نص - علي الستراوي

ممسك بمعطف جسدي..

دون خوف..

دون ذاكرة تضمني بهدوء..

والمساء آخر من ينسى.

لأن المسافات بيني وبينك شائكة.

أمد قامتي بقامة الليل..

وعن صبايا الحي أخفي مشاعري

أسائل المارة عن زوادة لا تجوع..

وعنك..

بعد جبانة الصمت والحكايات الضائعة

وأعوام لا تتذكر ما خبأته السنين العجاف

ولا تفتح نوافذ حجراتها للغيوم المسافرة..

لأن المطر واقع في دموع السبايا..

والثكالى وانحدارات السيول..

وطرق موحشة في الزوايا الضيقة..

فمدي الخطى وتجاسري على الوجع

فالذي يعرف أبواب حدائقه..

لا ينحدر نحو أسفل العاصفة..

تعالي قبل اشتعال الفضاء..

لأنهم في غيابك أدركوا..

مواسم الطيور المهاجرة ..

فجلسوا فوق عتبات أتعبتها سنين الغربة..

لكنها تصلبت..

أطعمت صغارها ملح صبرها..

وهزت صواري السفن المغادرة..

وعند كل شجرة مثمرة..

التقى قلبها بقلب النسغ في الجفاف..

فلا أضاعت هي الخطى..

ولا أضعنا حدود البوصلة..

الغريب في تقويم نوايانا أدرك صحوة المسألة

فاحتضن الرضيع في رحم أمه..

وانحدر نحو طريق الشموع..

ميلاد لا يرى ما نراه في المعادلة..

أي ليل لا يرى في القمر صحوة الغريب

ضائع بين حرب وحرب..

دون ذلك من حينا الذي يرى ما لا نرى..

وأنت الهوى في مواسم عشقي..

تدركين أن لكل شذى عاشق..

وليد يعادل في أحشائنا ثقل حجر المقصلة

أحبك والهوى مثقل بالنوى..

فلا عامك مثل كل عام مضى

ولا دارك ذلك الدفء خلوة الملتقى..

كلهم هاجروا..

موحش أيها العام..

مقبل بين جرحين نازفين..

وكل ما حولنا شجر واقف في اليباس

أي موت جديد..

أي حب جديد

شدي ضلوعي فإني بعد عينيك أضيع.