تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنطلق فعاليات الدورة الثامنة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في 20 مارس الجاري، تحت شعار "تغيير سلوك.. تطوير إنسان" بمشاركة نحو 70 ممارساً وخبيراً في الاتصال من مختلف بلدان العالم، يقدمون 37 جلسة حوارية وملهمة، وسلسلة من ورش العمل والملتقيات التفاعلية.

جاء ذلك خلال لقاء إعلامي تفاعلي، عقده المركز الدولي للاتصال الحكومي التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة الإثنين، في مسرح المجاز، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، وطارق سعيد علاي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وجواهر النقبي مدير المركز الدولي للاتصال الحكومي، وعدد من مسؤولي الدوائر والهيئات الحكومية في الإمارة، وممثلي الجهات الراعية للمنتدى، وجمع من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية.

وتركز الدورة الثامنة من المنتدى، الذي يقام على مدى يومين في مركز إكسبو الشارقة، على وضع آليات لتحليل السلوك البشري، وتبني أحدث استراتيجيات التوعية وتغيير سلوك الأفراد، وتعزيز مساهمتهم في تغيير النظرة الاجتماعية للتعليم، وتحفيز شركاء العملية التعليمية لبناء ثقافة مهارات المستقبل، وتغيير العقلية الصحية وتأصيل الإيجابية وسبل السعادة المستدامة.

وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي خلال كلمته: "إن رؤية الدورة الحالية من المنتدى تستند إلى رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يضع الإنسان على قائمة أولويات البناء والتطوير وتنمية المجتمع".

وأضاف "عند قراءة مسيرة نهضة وتطور بعض دول العالم نجدها اتخذت استراتيجيات اتصال طويلة الأمد كرستها بنهج عمل متطور في مؤسساتها وفق نمط التغيير الايجابي، وواحدة من هذه الاستراتيجيات كانت الخطاب المؤسسي نحو بناء التحوّل في ذهنية المجتمع، ليكون شريكاً في مشروع الدولة".

وأردف رئيس مجلس الشارقة للإعلام: "تحت مظلة هذه الاستراتيجيات، التي توجهت إلى المؤسسات والأفراد ونجحت في بناء ثقافة مجتمع ونمط سلوك وأسلوب ممارسة حضاري في الدولة، ظهرت جهود المؤسسات في وضع القوانين والأنظمة لتغيير السلوك بما ينعكس على تحسين الخدمات، في مختلف المجالات التعليمية، والصحية، والاقتصادية، والأمنية، والاجتماعية، والإنسانية".

وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، إلى أثر تغيير السلوك واكتساب الممارسات الإيجابية على التنمية والتطوير والنمو الاقتصادي للبلدان، ودور الاتصال الحكومي في تغيير السلوك وتفعيل مشاركة الإنسان في التنمية والتصدي لتحدياتها المتنامية.

جديد الدورة الثامنة

فيما قال طارق علاي: "يحرص المنتدى على إطلاق المبادرات والأنشطة التي تواكب أهدافه وتطلعاته".

ولفت إلى عدد من فعاليات الدورة الثامنة منها، لعبة (الشارقة 2071) لتغيير السلوك بالتعاون مع دائرة الحكومة الإلكترونية، وإطلاق إصدار خاص بالمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بعنوان (الاتصال الحكومي.. ممارسات ودراسات)، ومنصات تفاعلية هي (منصة باحثون، منصة جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب، ومنصة الابتكار)".

وأضاف علاي: "الفعاليات الجديدة للمنتدى تشمل محطات لاكتشاف الذات، وخطابات وجلسات تفاعلية ملهمة، وجلسات عصف ذهني مخصصة لليافعين والأطفال وذوي الإعاقة وأولياء الأمور وموظفي وخبراء الاتصال الحكومي، وملتقيات متخصصة".

وأوضح أن المنتدى لهذا العام، يستضيف "معرض 50 عاماً من المشاركة إلى الاستضافة" بالتعاون مع اكسبو 2020، الذي يسلط الضوء على التاريخ الحافل لمشاركة الإمارات في معارض إكسبو الدولية منذ العام 1970، وحتى اليوم الذي أعلن فيه عن اختيار الإمارات لاستضافة إكسبو 2020.

