كتب – جعفر الديري:
قالت الباحثة والكاتبة البحرينية د.أنيسة فخرو، إن من أبرز الفرسان الذين قاموا بتوظيف الأدب الشعبي في أدب الطفل في مملكة البحرين، الشاعر علي الشرقاوي والكاتب إبراهيم بشمي والكاتب إبراهيم سند.
وأضافت د.فخرو -خلال محاضرتها "توظيف الأدب الشعبي في أدب الطفل" ألقتها مؤخراً في أسرة الأدباء والكتاب- لقد حول علي الشرقاوي، كثيراً من الأهازيج الشعبية إلى أشعار وأغاني، بينما وظف إبراهيم بشمي التراث المحلي والعالمي بنجاح في صياغة كثير من الحكايات والقصص الموجهة للأطفال، وجاء من بعدهم إبراهيم سند ليثري عالم الطفل بمجموعة إصدارته القصصية.
الكتاب الشباب
وشددت د.فخرو على ضرورة تشجيع الكتاب الشباب للدخول في هذا الميدان لأجل خلق صف ثاني وثالث ضماناً لاستمرارية الإبداع للطفل، داعية لإصدار المجلات الخاصة بالطفل، كونها شبه معدومة في المشهد الثقافي البحريني.
وقالت د.فخرو: إن عدداً من الكتاب والأدباء قاموا بتوظيف الأدب الشعبي في أدب الطفل، وكان الكاتب عبدالقادر عقيل، أول مؤلف ينخرط في أدب الطفل بكتابه "من سرق قلم ندى" في عام ١٩٧٧، أعقبه بالاتفاق، والغيمة السوداء في ١٩٨٠، وبعد عشر سنوات من إصداره الأول، عاود عقيل الكتابة للطفل في عام 1987 ليسأل "من يجيب على سؤال ندى؟". ولا ننسى الكاتب يوسف عبدالغفار، وقد أصدر من 1992 حتى 1996 مجموعة من قصص الأطفال هي: القطرة العجيبة، الرحلة القاسية، اللؤلؤة، الهدية الثمينة، والسعادة الحقيقية.
ولفتت د.فخرو لتجربة الكاتب مصطفى السيد بإصداراته المعنية بالحفاظ على البيئة والرفق بالحيوان، وهي: سلامة أطفالنا ٩٣، مغامرات مها ٩٦، منار والساحل الجميل ٩٨، والكاتب زكريا خنجي وإصداره "حورية البحر وحديث مع الشمس" ٩٦، وعيسى أمين وخالد السندي، الذين وظفا التراث في كتاباتهما العلمية، وعدد من الباحثين أمثال محمد علي الناصري، فاطمة السليطي، وفاطمة الحوطي.
شعراء وكتاب المسرح
وحول إسهام شعراء وكتاب مسرح الطفل في البحرين، أكدت د.فخرو أن السبق في هذا المجال يعود لرئيس أسرة الأدباء والكتاب الشاعر إبراهيم بوهندي، الذي حول عددا من القصص التراثية إلى مسرحيات مثل "إذا ما طاعك الزمان"، وتدور حول تراث الغوص، وعرضت في 6 أغسطس 1973، بإخراج محمد عواد، ومسرحية "سرور" وكانت عن الصراع الأزلي بين الخير والشر، وقد عرضت في 5 أغسطس 1975، بإخراج عبدالرحمن بركات، ومثلت البحرين في مهرجان دمشق المسرحي بإخراج الفنان خليفة العريفي.
وللكاتب خلف أحمد خلف تجربة مميزة في أدب الطفل حين أصدر مسرحية اللعبة في عام 1982 تلاها بوطن الطائر، العفريت في عام 1983 وهي مقتبسة عن حكاية مصباح علاء الدين في ألف ليلة وليلة، وقد أخرجها في الكويت المرحوم منصور المنصور، وقدمت في عدة أقطار عربية، ثم كتب ثعلوب الحبوب، النخلة والأسد عام 1987.
وأضافت د.فخرو: هناك عدد من الفنانين وهبوا أنفسهم لمسرح الطفل كالفنان المرحوم إبراهيم بحر، خليفة العريفي، حمزة محمد، حمد الشهابي، حسن عبدالرحيم، فريد حسن، ومحمد السلمان، وقدموا أعمالاً أحبها الكبار والصغار، لكن للأسف كثيرين منهم توقفوا عن إنتاج مسرحيات الأطفال، لأسباب عدة منها تكلفتها الباهظة، والحاجة إلى فريق عمل متميز، واستهلاكها وقتاً وجهداً كبيرين، بالإضافة إلى حاجة مثل هذه المسرحيات للدعم المادي والأدبي من قبل الجهات الرسمية.
وتابعت د.فخرو: هناك أيضاً تجارب شبابية في هذا المجال، مثل تجربة د.منى جناحي، والفنان رمضان محمد، الذي يستفيد من التراث في صنع مسرح العرائس ومسرح الدمى، وسبق له أن حول حكايات "حزاوي أمي شيخة.. أحلام الطفولة" للكاتبة أنيسة فخرو إلى مسرحيات للأطفال.
دراما تراثية
وأشادت د.فخرو بتجربة الكاتب راشد الجودر في كتابة سيناريو أعمال درامية تلفزيونية، مستمدة من التراث، كالبيت العود وملفى الأياويد، وبتجربة الفنانين والباحثين الموسيقيين في خدمة المستمع الصغير والكبير على حد سواء، كما فعل الفنان جاسم الحربان حين وثق التراث الموسيقى وحوله إلى إيقاع ورقصات إبداعية جميلة، قدمت في أغلب الأعمال التلفزيونية الدرامية، بالإضافة لتجربة الموسيقار د.مبارك نجم، والفنان وحيد الخان في هذا الإطار.
وعبرت د.فخرو عن أسفها لعدم توفر مجلات خاصة بالطفل في البحرين، وتوقف مجلة الأطفال "مصطفى" بعد ستة أشهر من صدورها في يناير 1995، وملحق براعم الأيام الاسبوعي، مقابل اهتمام الدول المجاورة كالإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان، بأدب الطفل، مشيرة إلى أن أغلب الأقطار تتوافر فيها قنوات فضائية للأطفال، في حين لا توجد في البحرين حتى مجلة للأطفال.