أكد فنانون تشكيليون من داخل وخارج البحرين، على ريادة المملكة في تبني الطاقات الشبابية في الفنون التشكيلية والمعاصرة، مما يجعلها حاضنة استثنائية في المنطقة ووجهة جاذبة للثقافة والفن، لا سيما في ظل ما تحظى به من مقومات الجذب السياحي واستنادها على حضارة وتاريخ عريق.

وأوضح الفنانون أن معرض فن البحرين عبر الحدود "آرت باب 2019" في نسخته الرابعة شكل أرضية خصبة لتلاقح أفكار وإبداعات البحرينيين وأقرانهم على مستوى العالم في مختلف أوجه الفن المعاصر، مشددين على أن الترويج للفن والحرف التقليدية يمثل شكلاً من أشكال الحفاظ على التراث والحضارة لأي بلد.

وقال جعفر الحداد، فنان بحريني شاب، إن تواجده في المعرض هو الأول من نوعه، واصفاً مشاركته بالتجربة الجديدة والفريدة، خاصة مع فتح الباب واسعاً أمام إبداعات الشباب البحريني بفضل تمكين والقائمين على "آرت باب".

واستعرض الحداد عمله التركيبي "عاصفة الذكريات" الذي يتكلم بشكل دقيق عن حكاية مهنة أو حرفة الحدادة في المنامة وتفاصيل مسكن الحرفيين القدامى، حيث يتناول العمل تاريخ الحرفة وأثرها على أهالي المنطقة وانتهاءً ببداية اندثارها مع بقاء 4 ورش يدوية على مستوى المملكة، منوهاً إلى وجود قصص عوائل بحرينية كثيرة مع الحرف اليدوية القديمة والتي ساهمت مهنهم في إثراء تاريخ المملكة.

واعتبر الحداد دعم تمكين للشباب البحريني بالأمر الاستثنائي والذي انقذ الفنانين من مشكلة التمويل، لافتاً إلى أن المشاركة البحرينية في المعرض تزيد سنوياً مما يعكس الاهتمام الرسمي والشعبي بالفنان البحريني، معرباً عن أمله في تنامي المساحات الفنية للبحرينيين واستمرارها لسنوات عديدة قادمة.

وذكر الحداد أنه بفضل النجاح الباهر لتجربة "آرت باب" بإمكان البحرينيين الآن مجاراة الأعمال الفنية العالمية لتبادل الثقافات والخبرات ووجهات النظر والمشاركة في معارض عالمية.

من جانبه قال محمد تقي، فنان بحريني شاب، إن مشاركته الأولى في المعرض كانت طيبة وذات صدى جميل بالنسبة له ولغيره من الفنانين الشباب، لافتاً إلى أن المعرض حمل تحت سقف واحد العديد من الأعمال الفنية الرائعة للشباب البحريني.

وأضاف تقي: "نشكر ارت باب على إعطائها الفرصة لنا كشباب لعرض أعمالنا، وهذا الأمر ليس بغريب على المملكة في تبنيها للشباب وتوظيف طاقاتهم في مهارات فنية وغير فنية وإبراز قدراتهم على مستوى محلي وإقليمي وعالمي. وتبذل آرت باب جهوداً جبارة للتواصل مع معارض عالمية لعرض الأعمال الفنية واكتساب خبراتهم حتى يصبح الفنان البحريني ذائع الصيت عالمياً".

كما ثمن تقي دعم تمكين لأصحاب المشاريع الفنية والتجارية وتقديم النصح والمشورة والإرشاد وكافة أشكال المساندة حتى يتمكن الشباب من التألق والازدهار بما يخدم المملكة.

وذكر تقي أن التحديات أمام الفنانين البحرينيين بدأت تتلاشى بفضل الدعم والتسهيلات الحكومية المقدمة لهم، وإيمان الجميع بقدرات الشباب لتطوير قدراتهم وخلق فرص عمل للشباب مما سيكون له مردود إيجابي على اقتصاد المملكة.

بدوره، قال الفنان البريطاني هوبي ليمون إن مشاركته الأولى كانت حبلى بالمنافع والتجارب الغنية، مشيداً بحسن التنظيم والضيافة وما يتمتع به البحرينيون من ذوق رفيع في مجال الفن المعاصر.

واستطرد ليمون قائلاً: "هذه مشاركتي الأولى في البحرين ونمثل مجموعة من الفنانين المرموقين على مستوى أوروبا والعالم في الفن التشكيلي والفن المعاصر وتجسيد خارطة البحرين بألوان وتفاصيل فنية مميزة. وتجربتنا لغاية الآن في البحرين قد فاقت التوقعات، والأناس هنا رائعون للغاية".

وتابع ليمون بالقول: "التقينا العديد من الزوار والفنانين على هامش المعرض والذين عكسوا مدى رحابة البحرينيين وشغفهم للفن المعاصر والفن التشكيلي. كما التقينا عدداً من المواهب البحرينية الذين يملكون المقومات الأساسية للانتقال بأعمالهم الفنية إلى العالمية.

واعرب ليمون عن طموحه للمشاركة على أساس سنوي في المعرض، لما يملكه من مميزات وحسن تنظيم وإقبال لافت من مختلف شرائح المجتمع من داخل وخارج البحرين، خاصة من محبي اقتناء الأعمال الفنية المميزة.

من جهته، قال المصور الفوتوغرافي علي القصاب وأحد زوار المعرض ان ما لفت انتباهه في المعرض المشاركة البحرينية الكبيرة من الشباب الواعد وترتيب الأجنحة بشكل مريح للجميع من عارضين ومرتادين لآرت باب.

ورحب القصاب بتنوع الأعمال الفنية المعروضة لتشمل الرسم والتصوير والحرف اليدوية واعمال الخشب وغيرها.

وأعرب القصاب عن أمله في أن يستمر الدعم الرسمي وبخاصة صندوق العمل تمكين للفنانين البحرينيين، وذلك على غرار التجارب الإقليمية والأوروبية، مؤكداً على أهمية دور تمكين في مسيرة تطور الوسط الفني البحريني وتدعيم الطاقات والكفاءات في المملكة لإبراز البحرين على مستوى عالمي.

إلى ذلك، أعرب المسرحي السعودي عبدالرحمن السيد أحد زوار المعرض عن انبهاره بالمعروضات البحرينية والأعمال الأوروبية المشاركة، لافتاً إلى أن آرت باب تفوق على الكثير من المعارض الفنية بتنوع اللافت وتميز الأعمال التشكيلية.

واكد السيد أن الفنانين البحرينيين لهم بصمتهم في المعرض ومتميزين بمعروضاتهم التي لاقت استحسان جميع الزوار والمرتادين ومتذوقي الفن المعاصر، إضافة إلى الحرف اليدوية.

وأعرب السيد عن أمله في أن تستفيد الساحة الفنية السعودية من التجربة البحرينية الصاعدة، خاصة فيما يتعلق بدعم مؤسسات رسمية مثل صندوق العمل "تمكين" وتوفير التسهيلات الضرورية لنشر الفنون المحلية عالمياً.