أكد منتدى علمي عقد في جامعة البحرين مؤخراً أهمية إجراء الدراسات العلمية بشأن جودة الهواء واستدامتها، والتعاون بين المؤسسات البحثية والشركات الصناعية للعمل على تحسين الممارسات وفقاً لمخرجات الدراسات العلمية ونتائجها.

وكان المنتدى البريطاني البحريني لجودة الهواء، ناقش التحديات التي تواجهها مملكة البحرين والمنطقة والعالم بشأن جودة الهواء.

وانعقدت إحدى ورش المنتدى بقيادة شبكة العلوم والابتكار البريطانية، التي تسعى إلى تحقيق تقارب يؤدي إلى فهم أفضل للتحديات التي تواجه مملكة البحرين، فيما يخص مجال جودة الهواء، وبناء علاقات بين المؤسسات البريطانية والبحرينية، من شأنه أن يفضي إلى خلق تعاون مستقبلي تجاه آلية تطوير وبحث سياسات جودة الهواء.

وشارك في المنتدى - الذي نظمته السفارة البريطانية على مدى يومين بالتعاون مع جامعة البحرين، والمجلس الأعلى للبيئة، والأمم المتحدة بمملكة البحرين، والمجلس الثقافي البريطاني - عدد من الخبراء والأكاديميين البريطانيين المختصين في مجال تلوث الهواء، فضلاً عن الجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، ضمن حلقات نقاشية ركزت على معالجة آثار تلوث الهواء، وتعزيز آليات رصد ومتابعة وتحليل البيانات، بالإضافة إلى استعراض سبل مكافحة الآثار الصحية الناجمة عن تلوث الهواء.

وقالت الأستاذة المساعدة في قسم الفيزياء في كلية العلوم بجامعة البحرين الدكتورة حنان مبارك البوفلاسة: "يعد المنتدى فرصة للاطلاع على الدراسات الحديثة في مجال جودة الهواء، بوصفه ميداناً حيوياً يتصل بحياة الإنسان وجميع المخلوقات".

وتابعت "إن المنتدى الذي جاء بعد ملتقيات سابقة بشأن الطاقة والأمن المعلوماتي، شدد على أهمية وضع خطط لمكافحة تلوث الهواء، خصوصاً في البلدان الصغيرة مثل البحرين"، منوهة إلى أن "الدراسات تؤكد أهمية تمهيد الطريق لتحسين نوعية الهواء من خلال سياسة علمية بعيدة المدى، تنعكس بالإيجاب على صحة الإنسان وتخلق بيئة ومناخاً أفضل".

واستعرضت د. البوفلاسة دراسة بشأن التوزيع الجغرافي للتلوث الهوائي في البحرين، مشيرة إلى أن هذه الدراسة التي تنفذها بالتعاون مع مجموعة من الباحثين، تساعد على اتخاذ القرارات السليمة بشأت اختيار مواقع المصانع.

وشارك في المنتدى - الذي استمر يومين - ممثلون لشركات صناعية، مثل: شركة نفط البحرين "بابكو"، وشركة ألمنيوم البحرين "ألبا".

وقال رئيس قسم البيئة في شركة "ألبا" صباح الحسن: "إن المحافظة على جودة الهواء يتطلب حزمة من التدابير، من أهمها: التوافق مع القوانين العالمية في هذا المجال، والتوعية المستمرة، وووضع الخطط وتنفيذها".

وذكر الحسن أن شركة "ألبا" أنفقت الملايين من الدولارات في مجال حفظ البيئة منذ العام 1992م، مبيناً أن مصانع الشركة مجهزة بوحدات معالجة الأبخرة وتنقية العوادم، مشيراً إلى الاهتمام بإعادة التدوير لضمان الاستدامة.

ولفت إلى أن الاستثمار في حماية البيئة يعد من الضرورات والأولويات لحفظ صحة العاملين، والارتقاء بسمعة الشركة وصورتها الذهنية، معرباً عن تأييده لفكرة أن تكون عمليات حفظ البيئة والسلامة جزءاً من العملية الإنتاجية بحيث تدر دخلاً على الشركات لضمان استدامتها.