حوار أجراه – جعفر الديري:
اعتبرت الشاعرة البحرينية حمدة خميس، نصوصها قصائد عفوية، تعبر عن حالتها النفسية حين كتابتها، أما كتاباتها في الصحافة فتشبه التأملات الفلسفية الانطباعية.
وأكدت الشاعرة في حوار مع ملحق فضاءات أدبية –على هامش مشاركتها في أمسية "شعراء أول أمسية للأسرة 3 يناير 1970" – أنها في انضمامها لمؤسسي أسرة الأدباء سبتمبر 1969، لم تواجه أي مشكلة أو عقبة في طريقها.
وقالت حمدة خميس إن اهتمام الجيل الحالي بالثقافة سواء بقراءة كتاب أو حضور ندوة أو فعالية ثقافية، محدود مقارنة بالأجيال الماضية، وهذا ما دفعها مؤخراً لكتابة نصوص قصيرة، تشارك بها في الفعاليات الثقافية في البلاد العربية، لافتة إلى أنها اكتشفت مؤخراً بين أوراقها مسرحية كتبتها في عام 1977. وجوانب أخرى أضاءتها الشاعرة.. فإلى هذا الحوار...
كتبت للمسرح
* لاتزال حمدة خميس مخلصة للشعر، تتحفنا بين حين وآخر بنصوصها الجميلة. لماذا هذا الاهتمام بالشعر تحديداً؟ وما نصيب مجالات التعبير الأخرى؟
- كلما تقدم المبدع في العمر تقدمت معه التجربة، غير أن قصائدي لاتزال عفوية، معبرة عن الحالة النفسية التي أكتب فيها. أما عن مجالات التعبير الأخرى، فسبق وأن كتبت للمسرح منذ سنوات طوال. وفي المرحلة الثانوية، كنت أكتب مواد الإنشاء، وكانت تتخذ في الغالب صورة حوار بين شخصين. حتى ديواني الأول "إعتذار للطفولة" تجد فيه شكلاً مسرحياً أو درامياً. وضمن نصوصه مسرحية شعرية بعنوان "فوق رصيف الرفض"، أخرجها في بغداد عوني كرومي. وقد اكتشفت مؤخراً وأنا أراجع أوراقي، مسرحية كتبتها في عام 1977.
* ماذا عن تجربتك في الكتابة للصحافة؟
- كتاباتي في الصحافة تشبه التأملات الفلسفية. وقد أصدرت مؤخراً كتاباً بعنوان "سلطة البلاغة"، ضم مجموعة من هذه الكتابات. وهناك أيضاً كتاب يضم نصوصاً شعرية لي، صدر العام الماضي من اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
اهتمام محدود
* فهل ترين مستوى اهتمام الجيل الحالي بالثقافة والأدب، يناسب الاشتغال الدائم من قبل المبدعين على الإنتاج؟
- اهتمام الجيل الحالي بالثقافة سواء بقراءة كتاب أو حضور ندوة أو فعالية ثقافية، محدود مقارنة بالأجيال الماضية، وهو اهتمام يتراجع يوماً بعد آخر. فأنت تشاهد هذا الجيل لا يترك الأجهزة الذكية من يده، فهو يستقي منها الأخبار وكل ما يلبي اهتماماته.
وأنا شخصياً عندما أحضر الندوات الثقافية في الشارقة، ألاحظ أن عدد من يحضر الفعاليات، يعتمد على أهمية الشخصيات المستضافة، أو الجهة الرسمية المنظمة للفعالية. وفوق ذلك، تجد الناس يعبثون بأجهزتهم الذكية. وقد استفدت من ذلك درساً، فحين أدعى للمشاركة في الفعاليات الثقافية في البلاد العربية، أحرص على قراءة نصوص قصيرة. فإن الحضور يمل الاستماع لتلك الطويلة.
* أنت في دولة الإمارات بشكل دائم منذ عام 1992.. فهل لمست فرقاً في البيئة الثقافية بين البلدين الشقيقين؟
- في الإمارات نشاط ثقافي واسع، خصوصا في الشارقة، حيث لا تتوقف الندوات الفعاليات. وهناك أيضاً مجال كبير لبروز المرأة، من خلال الأمسيات الشعرية وغيرها.
* كنت ضمن 16 أديباً وأديبة يعود لهم الفضل في تأسيس أسرة الأدباء والكتاب.. فهل صادفتك مشكلة أو وقفت عقبة في طريق انضمامك لهذا الصرح الثقافي؟
- لم تواجهني أية عقبات سواء كشاعرة أو ناشطة ثقافية. في ذلك التاريخ الذي فكرت فيه بالانضمام لأسرة الأدباء، لم تكن هناك أدنى حجب أمام المرأة. لقد كانت البحرين وقتها، تسمى لبنان ويشبهونها بباريس.
ندرة الأسماء النسائية
* لماذا إذن لم نجد غير حمدة خميس ومنيرة فارس ضمن المؤسسات للأسرة؟
- لا أعلم. ربما لعدم بروز أسماء نسائية وقتها في الشعر والقصة والرواية، مقابل بروز أسماء من الذكور، رغم أن أسرة الأدباء أنشئت أساساً لاحتضان المواهب الشابة من الجنسين، وأصدرت مجلة كلمات، لأجل جمع وحفظ النتاجات الإبداعية.