أجمعت الصحف البحرينية على الأهمية الكبيرة التي تحظى بها زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى الجمهورية التركمانستانية الشقيقة، وسلطت الضوء في افتتاحياتها على القواسم المشتركة التي تجمع بين البلدين الشقيقين وفي مقدمتها الدين الإسلامي وعلاقات الود والتقارب بين القيادتين والشعبين، كما أشارت الصحف إلى النتائج المتعددة المتوقع أن تسفر عنها الزيارة السامية لا سيما على المستويات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية.



وكان الديوان الملكي أعلن أمس أن جلالة الملك سيغادر أرض الوطن ورعايته الموافق السابع عشر من مارس الجاري، متوجهاً إلى جمهورية تركمانستان في زيارة دولة الرسمية، تلبية لدعوة تلقاها جلالته من فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف رئيس الجمهورية التركمانستانية الشقيقة، يجري خلالها مباحثات مع فخامته تتناول علاقات الصداقة والتعاون التاريخية الوطيدة بين البلدين الشقيقين، وسبل دعم وتعزيز آفاق التعاون المشترك في شتى المجالات، إضافة إلى آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية.

واعتبرت صحيفة الأيام في افتتاحيتها هذه الزيارة مرحلة جديدة في علاقات البحرين الدولية، مع عالم جديد، ومع قوة اقتصادية هائلة وسريعة النمو، تمهد وتضع الأسس؛ من أجل إرساء شراكات بحرينية تركمانستانية متنوعة في مختلف المجالات لما فيه تحقيق مصلحة البلدين الشقيقين.



وقالت الافتتاحية إن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، يدشن بزيارته إلى الجمهورية التركمانستانية الشقيقة، مرحلة جديدة في علاقات البحرين الدولية مع وجهة جديدة في آسيا الوسطى، وهي الجمهورية التركمانستانية التي تتميز بسياسة الحياد التي تتبعها، والقائمة على حسن الجوار والاحترام المتبادل، حتى أن الامم المتحدة منحتها بالإجماع درجة الحياد الدائم.

وأشارت الصحيفة إلى الانسجام والقواسم المشتركة بين مملكة البحرين والجمهورية التركمانستانية حيث ينسجم البلدان في توجههما المعهود والدائم لترسيخ مبدأ الاحترام المتبادل والتعاون البنّاء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما يجمع بينهما العديد من القواسم المشتركة أهمها الدين الإسلامي، وجملة من العادات والتقاليد، ما يجعل نقاط التقارب كثيرة وكبيرة.



وتوضح الصحيفة أن هذا التقارب مع الجمهورية التركمانستانية والذي يأتي على أعلى مستوى بقيادة جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه سوف ينوع أشكال التعاون، وخاصة ما يتعلق منها بالجانب التجاري والاقتصادي والاستثماري، وصولاً إلى إقامة شراكة دائمة مع الجمهورية التركمانستانية.

وتحدثت الصحيفة عن النتائج العديدة المتوقعة من الزيارة، مؤكدة أنها سوف تتيح فرصًا واسعة ومتعددة وواعدة أمام القطاع الخاص، خاصة أن الاقتصاد التركمانستاني هو الأسرع نموًا في العالم، ويعتمد على الغاز الطبيعي، حيث تحتل عشق آباد المركز الرابع عالميًا في احتياطات الغاز، إلى جانب النفط والمنغنيز والفوسفات والحديد، وغيرها الكثير من الصناعات الثقيلة، إلى جانب الزراعة المتعددة والواسعة والتي تمثل نصف الدخل القومي للدولة، إلى جانب ذلك فالعلاقات مع الجمهورية التركمانستانية الشقيقة هو جزء من توجه مملكة البحرين لتوسيع علاقاتها مع دول آسيا الوسطى التي تتميز باقتصاديات سريعة النمو، وتمتلك ثروات باطنية هائلة، إلى جانب صناعات قوية وأراضٍ زراعية شاسعة، وسيكون لها شأن كبير في الاقتصاد العالمي، بينما مملكة البحرين لها موقع استراتيجي إلى جانب ما تمتلكه من خبرات مصرفية ومالية وتجارية رائدة مما يجعل فرص التعاون بين الجانبين هائلة.



من جانبها ألقت صحيفة الوطن في افتتاحيتها الضوء على أهمية الزيارة خاصة مع اكتفاء الدول العربية بعلاقات خجولة مع جمهوريات آسيا الوسطى بعد استقلالها عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، رغم الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والجيوسياسية لهذه العلاقات، ورغم الفرص التي يمكن أن تنتج عنها.

