أماني الأنصاري

أكد الطبيب الاستشاري ومدير مركز سلوان للطب النفسي د. عبداللطيف الحمادة، أن المركز سيطلق الإثنين، حملته الثانية بعنوان "خط أحمر" باعتبارها تمس أحد المواضيع الهامة والحساسة التي يحتاج فيها المجتمع إلى رفع غطاء الجهل والإنكار والتعامي عنها والمتمثلة في مشكلة "التحرش الجنسي".

وأضاف في لقاء مع "الوطن"، أن الهدف الأساسي للحملة، يتمثل في تغيير الصورة النمطية للمرض النفسي ومساعدة الناس على طلب العلاج دون خوف أو تردد، مبيناً أن تلك الحملة تأتي بمناسبة مرور عام على تأسيس المركز..وفيما يلي نص اللقاء..

"الوطن": ما السبب وراء قيام المركز بإجراء هذه الحملة؟

كما جرت العادة للمركز، ومن قبيل إحساسه بالمسؤولية الاجتماعية ودوره في مساندة القطاع الحكومي في رفع الوعي الصحي حول الأمراض والمشاكل النفسية وسط المجتمع، تأتي الحملة الثانية لتمس أحد المواضيع الهامة والحساسة والتي يحتاج فيها المجتمع إلى رفع غطاء الجهل والإنكار والتعامي عنها ألا وهي مشكلة "التحرش الجنسي"

"الوطن" وما الدافع الأساس وراء تسميتها بـ"الخط الأحمر"؟

الدافع وراء تسمية الحملة بـ"الخط الأحمر" هوحدوث التحرش الجنسي وهو أي صيغة من الكلمات أو الأفعال ذات الطابع الجنسي التي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر أو فكر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك ، فهذا لا يمكن تجاهله.

وعلى الرغم من وجود القوانين إلا أنها لم تستطع إيقافة، ولأن بعض الاضطرابات النفسية تؤدي إلى التحرش الجنسي اختار المركز شعارا للحملة "خط أحمر" حتى نبين مدى بشاعة وكبر حجم هذه الجريمة في حق المعتدى عليه والمعتدي والمجتمع برمته.

"الوطن" ماهي أهداف الحملة الرئيسة ومما تتكون؟

هدف الحملة االأساس، هو تغيير الصورة النمطية للمرض النفسي ومساعدة أفراد المجتمع، على طلب العلاج دون خوف أو تردد، ورفع وعيهم حول الأمراض النفسية بشكل عام وموضوع الحملة بشكل خاص "التحرش الجنسي"، ودعم المؤسسات الحكومية والخاصة وتشجيع موظفيها على زيارة الطبيب النفسي - إذا دعت الحاجة.

فقد يحدث التحرّش الجنسي في أي مكان، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة، مثل: الشوارع، أماكن العمل، المواصلات العامة، المدارس والجامعات، المطاعم، الأسواق التجارية، داخل المنزل، وحتى عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها، لذا يتوجب علينا رفع الوعي حول تلك الأمراض النفسية .

تتكون الحملة من قسمين ، الأول توعية وتثقيف المواطنون حول موضوع "التحرش الجنسي" في وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي، والقسم الثاني مسابقة تخص موضوع الحملة "التحرش الجنسي" من خلال تقديم عمل فني عبارة عن "فيديو توعوي".

"الوطن" كيف سيتم نشر هذه الحملة؟

توعية وتثقيف حول "التحرش الجنسي" في وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال عمل لقاءات تلفزيونية وإذاعية وفي الصحف وإعلانات توعوية وتثقيفية للجمهور في مواقع مشاهير التواصل الاجتماعي، ووضع ملصق توعوي يومي في مواقع التواصل الاجتماعي للمركز والموقع الإلكتروني الرسمي له.

الوطن" ما هي شروط مسابقة الحملة ؟

المشاركة للجنسين من عمر 15 – 55 سنة وذلك من خلال التعبير عن موضوع الحملة بفيديو توعوي. على أن يكون الفيديو موجهاً إلى جميع فئات المجتمع.

