحصادُ تجربةٍ ورأيٌ يجمعُ
ولسانُ صدقٍ لايكلّ ويَهْجَعُ
بهدى رؤاك وثمّ رأيك ينْجَعُ
يطوي بها حرف القصيد ويذرعُ
ويقودهُ فيها السبيلُ المهيَعُ
فذّا لفاضِلةِ المكارمِ يُسرعُ
بأناةِ رأيٍ قط لا يتسرعُ
وبحزمهِ أنف التردّد يُجدعُ
في الخير بل عنْ فعلِهِ لا يُخدعُ
وسجيّةٌ نحو المكارم تَنْزِعُ
للمكرمات بخطوةٍ لا تَظْلعُ
أعْتى المصاعب حكمةً تتطوّعُ
وبرأيكمْ لانَ العصيُّ الأمنعُ
وعلوِّ همّتِهِ المصاعب تُهْطِعُ
لمْ يدرِ كيف يقول وهو المصقعُ
وهو الذي بك دائما يتشفعُ
فإليكمُ تومي النجوم اللّمّعُ
فالبعدُ عن ربْعِ الأحبّةِ يوجِعُ
لغة الجمال بفيئِها تَتَرَعْرَعُ
وبِدُرّ طيبِ خِصَالِكمْ تَتَرَصّعُ
وبمسمع الدنيا صدىً يترجّعُ
أرضٌ على عرش العُلا تتربّعُ
فأنا المتيّمُ في هواها المولَعُ
بجميع روحي فهي طيبٌ مُمْرعُ
رمتُ القصيدَ يجيء منها المطلعُ
فهي البدايةُ وهي عندي المرجعُ
وبنوهُ بالشرف الرفيع تدرّعوا
صرحٌ مدى الأيّام لا يتصدّعُ
جُلّى لغير المجد لا تتطلعُ
وأراه في سوح البطولة يلمعُ
وحصاد ما تجنيه بذرٌ يُزرعُ
إنّ الطَّموحَ بغيرهِ لا يقنعُ
بخُطى السّموّ تسيرُ لا تتضعضعُ
وببصمة الإيجاب باسمك وقّعوا
سامٍ وتجربةٌ لخيرٍ توزعُ
أعطيتهم عهدا به لا يُخلعُ
وعلى الولاء لكمْ أتوا وتجمّعوا
مَوْجٌ ومَوْجُ الحبِّ لا يُستدفعُ
حَانٍ ودرعا للمكارهِ يَدفعُ
بقصيدةٍ كالأصل إذْ يتفرّعُ
وشفيتَ أفئدةً أسىً تتلوّعُ
يومٌ لهُ الدنيا تصيخ وتسمعُ
في اللبّ من جوف الحشاشة يقبعُ
بلْ ديمةٌ تهمي هوىً لا تُقلعُ
أزهو وقلبي في حنينٍ يسْجَعُ
لمْ يخلُ منهُ مِنَ المحافل موقعُ
وبكلّ يومٍ في جديدٍ يشرعُ
نجما تشيرُ لهُ الجهاتُ الأربعُ
عنْ حبكمْ واللهِ لا يتزعزعُ
منْ قبل وِترٌ من كثيرٍ يشفعُ
لبريقِها مُقَلُ الحواسدِ تدْمعُ
خير الذين بشعرهمْ قدْ أبدعوا
فازْوَرَّ عنْ لغتي الهزيل الأبقعُ
عبقتْ وأنطقها الخيالُ المُبْدعُ
يسمو بذكرِ الأكرمين ويُرفَعُ
مازالَ باسمِكَ في المحافلِ يَصْدعُ
نِعَماً تدومُ بِفضلِهِ تتوسّعُ
نِعْمَ المجيبُ لمنْ لهُ يتضرّعُ
الشعرُ باسمك كلّ يومٍ يُبدعُ
إذْ كلّما قالوا لقدْ ذَهَبَتْ بهِ
ويعودُ يشمخُ في المحافلِ صادحاً
ما كان لولا أنتَ إلا صفحةً
في كلّ ثانيةٍ يراودُ عطرُكمْ
وتجيئُني الكلمات تترى مثلما
وسحابُها المركومُ يهطلُ أحرفاً
تزداد مِنْ ألقٍ ويشرقُ نورُها
هي باسمكمْ سطعتْ وباسمكَ أبدعتْ
أرْخَتْ إليّ زمامَها وهي التي
وكأنّها وهي العصيةُ دائما
وتحثّني حتّى أقول وإننّي
إذ أنّ بي شوق لذكركَ دائما
ولذا يجود الشعر كلّ هنيئةٍ
أنا في وفائِكَ أحرف لا تتّقي
وبأنّني مَا بُحْتُ إلا بالذي
كلاّ ولا يمَّمْتُ شطر كئيبةٍ
كلاّ ولا طبَّ التشاؤم ساحتي
أنا شاعرٌ أقصى مناه بأنْ يرى
ولذا وقفتُ قصائدي في ذكر منْ
فخر القصيدِ وعنفوانِ حروفِهِ
قالوا: لقدْ أسرفتَ قلتُ: قصائدي
لمْ تُوفِهِ حقّا لسابق فضلِهِ
ولربّما كان القصيد إذا سما
ولعلّ غاية ما يقال بأنّهُ
فإذا سمتْ يسمو وإنْ هي أوْضَعَتْ
ورفعتُ أبياتي إليك هديةً