ويشهد المنتدى إطلاق مبادرة بعنوان "60 دقيقة اتصال" بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس الوزراء، يتعرف خلالها المشاركون على إطار عمل مجرب في مجال التسويق الاجتماعي/ تغيير السلوك، بهدف تجاوز مرحلة "بناء الوعي" والوصول إلى مرحلة تغيير المواقف والسلوك.

وعلى هامش فعاليات المنتدى لهذا العام، ينظم مجلس الشارقة للشباب "ملتقى شباب الشارقة" في دورته الثانية تحت شعار "شارقة المستقبل"، حيث يتطلع الملتقى إلى حوار مع الشباب حول أفكارهم الإبداعية، وتصوراتهم المستقبلية لمدينة الشارقة.

وتستضيف مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين عدد من الأطفال والشباب واليافعين إلى جانب عدد من المسؤولين والمختصين في جلسة خاصة تحت عنوان "من يصنع المستقبل؟" لبحث دور الشباب في المسيرة التنموية والحضارية ومسؤوليتهم تجاه المجتمع المحلي والمسلكيات العامة وتطلعاتهم المستقبلية. كما تسلط الجلسة الضوء على أبرز صفات قادة المستقبل وأهمية تلك الصفات في تمكين القائد من خدمة مجتمعه على أكمل وجه.

وقالت جواهر النقبي: " اختار المنتدى لهذا العام "تغيير سلوك.. تطوير إنسان" شعاراً له ليؤكد أن مهمة الاتصال في المقام الأول هي النهوض بالمجتمعات والاستثمار بطاقات أفراده".

وأضافت: "يحرص المنتدى منذ انطلاقه إلى اليوم على استقطاب الخبراء والمتخصصين، أصحاب الخبرات العملية والأكاديمية، لتقديم خلاصات مسيرتهم المهنية للمؤسسات الحكومية في بلدان المنطقة والعالم، وليكونوا شركاء في الأهداف الرئيسة للمنتدى المتجسدة في تعزيز ممارسات الاتصال الحكومي محلياً، ودولياً وتبني أفضل الممارسات".

ويشارك في المنتدى نخبة من أبرز شخصيات وخبراء الاتصال المحليين والعالميين منهم حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع بالإمارات، ود. حميد النعيمي، مدير جامعة الشارقة، ود. لمياء نواف فواز، المدير التنفيذي، إدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية - مصدر، وأندرو كين، كاتب ومتحدث دولي مختص بتأثير التكنولوجيا الحديثة على الأعمال، التعليم، الثقافة والمجتمع في القرن ال 21 - المملكة المتحدة.

كما يتحدث في المنتدى، رينيه كارايول، متحدث عالمي وخبير في القيادة الملهمة والثقافة - المملكة المتحدة، وربيع زريقات، مؤسس مبادرة " ذكرى" التي تعد من أهم المبادرات في العمل المجتمعي التشاركي وحاصل على جوائز عالمية مرموقة - الأردن، عبدالله بن طوق، الأمين العام لمجلس الوزراء – الإمارات، ود. عبد الله المغلوث، المتحدث الرسمي باسم وزارة الإعلام، مدير عام مركز التواصل الحكومي - السعودية، وكريغ أوليفر، مدير الاتصال والسياسة لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون - المملكة المتحدة، وميشيل جيلان، باحثة وخبيرة في السيكولوجية الإيجابية ومؤلفة الكتاب الأكثر مبيعاً "بث السعادة" - الولايات المتحدة.

ويعقد المنتدى عدداً من الجلسات الملهمة منها جلسة لاري كينغ، الإعلامي الأمريكي ومقدم برنامج "لاري كينغ لايف" على قناة "سي إن إن" ويحاوره الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، وجلسة ريتشارد ويليامز، صانع الأفلام والمتحدث العالمي والناشط المجتمعي.

