نص – أحمد مدنتقربني المساءات وتتلو وجهة النجمةالصورة قلب من جسد الليل وفضاء النوم وغفو القمرالصمت نشيد وطرق من موائد الكلام وطور من معاطف العمروتهجع القوافل في ذخيرة الجنب بحذو الألقوتألف المواجع سيرتها، تقلب أمراً أنت فصله وخريفهتنهض الجهات وتلقي ستائر من فتنة المشهد ومن لغو العتمةثقل الوقت في يديك وكتائب الساعة وعقاربهاكمين الشوق في الجنبات ومفاصل التوق وترهاتهوتزهر ريح الوطأة في مرافئ الورقمن يدق سرائر القرب في شمائل العظم، ويوقع وقفة النخل في سديم اللحظ، ويهز من أطراف الغيم، في شرق الليل وغربه، ويوشك أن يومض في دكة الرأس وينمو كطرائد من فضاءات وشيكة ومن طرائق عالقة تغادر أقواسها وتحط أوتادها في هبوبك وفي مناديل الطل، وحدائق الجسد.من يعلق أفئدة الظلمة وأطراف الغيبة وهسهسة المنتصف وأزيز الظلال وشرائح النعاس وسكرة السطوح وقباب المآتم وجدران الطرقات عارية وأحاديث غافية وشحذ الهمم اليافعة القاطعة.لا غرو أن يرسمك الوصللا سبق أن يحتفيك البدءلا وهدلا غفووأنت خطو في أغصان من شجر الضوء، ونور من سرادق الندى، وبلل من وطر الشفق. يغشاك الصحو ويغشاك الطفو وترمي روحك فائض النهر وتسري تيجان الدم وتقدح بوادر الوبل وتذرذر فقرة من قطرات الوهج وتبذر ماء النبض وعشب الروح.لا فقرة دونك ولا ساحة خلاكوكأنما خلل الشجيرات نجيماتهاوكأنما دفق الطرقات منازلهاومن فسحة تؤاخيها، وقطرة تجانبها، أكملت سماؤك وحدتها، أرخت سلالم الصفو وشلال القمرلا تلقف الغدو ولا تمطر الجيء ولا تلقى الصب ولا تصحب الشفالسحاب رفقة اليدالسحاب شهية الريحالسحاب صحبة الظلقد تشرب الغروب وتشهد أنفاس الأفق الملقى على مصطبة الشفق الأخيرقد أقلعت ساحات من سماوات طائشة، والنواحي قفزة من حرائق تائهةحينك أيتها الفقرات،حينك أيتها الجهات،قدح من ملء الروحقبض من كنز الشفردف من مقابض الدفةيهجوك عصف من نغم أليف، وتشحب فيك المرايا، وتبصر لحنها وتدخن فيك النوافذ طلقتها، والباب حزمة من ورق،قطرتك موئل سقطة تبحث عن أهداب تربتهامهدورة، ملبدة، مزنرة، مبعثرة، مريبة شرفتكمسطورة، مزخرفة، مبصرة خافق القلبسماوات تلو سماواتسماوات تلوسماوات.