"الوطن" كم تستغرق الفترة المسابقة؟، ومما تتكون لجنه التحكيم؟

من المنتظر، أن تبدأ المسابقة اعتباراً من الإثنين 11 مارس وتنتهي في 30 نوفمبر المقبل، وتتكون لجنة التحكيم من طبيب نفسي، وناقد فني، ومخرج تلفزيوني.

"الوطن" وما هي الجوائز المقدمة ؟ ومتى سيتم الإعلان عن النتائج؟

الجوائز المقدمة، عبارة عن 3 جوائز، الأولى 500 دينار والثانية 300 دينار، والأخيرة 200 دينار، وسيتم الإعلان عن النتائج خلال يومي 16 و 17 ديسمبر 2019 مع احتفالات مملكية البحرين باليوم الوطني.

"الوطن" حدثنا عن أهم معايير التحكيم؟

أن تكون الفكرة أصيلة وغير مكررة ولم يتم استخدامها مسبقا في أي مكان آخر أو تكون مسروقة، وأن تكون فكرة العمل الرئيسة عن "التحرش الجنسي"، ويستوفي الفيديو الفنيات الأدبية والحد الأدني من معايير التقييم المتعارف عليها في مثل تلك الأعمال.

كما يشترط سهولة فهم الفيديوا وخدمتة للفئات المستهدفة منه من الأطفال أو البالغين، ومن أكبر شريحة من المجتمع من البسطاء وعامة الناس والمثقفين. بالإضافة أن لا تزيد مدة الفيديو عن 60 ثانية، ويكون الفيديو ملكا لمركز سلوان ولا يطالب صاحبه بإستعادته حتى ولم يفز العمل المقدم.

"الوطن" من هم المتحرشون؟

المتحرّشون مرتكبوا جرائم العنف الجنسى قد يكونوا أفرادا أو مجموعات من الرجال و/أو النساء أو الأطفال والناشئة. وقد يكون المتحرّش شخصًا غريبًا عنك بالكامل أو أحد معارفك: صاحب العمل، موظف، زميل في العمل، عميل، أحد المارة، أحد الأقارب، أحد أفراد العائلة أو ضيف. أما المتحرَّش بهم أو المعتدى عليهم فقد يكونوا أفرادًا أو مجموعات من كافة أعمار النساء و/أو الرجال أو الأطفال والناشئة.

"الوطن" وما الذي تود إيصاله للمواطنين كحقائق حول التحرش الجنسي؟

إن التحرّش الجنسي جريمة لا يمكن تجاهلها، على الرغم من وجود القوانين التي تمنع التحرش إلا أنها لا تمنع المعاكسات البسيطة والتعليقات المسيئة الحوادث الصغيرة، ولا يمكن على الإطلاق أن يُترك الأمر للمتحرّش ليقرر هو ما الذي يُعدّ تحرشًا وما الذي لا يُعدّ تحرشًا.

يمكن أن يحدث الاعتداء مرة واحدة فقط لكن غالباً ما يكون حدثاً متكرراً، ليس بالضرورة أن يكون المعتدي من الجنس الآخر، فالتحرّش الجنسي لا يعتبر غلطة الشخص المتحرّش به أو المعتدى عليه أبدًا، فالتحرّش بأحدهم هو اختيار يتخذه المتحرّش بغض النظر عن ملابس الشخص المعتدى عليه أو تصرفاته، والتي لا يمكن أبدًا أن تستخدم كعذرٍ لتبرير التحرّش. وهكذا.

فالأمر بسيط: الشخص الذي يتعرّض للتحرّش أو الاعتداء ليس مسؤولًا بالمرة عن أي نوع من أنواع التحرّش الجنسي الذي يتعرّض له، لا بشكل جزئي ولا كلي، بسبب بعض الاضطرابات النفسية التحرش الجنسي، وهنالك علاقة وثيقة بين الإدمان على الكحول والمخدرات والتحرش الجنسي، فقد تساهم وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام في الترويج للتحرش الجنسي وتشجع بعض المجتمعات على التحرش الجنسي.