أوصى مؤتمر البحرين لداء السكري الذي اختتمت أعماله، الجمعة، بضرورة تبني حلول ومبادرات غير تقليدية تسهم في تقليل حجم انتشار داء السكري والأمراض المزمنة في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون، تقوم على أساس التوعية والوقاية من الأمراض، قبل الوصول إلى مرحلة الإصابة، تماشياً مع التوجه العالمي بهذا الشأن، فيما قال رئيس وحدة الغدد الصماء بمستشفى السلمانية، د. حسين طه، أنه وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، فقد بلغت نسبة الإصابة بداء السكري في مملكة البحرين 16%، أي ما يعادل 200 ألف مصاب بهذا المرض في المملكة، وهي نسبة مرتفعة للغاية.

وأكد المؤتمر على ضرورة وضع خطط مستقبلية متوسطة وطويلة المدى للحد من انتشار هذا المرض وتقليل نسبته، على أن يكون ذلك بالتنسيق مع جمعية السكري البحرينية ووزارة الصحة، على أن تندرج تلك الخطط تحت مظلة الخطة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة.

كما أوصى المؤتمر بضرورة التثقيف المجتمعي بأعراض ومضاعفات داء السكري، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يتم تداولها بهذا الخصوص، بالإضافة إلى معالجة التشخيص الخاطئ لبعض حالات الإصابة بالسكري، والتي ينتج عنها عدة مضاعفات، كما تم التوصية بالتركيز على مسألة تطور جراحات السكري التي تسهم في علاج بعض الحالات.

وكان مؤتمر البحرين لداء السكري والغدد الصماء قد نظم من قبل مستشفى رويال البحرين تحت رعاية الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة، وبالتعاون مع شركات Icom وQTC و EBTKAR على مدى اليومين الماضيين، وشهدا إقبالا فاق التوقعات من قبل المشاركين من مختلف التخصصات الطبية تجاوز عددهم الـ 500 مشارك، وبمشاركة نخبة من أبرز الأطباء والمتخصصين في هذا المجال محلياً وإقليمياً ودولياً.

ويعد هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي يشهد تخصصاً في مجال السكري والغدد الصماء ويعقد في مملكة البحرين، وشهد حضوراً مميزاً من قبل المسئولين في القطاع الحكومي ومؤسسات المجتمع المدني في المملكة نظراً لأهمية موضوع المؤتمر.

وأشادت الوكيل المساعد للصحة العامة بوزارة الصحة عضو اللجنة التنفيذية لمجلس الصحة الخليجي د. مريم الهاجري، بالمستوى التنظيمي ومخرجات مؤتمر البحرين لداء السكري والغدد الصماء، نظراً لتضمن جلساته محاوراً هامة تتعلق بمضاعفات أمراض السكري والأمراض المزمنة الأخرى، والتي حاور بها عدد من نخبة المتخصصين في هذه المجالات على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.

وقالت الهاجري إن هذه المؤتمرات تسهم في رفع المستوى المعرفي للأطباء والمعنيين من القطاع الطبي، الأمر الذي ينعكس تباعاً على صحة المريض وذويه، منوهة إلى أن اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة وغير المعدية تولي ملف التوعية والوقاية من هذه الأمراض الأولوية في كافة البرامج والخطط المتعلقة بداء السكري والغدد الصماء والأمراض المزمنة، ومن هنا يكتسب هذا المؤتمر أهميته، مؤكدة دعم وزارة الصحة لمثل تلك المؤتمرات الطبية.

وأوضحت الهاجري أن أهمية التوعية والوقاية تكمن في تعدد فوائدها، فعلى صعيد المريض يكون لديه معرفة تامة بكيفية التعايش مع هذا المرض، والسيطرة عليه لمنع المضاعفات التي قد تشمل معظم أعضاء الجسم، فعدد كبير من المصابين بأمراض أخرى كالكلى وضعف شراين القلب والمخ، وبالتالي فإن الوقاية والتعرف على أساليب التعايش مع المرض يكتسب أهمية كبرى، كما أن ذلك يسهم في تقليل المصروفات الحكومية الكبيرة التي يتم انفاقها على علاج أمراض كثيرة أساسها داء السكري.