وتنطلق من هذه النقطة لتؤكد الأبعاد الاستراتيجية لزيارة جلالة الملك المفدى للجمهورية التركمانستانية الشقيقة، موضحة أن الدبلوماسية البحرينية بقيادة جلالته وعت مبكراً أهمية إنشاء جسور بين الخليج العربي خصوصاً ودول حوض بحر قزوين، في حين كان كثيرون ينظرون لعلاقات تنافس لا تكامل باعتبار المنطقتين غنيتين بالنفط والغاز.



غير أن السلوك السياسي للبحرين سار في اتجاه آخر؛ حيث إن التعاون مع منطقة تمثل واحدة من أغنى مناطق العالم في احتياطي النفط والغاز سينتج فرصاً اقتصادية وسياسية هائلة. وفي هذا السياق، تكتسب زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى أهمية استثنائية.

وفي حين تؤكد الزيارة توجه السياسة الخارجية شرقاً، فإنها في الوقت نفسه تعبر عن فهم عميق لمصالح منطقتنا وإيمان راسخ بأهمية نسج علاقات قوية مع دول آسيا الوسطى.



وتؤكد الصحيفة إن الارتباط العضوي بين أمن كل من بحر قزوين والخليج العربي والبحر الأحمر لم يعد مجرد تحليلات جيوسياسية، بل حقيقة تسعى البحرين إلى التعامل معها بالاستفادة من الروابط التاريخية والحضارية التي تربط دولنا بدول آسيا الوسطى.

وترى الافتتاحية أن مملكة البحرين تمد يدها شرقاً وغرباً لفتح آفاق جديدة تؤمّن لهذه المنطقة الاستقرار والسلام والرخاء. وتتجه اليوم إلى الجمهورية التركمانستانية وعينها على علاقات قوية تحقق للبلدين مصالحهما في وجه أطماع يكاد يكون مصدرها واحداً، وفيما تمثل الرحلة من البحرين إلى تركمانستان جغرافياً قفزاً فوق إيران على الخارطة، فإن علاقات المنامة وعشق آباد قد تمثل ذلك بالمعنى السياسي.



صحيفة البلاد جاءت افتتاحيتها بعنوان نحو آفاق جديدة من التعاون، حيث أكدت الصحيفة على الميزات التنافسـية المتوافرة في مملكة البحرين والجمهورية التركمانستانية الشقيقة والتي تتيح فرصا واعدة للبلدين يمكن استثمارها عبر تأسيس شراكة استراتيجية في القطاعات الحيوية الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والسياحية.

وتقول الافتتاحية إن زيارة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه إلى عشــق آباد تؤكد حرص البحرين على توسيع أطر التعاون والتنســيق مع دول وسـط آسيا في المجالات المختلفة، لاسيما السياسية والاقتصادية والتجارية.



وتؤكد الصحيفة أن المصالــح الحيويــة المشــتركة مــع هــذه المنطقــة مــن العالــم تقتضــي تكثيــف وتيــرة الاتصــالات واللقــاءات المتبادلــة، وذلــك فــي إطــار اهتمــام البحريــن الكبيــر بتنميــة علاقاتهــا ومــد شــبكة تحالفاتهــا، وســعيها نحــو الشــرق إلــى توســيع دوائــر ومجالات التعاون مع دول آسيا.وتكشف الصحيفة عن العديد من النتائج الاقتصادية المهمة المنتظرة من وراء زيارة جلالة الملك المفدى، مؤكدة أن الزيــارة الملكيــة الســامية ســتفتح آفاقــا جديــدة أمــام رجــال الأعمال والمســتثمرين فــي البحريــن ودول وســط آســيا الإسلامية، إذ يدرك جلالة الملك حفظه الله أن تقويــة العلاقــات مــع الجمهوريــة التركمانســتانية الشقيقة ســيحرك عجلــة التعــاون المشــترك ويعزز الفرص والإمكانات الاقتصادية والاســتثمارية المتوافرة، بما يســهم في تطور المناخ الاستثماري في البلدين، كذلك ستســهم الاســتفادة مــن الخبــرات التــي تملكهــا الجمهورية التركمانســتانية بشــكل فاعل في تطوير قطاعي الزراعة والصناعات التحويلية في البحرين، وإلى جانب ذلك فإن الاســتثمار فــي احتياطــات الغــاز الضخمة التــي تتوافر في هذا البلد الواقع في آســيا الوســطى ســيوفر فرصا واعدة للبلدين، اللذين يملكان الكثير من القواسم المشتركة التــي يســعى جلالة الملك المفدى إلى تأكيدها بما يضمن تحقيق الخير والنفع لكلا الشعبين الشقيقين.