وَشَّيْتُها حبّا ووردا عطرهُ
وكسوتُ أحرفها بأجمل حُلّةٍ
لولاك لم أرْقَ المنصّة ناطقا
عفواً أقول فلستُ ممّنْ يدّعي
منذ البدايةِ قد نطقتُ بما انطوى
تأبى القريحةُ أن تجودَ تكلّفا
لمْ تقترفْ ذنب التعنّتِ لحظةً
والشعر يأبى أن يكون مقيدا
والشعر يا مولاي قبسةُ قابسٍ
ولكيْ ينير لهم سبيل موّدةٍ
وبريد صدقٍ بل رسول محبةٍ
ومقام عرفانٍ وشكرُ فضيلةٍ
ما زلتَ أنتَ له الدليل بشعرهِ
مستلهما منكم طريقة رشدهِ
ويقيس بالإحساس نبض حروفِهِ
فلقدْ عرفتك في المواقف كلّها
ثبتَ الجَنَانِ غداة كلّ كريهةٍ
الفارس الشهم النبيل أخو النُّهى
ما طَبَّ ساحتَهُ التلكؤ لحظةً
نفسٌ له مجبولةٌ في حبّهِ
ويميل منْ تلقاء طيبةِ نفسهِ
أنتَ الحكيمُ وأنتَ منْ في رأيِهِ
داودُ قدْ لانَ الحديدُ بكفّهِ
والفذُ ذلكمُ الذي مِنْ عزمهِ
عذراً أبا سلمان قولة شاعرٍ
عاقَتْهُ هَيْبَتُكمْ فتأْتَأَ حَرفُهُ
يرنو إلى عُليا مقامك مطرقا
فأنَلِهُ قربا مِنْ مرابع مجدكمْ
أنشدتُها صفوا بفيض مشاعرٍ
قدْ صِغتُها صَوْغَ المُفِنِّ لِعِقْدِهِ
تُبْدي محاسنُها محاسنَ فضلكمْ
وأخصّ أرضي بالتحيّةِ إنّها
وأحبّها والله حبّ مُوَلّهٍ
أستاف طيب ترابها وأشمّهُ
هي دفء أبياتي وإنّي كلّما
وإذا هفَتْ روحي لذكر أحبتي
وطني الحبيب بكمْ تطاول رفعةً
وبنيتمو صرح الإخاء وإنّهُ
ذكراه تبعث في النفوس مطامحا
عامٌ من الذهب المطلّ بنصرهِ
ويقودهم للنصر شبلك ناصرٌ
لم يقنعوا فيهِ بغير بريقهِ
هذا هو الميثاق روح عزيمةٍ
يوم على الميثاق صوّت شعبكمُ
يحدوهم الأمل الكبير ومطمحٌ
هم بايعوك على الوفاء وأنت منْ
منْ ذا الذي ينسى الحشود بسترةٍ
منْ كلّ فَجٍّ قد أتوْكَ كأنّهمْ
ولقدْ رأوْك أبا فكنتَ لهمْ أباً
أمْ يوم جدحفص الذي لمْ أنسهُ
داويتَ يا مولاي فيهِ جراحةً
وكذلكمْ يوم البديّعِ إنّهُ
أوفي المنامةِ والمنامة موقفٌ
أو في المحرّق والمحرق دانةٌ
تلك المحافل ما برحتُ بذكرها
إيهٍ أبا سلمان قولةُ شاعرٍ
ألقى إليك من القصيدِ فرائدا
واللهِ لو عاد الزمانُ وجدتني
وسمعتَ شعرا في ولائكَ صادحاً
وعلمْتَ أنّ جميعَ مَا أنشدتُهُ
ورأيتَ من غُررِ القصائدِ أحرفاً
للهِ أنتَ ولستُ أزعمُ أنّني
لكنّ حظّي قد سما بلقائكمْ
فبكمْ تزينّتْ الحروف وباسمكمْ
فالشعر إنْ عُدّتْ مفاخر شاعر
وسلام قلبٍ مِنْ محبٍّ صادقٍ
واللهَ يسألُ أنْ يديمَ عليكمو
ويقيكُمُو مِنْ كلّ سوءٍ إنّهُ
بعد ذلك، تم عرض أسماء أصحاب الإنجازات على شاشات العرض، لتسليط الضوء على إنجازاتهم، تقديرا لعطاءاتهم وخدماتهم الجليلة التي قدموها للوطن العزيز في مختلف القطاعات.
ثم تم تقديم أوبريت غنائي بعنوان "ميثاق من ذهب" وهو من كلمات الشاعر عارف الهاشل، والشاعر يونس سلمان، وتلحين الفنان أحمد الهرمي، وأداء الفنانين راشد الماجد، وراشد حنظل، بمصاحبة طلبة وطالبات وزارة التربية والتعليم.
عقب ذلك، تشرف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بتقديم هدية تذكارية إلى حضرة صاحب الجلالة بهذه المناسبة وقد التقطت الصور التذكارية لجلالة الملك مع أبطال البحرين.