وأكدت الوكيل المساعد للصحة العامة أهمية وصول خلاصة التجارب والجوانب المعرفية التي تناولها المؤتمر إلى مرضى السكري وذويهم، وعليه فإن التوصيات التي ستصدر عن هذا المؤتمر سيتم رفعها إلى اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة لتعميم التجارب في هذا المجال، وبحث الآليات الممكنة للأخذ بتلك التوصيات في خطط اللجنة ووضعها في موضع التنفيذ.

الرميحي: شخص من بين كل 6 أفراد مصاب بالسكري في المملكة

من جانبها قالت استشاري الغدد الصماء والسكر بمستشفى الملك حمد، رئيسة اللجنة العلمية لجمعية السكري البحرينية، الدكتورة دلال الرميحي أن مملكة البحرين تصنف من الدول التي تشهد كثافة مرتفعة في الاصابة بمرض السكري، مشيرة إلى أنه وبحسب الاتحاد الفيدرالي الدولي للسكر فإن معدل الإصابة في مملكة البحرين هي مريض بين كل 6 أشخاص، وهي نسبة مرتفعة بكل تأكيد، بل أشارت إلى أن النسبة قد تكون أكبر نتيجة لوجود أشخاص في المملكة غير مشخصين وبالتالي غير مدرجين في الإحصائية.

وعزت الرميحي السبب في ذلك إلى سلوك المعيشة الصحي للأفراد، فالعصر الحالي وما تم التوصل إليه من تكنولوجيا حديثة أثرت على نمط حياة المواطن، فأصبح معدل الحركة ضعيف للغاية، بالإضافة إلى سوء التغذية، مما يجعل الفرد معرضاً باستمرار للاصابة بهذا المرض، فضلاً عن الاستعداد الجيني لدى شريحة كبيرة من المصابين في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون.

وأشارت إلى انتشار ظاهرة جديدة لهذا المرض في البحرين، وهو إصابة الأطفال بنوع من أمراض السكري التي لا تصيب عادة إلا البالغين، وهو أمر بالغ الخطورة، وسبب انتشار هذا النوع يعود إلى أمراض السمنة وزيادة الوزن، والمرتبطة ارتباطاً كلياً بالسلوك المعيشي الصحي لهم، مفيدة في هذا الصدد إلى تبني مبادرات وبرامج متعددة لمكافحة أمراض السمنة باعتبارهاً مسبباً رئيسياً لمرض السكري.

وثمنت الدكتورة دلال الرميحي النقاشات التي تضمنتها جلسات مؤتمر البحرين لداء السكري والغدد الصماء، والتي آلت إلى أفكار بحثية جديدة تسهم في التحسين والتطوير المعرفي في هذا المجال، مشيرة إلى أن وجود مشروع تم استخلاص فكرته من محاور المؤتمر وتبنته جمعية السكري البحرينية، وسيتم تنفيذها بالتعاون مع الكلية الملكية الأيرلندية للجراحين في مملكة البحرين، ومستشفى الملك حمد الجامعي وجامعة الخليج العربي ووزارة الصحة، وسيمثل مشروعاً وطنياً سيتم الإعلان عنه لاحقاً.

من جانبه، قال رئيس وحدة الغدد الصماء بمستشفى السلمانية، الدكتور حسين طه، أنه وفقاً لاحصائيات منظمة الصحة العالمية، فقد بلغت نسبة الإصابة بداء السكري في مملكة البحرين 16%، أي ما يعادل 200 ألف مصاب بهذا المرض في المملكة، وهي نسبة مرتفعة للغاية، مشيراً إلى أن ارتفاع نسبة الاصابة بداء السكري تعد ظاهرة عالمية، بينت الاحصائيات أنها بلغت 422 مليون شخص مصاب في جميع دول العالم.

وقال طه إن داء السكري وبحسب الإحصائيات الرسمية للمنظمة أيضاً يعد أحد أسباب حالات الوفاة، حيث بلغ معدل الوفيات العالمي بسبب هذا الداء 5 مليون مصاب سنوياً، وأنه بسبب ذلك يوجد حالياً اهتماماً دولياً بأهمية تعميم التجارب الحديثة في التشخصي والعلاج والوقاية، ومنها يكتسب مؤتمر البحرين لداء السكر والغدد الصماء أهميته، حيث تم استعراض العديد من التجارب والخبرات، والاساليب الحديثة في التشخيص والعلاج، يستفيد منها الطلب العام والتخصصي والطب الخاص، باللإضافة إلى القطاع الصيدلي والتمريض والطلبة الجامعيين.