وستقدم ميشيل جيلان، الباحثة والخبيرة في السيكولوجية الإيجابية ومؤلفة الكتاب الأكثر مبيعاً "بث السعادة" كلمة ملهمة في قدرة الأفراد على التغيير الإيجابي.

وتشمل فعاليات المنتدى سلسلة جلسات حوارية وتفاعلية موزعة على يومين، أبرزها جلسة حوارية بعنوان "السلوك البشري: بُعد جديد لاتصال التغيير" وجلسة "الإنسان المسؤول: مفتاح الحلول لتحديات المستقبل"، وجلسة "تحدي شح القدرات في عصر اتصال التغيير"، إلى جانب جلسة "التعليم عبر عدسة الغد: انقلاب الموازين"، و"ثقافة مهارات المستقبل: التصدي لظاهرة اختفاء الوظائف"، و"تأصيل الإيجابية وسبل السعادة المستدامة: خارطة الطريق"، إضافة إلى جلسة خاصة بعنوان "ريادة الفكر الداعم للمرأة" تعقد بالتعاون مع مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة.

ويطلق المركز الدولي للاتصال الحكومي على هامش فعاليات المنتدى، "منصة باحثون" الساعية إلى توفير محتوى معرفي وقاعدة معلوماتية لكل ما يتعلق بموضوعات الاتصال الحكومي من أبحاث ودراسات وكتب ومراجع، وأفضل الممارسات الموثقة عالمياً، لتصبح مرجعاً أساسياً للعاملين والباحثين والدارسين في هذا المجال.

وتضم المنصة عدة أنشطة أكاديمية ومعرفية وتعرض أحدث إصدارات المركز الدولي للاتصال الحكومي والكتب المرتبطة بقضايا الاتصال الحكومي، ومشاريع تخرج طلبة الجامعات ومشاريع تخرج برنامج الدبلوم المهني في الاتصال الحكومي ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أوراق عمل الفائزين بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي.

وتتضمن فعاليات المنتدى ورش عمل وجلسات عصف ذهني منها جلسة عصف ذهني بعنوان "خمسة تحديات وخمسة حلول في يوم واحد" يشارك فيها خمسة يافعين، وخمسة أولياء أمور، وخمسة شباب، وخمسة أشخاص من ذوي الإعاقة، وخمسة موظفي اتصال حكومي وخبراء من مختلف مؤسسات الدولة يعملون معاً على مناقشة خمسة تحديات سلوكية تعتبر من الأولويات التي يجب التركيز عليها لتفعيل دور الأفراد في التنمية، بهدف الوصول إلى خمسة حلول عملية قابلة للتنفيذ.

ويخصص المنتدى ورشة لموظفي الاتصال الحكومي في دولة الإمارات تحت عنوان "تطبيق مبادئ علم السلوك البشري في مجال الاتصال الحكومي" بالتعاون مع فريق "بيهافير إنسايت" في المملكة المتحدة، وأخرى خاصة بالإعلاميين تعقد بالتعاون مع مؤسسة "إينكس" الإعلامية، كما ينظم المنتدى ضمن فعالياته الجانبية "محطات اكتشاف الذات" وهي مساحة معرفية، وتدريبية وتعليمية متكاملة تستضيف 3 "مدربين" متخصصين في التطوير والتنمية والنجاح، يمر المشاركين خلالها بثلاثة مراحل تدريبية تتعلق بتطوير الذات وصقل المهارات.

ويستضيف المنتدى ملتقى قيادات الاتصال الحكومي العرب، بهدف تبادل الأفكار والخبرات والتفكير الإبداعي للتوصل إلى مقترحات وحلول مبتكرة للتحديات التي يطرحها المنتدى هذا العام، حيث يتضمن محورين رئيسين، يرتبط الأول بإدخال أقسام تغيير السلوك في الهياكل التنظيمية لفرق الاتصال الحكومي على مستوى العالم العربي، والتغييرات المطلوبة والتحديات المتوقعة والحلول الاستباقية لها، أما الثاني فيتعلق بالتصدي لقضايا الاتصال الحكومي ذات الأولوية في مجال تنمية الإنسان.